آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:03ص

ملفات وتحقيقات


بعد كشف برلماني وإعلامي عن تسوية .. (عدن الغد) تقرأ بنود التسوية السياسية بين الشرعية والانتقالي

الخميس - 26 سبتمبر 2019 - 06:29 م بتوقيت عدن

بعد كشف برلماني وإعلامي عن تسوية .. (عدن الغد) تقرأ بنود التسوية السياسية بين الشرعية والانتقالي

(عدن الغد)خاص:

تقرير / محمد حسين الدباء

كشف برلماني وإعلامي مصري، أمس الأول، عن بنود اتفاق المصالحة بين الحكومة الشرعية، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تمت بموافقة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وقال عضو مجلس النواب المصري ورئيس تحرير جريدة (الأسبوع)، مصطفى بكري: "إن الإمارات والسعودية وبحضور ممثلون عن الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي توصلت إلى اتفاقا للمصالحة وإنهاء الصراع في المحافظات الجنوبية.

وأشار بكري إلى أن بنود الاتفاق تنص على خروج القوات المتصارعة من عدن إلي مواجهة الحوثيين، وعودة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية والبرلمان إلى عدن.

وأوضح الإعلامي المصري أن الاتفاق ينص على عودة كافة السفارات العربية والأجنبية إلى عدن وفي مقدمتها السفارة السعودية.. مشيرا إلى بقاء بعض القوات الأمنية في عدن لحفظ الأمن تحت إشراف القيادة الأمنية السعودية.

كما أشار بكري إلى أن من المتوقع الإعلان عن هذا الاتفاق رسميا خلال الأيام القليلة القادمة، وبحضور الملك سلمان بن عبد العزيز ومحمد بن زايد، والقيادات اليمنية من كلا الجانبين.

ولم تتضمن التسوية الحديثة عن تشكيل حكومة جديدة أو تعيين قيادات من الانتقالي في مناصب في الدولة.

ويبد أن السعودية استطاعت دحرجة حجر الحوار المتعثرة منذ ما يقارب الشهر، حيث أثمرت جهودها أخيرا بإحراز تقدم في الحوار بين الحكومة والانتقالي بحسب البرلماني وإعلامي مصري بكري.

وأكدت وكالة (واس) السعودية - ما ذكره البرلماني والإعلامي بكري -  استجابة الحكومة والانتقالي لدعوة المملكة للحوار.. معتبرة ذلك بأنه يمثل خطوة رئيسية وإيجابية لإنهاء أزمة الأحداث الأخيرة في عدن وأبين وشبوة.

هو ما أكده الرئيس عبد ربه منصور هادي في كلمته بمناسبة العيد الوطني الـ(26) من سبتمبر بقوله: "لقد استجبنا وبوعي ومسؤولية لدعوة الحوار التي دعا إليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، التي تسعى مشكورة وبجهد مميز وإصرار كبير من اجل إنهاء التمرد واستعادة وحدة الصف في مواجهة المشروع الكهنوتي للميليشيات الحوثية المدعومة بشكل واضح من النظام الإيراني والتي تسعى إلى إغراق البلاد في الخراب وتحولت إلى وكيل لقوى التخريب، تخريب بلادنا وتاريخها وارثها الحضاري وسلوكها السياسي القائم على احترام حق الجوار والحفاظ على مكتسبات الوطن وعلاقاته بالأشقاء والأصدقاء".

وصف هادي الانتقالي بالمتمرد  بقوله: "نحن حتى اللحظة بالرغم من استمرار حالة التحشيد واستمرار التسليح للمجاميع المتمردة ومحاولات إفشال الجهود المخلصة، فإننا سنواصل جهودنا مع الأشقاء في المملكة للسعي نحو الحلول الواقعية التي تصحح أي انحراف وتقوم أي اعوجاج على أساس ثابت وراسخ قائم على المبادئ الأساسية التي ناضل من اجلها شعبنا كل هذه السنين وأفصح عنها في مخرجات الحوار الوطني الشامل، مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية والسيادة والمواطنة المتساوية لكل أبناء الشعب اليمني ومشروعنا في بناء اليمن الاتحادي العظيم، يمن يحتضن كل أبناءه دون إقصاء ولا تهميش، والالتزام بتحقيق أهداف التحالف التي عبر عنها الأشقاء في المملكة العربية السعودية بوضوح تام في بيانهم الحاسم بتاريخ ٥ سبتمبر 2019م".

وأشار هادي إلى أبناء شبوة واصفهم بالأبطال "وفي هذا المقام نوجه تحية خاصة لكل الأبطال من أبناء الجيش الوطني الذين اختاروا الوقوف في صف الدولة وقرروا الانتصار لمشروعها، وتحية خاصة لأبنائنا في شبوة ـ شبوة العراقة والمجد، لكل ما أظهروه من كبرياء وشموخ وسلوك حضاري يعكس حضارة اليمن ويلخص أمجاده في التعامل المثالي مع كل من غرر بهم، ولقد وجهنا بدمج كافة أبنائنا من قوات النخبة في إطار الجيش الوطني، فالدولة هي دولة الجميع والجيش هو جيش الشعب اليمني كله دون استثناء".

يظل الكلام عن الوصول لتسوية سياسية بين الشرعية والانتقالي في حكم التسريبات ولا يمكن الجزم به خاصة وأن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أحمد الميسري، أكد عدم مشاركة الحكومة الشرعية في أي حوار مع الانتقالي، وأنه إن كان لا بد من حوار فسيكون مع الإمارات كونها الطرف الرئيس في الصراع مع الحكومة وصاحبة الأدوات العسكرية.

وقال الميسري: "سنعود إلى عدن بالحرب أو بالسلم ولن نتركها لمشروع التفتيت".. مؤكدا استعداد قوات الجيش الوطني لأي معركة وقدرتها في الحسم لصالحها.

وهو الأمر الذي أكده المتحدث باسم الحكومة راجح بادي.. نافيا وجود أي حوار مع الانتقالي في مدينة جدة السعودية.. مؤكدا أن وحدة الأراضي اليمنية والثوابت الوطنية ليست محل نقاش.

ونفى مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي خبر لقاء نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر بقيادات المجلس الانتقالي.. مؤكدا أن الخبر ليس صحيح.. مشيرا إلى أنه لم يتم أي لقاء أو حوار مع الانتقالي حتى يتم تنفيذ شروط الحوار، وهو الانسحاب من كل مؤسسات الدولة والمقار الحكومية ومعسكرات الدولة التي احتلها.

وذكرت مصادر أن تحركات الميسري والجبواني وجباري من الرياض للقاهرة ثم عمان نتيجة لضغوط للقبول بالحوار .. مشيرة إلى أنهم شكلوا جبهة رافضة للحوار مع وجود بعض أعضاء الحكومة يرغبون بالحوار للخروج من الأزمة ومنهم رئيس الحكومة معين عبد الملك والبركاني بحسب المصادر.

وقد نشهد في الأيام القادمة إن تم الحوار انشقاق فريق الميسري وتشكيل جبهة مضادة قد تزيد من أوجاع اليمن.

وبدا الانتقالي أنه أكثر حرصا على الدخول في أي فرصة للحوار وهو في موقف قوي، ليحصل على مكاسب أكثر، لكنه على أرض الواقع يستعد لخوض معركة جديدة ضد الشرعية في عدن، بينما الشرعية كذا تحشد لهذه المعركة التي أوقفها البيان المشترك السعودي الأمارات في الوقت الحالي.

وبعد عدم موافقة الحكومة الشرعية والموقف المحرج لوفد الانتقالي الذي طالت مدة إقامته في الجدة السعودية وتعنت الشرعية بعدم الحوار تعالت أصوات مؤيدة للانتقالي برفض التحاور مع الحكومة ويكون تفاوضنا مع السعودية، في ردا على تصريح سابق للميسري الذي رفض الحوار مع الانتقالي وقال لابد يكون حوارنا مع الإمارات، وقال العميد د. خالد النسي: "إن الوفد الحكومي ‏قالوا إنهم لن يتفاوضوا مع وفد المجلس الانتقالي وسيتفاوضون مع الإمارات مباشرة فالمفروض نحن الجنوبيون نرفض نتحاور مع حكومة الإخوان ويكون تفاوضنا مع دول التحالف بقيادة السعودية كشريك قوي وصادق عليه واجبات سيقوم بها ولشعبة حقوق عليهم الالتزام بها، أما شرعية الفساد فلا تعنينا في شيء".

ومن خلال المعطيات السابقة فالحكومة أمام معركة مصيرية تخص اليمن وكيانه وبقاء الشرعية مع إصرار في التحشيد وعدم قبوله بالشروط التي وضعت قبل البدء بالجوار.

واتسعت حملة التضامن مع الحكومة الشرعية من قبل قوى قبلية ومجتمعية أصدرت خلال الأيام الماضية بيانات مؤيدة للشرعية ومنددة بخيار الحرب وآخرها اللقاء الذي عقد صباح أمس في لأبناء مديرية مودية بمختلف شرائحهم المجتمعية القبلية والاجتماعية والتربوية والعسكرية .. رافضين ما ترتبت عليه أحداث عدن الأخيرة .. مؤكدين أن لا بديل لمؤسسات الدولة وضرورة حمايتها، والوقف خلف قيادة الشرعية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي.. مشيرين إلى أن القضية الجنوبية قضية أبناء الجنوب جميعا والعمل على حلها حلا .. مدينين المداهمات والاعتقالات التي طالت الكثير من القيادات والمواطنين على أسس مناطقية وغير قانونية، وأيضا قصف الطيران الإماراتي لقوات الجيش الوطني.. مستنكرين أبين بالإرهاب، وبحسب موقع (بوست) فإن الشرعية ستستفيد من هذا التضامن الشعبي القادم.

وطالب محللون الحكومة بضرورة فتح نوافذ جديدة مع كل الدول بلا استثناء للانفكاك من تحكم التحالف.. مؤكدين على ضرورة عدم إهمال مغادرة الرئيس هادي للرياض، والتهديد بالاستقالة في حال تم الضغط عليه للقبول بحوارات غير منطقية.

الموقف السعودي المتذبذب !!

منذ أحداث عدن والمملكة متذبذبة في مواقفها مما يؤكد عدم صحة التسريبات لعدة اعتبارات منها إصدار بيانين متناقضين إلى حد فالبيان الأول أكدت فيه السعودية دعمها للحكومة الشرعية رفضه أي بديل عنها، وأن على الانتقالي تسليم المؤسسات والمعسكرات التي سيطر عليها، أصدر بعدها السعودية بيانا مشتركا قالت فيه أنها والإمارات يرحبان "باستجابة الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة الحوار التي أطلقتها المملكة في مدينة جدة، لحل الأزمة في الجنوب اليمني"، هو نفته الأيام السابقة.

وآخر الموقف المتذبذبة للسعودية ما إعلانه وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير في تصريح صحفي أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد انسحبت من اليمن، وأن قوات الانتقالي استغلت فرصة غياب القوات الإماراتية لتسيطر على مدينة عدن.

وبدا هذا التصريح غير مفهوم لكثيرين ويؤكد تذبذب السياسة السعودية، حيث لم يحدث أي انسحاب إماراتي من عدن والدليل الطيران الإماراتي الذي قصف القوات الشرعية في العالم؟!.

وأكد هذا التذبذب محامي الرئيس اليمني السابق علي صالح عن شيء غريب في بعض دول المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، حيث قال: "إن بعض الأشقاء في التحالف العربي أمرهم غريب فيما يتعلق بوطنيتنا ووطنيتهم".. مضيفا أنهم عندما نتحدث معهم حول سيادة واستقلال بلدانهم وحقهم في الدفاع عن أوطانهم، نجدهم يستميتون في مواقفهم تجاه أوطانهم.. متعجبا من كيل الاتهام لهم عندما يتحدثون عن سيادة اليمن واستقلاله، فيما بعض الأشقاء يستميتون في مواقفهم تجاه أوطانهم.. مضيفا "وعندما نتحدث عن سيادة واستقلال اليمن وحقنا في الدفاع عنه نجدهم يتطاولون علينا ويكيلون علينا سيلا من الاتهامات والتصرفات الباطلة. مالكم كيف تحكمون؟".

 

قراءة لنقاط السوية المسربة !!

وبعد هذه المعطيات وبالعودة لما كشفه البرلماني والإعلامي المصري عن بنود اتفاق المصالحة بين الحكومة الشرعية، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تمت بموافقة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يمكن قراءة نقاطه على النحو الآتي:

 

خروج قوات (الشرعية والانتقالي) للجبهات

أكد محللون صعوبة تنفيذها على أرض الواقع خاصة وأن العقد انفرط من الجانبين فبعد المعارك التي درت رحاها بين الجانبين وسقط خلالها ضحايا فلن يجمعهم خندق واحد حتى وإن العدو الحوثي.. مؤكدين أن هذه النقطة جاءت لخدمة التحالف وليس للأطراف المتصارعة والتي ستكون قلم بيد محرك خاصة وأن الدعم سيتفاوت بين الجانبين خاصة الجانب الإماراتي الذي يدعم الانتقالي بقوة.. مشيرين أن الجانبين الشرعية والانتقالي إذا امتلكوا القوة العسكرية ربما نرى واقعا مخيفا في قادم الأيام.. مستدلين بإصرار الانتقالي عدم سحب قواته من المعسكرات والمواقع الحيوية التي سيطرت عليها عد  أحداث عدن، وذلك ردا على تصريحات للتحالف العسكري السعودي الإماراتي سابقة التي طالبت الانتقالي بالانسحاب كشرط للدخول في حوار مع الشرعية.

 

عودة هادي والبرلمان والحكومة.. على كيف؟!

وأكد المحللون من الاستحالة بمكان عودة الرئيس هادي البرلمان والحكومة لعدن خاصة البرلمان والحكومة، فالبرلمان الذي يعتبر الأطول عمرا، إذ انتهت فترته الدستورية في عام 2009، حيث أكدَ الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملس، أن شعب الجنوب لن يسمح بانعقاد جلسة مجلس النواب في العاصمة عدن، وأن الإرادة الشعبية لشعب الجنوب ترفض البرلمان الذي تجاوز عمره الافتراضي والقانوني والعرفي.. مضيفا "أتينا من الشعب وإلى الشعب ولا يمكن أن نقف إلا مع الشعب".

أما بالنسبة لعودة الحكومة فالانتقالي طردها مرتين الأولى في يناير 2018 والثانية في أحداث عدن الأخيرة، وبسبب الضغوط الخارجية عادة الحكومة في المرة الأولى، مما سبب امتعاض شعبي لرضوخ الانتقالي للضغوط، أما إن عادت الحكومة مرة أخرى بضغوط خارجية قد يفقد الانتقالي جزء من قاعدته الشعبية والتي ترى فيه المخلص للجنوب وقد يفقد مصداقيته.

 

عودة السفارات العربية والأجنبية إلى عدن

ويرى مراقبون أن عودة السفارات العربية والأجنبية إلى عدن ضربا من الخيال خاصة وعدن تعاني تفلتا أمنيا منذ خروج المليشيات الانقلابية منها وعجز الأمن خلال الخمس السنوات الماضية من فرض الأمن.

وقال مراقبون كيف يستطيع الأمن حماية السفارات وهو لم يستطع إيقاف سلسال دم أئمة وخطباء المساجد الذين يزين عن نيف وثلاثين، ولم يقدم حتى متهم واحد؟!!.. مضيفين أن عدن أصبحت مرتع للبلاطجة والمستقوين بجهات أمنية وعسكرية ولم يستطع أمن عدن محاسبتهم وما أحداث المحاريق ببعيدة كشاهد على هشاشته؟!!، إضافة إلى ظاهرة حمل السلاح التي استشرت في عدن خاصة هذه الأيام رغم أن أمن عدن منعها ولكن هذه الظاهرة في ازدياد؟، فكيف سيحمي أمن عدن السفارات أم أن السفارات ستستعين بقوات من بلدانها وهذا يجعل عدن تحت حكم قوى خارجية قد تفتح شهية القاعدة والدواعش للهجوم عليها لتتضاعف مآسي عدن أضعاف مضاعفة!!.