آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


هل ستكون اليمن شرارة الحرب العالمية الثالثة ؟!

الثلاثاء - 17 سبتمبر 2019 - 11:06 ص بتوقيت عدن

هل ستكون اليمن شرارة الحرب العالمية الثالثة ؟!

(عدن الغد)خاص:

تقرير / محمد حسين الدباء:

تذكر كتب التاريخ أن من أسباب نشوب الحرب العالمية الأولى- التي استمرت خلال الفترة 1914-1918م- حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28 يونيو عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو، وكذا توتر العلاقات الدولية في مطلع القرن العشرين بسبب توالي الأزمات، كأزمة البلقان، والصراع الفرنسي الألماني حول الحدود، بالإضافة إلى نمو النزعة القومية داخل أوروبا وتطلع بعض الأقليات إلى الاستقلال، ويضاف إلى ذلك تزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية لاقتسام النفوذ عبر العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي، والتزود بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسية وعسكرية، أدت إلى سباق تسلح بين الدول المتنافسة التي رفعت من نفقاتها العسكرية.

 

ومن أسباب الحرب العالمية الثانية والتي مهّدت لها الحرب العالمية الأولى، النزاع الدولي، عندما قام أدولف هتلر والحزب الوطني الاشتراكي التابع له بتسليح الأمة وتوقيع عدة معاهدات استراتيجية مع إيطاليا واليابان بهدف السيطرة على العالم، ففي شهر سبتمبر من عام 1939م غزا هتلر بولندا؛ الأمر الذي دعا بريطانيا العظمى وفرنسا إلى إعلان الحرب على ألمانيا والذي قاد إلى حرب عالمية ثانية استمرت لمدة ستة أعوام كانت الأكثر دماراً في التاريخ العالمي، وبالرغم من أنّ اندلاع الحرب على ألمانيا كان السبب في نشوب الحرب العالمية الثانية؛ إلّا أنّ أسبابها أكثر تعقيداً من ذلك.

الصراع الدولي في اليمن

والمتفحص لأسباب الحربين العالميتين الأولى والثانية يجد أنها اجتمعت في الأزمة اليمنية، حيث نجد أن الصراع الاقتصادي والتجاري يزداد حدة بين الدول الإقليمية والمجاورة لليمن، فقد أوجدت كل دولة لها حليفا يدافع عن مصالحها أو يوجد لها مصالح لتستفيد منها، فالحوثيون يعدون يد إيران في اليمن وهم السبب الرئيس لهذه الصراعات بينما تعد الشرعية مساندا قويا لحفظ مصالح السعودية والتي تخشى من سيطرة الحوثيين على اليمن لما سيسببه لها من مشاكل، بينما شكلت دولة الإمارات لها حليفا وهو المجلس الانتقالي ليدافع عن مصالحها في اليمن وموانئها تحديدا، وكل هذه الصراعات تحركها دول عظمى تتستر حلف دول أخرى، فالسعودية تقف خلفها أمريكا، والإمارات بريطانيا، أما إيران فتقف خلفها روسيا.  

سبب الصراع في اليمن 

نشرت مجلة (نيوزويك) الأمريكية مقالا للخبير الاقتصادي في بورصة نيويورك ومهندس سوق الأوراق المالية السنغافورية والمتخصص الدولي في بيع أكبر أصول الشركات العالمية الخبير الدولي حبيب ولد داده يتحدث عن وضع اليمن الاقتصادي قائلا: "اليمن الفقير الغني، هو في حقيقة الأمر سوف يكون من أقوى اقتصادات العالم وسوف يتخطى كل الحدود الاقتصادية عالميا، بلد يمتلك أكبر ثروات، وأنصح اليمنيين بالتمسك بالأرض فالمستقبل القريب جدا هو لليمن رغم التحديات الحالية".

 

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن اليمن الفقير غني بالموانئ، وهي: ميناء عدن أهم ميناء استراتيجي في العالم وهو عصب وشريان التجارة العالمية، فقط الأمر يتطلب وضع الميناء للمنافسة التجارية بشفافية مطلقة وهناك العديد من دول العالم ترغب بالاستثمار في هذا العصب، 75 مليار دولار أقل عائدات ووظائف عمل لملايين اليمنيين، ثم ميناء الحديدة ثاني أهم ميناء في البحر الأحمر وهو أفضل من موانئ السعودية والسودان والقرن الأفريقي لو جرى الاستغلال الأمثل لهذا الميناء فسوف يجعله أكبر محطة ترانزيت مع ميناء الصليف المجاور، و40 مليار دولار الدخل السنوي لهذا الميناء إذا تم استغلال الترانزيت فقط.

 

وأكد الخبير الاقتصادي أن موانئ البحر العربي بالإضافة إلى الامتداد الساحلي سوف يجعل هذه الموانئ بعد تطويرها من قبل المستثمرين أكبر محطات ترانزيت عالمية تضاهي شبه القارة الهندية ودول شرق آسيا، وبالإمكان أن تكون محطات لحاملات الطائرات من كل بقاع العالم، وعند إعادة النظر في ذلك سوف تجني اليمن من هذا ما يتجاوز 100 مليار سنويا مع توظيف الملايين فقط في موانئ بحر العرب.

 

وأشار الخبير ولد داده إلى مضيق باب المندب والذي تسعى دول الخليج للحصول على منفذ بحري لتصدير النفط عبر البحر العربي، وهذا في حد ذاته يعني الحصول على مليارات الدولارات لو تم الاتفاق مع دول الخليج على إنشاء أنبوب يمتد من السعودية إلى بحر العرب، وحصة اليمن بحسب الاتفاقات الدولية هي نصف أجرة النقل من موانئ النفط إلى آخر نقطة للأنبوب، وقس على ذلك إيران مع تركيا وروسيا مع أوروبا وسوريا مع العراق، هناك المليارات تحققها الدول من مرور أنابيب النفط والغاز عبر أراضيها في الوقت الذي ستجني اليمن أكثر من 200 مليار، وهو نصف أجرة النقل من موانئ الخليج إلى ميناء التصدير في بحر العرب بالإضافة إلى طلب ملايين العاملين في مجالات التصدير والضخ وغيرها.

 

وعن الثروة النفطية في اليمن يقول الخبير الاقتصادي: "إن منطقة الجوف وهي محادة للسعودية يوجد بها خزان هائل من النفط يحتوي على نفط اكبر من حقول السعودية والإمارات والكويت مجتمعة، بالإضافة إلى حقول النفط الأخرى".

 

أم عن المعادن ومناجمها فأكد الخبير أن منطقة لحج وأبين أرض غنية جدا بمعدن الذهب، حيث تتراوح نسبة الذهب فيهما من كيلوجرام واحد إلى 21 طنا، وهي نسبة عالية، بالإضافة إلى ذلك تكاد تكون المناجم سطحية مقارنة بالمناجم الأخرى، وكما أنه لا يخفى على أحد مناجم الذهب في حضرموت ومأرب وتعز وهذه الثروة الهائلة مطمع كبرى دول العالم.

 

ولهذه الأسباب نجد أن صراع الدول المجاورة التي تخاف على مصالحها مسنودة من دول كبرى تسعى لاستمرار الصراع بين أطراف الصراع حماية لمصالحها، ولكن هذا ربما يضر ببعض الدول المجاورة ضررا مباشر وخاصة السعودية التي تقود التحالف العربي.

تحول الصراع إلى الدول المجاورة

ويبدو أن مساحة الصراع في اليمن تمد شيئا فشيئا، وهو ما ينذر بحرب عالمية ثالثة إذا لم تحل هذه الصراعات في مهدها قبل أن تتوسع، والهجوم الأخير الذي تعرضت له منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية دليل على توسع الصراع واتخاذه منحى وطابعا دوليا، فأمريكا أكدت وقوفها مع السعودية في محنتها هذه.

 

وقد أكد المتحدث باسم التحالف العسكري، المالكي، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في هجومي خريص وابقيق إيرانية.. لافتاً إلى أن الطائرات المسيرة الحوثية إيرانية الصنع من طراز أبابيل.. مشيرا إلى أن الهجوم على معملي أرامكو لم ينطلق من الأراضي اليمنية مثلما أعلنت ميليشيات الحوثي.. مشددا على أن التحالف يؤكد قدرته على الدفاع عن المنشآت الحيوية، قائلاً: "لدينا القدرة على مواجهة هذه الاعتداءات".

 

كما اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بمهاجمة معملين لتكرير النفط بالسعودية، مستبعدا انطلاق الهجمات من اليمن، وهذا يؤكد وقوف أمريكا مع السعودية من جهة وتوسيع حربها على إيران من جهة أخرى.

 

كما أبدى حلف شمال الأطلسي قلقه البالغ بعد الهجمات على المنشآت النفطية في السعودية، ومن جانبه أكد ملك البحرين التأييد المطلق لما تتخذه السعودية من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها، وقد أكد في وقت سابق أن أي هجوم على السعودية ستكون مستعدة للدفاع عنها متى ما شاءت المملكة.

 

كل هذه الصراعات تتطور يوما بعد يوم مما قد يكسبها العالمية، خاصة إذا تحركت السعودية عسكريا بمساندة أمريكية وضربت إيران التي تشكل حلفا مع روسيا، فإيران تتمادى كل يوم أكثر من الآخر في استفزاز السعودية التي إلى الآن تستخدم شعرة معاوية. فهل ستتمادى إيران أكثر؟!.. وهل تظل السعودية في حالة الدفاع؟!.