آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


بعد بيان وزراء الشرعية.. الشرعية والانتقالي من التجييش العسكري إلى التحشيد السياسي

الإثنين - 16 سبتمبر 2019 - 05:02 م بتوقيت عدن

بعد بيان وزراء الشرعية.. الشرعية والانتقالي من التجييش العسكري إلى التحشيد السياسي

(عدن الغد)خاص:

تقرير / محمد حسين الدباء

يبدو أن مسار الأحداث سلك طريقا مخالفا لكل التوقعات خاصة بعد التحشيد والتجييش بين الجانبين في أبين والذي كان ينبئ عن صدام قريب ووشيك ليتحول إلى تحشيد وتجييش سياسي، فبعد مغادرة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة المصرية القاهرة قبل يومين ليجري بعض اللقاءات مع عدد من القيادات السياسية اليمنية المقيمة في مصر بهدف توحيد جهود كافة القيادات السياسية اليمنية من مختلف الأحزاب أو في عواصم أخرى، حيث أكدت بعض المصادر أن اللقاءات تمت بنجاح تام وضمت عددا كبيرا من القيادات وتم التوافق سياسيا على خطة عمل سياسية موحدة لمواجهة التطورات الأخيرة في البلد، ليخرج بعدها أمس ببيان سنقرؤه تاليا.

وفي الاتجاه الآخر وصل يوم أمس نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث أكدت مصادر أن زيارته تفقدية للجرحى الجنوبيين والوقوف على مكتب شؤون الجرحى وتفقد سير العمل.. مؤكدة أنها جاء بحسب بتوجيهات من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.

وأكدت مصادر أن زيارة بن بريك جاءت ضمن التحشيد السياسي المضاد لتحركات نائب رئيس الوزراء الميسري.. مشيرة إلى أن الأيام القادمة ستكشف الهدف من هذه الزيارة.

وأكد ناشطون أن زيارة بن بريك الهدف منها عقد لقاءات مع سياسيين مصريين للضغط لتقليص وتضييق الخناق على الشرعية التي تتحرك بأريحية في العاصمة المصرية القاهرة.. مشيرين إلى العلاقة المتينة بين الحكومة المصرية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

بيان الشرعية.. جريء ومصادم

بعد لقاءات قادها نائب رئيس مجلس الوزراء الميسري ونائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري ووزير النقل صالح الجبواني مع قوى سياسية يمنية خرجوا ببيان جريء طالب بإنهاء مشاركة دولة الإمارات من التحالف العربي بقوله: "ضرورة إنهاء مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في تحالف دعم الشرعية كونها انحرفت عن الأهداف التي من أجلها دعي التحالف لإسقاط انقلاب واستعادة مؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث تبنت ودعمت انقلابا مماثلا على الشرعية في عدن، وتبنت ودعمت، ولا زالت، مشاريع تمزق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة وإدارتها".

وأكد مراقبون  أن دعوة حكومة الشرعية لإنهاء دور الأمارات لأن العلاقة بينهما وصلت لمراحلها النهائية وقد تكون نتائجها مربوطة بالتحشيد في شقرة أبين.. مشيرين إلى أن الشرعية أكدت في بيانها تورط الطيران الإماراتي في أحداث عدن الأخيرة، والذي جاء فيه "ندين جريمة الاعتداء على الجيش الوطني من قبل الطيران الإماراتي، ونؤكد على قيام الحكومة بمقاضاتها في المحاكم الدولية وفتح ملفات الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية خلال السنوات الأربع الماضية".   

ودعا البيان إلى "دعم ومساندة الدولة في توجهاتها للحد من الأعمال الخارجة على القانون ووضع حد للتدخلات الخارجية غير القانونية التي تمس بسلامة وأمن الوطن وسيادته، ودعم إرادة القرار اليمني المستقل وتطوير أسس الشراكة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية كحليف استراتيجي لما فيه مصلحة البلدين وأمنهما القومي".

ومن خلال البيان وجه الميسري والجباري والجبواني دعوتهم للشخصيات الوطنية بكل توجهاتها لتشكيل جبهة وطنية واسعة للدفاع عن الجمهورية اليمنية بقولهم "نوجه دعوتنا للشخصيات والقوى الوطنية بكل توجهاتها في الداخل والخارج للتنادي لتشكيل جبهة وطنية واسعة للدفاع عن الجمهورية اليمنية التي تتعرض اليوم لمخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة لأطماع غير مشروعة لبعض القوى الإقليمية وعملائهم في الداخل".

واعتبر ناشطون مؤيدون للانتقالي أن "بيان الميسري والجباري والجبواني الذي دعوا فيه لإنهاء دور دولة الإمارات العربية المتحدة من التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية بمشاركة فعالة من الإمارات التي ساهمت بشكل مباشر بتحرير المدن الجنوبية من براثن مليشيات الحوثي الانقلابية، يعتبر مؤشرا رسميا على خروجهم من المشهد السياسي اليمني وإقالتهم من مناصبهم إثر حملاتهم التحريضية ضد دول التحالف العربي".

وعلق السياسي اليمني د. محمد جميح على بيان الشرعية بقوله "سيقولون تأخونوا"! في إشارة منه إلى إعلام المجلس الانتقالي الذي يرمى أي معارض لسياسة المجلس بأنه إخواني.

مستشار هادي: الرئيس سيطالب بخروج الإمارات

قال عبد العزيز الجباري، مستشار الرئيس اليمني ونائب رئيس البرلمان لوكالة (سبوتنيك الروسية): "إن الرئيس عبدربه منصور هادي، بصدد دعوة الإمارات رسميا للخروج من اليمن خلال أيام".. متابعا أن السبب في ذلك هو أن الأوضاع وصلت إلى مستوى لا يجب السكوت عليه.

وأضاف الجباري: "الحكومة والرئيس وكثير من المسؤولين اليمنيين حاولوا حل المشكلة بطريقة ثنائية بالتفاهم مع التحالف، لكن فشلت كل الجهود، وبالتالي ليس أمام الرئيس والحكومة ومجلس النواب سوى التحرك من أجل إخراج الإمارات من اليمن".

وأكد مستشار الرئيس اليمني أن اليمنيين قادرون على حل مشاكلهم وسوف يتفقون على كل نقاط الاختلاف بعيدا عن أي تدخلات.

وتابع الجباري: "كنا نأمل أن تأتي هذه الدول الشقيقة من أجل مساعدة الشعب اليمني، فأصبحت تشكل عبئا ومصدر خطر على وحدة اليمن واستقراره".

وبسؤاله حول ما إذا رفضت الإمارات الخروج من اليمن بعد دعوة الرئيس هادي لها قال الجباري: "في تلك الحالة يكون من حق الرئيس والحكومة أن يقرروا ما يريدون والوسائل التي يمكنهم استخدامها من أجل المصلحة الوطنية العليا لليمن".

تعليق الانتقالي على البيان

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أمس اجتماعها الدوري الأسبوعي، برئاسة اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، القائم بأعمال رئيس المجلس.. مستعرضة نتائج المشاورات التي عقدها وفد المجلس الانتقالي إلى حوار جدة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحة الجنوبية، وخاصة التطورات العسكرية في جبهتي شمال الضالع وثرة شمال أبين، وكذلك عمليات التحشيد والانتهاكات المستمرة التي تمارسها قوات ما تسمى بالشرعية والجماعات الإرهابية المتدثرة تحت غطائها.

ولم تتطرق رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لبيان وزراء الشرعية في اجتماعها الدوري أمس، ليعلق فيما بعد القيادي بالمجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي على بيان وزراء الشرعية بقوله: "عن بيان المطرودين نقول لهم بوضوح: السعودية لا تستغني عن الإمارات فهي شريكنا الرئيسي في ملفات المنطقة والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا وباكستان والهند والصين وروسيا والدوائر الغربية".. مضيفا "شكلوا جبهتكم غير الوطنية وستحظى بدعم إيران وتركيا وقطر وسيبقى التحالف العربي صمام أمان المنطقة".

البركاني قنبلة موقوتة

وفي لقاء متلفز على قناة (سهيل) قال نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري: "إن رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، عرقل صدور أي موقف من البرلمان إزاء قصف الطيران الإماراتي لقوات الجيش في عدن وأبين".. محملاً رئيس البرلمان مسؤولية ذلك.. ومطالباً أعضاء هيئة الرئاسة والبرلمان بالقيام بواجبهم الوطني إزاء ما يتعرض له الوطن من اعتداء ومخاطر.

وهو موقف وصفه مراقبون بالمتخاذل وحملوا البركاني مسئولية إلغاء دور البرلمان كسلطة تشريعية شرعية، ومنع صدور موقف من احداث عدن.. مشيرين إلى أن البركاني تغيرت ميوله السياسية بعد زيارته للإمارات في وقت سابق.

وأكد الإعلامي اليمني المعروف محمد الربع أن "الشيخ سلطان البركاني هو الشخصية التي تعدها الإمارات لتنقل صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي له".. مشيرا إلى ان الحملة التي شنت عليه بسبب رفضه إدانة الإمارات قد تهز من صورته وهذا يعني فشل المشروع البديل.. مؤكدا أن هناك آلة إعلامية لتلميعه والدفاع عنه.

وأكد مراقبون أن إصدار أمر يقضي بمصادرة أموال وأملاك 35 نائباً في البرلمان اليمني (موالين لحكومة الشرعية) ومن بينهم البركاني ورفع الحصانة عنهم, ووجهت إليهم تهمة الخيانة العظمى والتخابر مع دول أجنبية دليل على تهيئته ليكون الشخصية الوطنية لليمنيين.