آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

أدب وثقافة


كانت فتاة جميلة; قبل أن تغادر "قصة"

الأربعاء - 11 سبتمبر 2019 - 12:09 م بتوقيت عدن

كانت فتاة جميلة; قبل أن تغادر "قصة"

(عدن الغد)خاص:

كتب/إبراهيم بن صالح مجور.

كانت فتاة جميلة; بخديّن كخدود طفل بأسابيعه الأولى, بعينين ناعستين عسليتين, بصوتًا لا صوت آخر شبية له; على وجه هذا الكون.

شاهدتها -لأول مرة- جالسة ووحيدة على كُرسي إحدى طاولات الإستراحة الجامعية, لم استأذن لأجلس معها; بل جلست غصبًا عنها, أبتسمت; وليتها لم تبتسم -لحظة جميلة- قلت لها لماذا أنت جبانة؟

قالت; الشجاعة للرجال ليست للنساء "أدركت هنأ بأنها فتاة فيلسوفية" قلت لها الرجل شجاع عندما يرى أمامهُ عدوه -تغيرت ملامحها- أسرعت بقولي لكي لا تغادر وأخسر الحديث, بـ "ربما تكون إحدى العينان ليست مجملها; عدوًا.. لأن إسهامها حادة وقاتلة ويجب محاربتها وهزيمتها للفوز بغنائم الحرب الجميلة".

أطفأت جوالها الحديث من نوع "Note-8" ووضعت يدأها على خدها الأيسر الجميل.. فسألت هل تدرس أنت هنأ; أجبتها بـ "لا", بل بالكلية القريبة من كليتكم الهادئة.

راودنا الحديث; لقرب محاضرتها الثانية من سنتها الجامعية الأخيرة, ثم غادرت وأنا سعيد ورابح جائزة رائعة.

صباح أحد الأيام...

قُمت على إتصال فائت منها, شاهدت رسالة متواجدة; قالت فيها "مشروبك المفضل -اسبيرسو- في إنتظارك, وأرسلت العنوان".

قفزت; قفزة شبيهة بقفزة الجمباز, أرتديت مسرعًا تعطرت رائعًا, ووصلت ولم أتأخر كثير, كان باستقبالي أحد الأصدقاء -صاحب المكان- يخبرني ماذا يقدم ليّ قلت له اسألها وأشرت بسبابة اليد اليمنى; إليها -الجميلة- وصفني مازحًا بأنني شخصًا حقير, متمنيًا إليّ التوفيق بعد ذلك.

ذلك اليوم.. تعرفت تمعنت أحببت القهوة الخاصة بي أكثر من السابق, لما قدمت إليّ من صدف جميلة.

قربت ساعات الظهر; غادرت -الجميلة- بسيارتها -Soll- الصغيرة المكيفة, وغادرت -أنا- أدراجي بباص مزدحًا كان من على يساري شخص يمضغ القات بطريقة مقززة والآخر يجهز الشمة القذرة, أدركت وأكدت لنفسي -مُجددًا- بأن تلك البيئة غير صالحة لي أبدًا.

بعد أيام; غادرت الفتاة إلى سيئون مع والدتها ومن ثم إلى مصر, أخبرتني بأنها ستعود إذا تحسنت أوضاع المعيشة في عدن.

وبمساء إحدى الليالي; كنت أتحدث -فيديو كول- وسألتها; لماذا ظلت تدرس هنأ -عدن- ولم تدرس مع بقية أفراد أسرتها في الخارج, قالت لي: "بأن سنتها الجامعية; تعتبر السنة الأخيرة لها".

متمنية ليّ بأن أغادر هذا البلد, بعد أن ضحكت كثيرًا فور سماعها ما حدث لي في الباص الذي ركبت فيه إلى المنزل, رافضًا المغادرة معها -آنذاك- واصفة لي بأنني رجل جبان وخجول, ناكرة حديثها في اليوم الأول بأن الشجاعة للرجال -فقط- لا أدري هل هو تغلي أو شيء آخر.

غادرت "عدن" وأعتقد بأنها لن تعود; إلّا إذا عادت عدن لـ عدن, وذلك من الصعب.

فكرة القصة القصيرة:

إذا أردت أن تعيش بحب; ستعيشه, فلن تحكمك الأماكن أو الأزمان.. فعمر الحب -الحقيقي- ما يكون له شروط لِتحقيق مُراده; سوا الدبلوماسية في الحديث مع الطرف الآخر.

تنوية:

كل ما سبق قصة ورواية من الخيال, فأحيانًا; الإبهام الأيمن والأيسر يشتاق للكتابة الوجدانية, فيكتب كل ما يخطُر على البال.

هل لي أن أطلب منك شيئًا!

أبتسم; فقط.