آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

أدب وثقافة


منتدى أبو نمير بالحواشب..من قبلة المبدعين إلى أثر بعد عين فمن المسؤول

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2019 - 03:04 م بتوقيت عدن

منتدى أبو نمير بالحواشب..من قبلة المبدعين إلى أثر بعد عين فمن المسؤول

لحج(عدن الغد)خاص:

 

 

كتب/محمد مرشد عقابي:

 

 

في الوقت الذي شهدت فيه الساحة الفنية والثقافية في بلاد الحواشب فراغاً كبيراً ترافق معه توقف للحراك الأدبي تلاشت على إثره العديد من الصور الأبداعية الجميلة الأمر الذي القى بظلال تأثيره السلبي على كل أشكال وصور الحياة العامة في هذه البلاد التاريخية المعروفة بأرثها وتراثها الأزلي العريق، في هذا الوقت بالذات والذي بدأ مجتمعنا المحلي يتعاقد ويتشكل مع صيغ اخرى بديلة ودخيلة على انماط علاقاته التواصلية الواسعة التي تندرج في إطار مكونات نسيجه الاجتماعي والحضاري المدني من رحم هذه المعمة واللحظة الفارقة ومخاضاتها العسيرة ومن بين أوساط النخب الثقافية المتعددة انبثق مركز الإشعاع وهو منتدى أبو نمير ليخلق واقع أدبي يعيد الاعتبار لتراث الأباء والاجداد بزهو بريقه ولمعانه ويضفي مشهداً مضيئاً على الليل البهيم الاظلم الذي عاشه الوسط الاجتماعي العام في هذه البلاد الحبلى باساطير وفلاسفة الابداع، فصارت الشفافية والمكاشفة والنقد البناء وقبول الآخر وعدم الإقصاء والإلغاء وابداء الرأي بحرية بالإضافة الى المشاركة وغيرها من مفاهيم المجتمع المدني قيم ثابتة وحاكمة لصيغ الحوار بين جموع المثقفين ومعشر المبدعين الذين عاشوا لفترة في دائرة مغلقة بعيدة عن الاضواء وبين الآخرين من ابناء محافظة لحج المعروفة بشهرتها الجارفة بين الأمم بانها حاضنة الابداع والمبدعين في كل المجالات، وفي الوقت الذي أصبح التبادل الفكري والفني والثقافي بين الأفراد والمجتمعات والشعوب سمة العصر الذي نعيشه وصفة من صفات الحضارة وسجايا الرقي حيث أن التبادلية المقصودة هنا تفاعلية ومتعددة القنوات بفعل طبيعة الاتصالية المعاصرة، إلا أنه لا غنى عن ذلك الفعل الاتصالي المباشر مثل المقابلة والحوار المباشر الأكثر جدارة واحقية في الحوار الإنساني الإنساني، فوجود مكان تلتقي فيه الرؤى والأفكار وتتبلور الذوات الإنسانية لتتحاور وتتبارى وتتجادل وتتناقش باستفاضة وغير ذلك من فعل هذا الاتصال الإيجابي يعطي ثمرة جميلة وحيوية تكسب الأفراد صيغة الاعتبار لبعضهم البعض ولربما أضفى كثيراً من معقولية ومنطقية الحوار بعيداً عن هواجس الغوغائية وغطرسة الطرح والطرح المضاد المفلس المتداول بين الفينة والأخرى هنا وهناك والخالي من كوليسترول الآداب والأخلاق الذي نشهده كثيراً هذه الايام، ومن موقع الأهمية لوجود قالب يذكي فتيل الموهبة ويوقد روح الحماس ويشعل فتيل الابداع في تكوين المشتركات بين المتحاورين وتعزيز اواصر التواصل وديمومتها بهدف التدارس والتفاكر والتعامل من أجل خير الجميع كان لا بد من تأسيس هذا المركز التنويري المهم.

فمن متكومات تلك الفرضيات ووجوب ترجمتها على الأرض تم تأسيس وإنشاء منتدى أبو نمير الثقافي والفني بعاصمة بلاد الحواشب بناء على فكرة ومقترح تقدم به كلاً من كاتب هذه السطور ورفيق دربه الشاعر الحوشبي الكبير والمطرب المعروف في الساحة المحلية والشخصية الثقافية والتربوية والابداعية في لحج الاخ علي محمد سالم الكومي ليقوم الاثنان بهذا العمل دون اي إسناد رسمي ليكون بذلك هذا المنتدى أول منتدى ثقافي وفني وشبابي منظم في إطار مؤسسي يعنى بالشأن الفني والثقافي والابداعي بعد توقف معظم الاماكن التي تعنى باحياء مثل هذه الفعاليات والموروثات الشعبية الأصيلة وأفول النشاط الفني والثقافي واضمحلاله في كل ومناطق وعزل هذه البلاد المترامية، في خضم تلك الوقائع البائسة للحركة الثقافية قام منتدى أبو نمير ليؤسس بداية انطلاقة الحركة الثقافية من جديد وبعد ركود دام طويلاً حيث قام المنتدى على عدة قواعد ومحاور وديناميكية محسوسة لمس اثرها الجميع منها احياء المحاضرات والندوات المرتبطة بالتطبيق العملي وجلسات الفن والطرب والأمسيات الشعرية والابداعية بجانب التعريج على الموروث الشعبي العريق والأصيل والفن التشكيلي والإهتمام بالجانب الحضاري والتاريخي والتنقيب عن تراث ابناء الحواشب بمختلف اشكاله وانواعه وابراز الجوانب المضيئة من تاريخ هذا البلد المعطاء وتسليط الضوء على شخصياته التي صنعت المجد والعراقة والتاريخ على مر العهود والحقب الزمنية الغابرة لهذا البلد العريق.سعى القائمون على هذا المنتدى الى تطور برامجه لتتحول إلى محاضرات مبرمجة وجلسات مفتوحة للحوار بين المواطن والمسؤول حول اهم القضايا التي تشغل الساحة وتكون حديث الساعة على ألسنة الناس سواء كانت ثقافية او اجتماعية او حتى سياسية تصب في خدمة المصلحة العامة وتوثيق المخزون الثقافي والمعرفي والخدمي وتسهم بالإهتمام به، وكانت هناك افكار وروئ تتعلق بضم برامج المنتدى العديد من الكفاءات في شتى التخصصات من داخل الحواشب ومن خارجها وذلك للإسهام في رفد وتحوير القضايا الجوهرية المهمة وجدولتها زمنياً لتنفيذ اجندتها الخدمية والإشعاعية على مختلف الأصعدة والمستويات، وخلال فترة وجيزة من عمر إنشاء منتدى أبو نمير تميزت كافة الفعاليات التي اقامها بالجدية في طرح وتداول ومعالجة القضايا من ناحية اختيارها أو مناقشتها وكذلك بالحوار الصريح والمفتوح دون قيود أو تحفظات او حواجز، أيضا تميز المنتدى في فترة الإنشاء الأولى بسمة التنوع والتعددية سواء من حيث الحضور والمشاركين في احياء الفعاليات أو من ناحية مقدمو المداخلات والمحاضرات التي كانت تلامس قضايا الواقع المعاش، اليوم نعيش على اطلال ذلك الماضي الجميل لنلحظ بعين الحسرة والندم ما وصلت اليه الأوضاع الثقافية والفنية والأدبية في موطن الأشعاع الفني والفكري ومنجم المبدعين وفطالحة العلم بلاد الحواشب من مستوى انحطاطي مهول تزامن مع توقف انشطة المنتدى الذي ظل لفترة يعمل بجهود ذاتية من قبل شخصان فقط هما الفنان المبدع علي الكومي رئيس المنتدى ومعه كاتب هذه السطور في وقت عجز الجميع عن دعم ومساندة هذا المنتدى لكي يتمكن من مواصلة اداء رسالته السامية، ذلك هو المنتدى الذي كان بمثابة المنارة الثقافية والفنية والأدبية التي تأوي جموع المبدعين بل والمركز الأشعاعي الكبير الذي تعملق في زمن قياسي في بلاد الحواشب رغم المعوقات وبعض العادات والتقاليد، هذا الصرح لم يصمد بفعل الكثير من العوامل والتأثيرات والمتغيرات التي واجهها والطروف التي عانى منها مؤسسوه فهل يتم اعادة الحياة اليه من جديد بعد فترة الموت السريري التي عاناها لكونه يعتبر قبلة المبدعين او ان زمن اهمال ونكران الكوادر الفنية والثقافية سيطول، هذا سؤال نوجهه لذوي الإختصاص والمعرفة.