آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:45م

ملفات وتحقيقات


بيان هيئة علماء اليمن يثير غضب شعبي عارم وردود أفعال كبيرة بالمحافظات الجنوبية.

الإثنين - 02 سبتمبر 2019 - 03:18 ص بتوقيت عدن

بيان هيئة علماء اليمن يثير غضب شعبي عارم وردود أفعال كبيرة بالمحافظات الجنوبية.

خاص"عدن الغد" عدن

في خضم الاحداث الاخيرة المتسارعة في جنوب اليمن التي اظهرت حجم الصراع الكبير ومدى موامرة الاطراف التي يسعى كلا منها في بسط سيطرته على جنوب اليمن.

وفي اطار الاحداث الاخيرة اصدرت هيئة علماء اليمن السبت الماضي بيانا افتت فيه بضرب المجلس الانتقالي الجنوبي.

كما دعت الهيئة في بيانها  جميع اليمنيين حكومةً وشعباً، وقيادة التحالف العربي أن يعملوا سريعاً للقضاء على ما وصفته بـ"تمرد" المجلس الانتقالي الجنوبي  .

وأهابت بالسعودية الاستجابة لمطالبات الحكومة لها بتوقيف دولة الإمارات عن الاعتداء بالضربات الجوية على الجيش اليمني، ووقف كافة الدعم المالي والعسكري لكل التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة وسلطة القانون، وتحميلها جميع التبعات والمسؤوليات المترتبة على ذلك.

واعتبرت هيئة علماء اليمن في بيانها ان ماقام به المجلس الانتقالي يمثل خدمة كبيرة للمليشيات الحوثية والمشروع الايراني الذي يسعى للسيطرة على المنطقة.

وفي دفاع عن الوحدة اليمنية قالت الهيئة أن استقلال الجنوب عن الشمال محاولة لفرض أجندة مشبوهة .

واشادت الهيئة في موقف الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة ومجلس النواب ازاء الاحداث الاخيرة.

واشادت هيئة علماء اليمن بموقف قوات الجيش والأمن، وقبائل محافظة شبوة وأبين ولحج ورموز المحافظات الجنوبية، وكافة المكونات الرسمية والشعبية، التي رفضت هذا التمرد وتصدت له


واستدلت فتوى علماء اليمن الجديدة بالحديث النبوي الشريف البريء من استخدامه في فتوى علماء حزب الاصلاح والقائل " مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ ، فَاقْتُلُوهُ " (رواه مسلم).

واعاد البيان لغة فتاوى العام 1994 التي أوجدت المسوغات لتلك الحرب التي ما تزال تأثيراتها السلبية تتسبب في تفاقم الصراعات بين الجنوب والشمال،  كون الاحتقان السياسي المعاصر يعد جزء من تلك الحرب ونتائجها المدمرة.

-صدمة بالغة نتج عنها غضب عارم واستياء كبير.

وعقب البيان اجتاحت المحافظات الجنوبية ردود أفعال غاضبة  وتلقت المحافظات الجنوبية الفتوى الجديدة التي تدعو للجهاد ضد الجنوب بصدمة بالغة نتج عنها غضب عارم واستياء كبير اعتبرتها الاوساط في الشارع الجنوبي بانها فتوى تكرر تحليل دماء الجنوبيين وقتلهم تحت اسم الدين .

واعتبر مراقبون بيان علماء اليمن بيانا سياسيا بغطاء عباة الدين ويحوي فتوى جديدة لتحليل دماء الشعب الجنوبي وقياداته السياسية والعسكرية والأمنية. وهو ما يتناسب مع الاعمال الارهابية التي تنفذ ضد الشعب الجنوبي باستمرار من اعمال تفجيرات واغتيالات وتصفيات تقوم بها الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وبقية مسميات الإرهاب.

مشيرين الى انها تكرار للفتوى التي اصدرها علماء حزب الاصلاح في 94 والتي تم فيها تحليل دماء الشعب الجنوبي وقتل النساء والاطفال بحجة انهم كفار وشيوعيين . حيث استخدم حزب الاصلاح في فتوه السابقة قاعدة فقهية بشكل خاطئ وطبقها وفقاً لرغباته الدموية والارهابية في قتل الشعب الجنوبي وهي قاعدة  درء المفاسد اولى من جلب المصالح.

ودعت الاوساط الجنوبية كل العلماء ورجال الدين الجنوبيين بتحديد موقف واضح للرد على فتاوى حزب الاصلاح التي ستخدمها لتلبية توجهاته السياسية.

-استنكار واسع وتساؤلات مهمة.

واستنكر ناشطون وحقوقين جنوبيين بيان علماء اليمن الذي اثار عديد من الاسئلة لماذا هيئة علماء اليمن -صنعاء- لم تصدر فتوى إباحة قتل مليشيات الحوثي؟ ولما لم تصدر فتوى أخرى لقتل عناصر تنظيم القاعده الإرهابي باليمن؟ اوتجرم الحوثيين على حرب2015 في الجنوب؟ او تقوم بدعوة الجيش الوطني اليمني إلى ممارسة وظيفته في صنعاء وصعدة وعمران؟

واعتبر سياسيون جنوبيين ان البيان ازاح حقيقة أن حزب الاصلاح هو من يقف خلف كل الخطابات المحتقنة سواء الصادرة عن الرئاسة أو الحكومة أو البرلمان، معتبرين انها جميعها تاتي تحت سقف واحد وتعمل على تأجيج النفوس وتمهد للاقتتال.

وعبرنشطاء جنوبيون عن رفضهم لمثل هذه الفتاوى التي وصفوها بالباطلة والتي تكرس الدين وتحرف نصوص الايات والاحاديث بحسب أهواء ثلة ممن سخروا الدين سلماً لتحقيق رغباتهم والوصول الى الحكم .

وفي السياق استنكر الناشط عدنان الخضر بيان علماء اليمن وكيفية استدلالهم بادلة شرعية تماشي رغباتهم في القتال لا السلام وقال الخضر:

كان بإمكان هيئة علماء اليمن _ وهي أسوا منشأة حكومية يمنية على الإطلاق _ أن تبدأ بيانها بأية مثل :
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوة كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)-فصلت 41/33-34- أو أي آية أخرى تدعوا للحوار والسلام.

واضاف :لكنهم فضلوا حوار التحريض والعنف والقتل وبدأوا بيانهم ب ( وقاتلوا )
ليس جديد ، فهي متعودةدايما أن تحرض على القتل ضد الجنوب.

ومن جهتها قالت الاعلامية زينة الغلابي:

هنيئا لأبناء جيلي ممن لم يعيشوا حرب صيف ٩٤ على الأراضي الجنوبية، بتحريض فتوى دينية قبيحة، اليوم يعاد التاريخ لتعيشوا الخيبة مرتين، مع اختلاف موازين القوى، لكن الحقيقة بينة للملىء.

واضافت الغلابي: انها ليست حرب جنوبية جنوبية، انها حرب جنوبية شمالية ، وتنطوي تحت كلمة شمالي كل القوى الحوثية، الاخوانجية، اليسارية، ودكة الحياد المقرفة في الشمال، الشامتة في الجنوب .

واختتمت حديثها: فتوى هيئة علماء اليمن، تحرض للمرة الثانية القتال على الجنوبيين، " بصيغة استحياء" هذه المرة .. اليكم بيان الكراهية .