تواصلت أمس الأحد المواجهات العسكرية العنيفة ما بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الشرعية اليمنية للسيطرة على عاصمة محافظة شبوة الجنوبية.
وشهدت معارك الأمس تحولا في المشهد العسكري بمدينة عتق مع تحقيق القوات الجنوبية تقدما عقب هجوم شرس شنته لاستعادة المواقع التي سيطرت عليها قوات الشرعية خلال الأيام الماضية.
هجوم مضاد لقوات الانتقالي
وشنت قوات النخبة والحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي هجوما مضادا ظهر أمس واشتبكت مع قوات الجيش بالضواحي الجنوبية لمدينة عتق.
وقال مصدر ميداني لصحيفة (عدن الغد) ان قوات النخبة أوقفت تقدم قوات الجيش وانتزعت موقعين هما الكسارة والخزان.
ودارت مواجهات عنيفة بين الجانبين حيث حاولت قوات الجيش اليمني التقدم خارج مدينة عتق فجر أمس إلا أنها جوبهت بمقاومة شرسة من قبل قوات النخبة والحزام.
امتداد المواجهات إلى الأحياء الشرقية من مدينة عتق
وامتدت المواجهات المسلحة أمس إلى الأطراف الشرقية لمدينة عتق.
وقال مصدر ميداني لصحيفة “عدن الغد” ان الاشتباكات توسعت بين الجانبين إلى الأطراف الشرقية لمدينة عتق وفي محيط مبنى المشفى الجديد للمدينة.
وقال سكان محليون إن حرب شوارع اندلعت بين الجانبين وسط تبادل كثيف لإطلاق النار من اسلحة متوسطة.
وشنت قوات الحزام والنخبة الجنوبية هجوما عنيفا أمس للسيطرة على مدينة عتق وانتزاعها من قبضة قوات حكومية الشرعية اليمنية.
الجيش يتحدث عن صد هجوم واسع النطاق
وقالت قوات الجيش بعتق إنها صدت هجوما واسع النطاق لقوات النخبة والحزام الامني شرق عتق.
وقالت مصادر في قيادة اللواء 21 ميكا ان قوات الجيش صدت هجوم ضخم لقوات النخبة والحزام بدء صباح أمس.
مصدر في قوات النخبة والحزام الامني نفى تلك المزاعم، وقال ان القوات الجنوبية تواصل التقدم.
وقال سكان محليون وشهود عيان لصحيفة “عدن الغد” ان اشتباكات عنيفة دار في محيط نقطتي الجلفوز والارسال بالجانب الشرقي للمدينة.
وقال شاهد عيان ان سيارات إسعاف شوهدت وهي تقل عدد من جرحى وضحايا الاشتباكات.
وشنت قوات النخبة والحزام هجوما مضادا لاستعادة نقطة الجلفوز والارسال وأكدت سيطرتها عليهما، فيما نفى الجيش ذلك.
وفي وقت لاحق اعلنت قوات النخبة الشبوانية سيطرتها على تبة الارسال ونقطة الجلفوز بعتق.
وقال مصدر في قيادة قوات النخبة ان قواتها سيطرت على تبة الارسال القريبة من مدينة عتق ونقطة الجلفوز.
واشار المصدر الى ان قوات النخبة شنت هجوما واسع النطاق للسيطرة على مداخل مدينة عتق حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجانبين.
معركة «الأرض المحروقة» في عتق
بدوره قال ركن التوجيه المعنوي للواء الثالث/ محمد مقلى الديولي بان قائد اللواء الثالث النخبة الشبوانية اكد انطلاق معركة عسكرية للسيطرة على مدينة عتق أطلق عليها (الأرض المحروقة).
وقال الديولي في تصريح صحفي بالقول: “معركتنا اليوم معركة الشرف والبطولة والأرض والعرض، وسنفدي شبوة بدمائنا وكل غالي ولن نتراجع إما الموت أو الشهادة، ولقد أتوا ألينا بجحافلهم ومرتزقتهم وابتلونا في أرضنا وتكالبوا على شبوة من سيئون ومأرب والبيضاء والجوف التي كان يفترض أن تتجه إلى صنعاء”.
وأضاف: “لا تراجع لا مساومة لا انسحاب حتى التطهير لعتق وارض شبوة”.
قوات الشرعية تكشف عن تحركها صوب الصعيد بشبوة
وعلى نفس السياق قال الجيش إنه بدء أمس زحفا صوب مفرق مديرية الصعيد بمحافظة شبوة الواصل الى مديرية حبان، قائلا بأن قواته تمكنت من السيطرة على نقطة العكف.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوات النخبة في نقطة العكف الأمنية أمس.
ونقطة العكف هي اخر نقطة لقوات النخبة في محيط مدينة عتق.
وقال شهود عيان لصحيفة (عدن الغد) ان قوات الجيش تحركت الى مفرق الصعيد.
وتوقفت الاشتباكات التي اندلعت أمس بين قوات من اللواء 21 ميكا وقوات النخبة بمحافظة شبوة في ساعات المساء.
وقال سكان محليون لصحيفة “عدن الغد” ان الاشتباكات توقفت عند الساعة الرابعة والنصف عصرا عقب اندلاعها لساعات.
وبحسب المصادر فقد عادت جميع القوات إلى مواقعها السابقة التي كانت عليها قبل اندلاع الهجوم الذي وقع صباح أمس.
محافظ شبوة: لم نختر هذه الحرب
محافظ شبوة محمد بن عديو قال في بيان أصدره أمس ونشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ): “لقد مررنا في هذه المحافظة بواحد من المنعطفات الخطرة الذي نعزم على تجاوزه”.
وأضاف البيان “لسنا اليوم بصدد فتح الجراح بل سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لتضميدها وفتح صفحة جديدة من التسامح، لقد مددنا يدنا لجميع اخواننا بمختلف انتماءاتهم مستلهمين ذلك من قناعتنا بأننا جميعا شركاء في هذا الوطن لكن قوبل ذلك برفع السلاح في وجوهنا..، وأنشأوا معسكرات وجلب لهم كل أنواع السلاح من قبل الإمارات واعتدوا به على رجال الجيش والأمن”.
واردف البيان: “لم نختر هذه الحرب ولم نكن نتمنى حدوثها وقدمنا كل التنازلات لكنهم أغلقوا كل باب وحشدوا كل قواتهم من مدرعات وعربات لو امتلك الجيش الوطني القليل منها لاختصر الوقت في دحر المليشيات الايرانية، وأمام هذا العدوان لم يكن أمامنا من سبيل غير الدفاع عن الدولة ومؤسساتها مع توجيه تعليمات صارمة لأبطال الجيش والأمن بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب سفك الدماء مهما كان الأمر”.
وأشار إلى أن “توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومتابعته كان لها الدور الأكبر فيما تحقق”.
وقال: “لقد وجهنا بالعفو عن الموقوفين وإعادتهم إلى ذويهم مكرمين كما وجهنا بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وتأمين عاصمة المحافظة ووجهنا بمعالجة القصور في الخدمات التي تسببت فيها هذه الأحداث”.
الشرعية: سيطرنا على موقع غرب عتق
وقال مصدر محلي لـ”عدن الغد” أن قوات تابعة للشرعية سيطرت على موقع عسكري يتبع قوات النخبة الشبوانية غرب مدينة عتق.
وقال المصدر أن قوة من الجيش تقدمت أمس الأحد غرب عتق وسيطرت على نقطة نصاب والموقع العسكري المحيط بها.
ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين قوات الجيش وقوات النخبة شرق مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة إثر هجوم للنخبة لاسترداد المواقع التي سقطت خلال اليومين الماضيين.
أنباء متضاربة عن اعتقال قيادي بالحزام
من جانبه نفى مصدر مقرب من القيادي في الحزام الأمني مازن السيد الجنيدي اعتقاله في مواجهات شبوة امس.
وقال المصدر لصحيفة “عدن الغد” ان “الجنيدي بخير ولم يتم اعتقاله”.
على الجانب الاخر اكدت مصادر في قيادة اللواء 21 ميكا اعتقالها لقيادي في الحزام يحمل لقب (السيد) وقالت انه “مازن الجنيدي”.
ولم تتوفر معلومات وافية حول الأمر.
لواء الصاعقة في الضالع يعزز قوات الانتقالي بشبوة
وأعلنت أمس قيادة اللواء الخامس صاعقة بقيادة العميد يوسف الحكم ابو ماجد “تأهب قواته للتحرك من الضالع الى محافظة شبوة لمؤازرة قوات النخبة الشبوانية ضد مليشيات الإصلاح وعلي محسن القادمين من محافظة مأرب”.
وقال: “الحرب اليوم جنوبية - شمالية، يريدون ان يستعيدوا التواجد الشمالي في الجنوب محاولين استغلال حوار الرياض وهدنة الانتقالي لتعزيز تقدماتهم في الجبهات ولو عن طريق الغدر، فالغدر احد مواهب العدو الشمالي منذ زمن”.
واضاف ابو ماجد: “ لن نتردد في الدفاع عن شبوة ومساندة ابطالها من قوات المقاومة والنخبة وكل أبناء شبوة الشرفاء فالمعركة، مصيرية وتهم الجنوب بشكل عام”.
بامعلم: ما يحدث في شبوة كشف حقيقة شرعية الاخوان
وحول الوقائع التي تشهدها شبوة، قال القيادي بهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ احمد بامعلم: “ما يحدث في محافظة شبوة كشف التحالف بين كلٌ من شرعية الاخوان والقوى الارهابية”.
وأضاف: “ان هذا التحالف يعتبر الأخطر في تاريخ البلاد”.
الكعبي: الأحمر ارسل قواته الى شبوة ولم يرسلها لقتال الحوثي
بدوره قال الخبير العسكري والمحلل السياسي الاماراتي خلفان الكعبي إن الألوية الثقيلة التي حركتها الشرعية جنوبا لقتال المجلس الانتقالي في شبوة كانت تبعد عن مواقع الحوثيين كيلومترات قليلة ومع ذلك لم تتحرك لقتاله طوال خمس سنوات.
واضاف: “على الرغم من أن المجلس الانتقالي الجنوبي وافق على الحوار وعدم معارضته لشرعية هادي إلا أن ذلك لم يمنع على محسن الأحمر من إرسال قواته لشبوة ولم يرسلها لقتال الحوثة”.
جابر: من يقف ضد الانتقالي هم ضد الجنوب وقضيته
أما السياسي الجنوبي عبدالسلام عاطف جابر، فقال ان “من يقف ضد الانتقالي هم من يقفون ضد الجنوب وقضيته”.
وقال جابر: “الشعب الجنوبي الصابر فوّض المجلس الانتقالي الجنوبي وسوف يضحى بكل غالي ونفيس خلف الانتقالي”.
واختتم جابر بالقول: “على العالم أن يعي هذه الحقيقة ويتعامل مع قيادة الانتقالي على أنهم القيادة الوحيدة للجنوب”.
الربيزي: معركة شبوة بينت اختطاف حزب الإصلاح للشرعية
أكد القيادي الجنوبي احمد الربيزي ان معركة محافظة شبوة بين القوات الحكومية وقوات النخبة اوضحت اختطاف حزب الاصلاح للشرعية اليمنية.
وقال الربيزي: “وضحت الصورة جلية لمن لازال يتشكك بأن الشرعية اليمنية المختطفة من الإصلاح اليمني اليوم تقاتل ضد الجنوبيين في صف واحد مع فصائل الإرهاب الإخوانجي”.
الشبحي: هكذا كشف الإصلاح عن حقده على الجنوب
قال السياسي الجنوبي عادل الشبحي ان ما فعله الإصلاح خلال يوم في عتق يكشف حقده على الجنوب.
وقال عادل الشبحي عضو الادارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي: “ما فعلته مليشيات علي محسن والإصلاح خلال يوم في عتق يكشف للداخل والخارج كم هو الحقد على الجنوب والمحبة والتعايش مع الحوثي خمس سنوات”.
واضاف: “لم تكن بهذا الحماس والوحشية والنفير بالمساجد وضد من.. ضد أبناء الجنوب في شبوة, وضد دول التحالف ورموزها ودولة الإمارات”.
السقلدي: معارك عتق فضحت امتناع القوات الشمالية عن تحرير صنعاء واستهدافها الجنوب
وقال الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي ان أحداث شبوة الأخيرة كشفت للجميع عدة حقائق، منها أن حزب الإصلاح يمتلك كمية كبيرة من الأسلحة وبمقدورة التقدم صوب صنعاء إلا انه يحجم عن ذلك خوفاً من هزيمة أو احتفاظا بقوته الى قادم الأيام.
وقال السقلدي: “حقائق كشفتها لنا أحداث عتق أن حزب الإصلاح - المسمى بالشرعية - بحوزته كم هائل من السلاح يذخرها لضرب الجنوب اليوم قبل بكرة.
وان لدى هذا الحزب القدرة على التقدم صوب صنعاء ولكنه يحجم عن ذلك إما خشية من هزيمة عسكرية أو يحرص على إبقاء قوته بتضخم مستمر لقادم المراحل وينتظر من ينوب عنه اليوم بالمهمة شمالا.
لقد استطاع حتى الآن أن يستفيد من حالة التخبط والفشل السعودي ويتلاعب بهما الى أبعد الحدود.
كما ان الجغرافيا اللصيقة بين شبوة ومأرب المعقل الرئيس لحزب الإصلاح، مكنته من عملية الإمداد ماديا وبشريا الى عتق. وهذا دليل قاطع على أن يد الإصلاح هي من اسقطت عتق، مستفيدا من العنصر الجنوبي الموجود تحت أمرته ويتخذ منه ساتر يتخفى خلفه منذ عام 94م”.