آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

أدب وثقافة


أحلامي وأمواج البحر والساحل شبه المحاصر (خاطرة)

الأحد - 25 أغسطس 2019 - 04:58 م بتوقيت عدن

أحلامي وأمواج البحر والساحل شبه المحاصر (خاطرة)

بقلم: رشيدي محمود

تمنيت كثيراً أن أحصل على وظيفة في وزارة الثروة السمكية، وتحديداً في إدارة الإرشاد السمكي، تماماً كوالدي رحمة الله عليه رحمة واسعة، ولله الحمد فقد تحقق ذلك، وحصلت على الوظيفة، وقلت أخيراً سوف اجري اول عمل لي في مجال البحث والدراسات المتعلق بحياتنا كصيادين والحياة البحرية، وبما أنني كنت ارافق والدي الله يرحمه في بعض الأحيان عندما كان يقصد ساحل بندر فقم وكثيراً ما كان يحدثني حول تواجد بعض الكائنات البحرية في ساحل بندر فقم، وكان يخبرني عن القواقع وانواع اخرى كثيرة من المحار، والتي كنت اشاهدها برفقته.

وعندما توظفت قبل حوالي شهر ونصف، قلت في نفسي ها قد بدأ المشور وبإذن الله سوف اقوم باول دراسة متخصصة في ساحل بندر فقم، إلا أنني أكتشفت بأن أحلامي تلك سوف تتقاذفها الأمواج على رمال هذا الساحل لوقت غير معلوم، هنا في هذا المكان حيث تتواجد الثروات البحرية في داخل البحر وعلى الساحل، ولن أستطيع فعل اي شي او عمل اي شي، ولا حتى كما كنت مخطط بأنني سوف أمكث على ذلك الساحل أكثر من أسبوع بليلة ونهاره.

وحتى يومنا هذا ما تزال تلك الأحلام تراودُ أيامي وبشغف كبير على الرغم من أنني أرها وقد صارت بعيده المنال، ويوم بعد يوم تبعد أكثر وأكثر، فهذا الساحل بات اليوم في حكم شبهُ المحاصر....وباتت أحلامي تلك أسيرة رمال البحر وأمواجه حتى إشعار اخر و(رحمة الله عليك يا والدي) يا من كنت تقول لي دائماً بأننا نحن نمشي على ساحل بندر فقم وبأن في هذه الساحل ثروة لا يقدر قيمتها إلا من يفهمها ....اما أنا فأنني سوف اقول لم يعد لامثالنا في هذه المكان مكان...فالزمن اليوم زمن المطبلين لا المثقفين...فكيف سوف نبحث عن ثرواتنا البحرية ونستثمرها في ساحل بات اليوم في حكم شبهُ المحاصر.

 

*إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن - أخصائي أبحاث ودراسات إرشاد سمكي لدا وزارة الثروة السمكية