آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


"عملية نهب جماعية لقصر معاشيق .. ما الذي يحدث في عدن؟ "

الخميس - 22 أغسطس 2019 - 01:12 ص بتوقيت عدن

"عملية نهب جماعية لقصر معاشيق .. ما الذي يحدث في عدن؟ "

عدن ( عدن الغد) خاص:

بعد أيام من الهدوء الذي ساد مدينة عدن والترقب لما ستؤول اليه مفاوضات جدة بين وفد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ووفد. المجلس الانتقالي المسيطر على المدينة في الاونة الاخيرة عقب الاحداث الماضية التي خاضتها عدن وكان محورها القصر الرئاسي "معاشيق".. عاد التوتر مجددا للمدينة وتحديدا في محيط قصر المعاشيق بمدينة اثر عملية نهب جماعية لمحتويات القصر.

ويعتبر القصر الرئاسي في مدينة كريتر الواقع في أعلى هضبة معاشيق، أحد القصور حديثة البناء والتطوير، حيث تم بناؤه وتطويره بعد تحقيق الوحدة اليمنية في مايو/أيار 1990، ويحتوي عدد من الفلل الضخمة ودور الضيافة إلى جانبه في مساحة معاشيق.

وبعد تحرير عدن ودحر ميليشيات جماعة الحوثي تم تدميره خلال الحرب وتكفل التحالف بإعادة تأهيل القصر، وشملت تلك الأعمال إصلاح الأضرار البالغة المترتبة عن الحرب.

وتعد هذه العملية التي تعرض لها قصر المعاشيق خامس عملية نهب جماعية منذ بنائه. 

وأثارت هذه العملية العديد من الجدل وأسالت الحبر عن العديد من الأسئلة كونها تاتي عقب يوم واحد من سفر وفد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة رئيسة عيدروس الزبيدي الى مدينة جدة في السعودية للبحث في المفاوضات مع حكومة الشرعية في شان الاحداث الاخيرة..والانسحاب من المواقع التي سيطر عليها في عدن.

وهو ما يستدعي السؤال الاهم.. من اعطى الضوء الأخضر لعملية نهب قصر المعاشيق التي حدتث مساء امس الاربعاء؟.. مادلالة تزامنها مع اللقاء المرتقب في جدة ؟

 

تفاصيل متضاربة عن عملية النهب

 

وتضاربت الانباء عن حقيقة ما حدث في المعاشيق حيث قالت بعض المصادر إن خلافات اندلعت بين أفراد الحماية الرئاسية وبعض الضباط، بسبب المرتبات، لافتة الى أن عناصر من الحراسة، اقتحموا مخازن القصر ونهبوا محتوياتها. لتتدخل فيما بعد قوات مشتركة من أمن عدن والحزام الأمني لمنع عمليات النهب، ويندلع على إثر ذلك اشتباكات محدودة مع أفراد الحماية، قبل أن يتمكن الأمن من السيطرة على الموقف وتأمين القصر.

فيما قالت مصادر اخرى أن العناصر التابعة للقياديين في الحماية الرئاسية لؤي الزامكي وسند الرهوة فتحوا بوابة قصر المعاشيق بشكل مفاجئ لتبدأ عملية نهب وفوضى كبيرة في منطقة حقات بمحيط قصر المعاشيق وهو ما دفع بقوات الحزام الأمني إلى التدخل وإيقاف عملية النهب والفوضى حيث أنتشرت في منطقة حقات وأغلقت الطرقات المؤدية إليها لإحتواء الموقف .لتتدخل فيما بعد قوات الحزام الأمني لمنع أعمال النهب التي طالت محيط قصر المعاشيق بعد أن تخلت الوية الحماية الرئاسية المكلفة عن مهامها في تأمين بواباته بشكل مفاجئ ودون إبلاغ التحالف العربي بذلك .

بينما اتهم مراقبون سياسيون ان قوات المجلس الانتقالي بالتسبب بالواقعة عبر القيام باطلاقالنار صوب حراسة القصر مادفعهم للانسحاب ليعقب ذلك سماح قوات الانتقالي للمواطنين بنهب القصر ومحتوياته .

واستغرب متابعون للشأن اليمني عدم تدخل ألوية الحماية الرئاسية لمنع عمليات النهب في القصر، والتي يفترض أن حمايته من مسؤولياتها، بينما اعتبر آخرون أنها ”متواطئة في الموضوع“.

ولتقصي الحقيقة ونقلها من مختلف مصادرها تحرت الصحيفة من مصادر متعددة غير رسمية عن تفاصيل عملية السرقة ومن تسبب بها. 

وذكرت مصادر محلية لـ“عدن الغد “ تفاصيل أخرى حول عمليات النهب وقالت المصادر ان القوات الأمنية التابعة للحماية الرئاسية المكلفة بحماية بوابة القصر  انسحبت من موقعها بشكل مفاجئ وصورة غريبةمن بوابة قصر (المعاشيق)، ، قبل أن تبدأ عمليات النهب وهو ما تسبب بدخول جموع غفيرة من المواطنين للقيام بعمليات نهب واسعة لمكاتب الوزراء والمسؤولين في القصر الرئاسي.

وأشارت المصادر إلى المحتويات التي تم نهبها هي ومحتويات مقر رئاسة الوزراء، ومخازن للاسلحة وتم كذلك محتويات مكتب قائد اللواء الأول حماية رئاسية سند الرهوة، اضافة الى سرقة محتويات المكاتب الواقعة حول ملعب حقات لكرة القدم.

ولم يتسن لـ“ عدن الغد“ التأكد بعد من صحة المعلومات الواردة بشأن انسحاب قوات الحماية الرئاسية كونه لا توجد مصادر رسمية افادت بهذه المعلومات حتى الان. 

واكدت المصادر تدخل قوات أمنية تتبع الحزام الامني، للحد من عمليات السرقة، وقامت باطلاق اطلقت بعض الاعيرة النارية في السماء لتفريق جموع الناهبين في محاولة على ما يبدو لمنع استمرار عمليات النهب بقصر المعاشيق،فيما شوهد أشخاص يفرون من المكان حاملين بعض المقتنيات وتقوم فيما بعد بوقت لاحق بالانتشار بشوارع وازقة مدينة كريتر وتغلق مداخلها ومخارجها بهدف استرجاع ما تم سرقته من القصر الرئاسي. 

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية اليمنية رفض الحكومة المشاركة في أي حوار مع الانتقالي قبل الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها وتسليم الأسلحة وعودة القوات الحكومية إلى معسكراتها.