آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

فن


هذا ما قاله التيهاني الفائز بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب

الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - 03:22 م بتوقيت عدن

هذا ما قاله التيهاني الفائز بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب

(عدن الغد)متابعات:

كشف الدكتور أحمد التيهاني، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد، وعضو مجلس إدارة أدبي أبها، في كتابه "الشعر في عسير" ، عن دراسة شاملة للشعر في منطقة عسير في العهد السعودي خلال الفترة 1351 إلى 1430، واعتبر في حديثه إلى "العربية.نت" الفوز بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب في مجال الكتب المتعلقة بالأدب في السعودية، حافزاً مهماً لمزيد من العمل واستكمال بعض المشروعات العلمية، التي كان قد بدأها وحالت دونها بعض المحبطات، مشيراً إلى عمله في مشروع موسوعي، بدأه من عام 1436 ولم يتمكن من استكماله لأسباب نفسية على حد وصفه.

الجائزة ليست هبة
وأكد بأن فرحته بالفوز مضاعفة لعلمه، لاسيما وأن الجائزة ليست هبة، فالكتب الفائزة تمر بمرحلة طويلة من التحكيم والتدقيق والمراجعات، ولا تعلن اللجنة العلمية في دارة الملك عبد العزيز أسماء الفائزين وعناوين الكتب، إلا بعد تمحيص وتدقيق ودراسة من الجوانب كلها، مما يعني أن هذا العمل العلمي المتمثل في كتابة الشعر في عسير، قد مر بمراحل كثيرة من التدقيق والمراجعة ليكون أحد الكتب الفائزة بهذه الجائزة.
وقال: "أشكر القائمين على هذه الجائزة، ومرشحي الكتاب من الأفراد والجهات، وأسأل الله القدرة على استكمال مشواري الثقافي في هذا الوطن الغالي".
التيهاني أهدى كتابه إلى والديه، إذ جاء في الإهداء: "إلى والدي عبدالله بن أحمد التيهاني: كان إنجاز هذا العمل أهم وأغلى أمنياتك.. وها هو بين يديك. وإلى والدتي عائشة بنت أحمد آل ذيبان: ها قد استجاب الله دعواتك.. وها هي نتيجة جهدي قبلة بر على راحتيك".
محتوى الكتاب
يقع الكتاب في مجلدين يتكونان من حوالي 1200 صفحة، ويحتوي المجلد الأول على تمهيد تاريخي مفصل، يحدد الإطار المكاني للدراسة، ويقوم على ربط العرض التاريخي بالتطورات الدلالية التي طرأت على لفظة "عسير"، منذ ورودها عند الهمذاني في القرن الرابع الهجري، حتى استقرارها، دالا على منطقة إدارية سعودية، كما يضم هذا الجزء فصلين: أحدهما دراسة شاملة في مصادر الشعر في عسير، والفصل الثاني دراسة موضوعية في الأغراض الشعرية التقليدية، شملت أكثر من 100 ديوان مطبوع، وأحد عشر ديواناً مخطوطاً، فضلاً عن مئات المصادر الصحفية والتاريخية وكتب التراجم والمجاميع الشعرية، أما المجلد الثاني فيحتوي على دراسة فنية مفصلة في أربعة فصول، هي بناء القصائد، ولغتها، والصورة الفنية، والموسيقا، ثم خاتمة مطولة تتضمن أهم نتائج الدراسة، وفهارس.
الكتاب يحتوي على كم كبير من المعلومات المعرفية المتعلقة بمنطقة عسير تاريخاً وعادات وموروثات، وأكثرها معلومات مبنية على الشعر الصادر عن أبناء المكان، لأنه المصدر الرئيس للمؤلف في استنباط هذه العناصر، كما يضم ملحوظات نقدية مغايرة تتعلق بالحقول الدلالية للغة الشعر في عسير، ومحلية بعض الألفاظ، واختلاف دلالاتها الهامشية عن دلالاتها المعجمية اختلافاً ناجماً عن استخداماتها المحلية، وتضمين القوالب الشعرية المحلية، ومصادر استمداد الصورة الفنية، واختلاف ترتيب الأوزان الشعرية الشائعة عند شعراء منطقة عسير، عنها عند غيرهم في المناطق السعودية الأخرى.
صعوبات في الطريق
وحرص التيهاني – في الكلمة الظاهرة على الغلاف الأخير للكتاب – على بيان أهم الصعوبات التي واجهته في أثناء البحث، ومنها: كثرة الشعر والشعراء، واختلاف مذاهبهم الفنية، وتباعد مصادر استمدادهم الثقافية واللغوية، وبخاصة في العقود الثلاثة التي تلت سنة 1400هـ، وصعوبة الحصول على المادة الشعرية، للشعراء الذين توفاهم الله، وكان لهم شعر قبل سنة 1390هـ، إلا أن أبرز الصعوبات التي حرص المؤلف على إظهارها، هي كون أكثر الشعراء من أصدقائه أو أساتذته، حيث يقول عن ذلك: "هناك صعوبة شخصية تتسم بشيء من المرارة، ويحيط بها الكثير من الحرج ويضاعفها قدر كبير من الحب، وتتمثل في كون أكثر الشعراء الذين تناولتْ هذه الدراسة نتاجهم، هم من أساتذتي الفضلاء، أو أصدقائي المقربين، مما جعلني – مرات كثيرة – أقف على حواف فخ العاطفة، وذلك أجبرني على التحوط والاحتراز غير المؤثرين على التجرد، وذلك باختيار الجمل النقدية، اختياراً حذراً يقرأ ردودَ أفعال الشعراء، وبالتخلي – أحياناً – عن بعض المصطلحات، كيلا تكون النتيجة سوءَ فهم يخلق في الأنفس سخطاً أو عتباً أو غضباً أو حنقاً، وبرغم ذلك سعيت إلى الصدق، والحياد، والموضوعية، والإنصاف".
ويضيف أنه بالرغم من ذلك حرص على الموضوعية والتجرد، إذ يقول: "أزعم زعماً يقترب من اليقين، أن هذا البحث لم يتضمن من مظاهر المجاملة، سوى إسباغِ شيءٍ من اللطف على لغة النقد، لأن المنهج النقدي هو الحكَم العدل، والقانون الواضح الذي يسري على النصوص كلها".
يذكر أن جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب تهدف إلى تشجيع الباحثين والمهتمين بالتأليف الذي يحقق أهداف دارة الملك عبدالعزيز، ودعم المؤلفات المتعلقة بتاريخ المملكة العربية السعودية خصوصًا، والجزيرة العربية عبر العصور عمومًا، والاهتمام بالدراسات التي تُعنى بالمجتمع السعودي، وتعزيز الدراسات الأدبية والتاريخية في المملكة العربية السعودية.