آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:06ص

ملفات وتحقيقات


ترحيل ”الشماليين“..هل يأتي بدولة الجنوب ؟

الإثنين - 05 أغسطس 2019 - 01:31 م بتوقيت عدن

ترحيل ”الشماليين“..هل يأتي بدولة الجنوب ؟

تقرير / عبدالله جاحب

شهدت العاصمة المؤقتة عدن،  على مدى اليومين الماضيين، هستيريا " امنية  " للتكوينات والتشكيلات المسلحة التي تتبع ما يسمي بالحزام الامني،  حيث قامت تلك القوات المسلحة بحملات " امنية  " طالت إيقاف المئات من ابناء المحافظات الشمالية، وإعادتهم إلى مناطقهم  ،  بدعوى " تأمين  عدن " عقب يوم أسود دامي تعرضت فيه العاصمة المؤقتة عدن لعدة هجمات مؤخراً.

تلك الحملات الأمنية اثارت الكثير من الغطًا الكبير  ،  واحدثت موجه من الاستياء الشعبي في الشارع الجنوبي  ،  تجاه تلك التصرفات التي لا تخدم الجنوب وقضيته لا من بعيد ولا من قريب  .

حيث آثار ترحيل الشماليين على متن شاحنات نقل وحشرهم فيها نوع من الغضب الشعبي في الشارع الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن  .

حيث يرى الكثيرون بأن تلك الأفعال التي أقدم عليها الحزام الامني في محافظة عدن، من قبل جنودا قاموا بها،  عقب الهجومين اللذين فجعت بهما مدينه عدن يوم الخميس الماضي، إذ استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مركز شرطة الشيخ عثمان شمال عدن، تزامنا مع هجوم آخر شنته مليشيات الحوثيين على معسكر الجلاء التابع للواء الأول دعم وإسناد،  أثناء عرض عسكري غرب المحافظة  ،  ليحصد الحادثان 49 قتيلا وعشرات الجرحى،  طبقا لبيان وزارة الداخلية اليمنية  ،  بينهم قائد اللواء منير اليافعي المكنى ب " أبي اليمامة  ". 

وكانت ردت الفعل غير مناسبة وغير صحيحة وليست في محلها، ولم تأتي ثمارها وثارها،  او تجنى وتحصد الحقيقة   .

واستهدفت الحملة، المئات من ابناء المحافظات اليمنية الشمالية في محافظة عدن، جنوب البلاد،  بشكل عشوائي وهستيري وغير منتظم او خطوات مدروسة عبر حواجز تفتيش مرورية تتصيد جمع من الضعفاء وعمال البناء وحصرهم وحشرهم في سيارات نقل كبيره  . 

وعمليات فوضوية وغوغاء عارمة أصابت الأسواق في عدن من خلال عمليات نزول ميداني مفاجئة إلى الأسواق والشوارع، يتم من خلالها فرز أبناء محافظات الشمال اليمن،  واعادتهم إلى مناطقهم  . 

أثار ترحيل الشماليين من الطبقات البسيطة الضعيفة حالة من عدم الرضى والجدل الكبير بين اوساط الجنوبيين انفسهم قبل الآخرين  ،  وشهدت تلك الحادثة الهستيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين أوساط العامة بين معارض بعدد كبير ومؤيد تحت التأثيرات والحقن والغايات والأهداف السياسية والحزبية والمنطقية المتطرفة والمتزايدة بعض الشيء  . 

هذا الجدل المحتدم طرح الكثير من التساؤلات والعديد من الغضب الشعبي في الجنوبي، وقذف بسؤال فرضته تلك الحادثة الهستيرية الأمنية، وأثارت فيه شجون وشغف معرفة الإجابة  ..  ترحيل الشماليين في العاصمة المؤقتة عدن سوف يأتي بدولة الجنوب الذي طال انتظارها  ..  وهل ترحيل الشماليين اصحاب البسطات وبايعوا الخضروات، وعاملوا المطاعم وعمال البناء  وحشرهم في سيارات نقل كبيره،  سوف يكشف الحقيقة والحق ويفصح عن من قتل الأسد أبي اليمامة في عرينه  . 

أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي بين أفصح الضرر وتبرير الترحيل  

لم يكن هناك موقف محدد وواضح في دهاليز وازقة واروقة المجلس الانتقالي الجنوبي  ،  وليست هناك تصريحات وبيانات موحدة وفي إطار وخط سير واحد، حيث انقسم أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي بين الإفصاح والتبرير في حادثة ترحيل الشماليين في محافظة عدن  ، وذهب البعض إلى التزام الصمت والحيادية  ،  حتي تتضح الصورة ومعالمها  . 

فقد أثار تناقل العشرات من النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا ومشاهد مرئية العمليات إيقاف وترحيل مواطنين من عدن إلى مناطقهم، في حين يقول آخرون، أنها تعود لحملات سابقة حدثت قبل سنوات  . 

كل ذلك أثار حفيظة بعض  أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي  ،  وجعلهم يخرجون إلى منصات التواصل الاجتماعي، وشرح وتبرير مايحدث  ،  والإفصاح عن ضرر ذلك الترحيل  .

حيث ظهر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ / هاني بن بريك المعروف بتغريدة التي تثير جدل دائما  .

فقد ظهر الشيخ قبل أيام يبشر ويطمئن المواطنين الشماليين في المحافظات اليمنية الجنوبية على نفسهم وامولهم وأعمالهم وتجارتهم  ،  ولكن ماهي الا أيام ليظهر الشيخ هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي  في هستيريا الترحيل  حيث قال هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، رداً على الأصوات التي تطالب بوقف عمليات الترحيل والاتهاظ ضد أبناء الشمال في عدن ، بأنهم وزعوا المشروبات احتفالا بمجزرة عدن . 

وفي تغريدة لبن بريك رصدها ”ناشطون " على منصات التواصل الاجتماعي قال فيها : 

يتم الاحتفال في عدن وتوزيع المشروبات في بعض المطاعم لمقتل شهدائنا ولما يتحرك الشعب لإغلاقها وإبعاد المجهولين الذين لايحملون أي اثبات ومنهم من ضبط في مقره أسلحة، تقوم قائمة القوم “ .

واعتبر ناشطون بأن هذا التصريح يعتبر هزيل ولا يرتقي الى مستوى الحدث ، ولا يعتبر مبرراً لتلك الاجراءات الغير قانونية . 

وفي الاتجاه الآخر افصح السياسي احمد الصالح عن اضرار ترحيل العمال الشماليين من عدن .

وحذر الصالح من ان هذه التصرفات سيكون لها نتائج عكسية ووخيمة. 

وتابع بالقول :"طيب اذا تم ترحيل كل مواطن شمالي من عدن ما الذي سيحصل بعدها؟ 

هل سيتوقف الحوثي عن إستهداف القادة والجنود؟ لا 

هل ستوقف القاعدة وداعش عملياتها؟لا 

هل سيتم اعلان قيام الدولة؟لا 

هل ستنتهي مشكلة الكهرباء والمجاري والوقود؟لا 

واضاف بقوله: الضرر الذي ستخلفه مثل هذه التصرفات أكبر بكثير مما يتصوره البعض بل ستكون لها نتائج عكسية وخيمة.

واختتم بالقول: من لديه همه وطاقة يريد تفريغها عليه التوجه إلى معاشيق عندما تكون الحكومة فيها ويربط كل من يجده امامه بحبل وله الحق ولديه الف مبرر لذلك ولن يعترضه احد بل سيقف الجميع معه.

ذلك الإفصاح والتبرير في حادثة ترحيل الشماليين في اروقة ودهاليز المجلس الانتقالي الجنوبي يوضح ولامجال في الشك في ذلك، بأن هناك صراع وعدم رضى عما يحدث من قوات الحزام الامني من ترحيل الشماليين وهناك مؤيد ومبرر، ومعارض ورافض، وصوت عقل ومنطق، في المجلس الانتقالي الجنوبي  .

بماذا يخدم ترحيل الشماليين البسطاء قضية ابو اليمامة والقضية الجنوبية  

يتساءل الكثيرون عن الفوائد التي سوف تجني والحقائق التي سوف تظهر من خلال ترحيل الشماليين البسطاء في محافظة عدن  ،  وماهي المصالح والمنافع التي سوف تعود من جرى ذلك الفعل وتلك الأعمال المتهورة والغير مدروسة وعدم منظمة ولا تخضع لا اي ترتيب او تنظيم امني بين المنظومة الأمنية  . 

فقد يرى الكثيرون بأن إثارة تلك الأعمال والأفعال في هذا التوقيت الزمني بالذات لها أهدافها واجندتها وأدواتها التي تهدف إلى تميع وضياع الجوهر الاساسي والمهم في قضية استشهاد القيادي البارز منير اليافعي المكنى ب أبي اليمامة  ، والجنود الذين استشهدوا معه في معسكر الجلاء بعدن  . 

حيث يرحج الكثير والعديد من المحللين والسياسيين بأن عملية الترحيل الحاصلة للشماليين الهدف منها أشغال الرأي العام والشارع الجنوبي عن القضية والحادثة الأعظم والسير بها في منعطف ونفق يدخل فيه الشارع الجنوبي، من أجل مآرب وأهداف آخر من اهمها طمس معالم وحقيقة الحادثة التي تشير با صابع الاتهام نحو جهات وايادي قد تكون بعيده عن الحوثيين، وما الحوثيين الا باحث عن نصرا إعلاميا   . 

فهل يضيع الترحيل ويطمس الحقيقة ويتحول الترحيل حادثة من أجل أشغال الرأي العام والشارع الجنوبي عن القضية والحادثة الأعظم  ،  وهل تدفع حقيقة الأسد الذي قتل في عرينه، مثل ما دفن الضرغام سيف اليافعي، والمغوار طماح وتكون في طي وسلة النسيان تحت إيقاعات وشماعات اسطوانة الترحيل   . 

هل يوقف هادي عملية ترحيل الشماليين من عدن  

حادثة وهستيريا الترحيل التي تصيب محافظة عدن في جنوب البلاد، والجدل الكبير الحاصل حولها، وعملية الشد والمد والجرز التي ترمي  بظلالها  .

هذا الجدل المحتدم، دفع بالرئيس اليمني،  عبدربه منصور هادي، للتدخل مساء الجمعة للحد من تلك الحادثة الهستيرية التي قد تأثر على الرجل وتهز عرش جمهورية وفترة حكمة  .

موجهًا السلطات ( هادي)  المحلية والأجهزة الأمنية، في محافظات الجنوب عدن ولحج والضالع جنوب اليمن،  " بوقف اي ممارسات خارجه عن النظام والقانون ضد المواطنين الشماليين والممتلكات الخاصة، ونبذ الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض على اساس مناطقي حسب قوله، او  سياسي بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة المؤقتة عدن  .

وحمل الرئيس هادي،  محافظي المحافظات،  وقيادات الأجهزة الأمنية في مختلف المناطق المحررة ""  مسؤولية أي تقصير في تنفيذ هذه التوجيهات، وتحمل المسؤولية الكاملة تجاه حماية المواطنين وممتلكاتهم ووقف أي انتهاكات وممارسات في هذا الإطار ".

فهل يضع هادي حد لتلك الهستيريا الأمنية"  الفردية  " ويوقف تلك الأعمال والأفعال والتصرفات التي تخدش وتهز عرش جمهورية هادي، ونظامه وتربك المشهد والساحة السياسية والعسكري  وتفتح الكثير من الإشكاليات والثغرات والمنغصات ولا تخدم الجنوب وقضيته قبل الشمال ومواطنيه   .