أعادت حملة أمنية واسعة النطاق شهدتها مدينة عدن ليل أمس وفجر اليوم الأربعاء ولا تزال متواصلة حتى اللحظة الى الأذهان وقائع قمع وقتل واسعة النطاق تعرض لها الجنوبيين إبان عهد نظام الرئيس اليمني صالح كان أشدها في العام 2009 .
وقال مواطنون تحدثوا لصحيفة "عدن الغد" عبر الهاتف أنهم فوجئوا صباح اليوم الاربعاء بالحجم الهائل لانتشار المدرعات والأطقم العسكرية في عدد من تقاطعات الشوارع في عدد من مديريات مدينة عدن موضحين ان هذا الانتشار اثار حالة من الخوف في صفوفهم واعاد الى أذهانهم وقائع انتشار مخيفة لقوات الأمن اليمنية والتي كان اشدها في الـ 7 من يوليو 2009.
وارتفعت حدة التوتر بمدينة عدن منذ الصباح وقال مدراء عموم عدد من المؤسسات الحكومية في عدن ان العشرات من الموظفين تغيبوا اليوم عن الحضور فيما يعتقد انها اجراءات وقائية تخوفا من تفجر أعمال عنف في المدينة التي تعيش حالة من الاحتقان الشديدة .
ومنذ العام 2011 منحت الحكومة اليمنية الجنوبيين مساحة من حرية التعبير والتظاهر بعدن الا ان هذه المساحة يبدو انها في طريقها الى التآكل .
وليل امس وحتى فجر اليوم شنت قوات الأمن اليمنية حملة اعتقالات واسعة النطاق استهدفت قيادات سياسية ورجال دين في الحركة الوطنية الجنوبية .
ولاحقا نشرت قوات الأمن العشرات من جنودها في تقاطعات الطرق والشوارع العامة وهم يحملون الاسلحة الرشاشة الأمر الذي اثار حالة من الرعب في صفوف الاهالي بعدن .
ويقول الاهالي ان مصدر رعبهم هو ان وقائع اطلاق جنود من الأمن اليمني النار على أي شخص في الجنوب خلال أعمال تفتيش او تظاهر او غيره لاتخضع لاي مسالة قانونية من قبل الحكومة اليمنية الأمر الذي دعا الكثير الى التزام منازلهم اليوم الاربعاء .
وقال "محمد سلمان" وهو عامل بمؤسسة للكهرباء بعدن لمحرر "عدن الغد" عبر الهاتف :" كنت في طريقي الى مقر عملي لقد شاهدت الكثير من المدرعات والجنود وعلمت لاحقا بان هنالك حملة اعتقالات واسعة .. لا ادري ما الذي تغير لقد اعادت هذه اللحظات الى ذهني وقائع عشناها في الـ 7 يوليو 2009 .. ترى هل عاد صالح الى عدن اليوم؟
