آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:13ص

ملفات وتحقيقات


ما الذي يحدث لكهرباء عدن.. وكيف بامكان المواطنين الحد من تدهور الخدمة ؟

السبت - 27 يوليه 2019 - 04:29 م بتوقيت عدن

ما الذي يحدث لكهرباء عدن.. وكيف بامكان المواطنين الحد من تدهور الخدمة ؟

تقرير / عبداللطيف سالمين

عادت خدمة المؤسسة العامة للكهرباء في تقديم خدماتها الردئية للمواطنين في المدينة وكثرت الانطفاءات الى حد لم تبلغه منذ اشهر وصلت فيه الى اكثر غياب الخدمة الى اكثر من 13 ساعه في اليومين الاخيرين وتصل الى اكثر من ذلك في بعض المديريات ناهيك عن تضرر بعض المناطق لايام جراء اعطال فنية او انفجار في محولات التوزيع بسب رداءتها احيانا وفي بعض الاوقات يكون المواطنين هم المتسببين لانفسهم بالضرر من خلال ممارسات خاطئة تضاعف العبئ على مؤسسة الكهرباء والتي ان كانت  لا تقوم بواجبها على اكمل وجه الا ان المواطنين كذلك يشاركون في بعض الاضرار التي تطال الكهرباء. 

وان كان السبب غالبا لانقطاع الكهرباء يعود الى الفساد الذي يطال المؤسسة والتلاعب بالمشتقات النفطية المخصصة لتزويد المحطات الا ان المواطنين يشاركون في معاناة بعضهم في بعض المناطق التي تنقطع فيها الكهرباء بالاستخدام الخاطئ لبعض المستهلكين او بالتخريب المتعمد كما حدث في بعض المديريات في الاسابيع الاخيرة وادى الى غياب الكهرباء لايام عن المواطنين واهمها ما حدث في الممدارة او التخريب المتعمد الذي كان وراء انفجار انبوب المياه الرئيسي بهدف غمر محطة شهناز الكهربائية بالمياه وإخراجها عن الخدمة لايام. 

ونستعرض في هذا التقرير كيف بامكان المواطنين في مدينة عدن الحد من الضرر والمشاركة الفعالة بالحفاظ على الشبكة الكهربائية. 

-ترشيد استهلاك الكهرباء ! 

تعاني بعض مديريات عدن من كثافة سكانية هائلة وهو ما يعني ان استهلاك المواطنين لحاجتهم من الكهرباء يفوق المقدار الذي تحتمله الخدمة في وضعها الطبيعي عوضا عن وضعها المتردي والذي بالكاد يغطي منازل المواطنين من الطاقة.

وتبلغ المساحة الجغرافية لمدينة عدن  نحو 760 كليومترا مربعا تغطيها ثلاث مناطق فقط، وإجمالي عدد سكانها تجاوز المليون نسمة وهناك مناطق مساحتها الجغرافية كبيرة ومترامية الأطراف كالمنطقة الثالثة والمنطقة الثانية وتعاني من عملية الوصول لمواقع الخلل وتأخر معالجته بسبب شحة الإمكانيات .

وساهم التوسع العمراني وبالأخص العشوائي في السنوات الماضية من زيادة معدل الاستهلاك والطلب الكبير على الكهرباء, مقارنة بثمانينات وتسعينات القرن الماضي إذ كانت مشاكل الكهرباء بسيطة بعكس الواقع اليوم . 

لذا يكون الاستهلاك في استخدام الكهرباء حاجة ضرورية بحسب الصالح العام خاصة في ظل الاوضاع الاستثنائية التي تعاني منها المدينة والمرحلة الحرجة التي تقضي لزوما بتكاتف المواطنين فيما بينهم ونشر الوعي باهمية ما يمثلة ترشيد الاستهلاك في الكهرباء في الحد من تضرر الخدمة وهو ما يعود بالمنفعة بالدرجة الاولى للمواطنين انفسهم قبل مؤسسة الكهرباء. 

ولا يعني هنا ان لا يستخدم المواطن ما يحتاجه بل بالقدر المطلوب وعدم ترك الاجهزة التي لا يحتاج لها في حيز التشغيل مثل بعض الممارسات التي يقوم بها الاهالي من خلال تشغيل كل اضواء المنزل التكيف والمراوح رغم مكوثهم في مكان واحد. 

- التمدد العمراني وسرقة التيار من الشبكة! 

بلا شك يعتبر انفجار المحولات من الامور المزعجة للمواطنين عامة وكافة العاملين في قطاع الكهرباءووزارة الكهرباء بصفة عامة، كونها تعرض المواطنين لاتعاب كثيرة وساعات حر شديدة وتضيع جهود العاملين ايضا. 

ولايكون دائما سبب انفجار المحولات الحرارة الشديدة في فصل الصيف نظرا لان الخلل يحدث احيانا بسبب المحول ذاته والضغط الشديد جراءالطلب المتزايد على الكهرباء نتيجة الربط العشوائي المباشر متخطية حدود طاقته الاستيعابية. 

وفي السياق اكد المتحدث الرسمي في وزارة الكهرباء والطاقة محمد المسبحي ان من أهم أسباب تفاقم انقطاع التيار في بعض المناطق التي تشهد أعطال فنية سببها التوسع العمراني العشوائي وسرقة التيار من الشبكة. 

وقال أن شبكة الكهرباء تمر بظروف استثنائية متمثلة بوجود عجز في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والاستهلاك المفرط . 

واضاف ان بعض أحياء عدن تعاني من الربط العشوائي لأسلاك الكهرباء، ما يؤدي إلى انقطاع التيار بين الحين والآخر، كما أن منظومة الكهرباء في المدينة تعاني من نقص حاد بمحولات الكهرباء ونسبة الضرر بالشبكة تجاوزت الـ 50% من الربط العشوائي وبحاجة إلى تحسين وتوسيع لتناسب التوسع العمراني. 

ولفت المسبحي الى انخفاض معدل انفجار المحولات خلال العام الحالي 2019م، الذي  شهد انفجار محولين فقط خلال فصل الصيف، مرجعا ذلك للجهود المبذولة في اعمال صيانة المحولات بصفة عامة، والاداء الفني المتميز للاعمال الجارية في مراحل الصيانة. 

وشدد المسبحي ان كل منطقة ملزمة بموافاة المؤسسة بتقارير الانقطاعات في كل منطقة وكل منطقة تقدم خدمة بشكل عام كان لزاما عليها أن تضع في عين الاعتبار نسبة المشتركين في المكان وكذلك احتمالية زيادتهم بعد سنوات مما يسهم في تفادي أي مشكلة تتعلق بزيادة الحمولة عن المخطط له خلال سنوات قليله. 

وأعرب المسبحي عن أسفه من قيام بتورط بعض الايادي الخفية من داخل قطاع الكهرباء بعملية الربط العشوائي من الخطوط. 

مؤكدا أن مناطق كهرباء عدن ماضية في حملتها لإزالة التعديات والمخالفات التي تطال شبكة الكهرباء العامة، كون هذا الإجراء يحفظ آمن وسلامة المواطنين والفنيين العاملين على الشبكة في المقام الأول، ويحافظ على استقرار التيار الكهرباء ومأمونيته في المقام الثاني. 

وختم المسبحي ان قطاع الكهرباء في اشد الحاجة الى تضافر الجهود وتكاثف الايدي من اجل المضي قدما نحو استقرار التيار التي ننشدها جميعا داعيا الى التعاون على مكافحة الربط العشوائي. 

-البناء العشوائي فوق كابلات الكهرباء. 

تفاقمت في السنين الاخيرة ظاهرة البناء العشوائي والتي بسبب جهل البعض او لامبالاتهم تتم فوق كابلات  الكهرباء او إنشاء مباني سوء كانت أسوار أو أحواش أو بلكونات بالقرب من مسارات خطوط الطاقة من قبل المواطنين وهو يعيق أعمال الصيانة الدورية لتلك الخطوط بحيث أصبحت هذه الخطوط والأسلاك الكهربائية تخترق المباني بشكل يهدد حياة الآخرين، في ظل غياب الرقابة التي تمنع الناس من الاعتداء على الشارع العام.

وهو ما يؤدى الى حرمان مساكن المواطنيين من الكهرباء كون البنايات العشوائية التي تاتي فوق الكابلات تعيق العمال من اصلاح الخلل بالوقت المحدد . 

وفي هذا الصدد تناشد وزارة الكهرباء والطاقة المواطنين بعدم إقامة أي مساكن عشوائية، خاصة في حرم المناطق التي تمر فوقها أو بالقرب منها او تحتها أسلاك وكابلات الخطوط الكهربائية ذات الجهود العالية أو المنخفضة. 

وناشدت الوزارة، حسب بيان لها ، المواطنين بعدم إقامة أي مساكن عشوائية في حرم الخطوط الهوائية "الضغط العالى" بأنواعه حتى لا يتعرض المواطن لأخطار الكهرباء والتي قد ترتب عليها مشاكل كبيرة وتعرض حياته وأسرته للهلاك. 

ولحماية المواطنين وحماية مقدراتهم وممتلكاتهم. يجب عدم البناء بجوار اعمدة خطوط الشبكات الكهربائية اوتحتها او فوق الكابلات الارضية  والمسافات الآمنة التي يجب تركها لحرم الخطوط . 

وحددت الوزارة مسافة و13 مترا للبناء بعد الخطـوط الهوائية للجهود العالية و25 مترا للبناء بعد الخطـوط الهوائية للجهود الفائقة، و2 متر بعد كابــلات الجهـود المتوسطـة والمنخفضة.و5 أمتار للخطـوط الهوائية للجهـود المتوسطة.

ماذا تحتاجه كهرباء عدن لضمان استمراريتها! 

وأكد وزير الكهرباء المهندس محمد عبدالله العناني بأن ضمان استمرارية عمل منظومة الكهرباء واستقرارها، واستمرار تشغيل الكهرباء للمواطنين بساعات اطول، مقرون بتحقيق القضاء على سرقة التيار واعمال التعدي على الشبكة من خلال الربط العشوائي المباشر ورفع المتطلبات العاجلة لمعالجة وضع شبكة التوزيع بالحد الادنى .

وشدد العناني على اهمية التعاون بين وزارة الكهرباء والمحافظة والسلطة المحلية والحكومة للمشاكل التي يواجها قطاع الكهرباء لاتخاذ التدابير اللازمة للمعالجة والحلول السريعة .

واوضح العناني، بأن هناك تدني كبير في ايرادات تحصيل استهلاك الطاقة الكهربائية، مايتطلب من جميع مسؤولي الادارات التجارية تحمل التلكؤات التي حدثت وستحدث في هذا المجال، ما يحتم علينا متابعة هذا الملف من خلال مدراء الادارات التجارية ، الى جانب تقديم جداول وبيانات احصائية عن توقعات مستويات التحصيل في الفترات المقبلة.

وحذر العناني كل المسؤلين في قطاع الكهرباء من اغلاق تلفوناتهم والاستماع الى شكاوي المواطن وعدم تجاهلها وايجاد حلول سريعة وفق الامكانيات المتاحة.

  وختاما تأمل المؤسسة العامة للكهرباء من  المواطنيين المشاركة الفعالة بالحفاظ على الشبكة الكهربائية ومكافحة الربط العشوائي المباشر وترشيد استهلاك الكهرباء في حدود الاستخدامات الضرورية وبحسب الحاجة للصالح العام.

كون الحفاظ على الطاقة الكهربائية وترشيد استهلاكها وعدم الاسراف فيها مهم اضافة الى الامتناع عن سرقة التيار الكهربائي والربط العشوائي الذي يتسبب بإتلاف المحولات الكهربائية وأنصهار الخطوط وانفجار الكابلات التي تخطت طاقتها الاستيعابية بشكل كبير ماسيؤثر سلبا على منظومة الكهرباء وزيادة الانقطاعات في كثير من المناطق ، لذا فان تعاون الجميع يصب في خدمة الصالح العام وهو ما تحتاجه مدينة عدن.