آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:00ص

ملفات وتحقيقات


تحليل : فرص إستغلال نظام الرئيس صالح لواقعة مقتل " أنور العولقي"

السبت - 01 أكتوبر 2011 - 12:10 ص بتوقيت عدن

تحليل : فرص إستغلال نظام الرئيس صالح لواقعة مقتل " أنور العولقي"
خلال السنوات الماضية دأب الرئيس صالح على الحديث بصفته حليف أساسي في الحرب على الأرهاب الا ان المعارضة دأبت هي الأخرى على اتهامه بدعم الأرهاب

عدن ((عدن الغد )) خاص:

تمنح واقعة قتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة  "أنور العولقي" والتي أعلن عنها اليوم الجمعة نظام الرئيس اليمني صالح فرصة استغلال الحدث سياسيا في مواجهة مناوئيه وأعدائه على الساحة السياسية في اليمن والذين بينهم تيار إسلامي متطرف يتمثل في حزب الإصلاح الإسلامي .

 

بعد ساعات فقط من الإعلان رسميا عن مقتل "العولقي" بادرت وسائل إعلام رسمية موالية لنظام الرئيس صالح عن الحديث عن العملية واصفة إياها بالناجحة لكنها تحاشت في الوقت ذاته التطرق إلى هوية الطائرات التي نفذت العملية وبعكس عمليات سابقة نفذت على الأراضي اليمنية وقتل فيها العشرات من المدنيين والمسلحين من أتباع القاعدة امتنع نظام الرئيس صالح هذه المرة عن الادعاء ككل مرة بأن طائرات تابعة لها هي من نفذت العملية .

 

ما الذي سيجنيه الرئيس صالح من العملية ؟

يعتقد كثيرون ان واقعة مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة "أنور العولقي" تأتي في وقت يواجه نظام الرئيس اليمني صالح ضغوط شعبية متزايدة تطالب بتنحيه حيث يمكن له ان يوجه دفة الضغط الإعلامي الذي يواجهه صوب قضايا محاربة الإرهاب في اليمن  أي بما معناه ان وسائل الإعلام الرسمية الموالية سينصب تركيزها خلال الفترة المقبلة على  تمكن سلاح الطيران من استهداف مواقع الجماعات المسلحة بدقة شديدة وناجحة  وبذات الوقت فإنها ستمنح النظام فرصة استغلال الحدث السياسي بشكل كبير في مواجهة اعدائه والاطراف المناوئة له .

 

التنسيق اليمني الأمريكي

يمكن لنظام الرئيس اليمني صالح إقناع الإدارة الأمريكية بأن تمكن سلاح الجو الأمريكي من اغتيال "العولقي" إنما كان  هو ثمرة ونتاج لعملية تواصل واتصال سياسية وتعاون في مجال مكافحة الإرهاب  والقائمة بين الحكومة اليمنية والامريكية منذ سنوات وهو ماقد يعطي نظامه دفعة قوية وسط الدوائر الأمريكية بصفته الصديق الذي سهل عمليات متعددة للجيش الأمريكي على الأراضي اليمنية اثمرت في الأخير عن نجاح عملية استهداف للقيادي البارز العولقي .

ثمن السكوت

تمنح العملية الأمريكية التي نفذت على الأراضي اليمنية نظام الرئيس صالح حق مقايضة الإدارة الأمريكية بخصوص صمت نظام الرئيس صالح وتغاضيه عن قيام طائرات أمريكية بتنفيذ عمليات حربية على الأراضي اليمنية وكل ذلك لن يكون إلا بمقابل تخفيف حدة اللهجة الأمريكية تجاه مطالب صالح بالإسراع بالتوقيع على المبادرة الخليجية ونقل السلطة في اليمن .

 

قد يرى صالح في العملية التي نفذتها طائرات حربية أمريكية فرصة لاتعوض في مواجهة الإدارة الأمريكية التي كثفت من دعواتها مؤخراً الداعية في الإسراع لنقل السلطة في اليمن حيث لايزال اليمن يحتضن على ارضيه عدد من ابرز قادة تنظيم القاعدة بينهم القيادي " ناصر الوحيشي " زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والقيادي الآخر فهد القصع وعدد أخر من القيادات والتي هي بمثابة ورقة يمكن لنظام الرئيس صالح  ان يرفعها في وجه الإدارة الأمريكية .

القتل مقابل الصمت

سيكون على الإدارة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة وفي حال ماهي أرادت مواصلة عمليات القصف الجوية ضد معاقل القاعدة في اليمن ان تغض الطرف عن الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح لكي يتسنى لها مواصلة أعمال قتل قادة القاعدة في اليمن لذلك فان الأمور في اليمن خلال الفترة المقبلة ستسير على النحو التالي  سيقدم صالح للإدارة الأمريكية تسهيلات واسعة بخصوص عمليات قتل قادة القاعدة وضرب معاقلهم في مناطق عدة من اليمن فيما ستلتزم الإدارة الأمريكية بلغة هادئة تجاه نظام حكمه .

 

يعطي مثل هذا الوضع نظام الرئيس اليمني صالح مجالاً أوسع للتحرك في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المناوئة لنظام حكمه وبنفس الوقت يمنحه فرصة مواجهة هذه الاحتجاجات واحتوائها طالما وهي يملك دعم أمريكي إلى جانب الدعم السعودي .

تعميق الجراح

على الصعيد الآخر لا يبدو ان  حادثة مقتل القيادي أنور العولقي تصب في مصلحة الأطراف المناوئة للرئيس اليمني صالح  حيث ان هذه الأطراف لاتملك أيا من أطراف اللعبة إلا أنها فيما يبدو ستعود للحديث عن ارتباطات نظام الرئيس اليمني صالح بقيادات القاعدة ودعمها للجماعات المسلحة في عدد من المحافظات اليمنية .

بدأ واضحاً ان نظام الرئيس اليمني صالح سيحاول وبقوة استغلال الحادثة في شن هجوم على مناوئيه ، بعد ساعات فقط من الحادثة شن الرئيس صالح هجوماً لاذعاً على اكبر الأحزاب اليمنية المعارضة وهو حزب الإصلاح اليمني متهماً قياداته بدعم تنظيم القاعدة .

 

كانت خطوة الرئيس اليمني الأخيرة عبر هذا الاتهام خطوة ذكية للغاية حيث انه بذلك جعل هذه القيادات في موقف الدفاع وليس الهجوم والتظاهر بنفس الوقت بأن التزامن بين تصريح الاتهام وإعلان مقتل  العولقي بمثابة  تصوير بأن من قام بهذه العملية هو نظامه وليست طائرات أمريكية .

 

من المؤكد ان الحكومة اليمنية ووسائل مخابراتها علمت عن طريق مصادر محلية أو صحفية بقضية مقتل القيادي في القاعدة "أنور العولقي" ولكن  نظام صالح ذهب إلى شن هجوم على المعارضة واتهامها بدعم الإرهاب والارتباط بالجماعات المسلحة بهدف لفت الأنظار عن واقعة شن طيران حربي أمريكي غارة جوية في الأراضي اليمنية .

بعد ساعات فقط من اعلان مقتل العولقي سارع نظام الرئيس صالح متهماً قيادات بارزة في حزب الإصلاح بإنها اوت العولقي قبل مقتله .

وبحسب وسائل اعلام رسمية فقد كشف مصدر أمني مسئول بأنه تم استهداف الإرهابي أنور العولقي الذي لقي مصرعه اليوم الجمعة أثناء خروجه من منزل المدعو / خميس عرفج أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف والذي قدمه حزب الاصلاح كمرشح للانتخابات في عام 2003م عن دائرة حزم الجوف.


واضاف المصدر بأن منزل خميس عرفج كان وما يزال يستخدم كأحد المخابئ السرية لإيواء قيادات وعناصر تنظيم القاعدة وعقد اللقاءات السرية والتخطيط للعمليات الإرهابية بالاضافة إلى تخزين الأسلحة.

من المؤكد ايضاً بأن نظام صالح سيحاول إقناع الإدارة الأمريكية بأن تمكنها من اغتيال العولقي لم يكن له ان يتم لولا التنسيق الأمريكي مع إدارة ونظام الرئيس صالح لذا جاء اتهامه للمعارضة بأنها تدعم الإرهاب بهدف  الادعاء بأنه الشريك الوحيد والأساسي  في حرب المجتمع الدولي على الإرهاب .

المؤكد ايضاً ان صالح سيحاول ان يستثمر هذه العملية على نطاق أوسع في كل مجالات الحياة السياسية في اليمن .

 

*القسم السياسي بـ"عدن الغد"

*جميع الحقوق محفوظة لـ"عدن الغد"