آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

رياضة


تحييد الرياضة ممكن : بطولة كأس الخليج العربي تتعرض لهزة سياسية جديدة

الجمعة - 19 يوليه 2019 - 03:11 م بتوقيت عدن

تحييد الرياضة ممكن :   بطولة كأس الخليج العربي تتعرض لهزة سياسية جديدة

عدن ((عدن الغد)) خاص

 

 

 كتب/ صفاء يوسف الدبعي:

 

كأس الخليج العربي هي بطولة كرة قدم تقام كل عامين في دول الخليج العربي ، أقيمت أول بطولة في عام 1970م في مملكة البحرين، وقد بدأت البطولة بأربعة منتخبات ثم تتالت منتخبات الخليج العربي بالانضمام لتصل إلى سبعة فرق ، وبعد الحرب الخليج تم استبعاد دولة العراق التي عادت إلى البطولة من جديد في النسخة السابعة عشرة عام 2004م بعد أن تم ضٌم منتخب الجمهورية اليمنية في الدورة التي قبلها ، ليصبح عدد الفرق ثمانية فرق ( السعودية- الإمارات - قطر- البحرين - عمان - الكويت - اليمن - العراق).

 

وتحظى بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بمتابعة واهتمام كبيرين، ويعتبرها بعض أبناء الخليج أهم من كأس العالم نفسه، مع مرور السنين اصبحت البطولة تحتل مساحة كبيرة في قلوب الجماهير الخليجية..

 

 وتكتسب بطولة كأس الخليج اهمية كبرى باعتبارها صاحبة فضل في تطوير كرة القدم بدول الخليج والعراق واليمن، بدلالة انها ساهمت في تأهل 4 منتخبات من أصل 8 إلى نهائيات كأس العالم( الكويت والعراق ، والإمارات والسعودية أربع مرات متتالية) كما أن البطولة ابرزت نجوم كثيرين.

 

وساهمت بطولة كأس الخليج العربي في إنشاء الكثير من البنى التحتية لكرة القدم الخليجية وبمواصفات عالمية، وشجعت الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم على إقامة بطولاتهما بضيافة الدول الخليجية نتيجة ما تتمتع به تلك الدول من منشآت رياضية عالية المستوى.

 

 

وساعدت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ليس في إنشاء وسائل الإعلام الرياضي في منطقة الخليج العربي فحسب، بل في تطويرها والارتقاء بها إلى مصاف متميز مقارنة بمثيلاتها في البلدان العربية الأخرى ، حيث شكلت البطولة ميداناً خصباً لبروز الكثير من الكوادر الإعلامية في المجال الرياضي من مختلف دول المنطقة بفضل الملاحق المتعددة التي أفردتها الصحف في دول الخليج العربي لتغطية أحداث البطولة.

 

 

 

*الانسحاب يعد هزيمة *

 

وخلال الايام الماضية أعلنت اتحادات كل من(السعودية - البحرين - الإمارات) انسحابها من المشاركة في بطولة خليجي 24 والتي من المقرر إقامتها في قطر خلال المدة ( 27 نوفمبر حتى 9 ديسمبر) 2019 ، بسبب الأزمة السياسية مع قطر

 

 مما سيتحتم إقامتها بخمسة منتخبات وهي(قطر - العراق واليمن - سلطنة - عمان - الكويت) وبذلك اكتمل النصاب القانوني للبطولة التي لا يجوز إقامتها بأربع منتخبات.

 

 

 

وخلال مسيرتها تعرضت دورة الخليج إلى أكثر من هزة على خلفية خلافات السياسية، وقاومت كل أشكال الإلغاء طوال عمرها الرياضي الذي وصل إلى محطته ال 24 نسخة، لعل أشهر هذه الخلافات في نسخة 1990 عندما انسحبت العراق أثناء منافسات الدورة التي أقيمت في الكويت قبل أشهر من غزو العراق للكويت.

 

 

 

 أن الخاسر الاكبر من جراء هذا الانسحاب هو الجمهور الرياضي المتعطش لمتابعة وحضور البطولة فهناك قيود شديدة ماتزال على النقل البري، والجوي والبحري من وإلى قطر، وعليه سوف يكون من الصعب على الجمهور السفر من إحدى هذه الدول إلى اخرى بوجود هذا الخلاف والقطيعة.

 

 

 

وارى أن وجود مشاكل سياسية بين بعض دول الخليج لا يمنع من اللعب في قطر وأننا نرى انها بطوله لا تقل اهمية عن باقي البطولات وعلينا كرياضيين المشاركة بها كمنتخب او كإعلاميين حتى لو خرجنا من الدور الاول.

 

 

 

ويعتبر تنظيم قطر لكأس الخليج العربي 2019 تحد حقيقي وصعب للغاية، رغم دوافع وجود أمل لدى المنتخب القطري بإحراز لقب خليجي24 للتباهي والتفاخر أمام جيرانهم من ناحية وكسب الثقة قبل اقامة بطولة كأس العالم 2022 الذي ستستضيفها قطر من ناحية أخرى.

 

 

 

ومع ان الروح الرياضية تدعونا إلى تجاوز كل ما ليس له صلة بالملاعب، وأن ما يترتب عن الفوز والخسارة في الرياضة لا علاقة له بغنائم الحروب ودسائسها، لكن للأسف نجد أن السياسة زحفت على كل مناحي الحياة لتشمل الرياضة ، ومع ذلك الزحف الممقوت نعتقد نرى ان تحييد الرياضة كان ولا يزال ممكنا ، وعلينا الاقتناع ان الرياضة ليست ديانة ولا مذهبا سياسيا ولا نظاما اجتماعيا أو اقتصاديا بل هي قيمة حياتية ورؤية إنسانية شاملة.