آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: نقاط الحوثيين في رداع تهين المسافرين وتحتجزهم لفترة طويلة

الثلاثاء - 09 يوليه 2019 - 05:35 م بتوقيت عدن

تقرير: نقاط الحوثيين في رداع تهين المسافرين وتحتجزهم لفترة طويلة

رداع (عدن الغد) خاص:

"طلبوا مني البطاقة الشخصية واعطيتهم وتم إنزالي من الباص واقتيادي الى مشرف النقطة" يتحدث محمد عبدالله البالغ من عمر 40 عاما ونبرة الحزن طاغية على حديثه .

محمد احد المسافرين الى رداع استوقفته نقطة عسكرية تابعة للحوثين تسمى بنقطة "الجرموزي وتتوسطة النقطة بين مدينتي ذمار ورداع" صباح يوم السبت بتاريخ 6 يوليو 2019م حتى الساعة 11 ليلا

يتنهد بعمق ويقول "حسبنا الله ونعم الوكيل ما كنا نتوقع أن نوصل لهذا الحال وكأننا في معبر رفح يتم إيقافنا في نقاط التفتيش وإحتجازنا لساعات طويلة ولا ندري مالذي يريدونه بالضبط من إحتجازنا"

تتكر مشاهد المعاناة والقهر والاذلال التي تمارس بحق الشعب اليمني فيختلف الجلادين من مكان لآخر ويتفقون في صنوف العذاب وابتكار اساليب الترهيب والترويع فلا مجال لغير ذلك هكذا قرر الجلادين أن تكون ملامح اليمن منذ 4 سنوت

كان الوضع مأساوي بالنسبة لعشرات المواطنين العالقين في النقطة العسكرية اثناء طريقهم الى مدينة رداع للعمل بينما مشرفي النقطة يواصلون إيقاف اي وسيلة نقل حيث يتم إنزال كل من عليها وخاصة إذا كان المسافرين من تعز وحاملين بطائقهم فالتحقيقات تكون مكثفة معهم كما يصف خالد السنباني الذي حذر احد أبناء تعز بقوله "جوالك معك اغلقه وإذا سألوك قول لهم ما فيش بيتعذروا ويدوروا اي سبب لاجل عرقلتك"

معتصم احد ابناء المحويت لم يحمل بطاقته يتحدث الى مشرف النقطة بانه منهم وشارك في معارك في جبهات مختلفة لكن ذلك لم يشفع له فطلب المشرف بلاغ عملياتي"تعريف _تصريح" من القيادة في منطقته حتى يتمكن من الدخول او عليه العودة نحو ذمار ومن ثم الى مدينته يقول معتصم" تم أخذ جوالي وإنزالي من الباص لنقف أمام مشرف النقطة يدعى ابو فريد وكان هناك مواطنين من مناطق مختلفة كانوا في طريقهم الى رداع ومنهم إلى والبيضاء ومأرب حتى كبار السن لم يتم إستثناؤهم من الأيقاف مننذ صباح يوم السبت حتى الساعة 11 مساء .

ويؤكد ابو محمد وهو سائق باص من عمران الى رداع يؤكد تكرار مشاهد ايقاف المسافرين كل يوم والتحقيق معهم وإحتجاز بطائقهم وكذلك تفتيش جوالاتهم ومن ثم يتم السماح للبعض والبعض الاخر هناك باصات بإنتظارهم للعودة الى ذمار ويضيف بأن البعض لا يمتلك أهل في ذمار ولم يعد قادر على تدبير مصاريف المبيت والغذاء خاصة وأن الوقت متأخر .

احد المواطنين المحتجزين شاهد على ما حدث ويسرد بنبرة حزن وقهر حيث يقول " أوقفتنا النقطة وأخذت بطائقنا ليتم إقتيادنا الى المشرف حيث كان اكثر من 15 مواطن يقفون حوله وبالاضافة الى 3 اشخاص بجانبي تم إنزالهم من "الباص" وسألني احد افراد النقطة فين جوالك اخبرته مفيش معي جوال بينما ال3 الاشخاص تم أخذ جوالاتهم واعيدت لهم مع بطائقهم ليعيدوا إلى ذمار .

ويضيف وبينما وقفت استمع للمشرف وهو يتحدث مع المواطنين وهم يتوسلونه بإرجاع بطائقهم والسماح لهم بالمرور ،كان حديثه ينحدر الى محافظة صعدة ويبدوا بأنه تدرب على أيادي حزب الله اللبناني باسلوبه في التحقيق حتى مع من يسمون أنفسهم "المجاهدين" ومعرفته لتفاصيل كثيرة عن المناطق التي يدعي ما يسمون ب "المجاهدين" بأنهم كانوا يقاتلون فيها .

يتحدث احدث المسافرين وهو ينحدر من محافظة ذمار بلهجته المحلية " للاسف كان هناك رجل شايب ومعه عائلة في طريقه الى مأرب جف ريقه وهو يتوسل مشرفي النقطة دون جدوى فقد كانوا يقولون له ستذهب مأرب تستلم الراتب "

ويضيف هناك عشرات الاشخاص ممن تم إعادتهم من النقطة بعد الساعة العاشرة ليلا ، ليخسروا تكاليف السفر التي تبخرت وعادوا إلى ادراجهم يلعنون الحرب وتجارها عادوا الى ذمار ولا يمتلكون مصاريف العودة ودون عشاء فقط لانهم ارادوا الرجوع الى مناطق عملهم في رداع والبيضاء


ويعبر بصوت منكسر وحالنا لا يختلف عن مئات المواطنين الذين تم إيقافهم وإعادتهم من النقطة وتجرعوا ساعات طويلة دون غذاء او ماء ويتكرر المشهد كل يوم مع مئات المسافرين منهم من يسمح لهم بالدخول بعد عرقلتهم لساعات والبعض يتم إرجاعه لأجباره العودة الى ذمار"


هكذا حال اليمنيين منذ 4 سنوات في عيون الحوثيين وجلادين بلباس الجيش بينما الفكر لا يختلف عن جنود حزب الله اللبناني في التدريب والتلقين كما يصفهم محمد ويضيف" أن احد المشرفين قال لهم " اذا سمحنا لكم بالمرور من هنا باقي نقاط حزب الله ونقطة ابو هاشم" ويتساءل الى متى ستستمر تعسفات نقاط الحوثين بحق المواطنين الباحثين عن لقمة تسد به رمق الجوع ؟