آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

أخبار وتقارير


عدن .. المدينة المقسمة بين الميلشيات .. الحنين إلى زمن الدولة لايزال قائما

الثلاثاء - 09 يوليه 2019 - 05:14 م بتوقيت عدن

عدن .. المدينة المقسمة بين الميلشيات .. الحنين إلى زمن الدولة لايزال قائما

عدن ((عدن الغد)) خاص:

بالقرب من كشك صغير لبيع الصحف في الشيخ عثمان يسترجع الحاج محمد عبده ناجي ذكريات قديمة له في مدينة عدن ابان الاستعمار البريطاني .

بمقهى الشجرة العتيق يجلس "عبده" برفقة عدد من اصدقاء الطفولة، ففي هذا الحي ولد وتربي وعاش اعوامه الـ  الـ 70 .

لايزال رغم سنه الكبير قادرا على التحرك باريحية والطواف في المدينة التي شهدت حقبات طويلة من الصراعات السياسية المريرة .

يرتشف"عبده" كوب شاي ويطرق مستمعا لاحد الاصدقاء الذي يحكي للحاضرين وقائع اشتباكات بحي المحاريق .

ومنذ 16 يوم لاتزال تدور رحى اشتباكات مسلحة بين مسلحين من حي المحاريق واخرين من السيلة .

خلفت الاشتباكات عدد كبير من القتلى والجرحى لكنها ذهبت إلى اختطاف اشخاص وتنفيذ حكم الاعدام ميدانيا.

ذات يوم كان المدينة الساحلية رمزا للدولة وقوتها وحضورها ابتدأ من الحكم البريطاني مرورا بحكم الحزب الاشتراكي وصولا إلى الدولة التي انهارت قبل سنوات من اليوم.

ومنذ العام 1967 بدأ الحنين في عدن إلى زمن الدولة ومؤسساتها لكن هذا الحنين سرعان مايتحول إلى حنين إلى فترة وحقبة قريبة اندثرت لتضيع معها احلام كبيرة .

ومنذ عقود يحن العدنيون إلى دولة النظام والقانون ورغم ان قوى طالبت بانفصال الجنوب وعدت باعادة الدولة وقوانينها قبل سنوات من اليوم إلا أنها وبعد ان سيطرت على المدينة حولت المدينة إلى كنتونات صغيرة متناحرة.

يقول عبده ان المدينة افتقدت إلى النظام والقانون عقب رحيل الانجليز لكن ثمة نظام وقانون كان قائم لاحقا لكنه انهار وتلاشى عقب عقود قبل ان يندفع الجميع باحثين عن الدولة ومؤسساتها.

وحتى اليوم لايزال الحنين في عدن قائما للدولة ومؤسساتها رغم حالة الانقسام في المدينة .

قُسمت عدن عقب الحرب الأخيرة التي شهدتها إلى كنتونات صغيرة حكم كل ركن منها فصيل مسلح .

بدأ انه من الصعوبة بمكان توحيد كل هذه الفصائل المتناحرة .

بعد 4 سنوات لاتزال المدينة تفتقر إلى قسم شرطة واحد فاعل أو قوى أمنية موحدة أو مختلطة .

 لاتزال الدولة بحسب كثيرين بعيدة المنال في عدن لكن الحنين اليها لايزال قائما .