آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:44م

ملفات وتحقيقات


مثقفون يطالبون بسرعة حظرهما وسن قوانين لمكافحتهما .. القات والتدخين آفتان تدمران الفرد والأسرة

الإثنين - 08 يوليه 2019 - 08:14 م بتوقيت عدن

مثقفون يطالبون بسرعة حظرهما وسن قوانين لمكافحتهما .. القات والتدخين آفتان تدمران الفرد والأسرة

(عدن الغد)خاص:

يتفق الجميع بأن القات والتدخين من أخطر وسائل الهدم الصحي والنفسي والمادي على حياة الإنسان حيث لا يقتصر خطرهما وضررهما على الشخص الذي يتعاطاهما فحسب وانما على اسرته وبيئته وبنفس الضرر حيث ينعكس ذلك الضرر على أسرته في الجانب الصحي والمادي وما ينطوي على ذلك من تبعات ومشاكل وضائقات مادية واهتزازات في قواعد استقرار الأسرة وهذا ما ينهى عنه الإسلام وينكره.

وقد أكدت العديد من الدراسات من الدراسات والبحوث العلمية التي أجراها عدد كبير من العلماء وخبراء الصحة الذين أجمعوا في بحوثهم على خطر وضرر التدخين على الإنسان صحياً ونفسياً هذا الى جانب الهدر المادي دون أي مردود.

استطلاع/محمد مرشد عقابي:

حقائق

أما الحقيقة العلمية المزعجة والتي هي بحاجة الى وعي وتركيز فهي أن الدراسات أثبتت أن سيجارة واحدة تكفي لأن يصبح الشخص مدمناً وفي هذا الجانب أكدت الدراسة أن 90% من صغار المدخنين ما بين 12-13 سنة قدموا دليلاً على الإدمان بالتدخين.

أما الأمراض الفتاكة التي يسببها التدخين على الانسان فهي الإصابة بسرطان الرئة وتصلب الشرايين والمثانة والكلى وإلتهابات اللثة والفم والبلعوم، والمدخنون حسب الدراسات الطبية هم الأكثر عرضة للوفاة.

في هذه المادة الصحفية سنتعرف على المزيد من اضرار التدخين والإدمان فتابعونا في التفاصيل الآتية.

25 عاماً

حول هذا الموضوع تحدث بداية أحد المدمنين ويدعى مجلي قائد ناصر الصبيحي وهو بالمناسبة من مدمني التدخين ومضغ القات حيث قال : بدأت مزاولة مهنة التدخين وانا لم اصل بعد الى سن 17 سنة من عمري، واليوم عمري 46 سنة، وقد تعرضت لعدد من الوعكات الصحية والأزمات المادية والمعنوية والنفسية التي مثلت رسائل تحذير نصحني بسببها الأطباء بضرورة الإقلاع عن هذه العادات الخبيثة، ولكن وعلى الرغم من كثر تلك التحذيرات لم استطع الاقلاع عن هذا السلوك السيء والضار.

واردف : انا ما ازال اعاني من الأرق وفقدان الشهية ونقصان الوزن وقلة النوم إلا أنني لا أنكر عجزي عن ترك القات والسيجارة.

أحمد سالم البهيصي مدمن قات وسيجارة وهو من الموالعة المدمنين والمخضرمين في هذا المجال فقد تحدث قائلاً : بدأت اخزن القات واتعاطى السجائر وانا في سن مبكرة من عمري وارتبطت بهذه العادات ارتباطاً وثيقاً، واشعر ان القات والسيجارة لا غنى لي عنهما في حياتي واحس بانهما يجريان مني كما يجري الدم في وريدي فلا أستطيع الإستغناء عنهما لحظة واحدة.

وأضاف " اشعر أن القات والسيجارة هما فقط من يستطيعان تعديل مزاجي وإكسابي الراحة والإرتياح والشعور بالمتعة واللذة وطعم الحياة، فأنا تخزن في الحد الأدنى شكلين قات وباكتين سيجارة باليوم وقد حاولت مراراً وتكراراً جاهداً ان اترك القات والتدخين لكن لم استطع.

الأخ عبد الجبار مدهش الداعري يقول : التدخين وتوابعه ومشتقاته الى جانب القات تعتبر آفات ضارة ومدمرة ومن أخطر آفات العصر فتكاً بالإنسان وفي كل النواحي الصحية والمادية والنفسية والمعنوية.

ويضيف : فبجانب اضرارهما غير المحصورة على الفرد والمجتمع فهي تعد سبباً مباشراً لإنتشار الجريمة وتخريب الأسر وشتات الشمل وبث الفتن والمشاكل بين أفراد العائلة الواحدة وبين أبناء البيت الواحد.

واستطرد : القات يعد من أهم الأسباب في إصابة الفرد بأمراض المعدة والإضطرابات النفسية والفكرية لأن مدمن القات والسيجارة يكون اكثر عرضة للإصابة بالأمراض وكذلك يصبح فاقداً لوعيه وتركيزه في غالب الأحيان ويفقد قواه الفكرية والعقلية كاملة وعندما لا يجدها في حينها فتجده يتصرف كالمجنون وقد تصدر منه ممارسات وافعال وتصرفات لا يحمد عقباها او تحتوى عواقبها إذا لم يجد ما يسد خرمته ويطفى لهيب ولعه وقد يتسبب ذلك في تمزيق النسيج الأسري وتشتيت شمل الأسرة وتشريد الأطفال، وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد قيام صنف من هذا النوع من الموالعة بهذه التصرفات الرعناء إذا لم يجدوا قيمة القات والسجارة، فنحن نقول بأن هذه المواد مهدرة للصحة وللمال في غير فائدة، و المدخن يتسبب في إيذاء من حوله في مجتمعه المحيط بسبب تصاعد اللسنة الدخان النيكوتين وروائحه غير المحببة ومن  هنا نطالب كل من ابتلوا بهذه الآفات وجميع متعاطي هذه المواد المحظورة بأن يسارعوا في إعلان القطيعة معها لكونها مواد شبه مخدرة وضارة بالجسد وبالصحة وسبب لإهدار المال فعليهم وضع خطط سليمة لانفسهم حتى يتمكنوا من الفكاك والخلاص من هذه المخاطر إن لم يكن ذلك بشكل مباشر فليكن بأسلوب تدريجي.

الشخصية الثقافية والاجتماعية نجيب قاسم البكري يقول : القات والسيجارة ومشتقات التدخين الأخرى كلها عادات سيئة وشاذة ودخيلة على المجتمع اليمني.

وأضاف : هناك كثير من الأضرار والإنعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية على حياة المتعاطين لهذه المواد السامة نذكر منها : 

اولاً : الأضرار الاقتصادية وهي عبارة عن إهدار كم هائل من الاموال في غير محلها والتي تأتي غالباً من خزينة الأسرة وميزانيتها ومصروفها الخاص وعلى حساب الأبناء والأطفال وكذا ضياع الوقت فنلاحظ الشخص المدمن والمخزن يهدر الأموال الطائلة في شراء حبات او اعواد القات وعلب السيجارة بشكل يومي ومستمر ومع ذلك لا يستفيد شيئاً سوى انه يترك اسرته واولاده دون ما يلزمهم حتى ان البعض من المدمنين يفضلون شراء حاجتهم من القات والسيجارة على حاجيات أسرهم وبيوتهم من المواد الغذائية والاساسية الضرورية، ضف الى ذلك تجد الكثير من ارباب الأسر يهجرون منازلهم ويتوجهون إلى اللوكندات والفنادق والإستراحات للحصول على ما يسمى بالزردة والجراك والمعسل والتنباك وهو بذلك يهدر وقتاً كان يفترض ان يشغله فيما يجني منه الفائدة والربح أو في البقاء بجانب اسرته واطفاله.

ثانياً : الأضرار الاجتماعية وهي سلوكيات المخزن والمدخن وتعامله مع أسرته ومن حوله والمجتمع المحيط به قاطبة وما يسبب لهم من إزعاج وضيق في المشاعر وشعور بالضجر والقلق إزاء تصرفاته وسلوكياته غير القويمة، ومن الأضرار الاجتماعية التي تترتب على مستوى المحيط الأسري من قبل المدخن هو ما يسمى بالتقليد أي الأطفال إذا رأوا والدهم أو أخاهم أو من هو في سنهم من اولاد الجيران يخزنون (يمضغون القات) او يدخنون (يتعاطون السجائر) فإنها تتولد لديهم رغبة جامحة في التقليد وتنبعث في نفوسهم نوازع الفضول وحب التشبه وممارسة مثل هذا الفعل، ومن حيث الاضرار النفسية فانا اعتبرها تتوزع على عدة جوانب أهمها شعور المخزن والمدخن بعدم الإرتياح وعدم الاستقرار والشرود الذهني والتشتت الفكري، بمعنى أن حياته النفسية يكسوها الاضطراب ويغلفها جمع هائل من الكآبة والضيق والضجر والشعور بإنه يسير في دوامة غير مستقرة إلى أن يتعاطى  الأغصان الخضراء (وريقات القات) ويتناول معها سيجارة عندها تبدأ حياته بالإستقرار والهدوء والإرتياح ويستعيد ذهنه المشتت شيئاً فشيئاً ومن ثم تكتمل قواه ويشعر بقدرته على السيطرة الكاملة على مشاعره وأعصابه المتوترة.

ثالثاً : الأضرار الصحية وهي اخطر انواع الاضرار على الإطلاق فمن ضمنها إصابة الشخص المخزن او المدخن او كليهما بالأمراض الفتاكة التي تصيب الجهاز التنفسي والهضمي والدوري ومن مثل هذه الأمراض الإصابة بالسرطانات وتصلب الشرايين وامراض المعدة وتقرحات القصبة الهضمية وإلتهابات الفم واللثة.