آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

ملفات وتحقيقات


من الذي يحاول قتل وزير الدفاع اليمني؟

الأربعاء - 28 سبتمبر 2011 - 02:50 م بتوقيت عدن

من الذي يحاول قتل وزير الدفاع اليمني؟
هل تسعى القاعدة ام نظام الرئيس صالح اليوم لأجل قتل وزير الدفاع اليمني؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال كثيرين اليوم في عدن.

عدن ((عدن الغد )) خاص:

حتى اللحظة لايزال وزير الدفاع محظوظا لكنني لا أظنه سينجو في المرة القادمة الثالثة ثابتة ..

قالها ضابط في سابق في الجيش اليمني ليلاً وبعد ساعات فقط من إعلان نجاة وزير الدفاع اليمني اللواء محمد احمد ناصر احمد من محاولة اغتيال تعرض لها يوم أمس الثلاثاء..

أمام منزل شعبي قديم بحي دار سعد شمال عدن يفترش الميسري  الأرض ليلاً ويستعد لمضغ أوراق قات جلبها من السوق وعلى هذا جبل منذ ان اتخذت الحكومة اليمنية التي يقودها الرئيس صالح قرارا بتسريحه من الجيش وهو وعشرات الآلاف من منتسبي الجيش الجنوبي السابق بعد هزيمة الجنوبيين في الحرب مع الشمال في العام 1994 .

 

يرى الميسري ان  عمليات الاغتيال التي يتعرض لها وزير الدفاع اليمني مؤخراً لن تتوقف إلا بعد ان تقضي على الرجل الذي ظهر أواخر مارس الماضي ليقول بلكنة بدوية واضحة " تعلن القوات المسلحة والأمن بأنها ستظل وافية للشرعية الدستورية ".

يضيف الميسري في حديث قصير لـ"عدن الغد" :" محاولات الاغتيال التي يتعرض لها الكثير من قادة الجيش في عدن تثير حالة من الاستغراب والتعجب! كل من تستهدفهم الانفجارات هم قيادات ليست فاعلة في الجيش ويربط بينهم أنهم من القيادات التي لم تتعرض للإحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح بشيء والتزمت الصمت حيال ذلك ..

يصمت الميسري قليلاً ويضيف:" أنهم يقولون بأن القاعدة هي التي تقوم بإستهداف قادة الجيش في عدن لكن ما نستغرب له لماذا لاتستهدف هذه القاعدة "مقولة" أو غيره من القيادات الكبرى التي تدير المعارك في أبين ؟

 

يقصد الرجل "بمقولة" قائد المنطقة العسكرية الجنوبية  واسمه بالكامل اللواء "مهدي مقولة " والذي يصنف بأنه الذراع الطولي لنظام الرئيس اليمني صالح في عدن  ويقود الرجل عدد من الألوية العسكرية  الموالية لصالح .

منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لصالح في فبراير الماضي قتل عدد من القادة العسكريون في هذه الألوية في حوادث تفجير متشابهة لاتختلف عن بعضها ابداً .

بداية مسلسل القتل لقادة الجيش في عدن

كان أولى التفجيرات التي طالت قادة عسكريين في عدن هو ذلك الانفجار الذي استهدف قائد عسكري في اللواء 31 مدرع وهو العقيد "خالد الحنشي" قتل الحنشي في انفجار استهدف سيارته

قتل الحنشي في الـ28 من يونيو الماضي أي بعد أسابيع فقط على مغادرة الرئيس اليمني صالح لليمن اثر محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرجل في الـ3 من يونيو الماضي.

بحسب المعلومات الخاصة التي تحصل عليها "عدن الغد" من مصادر عسكري في المنطقة الجنوبية مؤخراً فإن الحبيشي واجه اتهامات حادة  قبل مقتله تتهمه بالتساهل في عملية فرار العشرات من أفراد الكتيبة التي يقودها وانسلاخهم عن الجيش .

 

يقود الحبيشي الكتيبة الثانية مشاة في اللواء 31 مدرع وهي الكتيبة التي صدرت لها أوامر عسكرية من قبل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة في الـعاشر من يونيو بالتحرك صوب زنجبار بهدف الالتحاق بوحدات عسكرية تقاتل عناصر من تنظيم القاعدة .

قوبلت التوجيهات التي أصدرها "مقولة" بالرفض من قبل أفراد الكتيبة  والذي ترك العشرات منهم العمل في الجيش اليمني منذ ذلك اليوم وحتى اللحظة فيما تكتمت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية عن الخبر .

ذات المصادر قالت لـ"عدن الغد" ان قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية رأت بإن قائد الكتيبة " الحبيشي"  ربما قد يكون متورطاً في أعمال  تسهيل هروب العشرات من جنود كتيبته .

 

بعد أيام فقط من هروب الجنود من الكتيبة واستحالة إرسال ماتبقى من جنودها إلى زنجبار  وتحديداً في الـ28 من يونيو الماضي هز انفجار قوي حي حاشد السكني بالمنصورة  والتم العشرات من أهالي الحي ليعثروا على جثة العقيد الحبيشي متفحمة بداخل سيارته .

بعد ساعات فقط من الانفجار سارعت وسائل إعلام رسمية موالية للرئيس اليمني صالح بتوجيه الاتهام لتنظيم القاعدة فيما ردت وسائل إعلام معارضة واتهمت نظام الرئيس صالح بالتورط في أعمال القتل هذه.

 

بذات الكيفية قتل عدد من القادة العسكريين في عدن وأثارت هذه الحوادث حيرة كثيرين ، في الـ 13 من يونيو الماضي قتل شخص اثر انفجار سيارة كانت في طريقها متجهه صوب مدينة البريقة بعدن .

 

يومها قال شهود عيان لـ " عدن الغد " ان سيارة نوع سوزوكي صغير انفجرت عند الساعة الثانية عشر إلا عشر دقائق ظهراً أثناء ما كانت في طريقها من مدينة الشعب صوب مدينة البريقة .

 

بعد دقائق من الانفجار تم التعرف على هوية الضحية كان قيادي عسكري في الجيش يدعى "مطيع السياني" ويعمل مديراً لدائرة الإمداد والتموين في اللواء 31 مدرع الذي قامت  وحدات عسكرية منه لاحقا بخوض الحرب ضد القاعدة في أبين قبل ان تنسحب لاحقاً.

 

قضى السياني في حادثة الانفجار التي استهدفت سيارته لكن الحكومة اليمنية سرعان ماسارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة رغم عدم انتهاء فريق التحقيق من مهمته.

 

منذ الـ13 من يونيو الماضي وحتى اليوم لم تعلن الحكومة اليمنية عن نتائج التحقيق في واقعة اغتيال السياني ولم تعلن أيضا أنها تمكنت من إلقاء القبض على منفذي العملية.

الوزير في مرمى النيران

طوال الفترة الماضية استمرت عمليات الاستهداف للقادة العسكريين في عدن لكنها في الـ 30 من أغسطس الماضي أخذت منحى أخر حينما تم تفجير عبوة ناسفة بموكب وزير الدفاع اليمني أثناء قيامه بزيارة لوحدات الجيش اليمني بزنجبار.

 

كانت عملية التفجير هي أولى محاولات الاستهداف التي طالت الوزير "ناصر" والذي يعرف بأنه لايملك صلاحيات موسعة فيما يخص عمليات الجيش التي يقودها ضد تنظيم القاعدة في أبين لكن عمليات التفجير لاحقته  وتعرض خلال أسابيع لمحاولتي اغتيال .

في الـ30 من اغسطس الماضي قالت مصادر خاصة لـ"عدن الغد" ان الانفجار الذي قالت المصادر بأنه لغم زرع في طريق سيارة الوزيراللواء محمد ناصر أحمد استهدف الوزير وقيادي عسكري بارز هو اللواء فيصل رجب قائد اللواء 119 والذي أعلن تأييده للإحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس اليمني صالح.

 

وأشارت المصادر إلى ان الوزير قام صباح ذلك اليوم بزيارة عدد من وحدات اللواء 119 المرابطة بمنطقة دوفس حيث التقى هناك باللواء فيصل رجب لينتقل الاثنان بعدها على متن سيارة الوزير صوب مواقع من وحدات اللواء 201 على مشارف زنجبار .

 

واثناء اقتراب السيارة من مواقع الوحدات العسكرية انفجر لغم زرع على جانب الطريق وهو ما أسفر عن تدمير سيارة الوزير بالكامل وإصابة 2 من مرافقيه إصابة احدهم حرجة.

 

وبعيد الانفجار عاد وزير الدفاع على الفور إلى عدن وقالت مصادر مقربة منه انه كان من المقرر يتناول وجبة الغداء بضيافة قائد المنطقة الجنوبية اللواء مهدي مقوله إلا انه اعتذر وتوجه إلى منزل احد أقاربه بخور مكسر .

بعيد الانفجار سارعت الحكومة اليمنية إلى نفي صحة هذه المعلومات رغم ورود تأكيدات من مصادر عدة بينها مسئولين في الحكومة بحدوث واقعة الانفجار هذه.

 

أثار نفي الحكومة اليمنية وعلى لسان مصدر مسئول فيها لواقعة الانفجار التي استهدفت الوزير محمد ناصر احمد الكثير من علامات التساؤل حول ما الذي يمكن ان تكسبه الحكومة عند مسارعتها إلى  نفي واقعة لايمكن القبول بالتشكيك بصحتها مطلقاً خصوصا بعد ورود تأكيدات لمسئولين فيها عن الواقعة.

 

كان "عدن الغد" أول الوسائل الإعلامية التي سارعت التي  نشرت الخبر لكن وبعد ساعات قليلة فقط صدر النفي الحكومي والذي جاء على لسان مصدر مسئول.

 

قال المصدر المسئول انه ينفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من مزاعم عن تعرض موكب وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد لإنفجار عبوة في قرية بمحافظة أبين ومقتل اثنين من مرافقيه.

وأكد المصدر إن ذلك الخبر لا أساس له من الصحة مطلقا, ودعا وسائل الإعلام إلى تحري الصدق والأمانة فيما تتناقله من أخبار حرصا على الحقيقة والمصداقية والابتعاد عن الأخبار المضللة والافتراءات الكاذبة.

 

على خلاف حوادث تفجيرات سابقة لم تسارع الحكومة اليمنية إلى إصدار نفي بخصوص أيا من هذه الحوادث التي أسفرت عن مقتل عدد من القيادات العسكرية بمدينة عدن خلال الأشهر الماضية بل على العكس من ذلك كانت مصادر فيها تسارع وبعد ساعات فقط على حدوث أعمال التفجيرات هذه إلى اتهام تنظيم القاعدة بالوقوف خلف عمليات التفجيرات هذه؟

 

نفي دون اتهام

يرى كثيرون ان الحكومة اليمنية لجأت على الفور إلى نفي حدوث عملية تفجير استهدفت سيارة وزير الدفاع اليمني بهدف الحد من الاتهامات التي دأبت المعارضة اليمنية وأطراف مستقلة في اليمن والتي تتهم فيها قيادات بارزة في نظام الرئيس صالح بتدبير عمليات اغتيال لمسئولين فيها واتهام القاعدة لاحقا بالمسئولية عن مثل هذه العمليات.

 

ومن المؤكد أيضا ان لجوء الحكومة اليمنية إلى نفي واقعة التفجير التي استهدفت موكب وزير الدفاع اليمني كان المخرج الوحيد من واقعة حرج بالغة ستوضع فيها في حال الاعتراف بوقوع حادثة التفجير .

 

أولى الأسباب التي ستثير الشكوك حول جهود نظام الرئيس اليمني صالح في محاربة القاعدة ويعزز صحة الاتهامات لأطراف في النظام بالقيام بعمليات اغتيال مدبرة لقيادات في النظام ذاته هي ان المنطقة التي وقع فيها الانفجار تخضع لسيطرة الجيش اليمني منذ أشهر ولم تتمكن عناصر الجماعات المسلحة من الوصول إليها لذا فان فرضية اتهام القاعدة بالوقوف خلف الحادث تظل فرضية لايمكن القبول بها بل على العكس من ذلك سيعزز فرضية تعرض الوزير لمحاولة اغتيال لذا فان المسارعة بنفي صحة حدوث الواقعة هو انسب الأمور بالنسبة للحكومة اليمنية .

 

بحسب المعلومات التي تحصل "عدن الغد" عليها من مصادر مقربة من وزير الدفاع اليمني فإن زيارته إلى المنطقة يوم أمس كانت مفاجئة وتم التحضير لها في نطاق ضيق اقتصر على كبار قادة الجيش وهو مايعني ان إلقاء اللوم على تنظيم القاعدة بالضلوع في الحادث سيكشف وبجلاء واضح ان هنالك اختراق امني حاد تعاني منه قيادة الجيش لصالح الجماعات المسلحة لذا فإن نفي الحادثة جملة وتفصيلا كان الخيار الأمثل بالنسبة للحكومة اليمنية.

 

رغم نجاة الوزير من محاولة الاغتيال الأولى الا ان المحاولات تواصلت يوم أمس انفجرت عبوة ناسفة قالت مصادر مقربة من الوزير  لـ"عدن الغد"  بأنها انفجرت في سيارة كانت تمشي بموكب الوزير وهو مايرجح فرضية ان الطريقة التي تمت بها العملية كانت مشابهة للعملية التي تمت بها عملية اغتيال عدد من قادة الجيش في عدن في وقت سابق من هذا العام .

تحدثت الحكومة اليمنية مساء أمس عن العثور على جثة انتحاري قالت بأنه قام بتفجير نفسه بالموكب الا ان هذه المعلومات لم يتم التأكد من صحتها من طرف محايد حتى اللحظة .

 إستثمار جسد الوزير

 يرى علي منصور أحمد وهو صحفي مستقل من عدن ان فرضية قيام القاعدة بإستهداف موكب وزير الدفاع يوم أمس تبدو فرضية غير مقبولة موضحاً في حديث لـ"عدن الغد"  ان الهدف من هذه التفجيرات هو تقديم الوزير "ناصر" من قبل نظام الرئيس صالح ككبش فداء بهدف ايهام العالم بان تنظيم القاعدة استطاع قتل قيادات بارزة في الجيش اليمني .

يتفق كثيرون مع الرأي الذي يطرحه "منصور" وخلال الأسابيع الماضية تحدثت وسائل إعلام معارضة عن لجوء الوزير إلى مدينة عدن ورفضه البقاء في صنعاء بالاضافة إلى امتناعه عن المساهمة في الحرب الإعلامية التي يشنها قادة بارزون في نظام صالح ضد قادة الاحتجاجات المناوئة لصالح في اليمن .

 

يوصف "ناصر" بأنه قيادي وسطي ويتمتع بعلاقات جيدة وطيبة مع قادة المعارضة في اليمن وخلال الفترة الأخيرة وخلال الأحداث التي لاتزال تعصف باليمن رفض الرجل ان يدخل في صراع مع ايا من الأطراف المتصارعة .

دأبت وسائل إعلام معارضة خلال الأشهر الماضية على اتهام نظام الرئيس اليمني صالح بالسعي لتصفية قيادات بارزة فيه واستثمار عمليات مقتلهم في الادعاء للعالم الخارجي بأنه يواجه خطر حقيقي من قبل قيادات القاعدة .

 

هل يحاول نظام الرئيس صالح قتل وزير دفاعه؟

يرى كثيرون ان هذا السؤال هو السؤال الاكثر أهمية والاشد الحاحا اليوم وهو أهم الاسئلة التي يجب ان يتم طرحها فمن جانبها ترى المعارضة اليمنية بإن نظام الرئيس صالح يحاول قتل "اللواء محمد ناصر أحمد" عبر بوابة الادعاء بمقتله على أيدي القاعدة ..

 

اثارت وسائل إعلام مستقلة وأخرى معارضة خلال الأسابيع الماضية قضية عدم قيام تنظيم القاعدة باستهداف اللواء "مهدي مقولة"  ولو لمرة واحدة فيما تكررت عمليات الاستهداف لقيادات أخرى اقل شأنا منه بينها وزير الدفاع "ناصر".

يبدي الصحفي "علي منصور أحمد " في حديثه لـ"عدن الغد" استغرابه الشديد عن الكيفية التي يمكن لتنظيم القاعدة بها معرفة مواعيد خروج الوزير ناصر يوم أمس ومكان وجهته مؤكداً ان مثل هذا الأمر يؤكد وبجلاء واضح ان مايحدث هي امور مدبرة ولايمكن للقاعدة ان تقوم بها منفردة.

 

حينما استهدف الانفجار موكب الوزير "ناصر" يوم أمس كان الرجل في طريقه إلى لقاء مع قائد المنطقة العسكرية الجنوبية والذي بالتأكيد انه كان يملك علماً مسبقاً بقدوم الرجل إليه لكن السؤال هو كيف علم منفذ العملية بقدوم ناصر ؟

على شاشة فضائية عربية تحدث صحفي يعمل بصحيفة"الأولى " اليمنية وهو انيس منصور بعد ساعات فقط من حدوث الانفجار الذي استهدف الوزير ناصر .

قال الصحفي انيس منصور ان اللواء "مهدي مقولة" هو من قام بتدبير الحادث بهدف التخلص من ناصر معززاً بذلك حدة الاتهامات لمقولة بأنه هو من يقوم بتدبير حوادث القتل التي تستهدف قيادات الجيش في عدن.

 

هل تسعى القاعدة ام نظام الرئيس صالح اليوم لأجل قتل وزير الدفاع اليمني؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال كثيرين اليوم في عدن.

يضحك "الضابط ناصر الميسري بقوة وهو يمدد رجليه أمام منزله بحي دار سعد بعد ان بدأ بمضغ اوراق قات خضراء وقال موجها النصح للوزير اليمني :" انصحه ان يمكث بمنزله مثلي ومثل الكثيرين خير له من ان يقتله هؤلاء الاوغاد..

ترى هل سيستمع الوزير للنصيحة ام ان "عدن الغد" سيكون أول الوسائل الإعلامية التي ستنشر خبر مقتله مثلما كانت أول الوسائل الإعلامية التي نشرت محاولتي الاغتيال التي تعرض لهما.؟

 

من فتحي بن لزرق

 جميع الحقوق محفوظة لـ"عدن الغد"