آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:17م

ملفات وتحقيقات


تفاصيل المعركة السياسية للحكومة الشرعية جنوبا وصراعها ..الشرعية.. الحصاد الأخير

الأربعاء - 26 يونيو 2019 - 12:35 م بتوقيت عدن

تفاصيل المعركة السياسية للحكومة الشرعية جنوبا وصراعها ..الشرعية.. الحصاد الأخير

القسم السياسي صحيفة /عدن الغد

تقرير يرصد تفاصيل المعركة السياسية للحكومة الشرعية جنوبا وصراعها .

كيف تحولت المعركة من اسقاط الحوثي إلى اسقاط الحكومة الشرعية جنوبا..

- هل اسقطت الشرعية نفسها بنفسها؟

- كيف اثر غياب الرئيس والوزراء على اداء الحكومة؟

-هل يملك الانتقالي قدرة إدارة الجنوب ام انه سيقوده إلى حرب اهليه؟

- علي البخيتي : اسقاط الحكومة الشرعية ليس حلا.

- الحسني: الرفض الشعبي للشرعية بسبب فشلها في حلحلة المشاكل التي تمر بها البلاد

الغيثي: الشرعية انجرت الى مربع استعداء القضايا الوطنية

راشد : اسقاط الحكومة  لن يقود الانتقالي لحكم الجنوب.

الشرعية .. الصعود إلى الهاوية ..

 

 

تعالت الدعوات السياسية التي يطلقها المجلس الانتقالي والتي يتوعد فيها بإسقاط الحكومة الشرعية اليمنية.

في الـ 2 من فبراير 2011 اجتاحت اليمن تظاهرات غاضبة دعت إلى اسقاط حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح .

بعد أكثر من 8 سنوات على مايحدث يرى كثيرون ان اسقاط الدولة لم يكن خيارا سليما، سقطت الدولة في اتون الصراعات السياسية المختلفة.

ومنذ ذلك الحين تردى حال البلد وتفكك الجيش والأمن وسقطت عدد من المدن بيد جماعات مسلحة مختلفة ابتدأ من القاعدة وصولا إلى سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء .

ومع اندلاع الحرب الشاملة في 26 مارس 2015 سقطت الحكومة بشكل كامل في عموم المحافظات اليمنية لتبدأ جهود اعادة الحكومة.

عانى اليمنيون بشكل كامل في عموم المحافظات اليمنية ومع عودة الحكومة الشرعية التي يعترف بها العالم عقب الحرب بدأت الحكومة تلمس نفسها واعادة تشكيل مؤسسات الدولة في عدن ومحافظات يمنية محررة عدة إلا ان الصراع الاخير الذي نشب بين الإمارات وبين الحكومة الشرعية وضع نشاط هذه الحكومة على المحك وعرقل حضورها بشكل كبير.

الفشل من الداخل

وعلى خلاف العرقلة الإماراتية يرى كثيرون ان الفشل الحكومي كان نابعا من الداخل فمع اندلاع الحرب فر المئات من اعضاء الحكومة واستقروا داخل عشرات الفنادق الفارهة في العاصمة السعودية ابوظبي قبل ان يتنقلوا بين عواصم دول عربية واجنبية مختلفة.

يرى المؤيدون لهذا الطرح ان الحكومة فقدت قدرة التأثير بداية بغياب الرئيس هادي عن عدن وغياب افراد الحكومة ووزرائها وتنقلهم بين عواصم مختلفة واختيارهم البقاء في الخارج.

كل هذه العوامل بحسب كثيرين كانت بداية التصدع في جدار الحكومة اليمنية الشرعية والذي ساهم قوى محلية خصوصا في عدن على ان تتمرد على الحكومة بسبب غيابها عن الأرض.

هل الحل باسقاطها؟

تتصاعد بين الحين والاخر الدعوات من قبل المجلس الانتقالي والتي تهدد باسقاط الحكومة الشرعية ، في الـ 28 من يناير 2018 اقتحم مسلحون موالون للمجلس مقر الحكومة ونهبوا محتوياته.

يرى مؤيدو هذه الخطوة أنها يمكن لها ان تسرع في تسلم الانتقالي السلطة الفعلية لمناطق جنوب اليمن وعلى الأقل عدن ولحج والمناطق المحيطة بها لكن الانتقالي قد لايستطيع فرض سيطرته على مناطق شبوة وحضرموت وابين والمهرة الأمر الذي من شأنه ان يجعل الجنوب ممزقا في حين تسوده حالة من الوحدة المجتمعية حاليا.

يرى المؤيدون لهذه الخطوة ان الحكومة اليمنية في شكلها الحالي فشلت في إدارة المناطق المحررة جنوبا لذلك يرون انه من الواجب اسقاطها.

دعوات محذرة 

على الجانب الاخر يرى المعارضون لمثل هكذا خطوة ان اسقاط الحكومة في جنوب اليمن يمكن ان يحدث ردات فعل عنيفة وقد تسقط المجتمع جنوبا في فوضى عارمة.

لايزال الجنوب رغم مرور عقود طويلة يعاني من حالة الانقسام بسبب الصراعات السياسية السابقة التي سبقت العام 1990 .

اظهرت الخلافات السياسية مؤخرا ان المجتمع لايزال منقسما بشكل كبير جهويا في جنوب اليمن في حين ان كل الأطراف لاتتفق على تسليم السلطة في حال الانفصال لطرف سياسي دون اخر .

انفردت الجبهة القومية ذات يوم بالسلطة الأمر الذي تسبب بكوارث مجتمعية كبيرة وانقسامات وحروب دامية خلفت عشرات القتلى والجرحى في جنوب اليمن.

يرى المعارضون لخطوة اسقاط الحكومة ان جنوب اليمن لايزال غير مهيأ لعملية انتقال سريعة للسلطة خصوصا مع ارتباطات البنك وصرف المرتبات وخلافه.

الانتقالي .. قيادة الجنوب صوب الاستقلال ام الحرب الاهلية

يحاول المجلس الانتقالي تقديم نفسه على انه المفوض سياسيا وشعبيا في جنوب البلاد ورغم هذا الادعاء إلا ان قوى سياسية جنوبية كثيرة ترفض ذلك .

يرى مؤيدو المجلس ان المجلس يملك قدرة إدارة مناطق الجنوب بسبب حالة التنظيم والقوة العسكرية التي يملكها لكن المعارضين يرون ان الإمارات هي ضابطة الايقاع داخل المجلس وبانسحابها أو تركها المجلس وحيدا فانه سينهار على الفور .

يرى المؤيدون ان كافة القوى السياسية الجنوبية في الحراك الجنوبي وغيره لن تستطيع تقديم أي خطاب سياسي حقيقي بل على العكس ستواصل الغوص في خلافاتها التي لاتنتهي لذلك يجب ان يتقدم الساحة كيان سياسي يملك قدرة التحرك الحقيقية والحسم.

في حين يرى المعارض ان تقديم الانتقالي لنفسه كمفوض دونما اجراء سياسي حقيقي مثل انتخابات سياسية أو خلافه يمكن ان يقود الجنوب صوب حرب اهلية . 

يحاول القسم السياسي في صحيفة "عدن الغد" ان يستقرأ عوامل تراجع الحكومة الشرعية في جنوب اليمن ، لماذا تراجع دورها ؟ هل كانت الاسباب خارجية ؟ هل عانت الحكومة اليمنية من فساد مالي اضر بها ، ضعف القيادات الحكومية ام ان العوامل اقوى من حضورها وهل ساهم التحالف في هذا الضعف ؟ 

بدت حكومة الشرعية في  الشهور الأولى من الحرب التي تعيشها البلاد، بزخم شعبي منقطع النظير، لكن ذلك الزخم سرعان ماتحول إلى سخط بعد مرور عامين فقط من الحرب. 

لم تأتِ الشرعية بجديد للمواطن اليمني على الرغم من أن من دعا للثورة على نظام الرئيس علي عبدالله صالح والذي اتهم مرارا ووصفه بالفاسد والقمعي هو من تولى زمام السلطة، لكن لا شيء تغير، بل زادت الحالة الانسانية سوءا، وكذا انهار الاقتصاد وتحول الجيش إلى جيش ذو ولاءات متعددة وضيقة، على الرغم من أن دولة كالشرعية حظيت بدعم دولي وأقليمي كبيرين. 

الصحافي كمال السلامي قال لـ"عدن الغد" أن وضع الشرعية اليوم لا يبدو أنه يؤهلها لأن توجد موضع قدم لها في الجنوب، مشيرا إلى أن الوجود الشكلي هو شعرة معاوية المتبقية بين الجنوبيين والوحدة، والشرعية تمثل دولة الوحدة، والحقائق على الأرض باتت مختلفة كليا. 

وبين السلامي أن الأمر الوحيد الذي يحدد مصير وجود الشرعية من عدمه في الجنوب، هو موقف التحالف العربي،  قائلا إن التحالف هو الوحيد الذي بإمكانه تهيأة الظروف على الأرض لانتقال الحكومة الشرعية ومؤسساتها إلى عدن، لكن مع كل ذلك، لا يجب أن نغفل عى حقيقة باتت واضحة كالشمس، ألا وهي حقيقة أن المجلس الانتقالي بات يمتلك من القوة العسكرية، والأمنية، وكذا الشعبية، ما يؤهله لمواجهة الشرعية والحيلولة دون عودتها. 

احمد الحسني

من جانبه يرى السياسي أحمد الحسني، أن الرفض الشعبي للشرعية يأتي نتيجة فشلها في حلحلة المشاكل التي تمر بها البلاد، من مشاكل الخدمات وعلى رأسها الكهرباء و المياه والوقود إضافة إلى تدهور العملة وارتفاع الأسعار وتأخر في صرف المرتبات، وكذلك الفشل الأمني وعدم مقدرتها على إنهاء الازدواجية الأمنية والعسكرية التي تتقاسمها مع الميليشيات. 

 

وقال الحسني لـ"عدن الغد"، أن المواطن في الجنوب بات ينظر إلى الشرعية بأنها عاجزة ولن تحقق أي نجاح رغم كثرة التصريحات التي تأتي على لسان رئيس الحكومة معين عبدالملك. 

واشار الحسني أن الرفض للشرعية لا يعتبر مؤيدا للمجلس الانتقالي، خصوصا والأخير شريك في كل مشاكل البلاد، ويسعى إلى التعطيل والعرقلة لأي مشروع بناء في الجنوب؛ خدمة لقوى خارجية.

واضاف الحسني": الشرعية لن يكون لها قبول إلا إذا اتخذت قرارات مصيرية سواء فيما يتعلق بمحاربة الفساد وتوقيف المحاصصة والمحسوبية، أو فيما يتعلق بعلاقتها مع دول التحالف، وهي بحاجة إلى تصويب العلاقة وبسط سيطرتها على كل المناطق والمنشأت الحيوية والتحكم بالقرار السيادي ورفض الوصاية. 

من جانبه يرى سامي حروبي وهو سياسي جنوبي وصحافي معروف ان المشكلة تتعدى الحكومة الشرعية ذاتها.

يرى حروبي ان إدارة الرئيس هادي تعرضت لحرب شعواء من قبل بعض الأطراف التي قالت أنها قدمت لنجدة اليمن واليمنيين.

ويؤكد حروبي انه في حال السماح للرئيس هادي بالعودة إلى عدن وممارسة نشاطه السياسي منها يمكن له احداث حالة من التغيير داخل الحكومية الشرعية.

يضيف بالقول :" كيف تريد لحكومة ان تنهض وهي تواجه حرب شعواء في المناطق المحررة ؟ كيف يمكن لها ان تسعى لنهضة البلاد وغالبية المسئولين ممنوعون من العودة إلى عدن .

ويتابع بالقول :" دعوات فضفاضة ولاتحمل ادنى قدر من المسئولية فمن يطالبوا اليوم باسقاط الحكومة ليس لديهم رؤية سياسية ولا خارطة طريق واضحة يمشون عليها يظنون ان الشعارات ستبني دولة وان الدولة مجرد بيان او تصريح ينشر على صفحات التواصل الأجتماعي . 

ومن وجهة نظري ارى انها مراهقة سياسية قد تقضي على ماتبقى من مظاهر للحياة في الجنوب وقد يسقط الجنوب في اتون الفوضى والأقتتال الداخلي ويصبح لقمة سهلة للقاعدة وداعش  . 

الإنقلاب على الحكومة يعني القضاء على مؤسسات الدولة ونهبها وماحصل في 28يناير من العام 2018مجرد مثال بسيط للجهل الذي يسيطر على عقلية هؤلاء فالعقلية الدموية والمناطقية والحاقدة لن تبني وطن بقدرما ستهدمة وستقتل كل من يقول لا قفوا عند حدكم . 

العالم اليوم يشاهد ويرى وهناك مراكز دراسات تقوم بدراسة الوضع في الجنوب من التحرير الى يومنا هذا ولا اعتقد ان الانتقالي قدم نموذج جميل كي يعترف به العالم او يسلمه دولة . 

مراكز البحوث الدولية  واصحاب القرار  يرون في الانتقالي مجرد اداة اوجدت لتنفيذ مهمة معينة لمصلحة طرف دولي معين ولن يستطيع ادارة دولة او حتى مؤسسة واحدة . 

فعلى سبيل المثال استولى الانتقالي الاسبوع الماضي على مبنى النقابة في المعلاء ومع شروق شمس اليوم الثاني تقاذفوا بالحجارة هذا وهي نقابة فقط فما بالك بالمؤسسات السيادية للدولة . 

اليمن اليوم في حاجة إلى خطاب سياسي جديد يخرجه من المأزق التاريخي العالق بين الوحدة الصعبة والانفصال المستحيل. 

اعارض وبشدة مايدعو اليه المجلس الانتقالي لانه ليس مهيئ كي يكون بديل للدولة ويدير مؤسساتها ولن يسمح له الشعب هذه المرة وسيقف في وجهه. 

المجلس الانتقالي لا يمتلك أي قدرة على تأمين الجنوب أو تحقيق الاستقرار، لكونه فصيلا مسلحا يستقوي بالسلاح وبالموقف الإماراتي، ويسعى إلى فرض رؤيته ومشروعه الذي باتت مرفوض لقطاع كبير من الجنوبيين ولأن الانتقالي يسعى إلى تطبيق الحكم الأشتراكي قلت شعبيته وبدأت الناس تخاف وهي تستذكر تجاربها الماضية مع نظام الماركسية التي قتلت الكثير وشردت الكثير  واقصت واخفت الكثير. 

المناهضون في الجنوب للشرعية لماذا ظهروا؟

 

قد تبدو مسألة ظهور مناهضين للشرعية أمرا يثير التساؤلات ماذا يريد هؤلاء، وقد يعيقون تحرير اليمن، وإستعادة الدولة، لكن في الأصل ظهر المناهضون من مكونات، وقوات عسكرية وامنية، نتيجة لفراغ حصل مابعد الحرب في الجنوب، وهو أكبر خطأ دفعت ثمنه الشرعية ولا تزال.

 

انشغلت الشرعية بأشياء أخرى غير مهامها الوطنية والمناطه، فكانت الصاعقة التي ضربتها، أنها افاقت على صدمة نفيها، إذ قد لا تستطيع العودة اليوم او البلاد، او قد تزاح وجوهها من المشهد كلياً وتستبدل بوجوه أخرى مقبولة لدى الشارع والتحالف العربي والقوى الجنوبية، وحتى الشمالية.

أطماع الشرعية واستعداء القوى الجنوبية 

محمد الغيثي

وحول ما اذا هناك امل لعودة الشرعية الى البلاد، أعتقد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي في حديث لـ "عدن الغد"، أن عودة الشرعية، ليست مبنية على أمل بقدر ما هي مبنية أساساً على "أطماع" تعودت عليها قوى نافذه تكونت منها الشرعية. 

واشار الغيثي، أن الشرعية انجرت الى مربع استعداء القضايا الوطنية وأهل المناطق المحررة والجنوب على وجه الخصوص، علاوة على الفشل والفساد المالي والإداري فيها، ومع هذا فإن الأطماع لها قياس من خلال عوامل ومؤشرات سياسية وعسكرية وأمنية وإجتماعية وقبل هذا كله تبقى المصالح الدولية والإقليمية سيدت الموقف. 

واضاف قائلا": الإيمان الحقيقي والعميق للشعب الجنوبي بقضيته وتمسكه بحقوقه وتسلسل الاحداث التي ساعدت على نضج الثورة وشخوصها افرزت عوامل ساعدت الجنوبيين على مواكبة التغيرات الكبيرة التي طرأت مؤخراً، كل هذه الامور خلقت جواً عاماً ملائما لصالح السياسة الجنوبية، دُعم هذا الجو بالبناء العسكري والأمني الجنوبي على الارض والذي جاء نتيجة ظروف الجميع يدركها بدأت في 2015 ولا تزال مستمرة. 

وقال الغيثي ان هذا الواقع وعلى الرغم من انه يمر بمرحلة مخاض حساسة الا ان التصرفات والافعال التي تبنتها الشرعية لصالح اطراف نفوذ شمالية وحزبية مثل استعداء الحزام الامني والنخب ومحاولة اقصاء كل ما هو جنوبي، وعدم الاعتراف بالواقع الجديد في الجنوب الذي جاء نتيجة تراكمات كبيرة اخرها حرب 2015م، كل ذلك ساعد على اتخاذ خطوة تقارب جنوبية كبيرة وانتاج قيادة سياسية تمثلت في المجلس الانتقالي الجنوبي الذي التفت حوله كافة العوامل المساعدة (العسكرية، السياسية، والشعبية) والتي بدورها قوّت من الجدار الوطني للجنوب والشعب والقضية، خاصة انها سارت في نهج اداري وسياسي جديد استطاع ان يكون فيه مواكباً للوضع القائم في المنطقة بشكل عاماً. 

وتابع القيادي بالمجلس الانتقالي": المهم ان الاطماع تسقط منذ فترة وفي طريقها للسقوط بشكل كلي، فمعركة الجنوبيين باتت اليوم على الحدود في الضالع وفي شبوة واجزاء من حضرموت ومكيراس، لافتا الى انه بات الوصول الى العمق الجنوبي صعباً، ولا أمل في عودة هذه القوى من وجهة نظر الواقعيين في الطرف الآخر، علاوة على ان المصالح الدولية لن تقبل عودة الارهاب والفوضى وتهديد خطوط الملاحة البحرية وكل هذه الامور ستكون مهددة في حال حصلت اي محاولة لإقصاء الجنوبيين، لانه من غير المعقول ان يُقصى مكافحي الارهاب وحماة المنطقة ومن أمنها من كافة التهديدات والمخاطر بعد تجربة دولية مريرة مع القوى اليمنية المحتلة.

تشظي الجنوب.

فؤاد راشد

على الجانب الاخر يقف القيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد ان الظروف التي يمر بها الجنوب اليوم تستدعي اول التوافق الوطني الجنوبي قبل اي خطوة او تفكير بشان اسقاط الحكومة او السيطرة على الارض .

ويضيف بالقول :" اليوم الجنوب يتشظى بفعل الشطط والنزق فضلا عن تعدد اللاعبين بالملف الجنوبي ومايملكونه من اموال واعلام تمكنهم من تفجر الصراع الجنوبي الدامي الذي سيسمح للابد فكرة اقامة دولة جنوب مستقلة .

الاوضاع في الجنوب تعقدت والحرب زادتها تعقيدا .

ولا يملك الانتقالي الخبرات الكافية بادارة دولة الجنوب ولم يتم تشكيله لهذا الغرض اصلا .

 

من جانبه يرى حافظ الشجيفي وهو محلل سياسي من عدن ان دعوات اسقاط الحكومة لا تقدم ولا تؤخر ولا تفيد اي مشروع في الوقت الراهن..لا مشروع الجنوب ولا مشروع الشمال ولا مشروع الشرعية ولعلها تأتي لاستفزاز الشعب فقط او من باب الهروب من استحقاقات اخرى تقع على الطرف الذي يدعو اليها ويتبناها..

ويضيف بالقول :"لا ارى ان اسقاط الحكومة من الممكن ان يقود الانتقالي الى الحكم لان الانتقالي يفتقر حتى هذه اللحظة لرؤية وطنية  واضحة تعبر بشكل عملي عن توجهاته السياسية والوطنية  وعن المشروع الحقيقي الذي يتبناه في الظاهر امام الشعب..

فإلي حد هذه اللحظة فان الانتقالي لم يغادر مربع الشعارات والبيانات الخطابية والاعلامية التي لا تستند على رؤية وطنية واضحة من الممكن ان يقدمها للشعب كمشروع وطني جنوبي يسعى الي تحقيقه بالفعل..وفي هذه الحالة فان الانتقالي ليس مؤهلا للحكم في الجنوب حتى هذه اللحظة ..الا كشريك للشرغية..

اما بالنسبة للشق الثالث من السؤال فانا ضد دعوات اسقاط الحكومة ..لان اسقاط الحكومة.كما قلت لك سلفا لا يخدم اي مشروع..

علي البخيتي

على الجانب الاخر يرى علي البخيتي وهو سياسي يمني بارز ان اسقاط الأنظمة والحكومات في البلاد العربية يؤدي حتماً الى اسقاط الدول والمؤسسات؛ لاختلاط النظام بالدولة وعدم استقلالية المؤسسات.

واضاف في حديث لصحيفة "عدن الغد" بالقول "تجاربنا منذ ٢٠١١ اثبتت خطأ تلك المقاربة؛ وبالأخص أنه لا وجود لمشاريع بديلة تستلم الحكم بعد اسقاط الموجود؛ كما أنه ليس من المضمون ان بعترف المجتمع الدولي بفرض امر واقع يتعارض مع مصالحه في المنطقة وسياسياته واستراتيجياته؛ والتي تقتضي في هذه المرحلة الحفاظ على وحدة اليمن لعدة اعتبارات لا مجال لشرحها الآن؛ لكن تلك سياسة المجتمع الدولي الحالية في اليمن. وعلينا تقبلها والتعامل معها؛ ولنا في تجربة أكراد العراق وإقليم كاتلونيا بأسبانيا خير مثال؛ حيث رفض المجتمع الدولي سياسة الأمر الواقع التي فرضوها وأجبروا تلك المكونات على التراجع بل وخسرت الكثير من المكاسب التي حققتها خلال عقود من النضال.

ثم ان فشل المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية يؤكد ان سيناريوهات ما بعد اسقاطه للحكومة اذا حدث فعلاً ستكون مرعبة وسيندم كل ابناء الجنوب على ذلك كما ندم غالب اليمنيون على حراك فبراير ٢٠١١م وما صنعه باليمن من قتل ودمار.

اضافة الى ان لنا تجربة اخرى في دعوات مشابهة للمجلس وبمجرد اتصال من ضابط اماراتي يتم التراجع؛ بعد ان تكون الدماء قد سالت وتم تدمير ونهب المؤسسات؛ وأحداث عدن السابقة مع حكومة بن دغر ليست ببعيدة؛ فقد ظهر المجلس ورجالة بعد توجيههم بتوقف العمل العسكري ضد الحكومة بأنهم مجرد مرتزقة وبشكل واضح لا لبس فيها.