آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-05:01ص

ملفات وتحقيقات


قصة من عدن : مضرابة شباب وربع كيلو ثمد

السبت - 22 يونيو 2019 - 03:40 م بتوقيت عدن

قصة من عدن : مضرابة شباب وربع كيلو ثمد

كتب / عوض المطري

مع الساعة الواحدة و الشمس تقرح قريح ،رن الجوال و صوت ام العيال يقول : جزّع معك سمك منشان الغداء. 
مغصوباً مريت نحو جولة البجع في خورمكسر، وقفت السيارة و اتجهت نحو بائعي السمك. 
تمد رخيص 4000 ريال الكيلو قالها البائع. 
اشتريت ربع كيلو إلا و من خلفي اسمع مدباجه، التفت و هم اثنين شباب و هات يا دكم و زبط و الناس مباشرة عملو حلقة و قاعدين يتفرجو عليهم. 
يا جماعة، افرعوا عيب ما يستويش هكذا، 
قالوا مالك من عارهم، من قال لهم يتضاربوا في هذا الحر! 
تقدّم رجل خمسيني يحاول يفك اشتباك الشابين و انا تحمست طرحت العلّاقي حقي اللي فيه السمك و تقدمت افارع معه. 
الرجل سحب واحد و انا سحبت الثاني. 
احاول اهدي الشاب و اشوف عينه مورم و دم يخرج من فمه و هو يتحنتر و يقول هذا بلا ادب هذا يشتي تربية ، هذا اهله ماربونوش لكن انا باربيه. 
قلت له : حاول تهدى يا ابني، امسح الدم من لقفك و شوف عينك مورمه كتير. 
التفت إلى عندي و قال: شفت كيف هذا البلا ادب، يدكم بقوة من صدقة. 
قلت له : أباا أبا أبا. انتم كنتوا تضاربوا و إلا ايش تعملوا؟ 
قال : ايوه نتضارب بس مش يقع هكذا الدكم. 
سيبته و رحت باتجاه سيارتي، تذكّرت علاقي السمك. 
رجعت نحو بائع السمك و قلت له فين الثمد حقي الربع كيلو؟ 
قال: هيا و كيف يا عاقل! اعطيتك ياتوه بيدي. 
قلت له : ملا انا قلت لك خليه عندك لاننا رحت افارع بين المتضاربين. 
قال البائع: لا طرحته عندي و لا شفت العلّاقي و إلا تشتي تتسلبط عليا .
قلت له : لا لا خلاص يمكن حطيته في السيارة. 
و انا متجه للسيارة تذكّرت اننا ما اجيت ناحية السيارة و معي كيس السمك. 
رجعت ادور يمكن هنا يمكن هناك و لا لقيت شيء. 
طلعت السيارة و اتجهت نحو المنزل، مباشرة آلى البقالة و علبة تونة و البيت. 
ناولت ام العيال علبة التونة، قالت : مالك! مش قلت لك تجيب سمك، اني طبخت الرز و الصانونة و على اساس باطبخ السمك طاوه. 
قلت لها ما معك إلا التونة و شوفي المضاربة بايقع فيها دكم من صدق و اللي يشتي يضارب انا مستعد. 
و بصوت عالي قلت : انا ما اشتيش غداء و بادخل انام و حسه عينه اللي يصحينا. 
لصيت المكيف و عادنا إلا امتديت و الكهرباء قالت قب. 
ٱح بس ليت اللي طفا الكهرباء قريب كان بايقع له يا ملطيم.