آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

ملفات وتحقيقات


وباء غامض يفتك بعدن.. فهل من مغيث ؟!

الأحد - 16 يونيو 2019 - 09:02 م بتوقيت عدن

وباء غامض يفتك بعدن.. فهل من مغيث ؟!

(عدن الغد)خاص:

تقرير / محمد حسين الدباء

(الناس هنا تموت والعالم يتفرج) بهذا العبارة لخص أحد الأطباء معاناة محافظة عدن مع الوباء الغامض الذي تسبب بوفاة 13 شخصا حيث يمهل هذا الوباء المريض 24 ساعة فقط قبل أن يستل روحه خلالها رويدا رويدا.. أسبوع الموت مستمر بحصد الأرواح والأطباء عاجزون عن تحديد هوية هذا الوباء إلا من تخمينات لم تثبت حتى الآن، والحكومة لا تحرك ساكنا.

وقالت مصادر طبية لصحيفة (عدن الغد) أن العشرات من الحالات تسجل وأن الأطباء باتوا يشخصون الحالات المرضية على أنها إصابة بحميات مختلفة دونما تأكيد لهوية هذا الوباء.

وانتشر هذا الوباء بعد الأمطار  التي هطلت في عدن خلال الأسبوع الماضي والتي خلفت برك راكدة في بعض المديريات، ومما زاد  الأمر سوءا طفح مجاري الصرف الصحي مما يعد بيئة خصبة للبعوض الناقل للأمراض الفيروسية.

وكشفت الأمطار الأخيرة حال البنية التحتية الضعيفة لمدينة عدن وعدم جاهزيتها أبدا لأي حوادث طبيعية وأن القائمين على هذه المحافظة ليس بمستوى المسؤولية من أعلى هرم إلى أصغر موظف في صندوق النظافة والتحسين، فينما قيادة المحافظة في سباتها الصيفي عاملون في المجال الصحي يتهمون مكتب صندوق النظافة و التحسين بالتقصير وأنه لم يقم بعمله على أكمل وجه محذرين من خطورة ترك المياه الراكدة، لكن أيا من المسئولين لم يتحرك (أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي).

آخر الضحايا

وتوفي أمس الإعلامي الشاب عدلي جميل من حي القلوعة بعدن بعد نقله إلى مستشفى حكومي عقب يومين من هطول الأمطار الأخيرة متأثرا بارتفاع كبير في درجة الحرارة.

قالت مصادر طبية بعدن أن عددا كبيرا من الحالات وصلت إلى مستشفيات حكومية وخاصة تعاني ارتفاعا شديدا في درجة حرارة الجسم وانهيارا تاما في المناعة.

وأكد مواطنون أنه في خور مكسر قضى الوباء على عدد من الإشخاص بينهم نساء وأطفال.

تحرك على استحياء

ومن جانبه قال نائب مدير مكتب الصحة بعدن د. محمد ربيد إن مكتب الصحة يتابع تطورات الوباء الذي يفتك بعدن.. مضيفا في تصريح لصحيفة (عدن الغد) أن فريق الترصد الوبائي بدأ بتقصي البلاغات بخصوص هذا الوباء.. مشيرا إلى أن المكتب سيبدأ عملية رش ضبابية ابتداء من اليوم السبت.

تجربة طبيب

اكتشف طبيب صيدلي علاج للوباء الغريب الذي انتشر مؤخرا بالعاصمة عدن، حيث قال الدكتور الصيدلي معاذ حافظ عوبلي في منشور على صفحته ظهر مؤخرا مرض شبيه بحمى الضنك ولكن ليس حمى الضنك لأن أعراضه شبيه بالضنك فهو يهاجم الصفائح مع ألم في الظهر والعيون والأكتاف وحمى متواصلة.

وأردف العوبلي أن العلاج يكمن في استخدام كورس الملاريا (حقن artemether) أول يوم تستخدم حقنتين بوقت واحد وبعدها كل يوم حقنة لمدة 5 أيام إلى جاني السوائل والمغذيات.

واختتم قائلاً: "أصيب عدد من أفراد أسرتي بهذا المرض وقمت بحقنهم بكورس الملاريا والمغذيات وكانت نتائج شفائهم عالية وبفترة قصيرة انصح استخدام هذا العلاج أو التأكد من الأطباء.

اجتهاد في التشخيص

اجتهد أطباء محليون من عدن في محاولة منهم لتشخيص وباء مجهول بات يضرب مدينة عدن دون أي تحرك من قبل السلطات الحكومية، وقدم عدد من الأطباء استشارات طبية بهذا الخصوص في محاولة للتوصل إلى تشخيص طبي أو علاجات مؤقتة، حيث كتبت الدكتورة أنهار فيصل قائد بهذا الخصوص مطمئنة الجميع وموضحة أن المرض الذي يضرب عدن هو مرض (شيكونغونيا) (Chikungunya)، وهو عبارة عن مرض فيروسي.

ويسبب هذا المرض فيروس ينتقل عبر نفس أنواع البعوض التي تنشر حمى الضنك وفيروس (زيكا)، كما أنَّ أعراض الإصابة تتمثل بألم المفاصل وارتفاع حرارة الجسم، وتتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة وغالبا ما يبدأ المريض بالتحسن خلال أسبوع من الإصابة.

أشخاص أكثر عرضة للإصابة بشيكونغونيا، المواليد الجدد وكبار السن التي تتجاوز أعمارهم 65، ومرضى السُكًري، ومرضى ارتفاع الضغط، ومرضى القلب.

ويصاب البشر بهذا المرض عند التعرض للدغة البعوضة الحاملة لفيروس شيكونغونيا، وأثناء سحب البعوضة للدم ينتقل الفيروس منها ويصل إلى دم الإنسان، ثم يبدأ الفيروس بالتكاثر داخل جسم المصاب وتكمل دورة حياتها، كما ينتشر الفيروس من شخص لآخر عبر نقل الدم الملوث، من النادر أن ينتشر الفيروس من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة، ولا ينتقل الفيروس من المرضع إلى طفلها من خلال الرضاعة الطبيعية، وأيضا لا ينتقل الفيروس من شخص لآخر عبر التنفس ويعود هذا لأنَّ الفيروس يحتاج لإكمال دورة حياته في البعوضة.

أعراض شيكونغونيا

تبدأ الأعراض بالظهور بعد 3-7 أيام من لدغة البعوضة الحاملة للمرض، وتتميز أعراضها بألم في المفاصل مع ارتفاع في درجة الحرارة، ومن أهم أعراض مرض شيكونغونيا: ألم المفاصل، ويكون الألم شديدا، وقد يختفي الألم بعد عدة أيام أو عدة أسابيع أسابيع وقد يبقى لعدة شهور أو عدة سنوات عند بعض المرضى.

ويصاحب المرض حمى، وتتميز بالحرارة المرتفعة وتحدث بشكل مفاجئ، ولعلها أول العلامات ظهورا، وكذا ألم في العضلات، والصداع مصحوب بالغثيان والتعب العام، ويظهر أيضا طفح جلدي.

طرق العلاج

وأولا يبدأ الطبيب بالفحص السريري، وذلك بأخذ الأعراض التي يعاني منها ومنذ متى ظهرت للتأكد من أعرض المرض، ثم يبدأ باختبار المصل، وهو إجراء اختبارات الأجسام المضادة في الدم، مثل اختبار مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم المعروف باختبار (ELISA)، وهو اختبار يقيس مستوى الأجسام المضادة IgM وIgG، إذ يرتفع مستوى IgM بعد 3-5 أسابيع من الإصابة ويبقى مرتفعا لمدة شهرين من تاريخ الإصابة بالعدوى، وهذا هو الفحص التفريقي بين حمى الضنك وفيروس زيكا والأمراض الأخرى التي تتشابه في أعراضها مع هذا المرض.

ولا يوجد عقار طبي قادر على القضاء على الفيروس المسبب للمرض، ولكن يتبع الطبيب طرقا علاجية تخفف من حدة الأعراض وتساعد على تسريع الشفاء، وأبرز الطرق العلاجية:

- الحصول على قسط كافٍ من الراحة مع شرب كمية كبيرة من السوائل لمنع حدوث جفاف في الجسم.

- تناول الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول ودواء الأسيتامينوفين.

- يمنع تناول الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرودية، وهذا يعود لأنها قد تسبب حدوث نزيف في الجسم.

الوقاية من شيكونغونيا

إن أفضل طريقة للوقاية من مرض شيكونغونيا هي تجنب التعرض للدغات البعوض، ويمكن الوقاية من التعرض للدغات البعوض كما يلي:

- القضاء على الأماكن التي يعيش بها البعوض مثل الحاويات وبرك الماء الملوثة.

- ارتداء ملابس واقية تجعل الجلد محمي من لدغات البعوض، مثل الملابس ذات الأكمام الطويلة.

- استخدام طارد الحشرات في المنزل بشكلٍ دائم.

- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة بالناس والبقاء في الأماكن المكيفة.

مضاعفات شيكونغونيا

حدوث مشاكل في العين مثل التهاب القزحية، وفقدان السمع، ومن المضاعفات النادرة حدوث التهاب في القلب والكبد والمخ والجلد والكلى والأعصاب.

في حال إصابته لكبار السن ومن يعاني من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري فقد يؤدي إلى الوفاة.

بشكلٍ عام يتماثل معظم المرضى للشفاء خلال أسبوعين من الإصابة إلا أنَّ 10% من المرضى يصبح لديهم مضاعفات تنتهي بالوفاة، وما يقارب 12% من المرضى يصابون بأعراض مفصلية مزمنة قد تستمر لعدة أشهر، وحسب الإحصائيات الطبية فإنَّ 25% من جميع المرضى يصابون بالتهاب المفاصل المستمر.