آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-05:01ص

ملفات وتحقيقات


في اليوم العالمي للناسور الولادي.. الناسور المرض الذي يجهله الكثير والمرأة تتجرع ويلاته

الجمعة - 24 مايو 2019 - 02:34 ص بتوقيت عدن

في اليوم العالمي للناسور الولادي.. الناسور المرض الذي يجهله الكثير والمرأة تتجرع ويلاته

عدن ( عدن الغد) خاص:

 

 

كثيرا من الناس يجهلون بما يعرف بالناسور الولادي وحتى الإعلاميون والشخصيات الكبيرة في المجتمع لا تعرف الكثير عنه ولا تسلط الضوء عليه باعتباره المرض الخفي التي تكون المرأة ضحيته بصمت قد يؤدي بحياتها إذا لم يتم انقاذها بشكل سريع ومعالجتها.

الأبشع من ذلك أن تكون ضحايا هذا المرض في تزايد كل يوم بالعالم وقلة هم من يدركون خطورته على حياة ونفسيات المصابات به وما يحدث لهن من مضاعفات ومن مشاكل اسرية قد تؤدي إلى الطلاق أو نبذ الأسرة أو الموت بسبب التخلف وعدم الوعي واعتقاد الكثير أن هذا المرض لا علاج له.

بمناسبة اليوم العالمي لمرض الناسور الولادي قررنا تسليط الضوء على هذا المرض الخفي ومعرفة ما هو وأسبابه وأعراضه ونتائجه على المرأة التي تعد الضحية العظمى له وأعددنا عدد من المعلومات في سياق الموضوع التالي:

 

تقرير : دنيا حسين فرحان 

 

ما مرض الناسور الولادي :

 

الناسور الولادي (Obstetric fistula)

 

هو الثقب الولادي أو ما يعرف أيضا ب (الثقب المهبلي) هو نشوء ناسور (ثقب) بين المستقيم والمهبل)، أو بين المثانة البولية والمهبل بعد عملية ولادة عسيرة أو صعبة مع عدم توفر رعاية صحية مناسبة. 

 ويُعرف الثقب الولادي كما عرفه صندوق الأمم المتحدة للسكّان (UNFPA) بأنه: “جرح ولادي مُهمل من الرعاية بالرغم من اثاره الخطيرة على حياة الأم المصابة. ينشأ عادة نتيجة عملية توليد طويلة وعسيرة دون تدخل طبي مناسب وهو غالبا عملية توليد قيصرية طارئة. خلال عملية التوليد الطويلة المتعسرة دون تدخل ومساعدة طبية فإن الضغط الناتج من دفع رأس الطفل على عظام حوض الأم يؤدي إلى تخريب وتمزيق بالأنسجة المجاورة وخلق ثقب – ناسور- بين المهبل والمستقيم أو/و المثانة. 

الضغط ذاته يؤدي إلى حبس الدماء ومنع وصولها إلى المنطقة المصابة مما يؤدي إلى موت النسيج وخرابه. تباعا، ينفصل الجزة الميت والتالف من النسيج، ويبقى الثقب مسبّبا رشحا مستمرا للبول أو/و البراز عبر المهبل.” 

ويُعدّ الثقب الولادي مرضا مرتبطا بالفقر لانتشاره بين النساء في الدول الفقيرة حيث أنهن يواجهن صعوبة في تحصيل الرعاية الصحية المناسبة مقارنةً مع النساء في الدول المتقدمة. ويُقدّر عدد النساء اللواتي يعانين من الثقب الولادي في صحارى أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية وأميركا اللاتينية وبلاد الصرب نحو حوالي مليونين، فضلا عن 50.000 – 100.000 حالة جديدة كل عام. 

  *علامات و أعراض المرض :

 

– انتفاخ البطن بالغاز, سلس البول أو البراز, و الذي يمكن أن يكون مستمراً أو فقط في ساعات الليل.

– إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة. 

– إصابات عدوى و التهابات متكررة للمهبل أو المسالك البولية. 

– تهيج أو ألام في المهبل و المناطق المحيطة.

– الشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس. 

 

من الأعراض الأخرى لوجود الثقب التوليدي:

_ ولادة الطفل ميّتاً بسبب طول عملية التوليد, وهذا يحدث في 85% إلى100% من الحالات

 _تقرحات شديدة في المهبل

_شلل في الأطراف السفلية بسبب تدمّر بعض أعصاب مما يؤدي إلى حالة “تدليّ القدم” فيستحيل على المرأة أن تتمكن من المشي.

*الثقب التوليدي يسبب مضاعفات جسدية و اجتماعية و اقتصادية و نفسية بعيدة المدى للمرأة المصابة.

 

*أول دورة تدريبية في اليمن حول الناسور الولادي ضمت عدد من الإعلاميين لتعريف المجتمع به:

 

بدعم من الصندوق الوطني للأمم المتحدة للسكان وبتنظيم من الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات بالشراكة مع القرية الاعلامية للتنمية والمعلومات اقيمت الورشة التدريبية الاولى للناسور الولادي بمشاركة عدد من الاعلاميين والاعلاميات بمختلف الوسائل ومجموعة من الشباب في مؤسسة جسور مديرية خور مكسر.

وتعد هذه الورشة الاولى من نوعها في عموم محافظة عدن ومن المنتظر ان يتم عمل ورش اخرى في قادم الايام للحد من المرض وتوعية المجتمع به.

وتأتي أهمية هذه الدورة التدريبية لتعريف المجتمع بهذا المرض عن طريق الإعلاميين المشاركين فيها ونقل أعراضه وضرورة معالجة بشكل سريع ورصد مختلف الحالات المصابة به وتعريفها بأماكن الأطباء وكيفية العلاج منه.

 

اطلاق حملة (# كن معها كن معنا )على مواقع التواصل خاصة بالناسور الولادي:

 

أطلق عدد من الإعلاميين حملة وهاشتاج يحمل أسم (كن معها كم معنا ) خاص بمريضات الناسور الولادي دعما لهن ورسالة قوية للأزواج والأسر للوقوف مع المرأة المصابة به ودعمها النفسي والبحث عن الطرق لعلاجها وأولها عرضها على طبيبة ومتابعة حالتها وإجرائها للعملية الجراحية من أجل الشفاء وتعريف المجتمع لكل ما تعانيه المرأة والمشاكل الناجمة عن الناسور الولادي على المستوى الشخصي والمجتمعي.

وأطلقت الحملة عن طريق فيديو تم تداوله يظهر في عدد من الإعلاميين وشخصيات من المجتمع تتحدث عن الناسور الولادي وعن دعمهم الكامل للمرأة المصابة به ووضعها الصحي وضرورة تقبل المجتمع لها وكيفية التعامل معها وصولا لعلاجها بشكل كامل.

 

يقول بسام غبر رئيس القرية الاعلامية:

الحملة جاءت للتعريف بمرض الناسور الولادي في المجتمع اليمني ويزداد هذا المرض تفاقما مع الاوضاع الحالية التي تزاد سوءا مع الحرب الحاصلة في البلاد , جاءت الحملة بهدف ان هذا المرض غائب عن اذهان المجتمع ومن باب المسؤولية المجتمعية لإيصال رسالة مفادها ان للمرأة المصابة بالناسور الولادي أن تعيش ولا يحق ان تنبذ مجتمعيا ستستمر الحملة 7 أيام انطلقت بيوم 23 مايو بالتزامن مع اليوم العالمي للناسور الولادي تتبناها القرية الغلامية للتنمية والمعلومات بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ويشارك فيه عدد من الاعلاميين والنشطاء.

ويأتي هذا كخطوات من أجل تعريف المجامع بمرض الناسور الولادي وخطورة السكوت عنه.