آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

حوارات


رجال في صميم المعركة الوطنية.. المهندس أحمد المسيري نموذجا

الأحد - 19 مايو 2019 - 02:01 ص بتوقيت عدن

رجال في صميم المعركة الوطنية.. المهندس أحمد المسيري نموذجا

(عدن الغد) خاص

كتب / علي منصور مقراط

نكتب اليوم عن  شخصية معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد المسيري رجل الدولة الأول الذي صعد اسمة وذاع صيته إلى عنان السماء في أصعب وأدق مرحلة في تاريخ اليمن المعاصر. شخصيا عرفت الأخ والصديق احمد الميسري قبل زها ربع قرن من الزمن مطلع تسعينيات القرن الماضي في صنعاء وقبل ان يصعد إلى أي منصب سياسي وحكومي. باستثناء انضواة في تنظيم وحزب المؤتمر الشعبي العام من القطاع الطلابي في الجامعة أو كقيادي نشط ومتحمس وذكي إلى قطاع الشباب والطلاب في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام وأذكر لاحقا كان من المرشحين إلى عضوية اللجنة الدائمة في انتخابات تنظيمية أجريت بمحافظة أبين ونفس الحال إلى عضوية اللجنة العامة وهي أعلى هيئة في الحزب وفاز في الأولى وفي الثانية التي أجريت في عدن وعن أبين ايضا فقد فاز عن منافسة الشيخ القبلي البارز طارق الفضلي وكنت من فريق العمل معه وفي أول تجربة انتخابات لمحافظي المحافظات العام 2006م قدم المؤتمر الشعبي العام الحاكم آنذاك المهندس أحمد المسيري مرشحا له لكرسي محافظ أبين ورأس لجنة الانتخابات يومها الدكتور منصور البطاني نائب وزير المالية وأمين عام رئاسة الجمهورية السابق وعضو مجلس الشورى الحالي ودخل في منافسته عدد من المرشحين. لكن كان منافسة القوي عطر الذكر وفقيد الوطن المناضل الفذ محمد صالح هدران الذي كان يشغل منصب حكومي وكيل أول محافظة أبين ذاتها وعضوا في اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر بينما الميسري لم يشقل منصب حكومي حينها وفي منافسة قوية بين الاثنين فاز الميسري وكان الفارق ليس كبير ليصعد الميسري إلى كرسي المحافظ منتخبا وفي عهد قيادته لمحافظة أبين شهدت طفرة تنموية غير مسبوقة وتزامنت فترته مع بطولة خليجي 20 التي احتضنتها عاصمة المحافظة زنجبار فتحول ليلها إلى نهار. تميز الميسري عن سابقية من المحافظين بالنشاط والجراءة وصاحب قرار. ومراعاة التوازن في الوظيفة العامة وأذكر انه المحافظ الوحيد الذي أعطي فرصة في المناصب الإدارية لكوادر مديريات يافع بعد أقصى طويل وتكرر إلى الآن عين عدد من كوادر يافع مدراء عموم بما في ذلك مدير مكتبة الأستاذ زيد سيف اليافعي الذي علمت مواخرا انه يعاني من المرض هوا والأستاذ عبدالمجيد الصلاحي مدير مؤسسة المياه الأسبق ومدير مكتب الاستثمار بالمحافظة حاليا شفاهم الله  وكاتب السطور كنت سكرتيرا اعلاميا معه ومستشار إعلامي للمحافظة. عموما جات تراجيديا الأحداث المتسارعة على أبين من هجمات مسلحي القاعدة التي وجها بقوة وسقط شقيقه الأصغر علي شهيدا وجنود آخرين في كمين مسلح نصبته القاعدة للمحافظ الميسري مدخل مودية ونجي منه بأعجوبة وبعد أشهر قلائل جا القرار المفاجئ بتقييره وتعيينه نائبا لوزير الزراعة وهو ما اعتبره استهداف له وفي إطار سيناريو التآمر على أبين التي سقطت بعد أسابيع من أبعاده ورفض مباشرة عملة كنائب لوزير الزراعة .ولكنه بقي في صميم الأحداث التي عصفت بالبلاد والعباد والمعركة الوطنية لشعبنا ضد مليشيات الانقلاب الحوثية الإيرانية وفي تلك الأثناء توجه لإعادة لملمة وتفعيل المؤتمر الشعبي العام وبرز إلى واجهة المشهد بتشكيل لجان وعقد لقاءات لقيادات المؤتمر الشعبي الجنوبي ومازال نفس النشاط والمسمى حتى الوقت الرهن وبعد تعيينه في حكومة خالد بحاح وزيرا لزراعة وحتى عين لاحقا في حكومتي بن دغر ومعين عبدالملك نائبا لرئيس الوزراء وزير الداخلية وهو الموقع الذي ملأه بقوة وبكل كفاءة واقتدار .يتذكر الجميع منذ اللحظة الأولى التي شنت مليشيات الانقلاب الحوثية عدوانها الوحشي القاشم على الجنوب واجتاحت المحافظات وحاصرت العاصمة السياسية المؤقتة عدن. كان الميسري في قلب الأحداث ولم يكن في معزل ويتوارى عن الأنظار بل كان يطل بين لحظة وأخرى على الناس عبر القنوات ليبث روح الحماس والتفاؤل والعزائم في نفوس مقاتلي الجيش والمقاومة الباسلة والتي انتصرت وهزمت آلية المليشيات والجيش الانقلابي والحرس الجمهوري بتحرير عدن والعند وأبين وثره وباب المندب ووالخ. .وماذا بعد منذ تعيين الرجل القوي احمد الميسري قبل زها عام ونيف في منصب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية يجمع السواد الأعظم من هذا الشعب أنه رجل الدولة والشرعية الذي يمثل الرئيس المعترف به دوليا واقليميا ومحليا المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله خير تمثيل. ليس بصموده وبقاءه في عدن العاصمة السياسية المؤقتة لشرعية. بل إنه صار الملاذ الأمن للمواطنين المغلوبين على أمرهم في قضاياهم وشكاويهم وامورهم وانصافهم دون ان ينظر إلى زيد وعمر من الناس فهوا من قلائل المسؤولين الذين يتعاملون بروح عالية من المسؤولية بعيدا عن المناطقية والعنصرية والجهوية والقروية التي بات يسلكها البعض. لقد أصبح احمد الميسري يتحمل أعباء كبيرة في ظل شبة غياب مهول للحكومة يواجه التحديات ويعمل بكل طاقاته لحلحلة الكثير من الملفات الساخنة العالقة ونجح بامتياز في اكتساب شعبية طاغية في عموم المدن المحافظات المحررة وبجهوده الجبارة صار يقطي عورة حكومة الشريعة. واللافت أن الرجل يتميز بالذكاء والكفاءة والدها والقدرات الفاقة في حسم القضايا. لكن في الوقت نفسه لا يعفى الميسري من سلبيات ومنها عدم إيجاد قيادات إدارية وسياسية وعسكرية وأمنية وواجهات اجتماعية وأصحاب تجربة وخبرات في مكتبة تمتلك الكفاءة والإخلاص والمصداقية والقدرة على التحمل والصبر والمرونة لتعامل مع الناس فقد بات يشكو الكثير من المواطنين والقيادات والمسؤولين يشكون عدم الوصول إليه ومنهم من يأتي من محافظات بعيدة يظل ينتظر ويتردد على بوابات الوزارة لأيام ويعود بعد كل هذا الوقت بخيبة أمل بينما يعرف القاصي والداني أن الرجل منفتح ولايقبل ترك قضايا الناس ومعاملاتهم الميسري مسؤول وطني من الطراز الأول وينظر إلى بعيد وليس إلى بين قدمية

.والى هنأ اكتفي بهذا القدر من الحلقة الرابعة عشر من مسلسل حلقاتنا الرمضانية الثلاثين رجال في صميم المعركة الوطنية نستودعكم أيها القراء بحفظ الله ورعايته ودمتم والوطن بألف خير وشهر مبارك وكل عام وانتم بألف خير

(رئيس تحرير صحيفة وموقع الجيش السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع - عدن )