في إطلالته بحوار متلفز بثته القناة الرسمية لجماعة أنصار الله الحوثيين, ظهر حاكم مران وزعيم الجماعة في أول بث متلفز منذ اندلاع الحرب .
وبعد خمس سنوات ظهر مراهق (مران) في ظهوره الأول، حيث يحمل هذا الظهور الكثير من التفسيرات والعديد من الاحتمالات, وتحديدا في هذا التوقيت وهذه المرحلة, ومن وسط زحام المتغيرات وركام الأحداث, وحطام المعطيات ظهر ( عبدالملك ) في حوار أشبه ما يكون بحالتين لا ثالث لهما .
الحالة الأولى تكمن في أن الرجل ظهر متحدياً ومشبعاً بعوامل ومعطيات اوحيت له بأنه يملك مفاتيح " النهوض " والاستقامة مجدد من انكسارات الضربات طيلة خمس سنوات ماضية من الحرب, وأن هناك تغيير وتكتيك جذري يؤمن به ويثق على الأخذ بيده من مستنقع الهزائم والضربات الموجعة في جبهات القتال وهناك دوافع وعوامل ولدت واحياء نشوة وغريزة النجاح والنصر.
فظهر بخطاب إعلامي متلفز لأول مرة بطريقة (حرب التحدي الإعلامي), الذي قد يكسبه في أدنى الاحتمالات المعنويات القتالية لدي مليشياته وبث روح الاستمرار لديهم.
ويرى البعض منحدر ومنعطف آخر لظهور حاكم مران المتلفز, وقد يجمع عليه السواد الأعظم من المراقبين والمتابعين, أن ظهور زعيم الجماعة في هذا التوقيت وفي معمعه ما يجرى اليوم على الساحة وفي زحام المشهد العسكري المثقل بالمتغيرات والمفاجأة, يعتبر خيار أخير لشخص أيقن واقتنع بأن لا سبيل لديه أو مجال أمامه سوى المغامرة والدخول في حتمية الانتحار السياسي والعسكري .
فظهور زعيم الجماعة وحاكم مران في هكذا ظروف لا يخرج عن ما ذكر سلفاً ولا يتعدى حدود المتحدي وقواعد وأسس (المنتحر) ويدور في ذلك.. فهل زعيم المليشيات يتحدى ام أن حاكم مران أصبح لا يملك سوى حتمية ( الانتحار )؟.
لماذا هدد الإمارات وتغازل مع السعودية
في حوار يعتبره البعض متناقضاً, وفي نفس الوقت يحمل في طياته نوع من الدهاء والمكر والمراوغة السياسية والمناورة في الحوار, لا تستطيع أن تجزم بأن حوار عبدالملك لا يخلو من فرضية (دس السم في العسل) ولا يمكن بأن تسلم بأن خطابه يذهب ويجنح إلى السلم وأن أيادي جماعات وأتباع الحوثي تومن بالغة (السلام).
هدد زعيم مليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي، يوم الاثنين 22 ابريل/نيسان، بتدمير الاستثمارات في الامارات واستهداف مدنها بالصواريخ. وقال ”الحوثي :"إذا استمر العدوان فإن الاقتصاد الاماراتي والاستثمار هناك سيكون معرضًا لمخاطر حقيقية".
وأضاف :"صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي و أبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى العدوان، وللدينا أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة ومؤثرة يمكن استهدافها في حال القيام بأي تصعيد في الحديدة، وقوى العدوان تفهم ماذا نعني".
وغازل الحوثي السعودية قائلا :"هناك إمكانية لإيصال الرسائل بيننا وبين السعودية، ولكن هذا يتطلب إرادة جادة منهم في تعديل الرؤية تجاه شكل العلاقة معنا، فعليهم أن يقتنعوا أن الأمر الذي يمثل عامل اطمئنان واستقرار لهم هو قيام علاقة الاحترام المتبادل وحسن الجوار مع اليمن".
وهاجم زعيم الحوثيين بريطانيا، فقال :"بريطانيا لا تزال تحمل النزعة الاستعمارية، ولها تاريخ استعماري في عدن والمحافظات الجنوبية".
وأضاف :"لدى البريطاني رغبة في مواصلة الدور الاستعماري تحت العباءة الأمريكية، فالبريطاني حاضراً جنبًا إلى جنب مع الجانب الامريكي في كل ملفات المنطقة وحاضر بشكل كبير في الملف اليمني".
واعترف عبدالملك الحوثي علانية ولأول مرة بعلاقته مع ايران وحزب الله، مؤكدا ان ”الإيرانيون لديهم القناعة التحررية في مناهضة الهيمنة الأمريكية ومعاداة إسرائيل وهذه هي القناعة الصحيحة وهذا شرف لإيران"، - حسب قوله.
وتابع :"ننطلق في علاقتنا مع حزب الله و إيران وفق المبادئ الإسلامية والمبادئ المشتركة في مناهضة أمريكا ومعاداة إسرائيل، والقواسم المشتركة لكل الأمة تحرك فيها البعض وناقضها البعض، ومن الطبيعي أن نتفق مع من يعمل وفق هذه القواسم كـحزب الله وإيران والشعب العراقي والسوري".
وتوجه بالشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية في إيران على المستوى الرسمي والشعبي على ”الموقف الإيجابي في دعم اليمن.
وعن وضعه قال زعيم المتمردين :"وضعي في الحياة والنشاط العملي طبيعي جدًا لم يتغير إلا في بعض التفاصيل عن الوضع الذي كنت أعيشه قبل العدوان".
تهديد عبدالملك لدولة الأمارات ومحاولة مغازلة المملكة العربية السعودية فيها الكثير من أصناف وأشكال وأنواع المكر والاحتيال السياسي والعسكري ويحمل في جعبته العديد من المؤامرات .
فاستخدام عبدالملك نمط وسياسية جديدة تجاه المملكة تحمل الغزل السياسي والدبلوماسي يقف خلفها أبعاد واستراتيجيات قد تطرى في قادم الأيام وتفرز العديد من المتغيرات والمعطيات وترمي بالكثير من التفاهمات والمستجدات في القريب العاجل .. وقد تكون مناورة وايهام يحمل مباغته عسكرية للجماعة.
ويرى الكثيرون أن فتح جبهة جديدة مع أبوظبي في ظل تقهقر المليشيات وانكسارها في الوقت الحالي, هو عمل يهدف إلى فرقعات إعلامية الغاية منها أبعاد ونوايا واستراتيجيات بعيدة عن استهداف أبوظبي وترمي إلى عمل توازن في الخطاب والحرب الحوثية مع التحالف العربي في اليمن.
فهل كان تهديد الحوثي لأبوظبي فرقعات ومكاسب إعلامية, وتغازل المملكة يحمل مباغته عسكرية جوية من المليشيات .
هل يتكرر سيناريو خيانة العند في غزو 2015م
معالم وملامح تلوح في الأفق عن حدوث تكرر فصول وسيناريو غزو حرب صيف 2015 م في قاعدة العند ونتج عنه , أسر أعظم واشجع القيادات العسكرية في القوات الجنوبية, حادثة سقوط قاعدة العند العسكرية وأسر وزير الدفاع ( الصبيحي ) والقائد العسكري ( فيصل رجب ) و شقيق رئيس الجمهورية قائد جهاز الاستخبارات( عدن ,أبين, لحج ) ناصر منصور هادي , كل ذلك كان نتيجة فصول وأحكام تنفيذ وسيناريو خيانات عصفت وغيرت مجريات الأحداث في تلك الفترة, وكانت نتائجها وخيمة و كارثية وأثرها إلى يوما هذا ما زالت لم تمتحي او تزول .
اليوم يدق ناقوس الخطر واجراس استباق الكارثة, وتلوح روائح ( حرب الخيانات ) وتشم روائحها في زوايا واركان قاعدة العند العسكرية .
وكشف قائد عسكري عن مخطط حوثي خطير يهدف للسيطرة على قاعدة العند الجوية .
وحذر قائد كتيبة النخبة محور العند المقدم/ أحمد محمد بامدحن، من مخطط خطير وسيناريو حوثي إيراني لإسقاط محور العند بشكل مفاجئ وإرباك القوات العسكرية والمقاومة الجنوبية وقطع خطوط الإمداد للقوات المقاتلة والمعززة للجبهات مريس الضالع والعر يافع.
وقال القائد بامدحن "ان ما يحدث بجبهة مريس الضالع والعر يافع تمويه ولفت أنظار من أجل سحب المقاتلين الى جبهات بعيدة ومن ثم سيتم تنفيذ هجوم قوي ومباغت من جبهه كرش للسيطرة على محور العند وقطع الطريق على القوات التي طلعت لتعزيز جبهه مريس الضالع والعر يافع.
وأضاف، أنه بعد السيطرة على محور العند سوف تصبح الطرق مفتوحة لهم باتجاه العاصمة عدن وسط اضطراب وارتباك لقواتنا نتيجة السقوط المفاجئ لمحور العند.
وختم تصريحه قائلًا:" من قطاع كتيبة النخبة محور العند نرسل نداء واستغاثة للقيادة المنطقة العسكرية الرابعة هناك مخطط وسيناريو خطير لإسقاط محور وقاعدة العند بيد قوات ومليشيات الحوثي الإيرانية لإرباك المشهد ومسرح العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية المحررة".
تلك المخاوف التي وصلت إلى القيادات العسكرية لم تكن من تخمين او هواجس او احتمالات , وانما تنبعث من حقائق ووقائع ومعالم وملامح في أرض الواقع .
اليوم لا يخاف على قاعدة العند من الدعم, والعتاد والجانب القتالي, وإنما الخوف من أن يخر كل ذلك سواس الخيانات, وافه المؤامرات, والانقلاب من الداخل وتكرر سيناريو ومصيديه وفخ الصبيحي وبن رجب وناصر منصور .. فهل يقع العند مجدد فخ ومصيديه السقوط, أم يعي ويفهم قبل حدوث السقوط ؟.
من يدفع بالحوثي نحو الحدود :-
يدفع الحوثي بشراسة عسكرية نحو الحدود الجنوبية, ويحاول تكرر سيناريو العام 2015 م وتجديد امال وامنيات غزوتهم.
يتساءل الكثيرون عن الدوافع وتجديد كل ذلك الطموح في سبيل الوصول إلى الجنوب مجددا، ويحمل السواد الأعظم في مخيلته جم من الهواجس التي تقف عند دوافع وأسباب معارك الحدود ومن يقف خلف الحوثي في تغيير مجرى ومسار بوصلة الحرب نحو يافع والضالع , وتجميد معارك المناطق الأخرى .
قالت مصادر إن دولة قطر قد رصدت أموالًا طائلة لتجنيد عناصرها لإثارة الفوضى وخلط الأوراق في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية كافة .
وأكدت المصادر : إن الأجهزة الأمنية قد رصدت تلك التحركات وتقوم بمراقبة عمليات التجنيد السرية التي تقوم بها قطر عبر أذرعها في اليمن والذي يمثلها حزب التجمع اليمني للإصلاح من خلال إثارة الفوضى وخلق البلبلة وخلط الأوراق لتنفيذ أجندة كبيرة تهدف لإسقاط مدن الجنوب وإعادة السيطرة عليها عبر تحالفات مع مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران .
وقالت المصادر : إن تحركات الحوثيين إلى حدود الجنوب في الضالع ويافع تأتي في سياق المخطط الذي تدعمه قطر على اعتبار أن هذه الجبهات كانت تحت سيطرة قيادات إخوانية قبل أن يتم كشف ولائها وتآمرها مع الحوثيين ، كما كان للهلال الأحمر القطري دورًا بارزًا في تلك المناطق التي أعلنت المليشيات السيطرة عليها خلال الأيام القليلة الماضية .
كل ذلك يوحي بأصابع الاتهام نحو قوى إقليمية ودولية من بينها قطر وإيران, ويضع قوى وأطراف داخلية في دائرة الشك من بينها التجمع اليمني للإصلاح ذراع الإخوان المسلمين في اليمن .
فمن يدفع بالحوثي نحو الحدود , ويساعده من أجل ذلك, أدوات داخلية ام أطراف وقوى إقليمية خارجية ؟ .
