آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:46ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : مراسلو وسائل الأعلام في اليمن بين المصداقة وتنفيذ اجندة صنعاء

الخميس - 31 يناير 2013 - 09:46 ص بتوقيت عدن

تقرير : مراسلو  وسائل  الأعلام في اليمن بين المصداقة وتنفيذ اجندة صنعاء
جانب من تظاهرة للجنوبيين بمدينة عدن قبل ايام طالبت مجلس الأمن الدولي بتطبيق قرارات عام 94م - عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

على مدى  الأشهر الماضية  استطاع  الجنوبيون  من اقامت احتفالات  وصفها  مراقبون بأنها  مليونيه  من خلال  سعيهم  في  ثورتهم  السلمية  لاستعادة  الدولة  الجنوبية  المستقلة التي  كانت  قائمة الى العام 1990م قبل  ان  تدخل  في  وحدة سياسة  مع  اليمن  الشمالي  انتهت تلك  الوحدة كما يقول  الجنوبين باجتياح  واحتلال الدولة الجنوبية  رغم مقاومة الجنوبيين في العام  1994 للحرب  الشمالية  والتي  اسميت حينها بحرب قوات  الشرعية (أسماً اسلاميا ) يشير الى ان من شنت الحرب عليهم  ليسوا بمسلمين  كما يقول  نص الفتوى الصادرة من وزارة العدل اليمنيه في ذلك العام ..

وقبل  دخول القوات اليمنية  الشمالية  ارض الجنوب قاوم الجنوبين  الحرب بشتى الوسائل لكنهم عجزوا في صد الهجوم اليمني  الذي استطاع الى جانب الجيش الرسمي من تجييش عناصر ما كان يطلق عليهم بـ(الافغان العرب ) والذين لديهم  نزعة جهادية  ويعرفوا  حاليا بعناصر الإرهاب او تنظيم القاعدة  كما تقول  المسميات . ويمثلون اليوم النواه او الجناح العسكري لحزب الأخوان المسلمين في اليمن  كما  تقول  تقارير صحفية .

وبين هذا وذاك استفاد النظام  اليمني في صنعاء في العام 1994م  من خلافات الجنوبيين  التي عصفت بهم في العام 1986م . وضمهم الى صفوفه لمقاتلة اخوانهم في الجنوب .

يقول ضباط جنوبيين  قاتلوا الى جانب  قوات الشرعية (عقب احتلال الجنوب ودخول قوات الشرعية  شعرنا بمرارة  الهزيمة مع اخواننا  واهلنا حاولنا  على منذ العام الذي اعقب الحرب الى التقارب فيما بيننا , مشيرين بإن المظالم التي وقعت على الجنوب بشكل عام وحدت بينهم ). كما يقولون ..

 وعقب  حرب صيف  94م حاول النظام اليمني  الذي كان يرأسه الرئيس اليمني السابق علي صالح  والرئيس الحالي عبد ربه هادي نائباً له " تعميق  الشرخ الجنوبي بين فصيلي حرب 1986 وما عرف حينها  بـ(الطغمة  والزمرة ) ولكن تلك المحاولات بوئت بالفشل  بعد ان اعلن الجنوبيين في الـ13 من يناير 2006م  عن التصالح والتسامح فيما بينهم وهو التاريخ الذي صادف  نشوب الحرب الأهلية في الجنوب في العام 1986م ...

تلك  المساعي الجنوبية قوبلت برفض الطرف  الشمالي وحاول النظام اليمني في الشمال تذكير  ابناء شهداء سقطوا في يناير 86م بإن التصالح  والتسامح  هو من اجل هروب قادة الجنوب في ذلك التاريخ  من المحاكمة جراء ارتكابهم لمجازر بحق اهلهم  لكن  تلك المساعي ومحاولات ازكاء الحرب الاهلية في الجنوب فشلت  كما يقول  جنوبيون بعد  اعلان عدد من ابناء شهداء تلك الحرب  تأييدهم لتصالح والتسامح .

ومنذ ذلك العام والجنوبيون يواصلون  احتفالاتهم بذكرى  التصالح والتسامح رغم قمع قوات الأمن اليمنية لتلك الفعاليات الاحتفالية  وقتل خلال الأعوام من 2006 وحتى العام 2012م العشرات من الجنوبيين خلال قمع القوات اليمنية لفعاليات التصالح والتسامح ناهيك عن قتل المئات في فعاليات اخرى . كما  تؤكد  تقارير حقوقية .

العام الحالي 2013م  كان  عام استثناءي  من حيث الحشود والطريقة التي احتفل بها الجنوبيين والتغطيات الإعلامية للعيد الوطني  السابع لتصالح والتسامح الجنوبي .

مليونيه شهدتها العاصمة الجنوبية عدن ومدينة المكلا شرق البلاد  بعد ان تدفق اليهما مئات الآلاف في مسيرات راجله اذهلت العالم .

أكان الحشود المليونية لعيد الوطني السابع لتصالح والتسامح ام تظاهرات  (نحن اصحاب القرار ) والتي اتت متوافقة  مع زيارة  لعدد من اعضاء مجلس الأمن الدولي الى العاصمة اليمنية صنعاء . والتي طالب الجنوبيين  من خلال تلك  الحشود مجلس الأمن الدولي بتطبيق قرارات صدرت العام 1994م .

تغطية وسائل الاعلام العربية  والأجنبية  لفعاليتي  يناير (13 و28) كان متناقض ومختلف بين وسلة وأخرى , في توقع حجم الحشود التي احتفلت في ساحة عروض كبرى الساحات في عدن والتي كان يقيم فيها الجيش الجنوبي السابق عروضه العسكرية .

بعض تقارير مراسلي وسائل الأعلام العالمية في اليمن قالت بأنهم عدد الحشود يقدر بعشرات الآلاف وآخرون قالت تقاريرهم انهم  مئات الآلاف بينما وصفها البعض بأنها مليونيه وتفوق المليون ونصف وعزز ذلك بطول  وعرض المساحة التي اقيم فيها الاحتفال وكذا حجم الحشود والموضح بالصور ..

ناشطون  في لثورة الجنوبية اغضبتهم تناقضات وسائل الاعلام التي يسيطر عليها مراسلين من اليمن الشمالي كما يقولون  . واتهم النشطاء وسائل الاعلام العربية العالمية بأنها تعتمد على مراسلين  ينفذون اجندة صنعاء التي تحاول منذ اعوام التعتيم على ثورة شعب الجنوب .

وهو  ما يؤكده الصحافي الجنوبي أديب السيد مدير تحرير صحيفة" القضية " احد صحف الجنوب المحلية .بإن مراسلي وسائل الاعلام في اليمن همهم هو التعتيم على قضية شعب الجنوب دون  التفكير في النقل بمصداقية ومهنية .

واوضح السيد بالقول ( مراسلي وسائل الإعلام الخارجية في اليمن باتوا جنود وليس مراسلين وهم ينفذون اجندة خاصة بأطراف معينة ويلبون رغباتها ويتناولون ما يجري في اليمن

وخاصة الثورة التحررية الجبارة في الجنوب بما يلبي رغبات جهات سياسية واطراف تريد ان تعبث بالجنوب وتستمر في احتلاله وإذلال أبناءه  وهي بذلك تنقل صورة خاطئة عما يجري على أرض الواقع في الجنوب .

ضناً منها انها قد تغرر على الرأي العام الخارجي والدولي دون علمهم ان التعتيم الإعلامي والكذب والتزييف لم تعد لها اماكن في التقدم الحديث الذي جعل العالم كقرية ..

وتابع السيد حديثة بالقول (نأسف للحال الذي وصل إليه حال بعض أولئك المراسلين اليمنيين في صنعاء الذي ينقلون ما يجري في الجنوب بالتلفون ولحساب اطراف معينة ويجعلون الإعلام  في الحضيض بسبب تصرفاتهم الغير مسئولة والتي لا تراعي الامانة الصحفية والحيادية في النقل )..

 اما الصحفي الجنوبي الزميل فتحي بن لزرق ناشر صحيفة عدن الغد الجنوبية ( قال خلال زيارتي  الى المانيا الاتحادية جلسنا  مع عدد من المنظمات الحقوقية هناك  وشرحنا  لهم  الوضع في الجنوب ما يعانيه ابناءه من  انتهاكات  جسيمة  ووجدنا تعاطف الغرب مع قضية الجنوب.

  وخلال اللقاء كما يقول بن لزرق ان المنظمات الحقوقية وعدد من القائمين على وسائل الاعلام هناك  اوضحوا لهم  انها  لم تصلهم أي اخبار او تقارير عن الوضع في الجنوب وان وصل لنشروه  ..

 وأكد ان عدد من القائمين على وسائل الاعلام هناك وجهوا العتب واللوم على مراسليهم في اليمن الذين لم ينقلوا ما يجري في الجنوب بمصداقية ومهنية  ..

 

 

اليوم وبعد ان بات الجنوبيين قاب قوسين او ادنى  من تحقيق  الأستقلال بعد  ان استفتاء على حقهم في استعادة دولتهم  بتظاهرات مليونيه شهدتها  عاصمة الجنوب مدينة عدن , فانه بات على وسائل الاعلام العربية والعالمية ان تتحرى المصداقية في النشر  وهو ما يريده الجنوبيين لا  أكثر والذين يؤكون على اصرارهم على استعادة دولتهم المستقلة وعاصمتها التاريخية عدن . كما يقول ناشطون

 

التساؤلات التي بات يطرحة الشارع الجنوبي  اليوم الى متى سيستمر  التعتيم الإعلامي على قضية شعب بات يرفض الوجود الشمالي بقوة  ؟

 

لماذا  تحولت وسائل اعلام عربية عن رفع شعارها (الرأي والرأي الأخر ) الى معادات الجنوب والانحياز  للطرف الأخر ؟ هل يستطيع  التعتيم الاعلامي في  حجب او ايقاف شعب الجنوب الثائر ؟ الى متى وشعب الجنوب من الجزيرة والعربية ساخر ؟  كم يطرح ناشطون .

الى متى وشعب الجنوب وصاحب اول تجربة ثورية سلمية  في العالم يعاني  من التعتيم الإعلامي في الوقت الذي تنقل قنوات فضائية عربية ندوات لبضعة اشخاص  من الشماليين  وعلى الهواء مباشرة ؟ 

ولكن رغم تساؤلات الجنوبيين الكثيرة فأنهم يؤكدون على المضي قدماً  لتحرير وطنهم وطرد التواجد الشمالي الذي يقولون بأنه غير  شرعي  ويعبر  احتلال من  وجهة نظرهم ؟

ويناشدوهم بالرحيل عن دولة الجنوب وان يكفوا ايديهم عن العبث ونهب  ثرواته ؟ وبات شعار استقلال الجنوب  هو الشعار  الأوحد الذي تجمع عليه  كافة القوى الجنوبية ..

*من صالح أبوعوذل