آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

ملفات وتحقيقات


شهر رمضان مناسبة للتغيير.. رمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم المؤمن على تقوية الارادة

الثلاثاء - 23 أبريل 2019 - 10:44 م بتوقيت عدن

شهر رمضان مناسبة للتغيير.. رمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم المؤمن على تقوية الارادة

(عدن الغد)خاص:

ها هو رمضان قد اقبل بنوره، فملامح خيره بدت تلوح بالأفق القريب، ها هو يقبل ليربي في الناس قوة الارادة ورباطة الجأش وملكة الصبر ويعودهم على احتمال الشدائد، والجلد امام العقبات ومصاعب الحياة عن ايام هذا الشهر الفضيل المباركة كانت لنا هذه الوقفة الصحفية فكونوا معنا في سياق التالي.

 

تقرير/محمد مرشد عقابي:

 

رامي عبد الجواد المسلمي يقول : رمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم المؤمن على تقوية الارادة في الوقوف عند حدود ربه والتسليم لحكمه وتنفيذ أوامره وشريعته وضبط جوارحه كلها كما عما لا يجوز فعله لينجح من هذه المدرسة ويخرج ظافرا من جهادة لنفسه موفرا مواهبه الانسانية وطاقاته المادية والمعنوية لجهاد اعدائه.

ويضيف : حري ان يكون هذا الشهر فرصة ذهبية للوقوف مع الناس ومحاسبتها لتصحيح ما فات واستدراك ما هو آت قبل ان تحل الزفرات وتبدأ الآهات وتشتد السكرات فلنتذاكر جميعا ونتساءل هل يمكننا ان نغير من احوالنا ونحسن من اوضاعنا فنفكر في ما لنا ومصيرنا بعد فراق حياتنا فنمهد لأنفسنا قبل عثرة القدم وكثرة الندم فنتزود ليوم التناد بكامل الاستعداد.

صابر سامي الموزعي يقول : رمضان موسم البضاعة الرابحة مع الله، فالله سبحانه وتعالى حباه بعديد الميزات فهو مدرسة لأعداد الرجال وهو جامعة لتخريج الابطال.

ويتابع قائلا : هذا الشهر المبارك ييسر الله فيه اسباب الخيرات وفعل الطاعات فالنفوس فيه مقبله والقلوب اليه والهة، فهو الشهر الوحيد من اشهر السنة الذي تصفد فيه الشياطين فلا يصلون الى ما كانوا يصلون اليه قبل رمضان، وفيه تفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران ولله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار وفيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فما اعظمها من بشارة لو تأملناها بوعي وادراك لوجدنا انفسنا مسارعين ومهرولين الى الخيرات متنافسين في القربات هاجرين للموبقات تاركين للشهوات.

ومضى يقول : رمضان فرصة للتغيير لما حصل فيه من الاحداث التي غيرت مسار التاريخ فنقلت الامة من مواقع الغبراء الى مواكب الجوزاء ورفعتها من مؤخرة لتكون في الصدارة والريادة.

واردف : في معركة بدر الكبرى التقى جيش المسلمين وجيش الكفر في السنة الثانية من الهجرة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان وانتصر في هذه المعركة جيش الايمان على جيش الطغيان ومن تلك المعركة بدأ نجم الاسلام في صعود ونجم الكفر في أفول يقول تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) صدق الله العظيم، وفي السنة الثامنة وفي شهر رمضان كان الفتح العظيم الذي اعز الله به دينه ورسوله وجنده واستنقذ به بلده وبيته من ايدي الكفار المشركين وهو الفتح الذي استبشر به اهل السماء ودخل الناس به في دين الله افواجا واشرق به وجه الارض ضياء وابتهاجا، وفي سنة ستمائة وثمانية وخمسين فعل التتار باهل الشام مقتلة ومجزرة عظيمة وتشرد من المسلمين الكثير وخربت الديار فقام الملك المظفر قطز بتجهيز الجيوش لقتال التتار حتى حان اللقاء يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان وامر الارادة يقاتلوا حتى تزول الشمس ويدعوا الناس والخطباء في صلاتهم ثم تقابل الصفان واقتتل الجيشان وحصلت معركة عظيمة سالت فيها دماء وتقطعت اشلاء ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين فهذه الاسباب تجعلنا نوقن بان رمضان فرصة سانحة وغنيمة جاهزة لمن اراد التغيير في حياته فالأسباب مهيأة وما بقي الارادة العزيمة الصادقة والصحبة الصالحة والاستعانة بالله في ان يوفقك للخير والهداية.

 

طاهر فوزي محسن يقول : ليصبح العبد من المتقين الاخيار فقوله عز من قائل (لعلكم تتقون) تعليل لفرضية الصيام ببيان فائدته الكبرى وحكمته العظمى وهي تقوى الله والتقوى حساسية في الضمير وخشية مستمرة وحذر دائم وتوق لأشواك الطريق طريق الحياة التي تتجاذبه اشواك الرغائب والشهوات واشواك المخاوف والهواجس واشواك الفتن والموبقات واشواك الرجاء الكاذب، هذا هو مفهوم التقوى حيث يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه بان التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى وهو خير لباس، فرمضان فرصة للتغيير لمن كان مفرطا في صلاته فلا يصليها مطلقا او يؤخرها عن وقتها او يتخلف عن ادائها جماعة في المسجد ليعلم المتهاون في صلاته انه يرتكب خطأ مهلكا وان لم يتدارك نفسه فهو آيل الى عذاب مخيف فانا ادعوا كل مقصر بكل شفقة واخلاص في مثل هذا الشهر المبارك الى إعادة النظر في واقعه ومجريات حياته ادعوه الى مراجعة نفسه وتأمل اوضاعه قبل فوات الأوان اني انصح الجميع ان لا تخدعهم بهم المظاهر او تغرر بهم نعم الصحة والعافية والشباب والقوة، والصحة سيعقبها سقم والشباب يلاحقه الهرم والقوة آيلة للضعف فاستيقظ يا هذا من غفلتك فالحياة قصيرة وان طالت والفرحة ذاهبة وان دامت واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة فاستعن بالله واعزم من الآن ان يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة والتبكير اليها وخط الخطى الى المساجد وعمارتها بالذكر والتسبيح والاستغفار، كما ان رمضان يعد للتغيير لكل من يتعاطى المحرمات كشرب الخمر او المخدرات او الدخان وغير ذلك من المسكرات ان لم يفعل بعد افطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية او يوهنها او يقلل من شأنها تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار فما احزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب فيها على هجر ما يكرهه هو او يكرهه الشارع من مألوفاته التي اعتاد اكلها او شربها او مقاربتها.

واستطرد : اخي الصائم اني اشجع فيك ايمانك ويقينك بالله الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام والا فمن من الناس يعلم انك صائم او لا، ولكن شعورك بنظر الله اليك ومراقبته لك صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام فالإرادة التي استطاعت ان تصوم لأكثر من اثني عشر ساعة اتعجز عن مواصلة مسيرتها الاصلاحية او العزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء لفترة طويلة اثناء النهار انتهاز في آخر لحظات الإسفار وإرخاء الليل الستار، اين الهمة التي لا تقف امامها الجبال الشامخات واين العزيمة استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء فالنصر صبر ساعة والفرج قريب وان الله مع الصابرين.

 

مطيع سنان دماج يقول : يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة للتغيير لمن كان مقصرا حتى في نوافل العبادات فيستطيع ان يغير من حاله ففي هذا الشهر تتهيأ النفوس وتقبل القلوب فمطلوب من الكل ان ينتهزوا هذه الفرصة الثمينة بتكملة فرائض الله والالتزام بأدائها في اوقاتها واهمها الصلاة قال صلى الله عليه وسلم ان اول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة فان اتمها والا قيل انظروا هل له من تطوع فان كان له تطوع اكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الاعمال المفروضة مثل ذلك. رواة اين ماجة والترمذي والنسائي واحمد واقل الوتر ركعة واقل الضحى ركعتان وعدد السنن الرواتب اثنتا عشر ركعة ركعتان قبل الفجر واربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشر ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة - رواة مسلم.

فرمضان يجب ان يكون منطلق لتدريب النفوس على الصيام لله رب العالمين في باقي الايام الاخرى فمن صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا، فمواسم الخير عديدة منها ستة ايام من شوال ويوم عاشوراء وعرفه وصوم الاثنين والخميس وصيام ثلاثة ايام من كل شهر فبادر بشبابك قبل هرمك اخي المسلم واغتنم هذه الايام المباركة ومواسم الخير الوفير، واستغل صحتك قبل سقمك بمضاعفة اعمال الخير لنفسك واستثمر حياتك قبل موتك فالموت قريب ولا محالة او مهرب منه لأنه حق واقع على الجميع فعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك. رواة البخاري ومسلم فاغتنم اخي المسلم اختي المسلمة هذه الايام المباركة الاستغلال الامثل في الرجوع والعودة الى الله وترك المعاصي، فاجعلوا من هذا الشهر الكريم نقطة تحول لتصحيح مسار حياتكم وللاستقامة على طريق الهدى في جميع اشهر وايام السنة.