آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

ملفات وتحقيقات


انكسر وتلاشى وفجأة عاد .. فمن أعاد الحوثي سياسيا وعسكريا ؟!

الثلاثاء - 23 أبريل 2019 - 04:45 م بتوقيت عدن

انكسر وتلاشى وفجأة عاد .. فمن أعاد الحوثي سياسيا وعسكريا ؟!

(عدن الغد)خاص:

تقرير / عبد السلام

بدأ منذ سنوات وسيطر على الشمال اليمني، وعاد منهزما منكسرا من عدن، وتعرض لأكبر ضربة في حديدة البحر، ولم تكتمل للشرعية مكرمة التحرير، ففي ذات السياق الزمني كاد أن يسقط وكادت أن تذهب من يده صعدة، وخسر الصماد وفي نهاية العام منذ انطلاق معركة الساحل الغربي.. لكنه الحوثي أثبت أنه الرابح استراتيجيا، فمهد الضالع في غضون شهر وعادت بعض القيادات الفارة منه إلى صنعاء ودون استهداف مباشر أسقطت في سماء سيئون 11 طائرة مسيرة، وفيما يلوح لهم بالهجوم على يافع تفكر المقاومة الجنوبية بترك جبهة الساحل الغربي فما الذي يحدث ؟!

أثارت الانتصارات الأخيرة للحوثيين غرابة متفشية في شفاه الجماهير العريضة فالمليشيا استطاعت أن تنج من المعركتين العسكرية في الحديدة وحجور والضالع والسياسية بمستواها الأممي وبصورتها المكوكية حول العالم والتي بحذق ينم عن هزلية الشرعية حصلت بالتواصل المثمر على دعم مكنها من حرف المعايير.

 

الحديدة أولا

حظيت معركة الحديدة بدعم وإسناد كبيرين وحققت القوات الوطنية انتصارات كبيرة بينما بدت الجماعة منهارة بشكل كامل نتيجة الضغوط الملحة عسكريا في صعدة وخسرت في فترة قياسية الحاضن الشعبي وبدأت الجماعة تنفرط من فرط الإصرار على التحرير.

في مدخل الحديدة توقفت المعركة، قامت الشرعية بفتح باب الحوار وأكسبت المليشيات نفسا طويلا وختامه بالنسبة لهم نصر فالألوية الموقفة هناك فقدت زخمها الجمهوري والجماهير بدأت بالتخلي عن الحلم الكبير فالحديدة لم تكن إلا فخ ينقذ الحوثيين من الهزيمة فهم بدوا أقدر على التعامل مع الجبهات والطاولات.

استطاعت المليشيات أن تمهد حجور كضربة لقوات الحديدة وأن تمهد الضالع لإجبار المقاومة الجنوبية على العودة وترك الساحل الغربي، كما أن المشاعر الوطنية خفتت فقل التفاعل الكبير من فئات الشعب وفقدت معركة الحديدة أهمية منحت الجيش اليمني تقدما من قبل.

 

عدن ثانيا

كسبت مليشيات الحوثي من الخلاف الدائر والمخزي بين التيارات الجنوبية، وفشل التحالف في السيطرة على الوضع ليتفاقم الخلاف بين الشرعية والإمارات ولتمتنع عدن على البرلمان واستحالت العاصمة إلى بقعة دم من الفوضى ومن الصراع البيني الذي أوجد للحوثيين فرص كبيرة أولها الهجوم على الضالع.

عادت عدن إلى الواجهة، لا تدري ماذا تصنع، وانبرت بالقبض على المهاجرون الأفارقة تخوفا منهم على العاصمة، إذ الحوثي قاب قوسين أو أدنى من التوجه إلى يافع في ظل خلاف دائري على الأراضي وبين الشرعية والمجلس الانتقالي وكافة الفصائل الجنوبية تتصارع وشرخ مجلس النواب الجدار الموحد بين عدن وحضرموت.

أثبتت الجماعة الحوثية للمجتمع الدولي أن الجماعات التي لا تعد في مناطق الشرعية لن تكن الحل فالمليشيات تمضي وفق خطى ثابتة ورغم سلطتها القمعية تتحدث بلسان واحد كما بأمر واحد تحارب وتسالم على غير العاصمة المؤقتة والتي لا يعرف أحدا من تتبع ؟

 

تعز ثالثا

رغم الحصار الخانق على تعز تفشت في المدينة سلطة القبضايات ودارت عجلة عرباتهم إلى الخلف لتشهد صراعا بين المكونات السياسية وبين الفصائل المقاومة التي أحدثت ضعفا في مغادرة بغض الفصائل للمدينة وعودة الحرب البينية في المساحة القليلة ونهج الجميع إلى الحشود في الشوارع وكأنهم في دولة ذات تجربة ديموقراطية لا أمام مليشيات ودم.

بالأمس كانت المعارك حامية الوطيس، قنص وسلاح ثقيل، ضحايا وإسعاف، فكتائب العباس مع قوى الإصلاح لم يفوتوا فرص التوحش في وسط الأحياء السكنية وبذات الوقت قصفت المليشيات فهي عدو الجميع معاركهم الدائرة في الحي القديم بالهاونات دون أن يشعروا بحرج الموقف فعنزتان تتصارعان كانتا ضحية.

بينما الهوة في تعز تتسع بين الناصري وبين حزب الإصلاح، بين الحمادي وقيادة المحور كما بين المفسبك المؤتمري مع الإصلاحي تنسل إلى مليشيات الحوثيين شحنات أسلحة دون معرفة حقيقة من المتورط والمليشيات تمد رجليها من جبل حبشي إلى الأقروض بالهناء والسلامة.

 

وللحكاية بقية

كان انضمام بعض القيادات العسكرية إلى الشرعية حدثا مهما منذ الانقلاب ولم نشاهد من قبل عودتهم إلى صنعاء لتكن الأمس فارقة في ميزان الحوثيين بعودة بعض القيادات إلى صنعاء من الجوف ومن البيضاء أثرت بشكل له تبعات وبدأ الجميع ينذهل من الذي يحدث ؟

وأسفر جثمان الماوري وزير خارجيتهم الذي قضى نحبه في بيروت وأعلن بعد عودتهم ميتا من بيروت فيما تشير الحادثة أنه أصيب بضربة صاروخية من قبل والتساؤلات تجلجل كيف أستطاع الخروج حيا والعودة ميتا بلا علم يثبت فرضية الخبر وهل الشرعية نائمة حقاً ؟

وكما سبق من استهداف للقيادات العسكرية وقضت على هامات من الجيش في العند لحج دون تبرير للتهاون كما إسقاط حسب المتحدث عن التحالف الوطني 11 طائرة في سماء سيئون كانت تستهدف البرلمان المنعقد مقتبل الأسبوع والحصول على جرعات إنقاذ من الأمم المتحدة في الحديدة كإعادة الانتشار فالمجلس النيابي أثبت هشاشة الشرعية لا أكثر !.

 

المليشيات نهج إيراني خالص

تشابه كبير بين حرب الثمان، فالعراق جارة الثورة الإيرانية والمتخمة بالنفط وبإيعاز دولي وحفاظا على المنطقة من المد الفارسي شنت حربا على نظام الحرس الثوري الجديد والمنهك والفقير وبثمان سنوات خرجت العراق بماء وجه بسيط لفارق المال والسلاح، فأنتصر صدام عسكريا بينما كسبت إيران إستراتيجيا والتاريخ يعيد نفسه من بقعة الخليج والحرب لأجله.

الجارة الشقيقة شنت حربا على نظام الحوثي في اليمن لاسترداد الحق الجمهوري وكضربة استباقية تحمي الخليج من إيران ولكنها عقب خمس سنوات تبدو منهكة بينما المليشيات رغم الفارق الهائل تكبر وتكبر وكما بالتجربة الصدامية تلاشت أواصره مع الخليج وانشقت الصفوف ظهرت الخلافات الحارة التي تمكن من هزيمة المملكة أولا مع قطر وثانيا بين الشرعية والإمارات وهناك تعارض مع المملكة أيضا.

هناك خوف من هذا التلازم الكبير، فمؤشرات جمة تعيد للحوثي وهج الكفاح والبراجماتية في المناطق الشرعية تعود متأسفة إلى صنعاء ككل النخب الشمالية التي صمتت وضمنت للحوثيين إن لم تقاتله عدم الانحياز لأحد فكل الذي نراه أشعر الجميع بلا جدوى النضال لهشاشته.

 

التناقض سيد الشرعية

الحوثي يكره الجميع، التيارات تحاربه في المناطق والجبهات، الإصلاح ضد الحوثي وضد طارق وضد الناصري ومع الشرعية وضد بن زايد ومع سلمان لمرحلة فقط، المؤتمر ضد الإصلاح ويحارب في الحديدة ولا يعترف بالشرعية كما أنه يرى من التحالف مفرطا فالمؤتمر في تعز يعترف بهادي والخارجي مع الصوالح والذين لم يفروا من صنعاء ضد العدوان والعليمي تحالف مع الإصلاح والإصلاح يحارب أبو العباس.

الانتقالي ضد باعوم، باعوم والحراك وانتقالي عدن ضد الشماليين وضد هادي، والزبيدي بعدن مع الإمارات وبن بريك ضد السعودية مع قبوله لقواتهم درءا للمد الفارسي، وعدم قبوله واحتج على عقد مجلس النواب بسيئون بينما المقاومة الجنوبية في الحديدة مع طارق ضد الشمال كما أن الإصلاح مع قطر ويؤيد التحالف وهلم ..

فصائل شتى ، شتات ، تمزق ، تشرذم ، بينما المليشيات قبضة واحدة فهي تحارب بالضالع لتنتصر بينما يتحاربا في تعز ليتفرج ولتقر في عدن عينه وليسلم من الحديدة وليقل للعالم: يا عالم أنا هنا ، وليعود من نافذة الشرعية فهو غادر من الباب والأيام القادمة تثبت.