آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-06:31م

ملفات وتحقيقات


تقرير:القيادات الجنوبية.. أربع سنوات من الإخفاق في بناء الدولة

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - 11:27 ص بتوقيت عدن

تقرير:القيادات الجنوبية.. أربع سنوات من الإخفاق في بناء الدولة
غلاف صحيفة عدن الغد ليوم الثلاثاء

عدن(عدن الغد)خاص:

 

تقرير / محمد الجنيدي

 

يبدو جلياً بعد أربع سنوات من تحرير الجنوب بان القيادات الجنوبية التي تزعمت المشهد منذ ما بعد الحرب لا تملك الدهاء السياسي الذي تتمتع به القيادات الشمالية، وكشف ذلك برلمان سيئون حيث كشف عن توافق الشماليين فيما بينهم رغم قساوة الأحداث التي جرت منذ صيف 2012 وحتى 2019.

حالة التنافر هذه ما بين القيادات الجنوبية التي توالي الشرعية وأبو ظبي والرياض كانت أحد أسبابها قطع التواصل فيما بينهم وعدم ترك مسافة للعودة أو الحوار، على عكس القيادات الشمالية التي تترك مسافة للتواصل والحوار رغم كل شيء.

وكان أيضاً تزعم القيادة قد تسبب بصراع كبير عصف بالقيادات الجنوبية ولايزال الى اليوم يعصف بهم، إذ ان كافة القيادات ترى شخوصها قيادة ولا تأتمر لقائد واحد كما يفعل الشماليون، وهو ما ادخل الجنوب في دوامة صراع الزعامة، كما أن السياسة تتطلب مرونة مع كافة الأطراف وهو ما لم تحسنه القيادات الجنوبية.

ويعتقد أن ارتهان القيادات الجنوبية للأطراف اللاعبة على المشهد اليمني أحد الأسباب التي أدت إلى عدم وجود مرونة مع الأطراف كافة، تخوفاً من فقدان مصالح شخصية أو تخوفاً من فقدان الحليف.

وعلى الرغم من أن ابوظبي تدعم نجل شقيق الرئيس علي عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد صالح، إلاّ أنه كما يقول مقربون منه يتخذ القرارات من ذاته ولا تملي عليه الدولة، كما يرتهن مثلاً المجلس الانتقالي للدولة التي يعتبرها حليفا له.

وكان طارق محمد صالح اعلن تأييده للبرلمان اليمني، في خطوة مفاجئة، وقال الصحفي المؤتمري المقرب منه، سمير اليوسفي، إن الامارات تدعم توجهات "طارق" في معاركه ولا تملي عليه القرارات.

وبين اليوسفي أن العميد طارق لم يخالف بتأييده للبرلمان دولة الإمارات وانحاز للسعودية، مشيرا الى أن الامارات تدعم توجهات "طارق" في معاركه لتحرير بلده، ولا تملي عليه القرارات التي يتخذها في سبيل ذلك.

 

السقلدي: ارتهان القوى الجنوبية عمق الانقسام

ويقول الصحفي صلاح السقلدي: بلا شك أن الجنوب منذ بداية هذه الحرب باتَ ساحة مفتوحة لصراع اقليمي ودولي محتدم، وميدان مشاريع سياسية محلية متصادمة مع بعضها البعض، فضلاً عن حالة الاستقطابات الداخلية والاقليمية المستعرة التي تتنازع الجنوب بكل كياناته وشخصياته ومشاريعه.

واشار السقلدي لـ(عدن الغد) الى أن هذه الأوضاع ألقت بظلالها الكئيبة على القضية الجنوبية وانعكست سلباً على المشروع الرئيس للجنوب، وأقصد المشروع التحرري أو حتى مشروع الاقليمين، ناهيك عن حالة التخاذل والارتهان المزري التي نراها من بعض القوى والشخصيات الجنوبية ليس فقط تلك القوى والشخصيات القريبة من السلطات والتي تدور في فلكها بل من قوى وشخصيات تتبنى المشروع التحرري.

وتابع: عمّـقت كل هذا العوامل حالة الانقسام بالجسد الجنوبي واثقلت كاهله وزادت من حالة التذمر في الوسط النخبوي والشعبي، يقابله حالة من إعادة التوازن بالطرف الآخر "السلطة بكل تشعباتها وتبايناتها"، ومع ذلك كان الأمل وما يزال معقودا بالقوى الجنوبية الفاعلة بالساحة ومنها بالطبع المجلس الانتقالي ومجالس الحراك الجنوبي وكل القوى والرموز المخلصة لتجاوز هذا الترنح وتخطّي هذه المرحلة العصيبة والضبابية.

واستطرد السقلدي: نأمل أن يستشعر الجميع حساسية المرحلة وحالة الترتيبات والتقاربات التي تقوم بها القوى الشمالية المناوئة للقضية الجنوبية وأن يخرج من لايزال في دائرة الاستكانة والارتهان والتهيب الى رحاب التلاحم والتكاتف لئلا يتجاوزنا الآخرون الذي يعملون بدأب وهمة عالية برغم خلافاتهم الحادة والعميقة والذين يتسلحون بدعم اقليمي ودولي منقطع النظير قياسا بالدعم المحدود الذي تحظى به القوى الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي.. فالعالم والاقليم يحث الخُطى بعيدا عنا إن لم نلحق بالرْكب.

 

الخطاب الشمالي.. هل كان سبباً في السياسة الجنوبية؟

إلى ذلك، يعتقد القيادي بالمجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد أن كل الأحزاب الشمالية تتبنى نفس خطاب الوصاية والحقد والعنجهية والكراهية للجنوب.

يقول بن فريد إنه بحث عن واحد فقط في اي لقاء تلفزيوني لمختلف نخب الشمال فيما يخص الجنوب حتى يجد  خطابا "مختلفا" وبه قليل من الاحترام لهذا الشعب فلم يجد ابدا، مشيرا الى أن الكل يتبنى نفس خطاب الوصاية والحقد والعنجهية والكراهية للجنوب.

واضاف: لا فرق بين حوثي او إصلاحي او مؤتمري او شيخ او رجل دين او مثقف!.

ويبدو أن أغلب القوى الجنوبية تنتهج سياسة الكراهية للشمال واحزابه، بسبب عدم وجود تأييد شمالي لقضية الجنوب، وكذا لأن أغلب المشاكل التي حدثت في الجنوب منذُ صيف 94 جاءت من الشمال.

 

شمال متقلب وجنوب ثابت

وعلى الرغم من ان السياسة الجنوبية تترنح مكانها، إلا أنه في ذات الوقت لم يكن الجنوب خائناً للدول الشقيقة وحتى شمال اليمن، وهو ما يحسب للجنوب على عكس الشمال واحزابه التي لطالما غدرت بحلفائها.

وكانت اخر خيانة شمالية منذ مدة قليلة حيث تحالف حزب المؤتمر الشعبي العام مع الحوثيين شمال اليمن للإطاحة بالسلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ونجحت بالفعل، قبل أن يغدر الحوثيون بالمؤتمر ويجعلون الحزب مشتتا ما بين القاهرة وصنعاء وعدن والرياض.

وعاد من جديد اعداء الرئيس هادي بالأمس ليكونوا حلفاء  عبر مجلس النواب اليوم.

 

هل من أمل بالتوحد؟

في المقابل، وبالنظر إلى واقع الحال لا يمكن تجاوز حالة التنافر الجنوبي - الجنوبي وصنع حالة من التقارب، لأسباب متعددة شوهدت منذ انتهاء الحرب في الجنوب، وهي سلاح التخوين والرؤى التي لا تتفق وهي الرؤية الانفصالية والوحدوية.

وفي وقت سابق قاد المجلس الانتقالي مصالحة جنوبية غير أنها فيما يبدو اخفقت كونها لم تصنع شيئا ملموساً، ولا تزال المكونات والقيادات الجنوبية تتآمر على بعضها البعض.

ولا يعتقد أن ثمة حالة من التوافق ستجري في الجنوب على غرار توافق الشمال في ظل تزعم المشهد من القيادات كافة.

 

خسارة جنوبية

وأدت هذه الزعامة الرعناء والرؤية الانفصالية المتشددة الى اضطراب العاصمة المؤقتة عدن التي كان من المفترض أن يكون وضعها افضل مما كانت عليه، كما تسببت بخسارة العاصمة لحضور الدولة وباتت مغيبة عنها عمداً.

 

العيسائي: الانتقالي تعامل مع الساحة بغرور سياسي وخطاب متشنّج

بالتزامن مع ذلك قال الصحفي فضل العيسائي انه من خلال سياسة المجلس الانتقالي يتضح ان القرار السياسي ليس بيده ويأتي من جهات أخرى ليس من مصلحتها العمل على حوارات جنوبية جادة مع كلّ القوى الحيّة والشخصيات التي تعمل منذ زمن طويل في حقل القضية الجنوبية.

واضاف العيسائي لـ(عدن الغد): واستطاع المجلس الانتقالي لملمة أنصار من الشباب الذين لا يملكون رؤى أو قراءات سياسية واقعية تتعامل مع المرحلة ومتغيراتها، بالشكل السياسي الملائم مع صعوبات المرحلة، كما انّ أغلب شخصيات المجلس لديها طموح بحكم حداثتها في تزّعم القضية الجنوبية والساحة ما شكّل لديها هاجساً في إقصاء القوى الأخرى مستغلة بعض الزخم الذي أعطي لها عام 2017م وقت تأسيس المجلس.

ورأى الصحفي الجنوبي أن المجلس تعامل مع الساحة بغرور سياسي وخطاب متشنّج وصل إلى الزعم انّ كلّ القوى منضوية تحت رايته مع القوة العسكرية، حتى زعم أنه صاحب القرار في الساحل الغربي، وهي حالة تصف ما وصل إليه من خطاب الإثارة البعيدة عن الواقع، مشيرا الى انه الآن يعيش حالة اضطرابات سياسية جراء تعنته وناتج عن خطابات غير واقعية، منها نيّته الحوار الجنوبي بينما لا أساس لذلك في الواقع.