آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:43ص

ملفات وتحقيقات


تقرير.. السعوديون يطببون قلوب اليمنيين

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - 12:11 ص بتوقيت عدن

تقرير.. السعوديون يطببون قلوب اليمنيين

عدن((عدن الغد))خاص:

تقرير - بديع سلطان

 


لم يكن وصف اليمنيين للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، ب(ملك القلوب)، منذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم، من باب المبالغة أو حسابات سياسية معينة، بقدر ما كان نابعاً من حقيقة ملموسة على الواقع.
حيث تؤكد المشاهدات والوقائع الفعلية أن الأشقاء السعوديين يطببون قلوب اليمنيين في ذات الوقت الذي ينقذونهم فيه من هجمات ووحشية الإنقلابيين الحوثيين.
فالتدخل السعودي، برفقة الأشقاء العرب، لم يقف عند حدود الدعم العسكري والقتالي في جبهات القتال المشتعلة مع المليشيات الحوثية، بل تعداه ليشمل مختلف نواحي الحياة، وعلى رأسها القطاع الصحي.
حيث تعمل المؤسسات السعودية التنموية والإغاثية على إثراء ودعم القطاع الصحي في اليمن، سواءً بالمساعدات الدوائية، أو المشاريع النوعية التي يحتاجها هذا القطاع.
ولعل حاجة مدينة عدن، وعدة مدن رئيسية أخرى في جنوب البلاد لمراكز صحية متخصصة في مجال علاج القلب تحديداً هو ما اعتنت به تلك المؤسسات السعودية الإنسانية، كمركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي للتنمية.

الحاجة لمركز للقلب

يقول رئيس جمعية أطباء القلب بعدن، والأكاديمي بكلية الطب بجامعة عدن، الدكتور محمد السعدي، في تصريحٍ حصري (لمركز عدن للإعلام): إن الحاجة كانت ومازالت ماسة جداً لإنشاء مراكز حكومية لتشخيص وعلاج أمراض القلب في عدن، باستخدام التقنيات الحديثة، إذ أن الإحصائيات تشير إلى أن أمراض القلب وفي مقدمتها نقص التروية للشرائيين القلبية تحتل المرتبة الأولى بين الأمراض الأكثر شيوعاً.
ويضيف: كما أن أمراض القلب ما زالت سبباًً رئيسياً للسفر إلى الخارج، وبسبب الظروف الحالية التي يعيشها الشعب نتيجة الحرب والأزمات فإن أغلبية المواطنين لا يتمكنون من الإيفاء بالاستحقاقات اللازمة للسفر وإجراء الفحوصات والعلاج الجراحي في الخارج الذي يكلف كثيراً.

مبادرة سعودية

ويؤكد الدكتور السعدي أن عدن والمحافظات المجاورة بحاجة إلى مركزٍ وطني حكومي تتحمل فيه الدولة المسؤولية الأكبر في علاج أمراض القلب، خاصةً لدى الفقراء الذين يشكلون أغلبية المواطنين في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات، وهو الأمر الذي تنبه إليه الأشقاء السعوديون وبادروا في إنشاء مراكز متخصصة لعلاج القلب في عدن.

*تنسيق يمني سعودي*
وأثنى الدكتور السعدي، باعتباره رئيساً لجمعية أطباء القلب عدن، تثميناً عالياً دور البرنامج السعودي للتنمية في إنشاء المركز في عدن، وغيرها من المشاريع الحيوية في مجال الصحة.
مشيراً إلى عقد الجمعية لقاءات مع وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم، خاصة بهذا الشأن، مؤكداً أن الوزير باعوم يبذل جهوداً كبيرة في التنسيق مع الأشقاء السعوديين لإنجاز هذه المشاريع التنموية الكبيرة، إضافةً إلى إنشاء وتجهيز برامج للتدريب والتأهيل للكوادر الطبية والفنية والتمريضية التي يحتاج إليها مركز القلب في عدن.

دعم علمي وأكاديمي

ولفت الدكتور محمد السعدي إلى أن جمعية أطباء القلب بعدن وضعت نصب عينيها دعم جهود الأشقاء السعوديين والحكومة لإنشاء مراكز لتشخيص وعلاج أمراض القلب والأوعية في المحافظة، وتبني مشاريع إنسانية لدعم علاج مرضى القلب، إضافةً إلى إجراء برامج التعليم الطبي المستمر ودورات التدريب والتأهيل.
ويضيف: لهذا فإن الجمعية عقدت أول مؤتمر علمي في 19 فبراير 2018، لتوجيه رسالة مفادها أنها تدعم كافة الجهود لتسريع المشاريع المرتبطة بإنشاء مراكز القلب في عدن، وأكدت استعدادها لتقديم المشورات للجهات السعودية والحكومة اليمنية في هذا الشأن، إضافةً إلى أن مواكبة الجمعية للتطورات العلمية يجعلها الجهة القادرة على المساعدة في مجال التعليم الطبي المستمر في تخصص أمراض القلب.   
مؤكداً أن عقد مؤتمرات علمية وطبية متكررة في عدن هي خطوات تحديثية على الطريق الصحيح؛ لأن التعليم الطبي المستمر الذي تنتهجه هذه المؤتمرات صار شرطاً ضرورياً للتنمية الطبية على صعيد الأفراد و المؤسسات الطبية، ومحطة علمية يحتاج إليها الطبيب للتعرف على مستجدات التشخيص والعلاج تبعاً للمعايير العالمية.

إنقاذ الأرواح

مركز القلب التخصصي الذي يعمل البرنامج السعودي للتنمية على إنشاءه في عدن، من المقرر أن يقام في مستشفى الجمهورية العام النموذجي بعدن، كأول مركز حكومي رائد في مجال طب القلب السريري والتشخيصي والجراحي الشامل.
ويؤكد رئيس مجلس إدارة هيئة مستشفى الجمهورية العام النموذجي الدكتور أحمد سالم الجرباء أن مركز القلب الذي يتم تجهيزه سيخصص للأمراض التي تحتاج إلى عناية مركزة فائقة في مجال الأمراض القلبية العلاجية أو التشخيصية، أو الأمراض التي تصيب عضلة القلب وتؤثر فيها، وتشمل أمراض الشرايين القلبية والأوعية الدموية واضطرابات دقات القلب واعتلاله والعيوب الخلقية وأمراض الصمامات القلبية.
وأضاف الجرباء أن المركز يمثل نقلة نوعية للمرضى المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة، وسيتميز بحصول كل مريض على خدمة تمريضية خاصة به، وتخصيص أَسرة للعناية المركزة للمرضى أصحاب الحالات الحرجة والخطيرة، حيث يتوافر كادر طبي مؤهل وأجهزة للإنعاش حين الحاجة لها.
مؤكدًا أن المركز سيكون عونًا للمرضى المصابين بأكثر الأمراض شيوعًا وانتشارًا، وأنه سيخفف الكثير من الأعباء على المواطنين الذين هم بحاجة إلى عمل القسطرة القلبية أو الجراحية، نظراً لتكاليف أسعارها العلاجية باهظة الثمن، وينقذ حياة آخرين.
مشيداً بالدعم الصحي المقدم من التحالف العربي في اليمن، سواءً من البرنامج السعودي للتنمية وإعادة أعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أو من الهلال الأحمر الإماراتي.

أكبر مركز قلب بالمكلا

وفي المكلا، شرق البلاد، لم تغب جهود مداواة قلوب اليمنيين عن اهتمامات المؤسسات السعودية، حيث كشف رئيس مؤسسة أمراض القلب الخيرية بحضرموت، محمد شعيب عن تواصل المؤسسة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ لدعم وإنشاء أكبر مركز لعلاج مرضى القلب في المكلا، والذي يتسع لأكثر من 92 سريراً.
وأشار باشعيب، إلى أن هناك دراسات جاهزة لمشروع إنشاء مركز (نبض الحياة) الذي وضع حجر الأساس له قبل أربع سنوات، ولم يستكمل العمل فيه، ونسعى عبر المنظمات السعودية الداعمة لجعله مركزاً عالمياً.
وأكد باشعيب أنه تم التواصل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وطلبوا دراسات المركز، وننتظر ردهم قريباً.

إنقاذ مستقبل اليمنيين من الوقوع في براثن الأفكار السلالية الحوثية، يقابله إنقاذٌ لقلوبهم وحياتهم، من خلال مشاريع صحية نوعية يجري العمل على تنفيذها من قبل المؤسسات السعودية الداعمة، وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية، والمستشفيات العامة، والجمعيات والهيئات المختصة.
فالأمر ليس مناطاً فقط بالمواجهات العسكرية، كما أنه ليس متوقفاً على الدعم القتالي وحسب، بقدر ما هو متعلق بمداواة جراح اليمنيين وأفئدتهم وصناعة حاضر ومستقبل أفضل، بدعم ذوي القربى والأشقاء.. الذين أكدوا بالفعل أنهم (ملوكٌ على القلوب).