آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:46م

ملفات وتحقيقات


استطلاع.. الشاب اليمني بين أوقات الفراغ وهواية قتل الذات

الأحد - 14 أبريل 2019 - 07:13 م بتوقيت عدن

استطلاع.. الشاب اليمني بين أوقات الفراغ وهواية قتل الذات
أرشيفية لـ: "موهبة -تحدي الجاذبية- للشاب اليمني/ صلاح بيضان".

(عدن الغد)محمد مرشد عقابي:

مرحلة الشباب تعتبر من اهم المراحل التي يمر بها الانسان لأنها مرحلة القوة ومرحلة الانتاج والعمل والابداع مرحلة بناء المستقبل وتحديد مسار اي شخص في هذا العالم، هي المرحلة الجدية لتحمل المسؤولية والاعتزاز بالذات والاعتماد عليها ومن اجل هذا يرى الكثير من الشباب ان ما ينقصهم هو ان تتاح لهم الفرصة ومنحهم الوقت لأثبات انفسهم وتقديم ما يستطيعون تقديمه لكن ان لم تستغل امكانياتهم وتركت عرضة للفراغ والضياع فانهم في هذه الحالة يصبحون عرضة لطريق ومسلك آخر وهو الانحراف عن الخط المستقيم وهذا ما لا نريده لهم ومن هنا يأتي دور الجهات المختصة والمعنية بالأمر في تلمس واقع الشباب عن قرب لمعرفة ميولهم وتلمس معاناتهم وابراز مواهبهم والارتقاء بهم الى مستوى الابداع والانتاج، الى مستوى يقدمون فيه خدماتهم لمجتمعهم ويعودون بالخير لأوطانهم وامتهم، عن ذلك افردنا هذه المساحة للحديث عن ما يخص الشاب اليمني.

 

منصور عبد الخالق عاطف يقول : يجب ان يكون هناك توجه حكومي لمواجهة اي مخاطر تحدق بشريحة الشباب فهذه الفئة في المجتمع هي عماد تطوره ورقيه والاساس المتين لبناءهِ ونهضته، واذا اهملت فسوف تكون عرضه للانحراف المجتمعي والاخلاقي وطرق الانحراف اكثرنا يعرف طبيعتها ولا يؤمن مكرها فقد تأتي من اقرب قريب وقد تأتي من عدو غير متوقع واذا لم تستغل طاقات وقدرات الشباب في البناء والتنمية وفعل الخير فستذهب امكانياتهم سريعاً نحو الهدم والشر.

واضاف : ولو تحدثنا بعمومية سنجد الكثير من الناس يشكون من اوقات الفراغ كمشكلة عويصة تواجههم في حياتهم فالطالب يشكو حين الاجازات الصيفية والموظف حين الاجازة السنوية او حين التقاعد او حين يقوم بعمل يعلم بانه عمل غير جاد ففي كل الاحوال يصبح الفراغ مشكلة تحتاج الى حل، فالفراغ باعتقادي هو عدم معرفة الانسان ماذا يفعل حين ينتهي العمل الجاد الذي يعتبر اجتماعياً انه الامتلاء الذي ينقص الفراغ، فلو تأملنا مسمى الفراغ هذا لوجدنا انه زمن محصور بين وظيفتين وهذا الزمن محسوب من عمر الانسان وجزء من وجوده وهو الى ذلك مساحة زمنية محدودة او ممتدة يتحرك فيها الاحساس بالضجر ويملأه، وهذا الضجر ناتج من نشاط الدماغ الذي يلح على الانسان بالنهوض لتجسيد هذا النشاط الذي لا يهمد الا لعلة مرضية ولا يتوقف الا بالموت، تستنفد الوظيفة جزءاً من هذا النشاط يقل او يزيد حسب نوع الوظيفة ورتابتها او حيويتها وحين نتوقف عن الاداء الوظيفي تظل رحى النشاط الحيوي للدماغ دائرة يتأكل فيها الاحساس بالامتلاء والطمأنينة والارتياح ويحل محله القلق وعدم الاستقرار والملل والضجر وضيق النفس.

 

ياسر يحيى سمير يقول : يجب ان نضرب مثلاً للإيحاء عن وضع سن الشباب من عمر الانساب بقدرته على انجاز الاعمال فأبداع الفنانون بكل تلك الاشكال والمجسمات وتعدد اجناسها بصفتها اللاوظيفية عبر عصور الحضارات البشرية نتجت عن نشاط حيوي مهول لدماغ الانسان وخاصة فئة الشباب الذي دفع بالقلة دوماً لابتكار واختراع انماط اخرى تجسد مثل هذه الانشطة الابداعية والتي يمكن قولبتها في اطار مصطلح الهواية بصفة اختيارية فردية تختلف عن الوظيفة ذات الصفة الجبرية.

واضاف : فالهواية الابداعية معجمياً مشتقه من الهوى وتعني إرادة النفس وميلانها الى ما تستلذ وحين تستلذ النفس وتجسد إرادتها ينتفي الاحساس بالقلق وضيق النفس والملل والضجر، لان الانفس البشرية تحقق ذاتها في ما تهوى وتحب، اذاً بالهواية وممارستها يمتلأ فراغ الزمن ويلغى الاحساس بالملل والضجر فعلى جميع شبابنا وخاصة في اوقات فراغهم ان يشغلوا انفسهم بتنمية مهاراتهم وابداعاتهم وإمكانياتهم حتى يصبحوا عناصر فاعلة ومؤثرة في المجتمع.

وتابع قائلاً : ربما لدى كثير من الناس فكرة مفادها ان الهواية امكانية عند البعض وليس الكل فنحن نقول لهؤلاء ان الهواية إمكانية كل انسان لأن كل إنسان يمتلك هذه القدرة الحيوية والنشاط الخارق الذي يميز الكائن البشري وليست الهواية سوى ممارسة للإرادة الحرة وما تستلذه النفس، فالمبدعين لا يشكون من الضجر ولا من الملل ولا من اوقات الفراغ بل يشكون من قصر الزمن قياساً الى حجم النشاط المبدع الذي ينتظر الانجاز والذين تتعدد هواياتهم هم اكثر اولئك الذين لا يشعرون بالفراغ ولا بالملل ولا ضيق النفس بل انهم هم الذين يتسعون بأرواحهم وانفسهم لاحتواء الزمن والكون بمجملهِ، وممارسة اي هواية ليست الا تعبير عن التوق الخفي لتغيير الحال الذي نكون فيه الى حال مغاير، من وضع ساكن الى وضع متحرك، من قديم ألفناه الى جديد نستكشفه وهي بذلك كله تلبية لنداء العقل الفعال واشباع حاجة النفس الى الطمأنينة والتألق والفرح.

 

فارس محسن عبد القدوس يقول : بالنسبة لقضية الشباب فمن المعروف ان مع مرور الوقت يكثر عدد الشباب وكل واحد منهم تكبر احلامه وتطلعاته معه ويزداد تعلقه بمستقبل يتمنى فيه أن يكون افضل، لكن الأمنية تبقى شيء والطموح شيء آخر حيث يحمل الاخير شيء اسمه هدف، وهذا الهدف يحتاج لتحديد دقيق ويحتاج لمعرفة ماهي الوسيلة الافضل للوصول اليه.

واضاف : عموماً انا اعتقد ان اكثر ما يشغل الشاب اليمني هو الحصول على الوظيفة، حيث اصبح البحث عن وظيفة مسألة قديمة وحديثة بمعنى قضية متجددة يأتي بعدها التنقيب عن بنت الحلال لتبقى هي الاخرى هدفاً معتقاً في عقلية الشاب اليمني رغم ان الزواج اليوم اصبح اصعب بكثير من ذي قبل حتى ونحن نرى الفتيات والنسوة يملأن الزوايا والاركان وتكتظ بهن الهيئات والجهات وحتى الاماكن العامة ذلك لان ليس للشاب الحق في اي منهن ولو كثرن، لان كل واحد ملك اهله وغال عليهم، لكن يبقى الاهم من كل تلك الاهداف المرحلية هو الهدف الذي يمكن بتحقيقه ان نصيب نحن الشباب عدداً من العصافير بحجر واحده، واقصد هنا ان يبني الشاب لنفسه هدفاً سامياً ويحشد طاقاته وتوجهاته ويكرس جهوده للوصول اليه وبتوفيق الله سيجد نفسه في جنة مستقبله التي تعني له ولنا وللجميع الاستقرار الحياتي والبقاء في مستوى لائق من العيش.

ومضى يقول : رغم ان فلسفة الحياة لدينا تتمحور حول الوظيفة وبناء المسكن والزواج بامرأة وهذا حق الا انه ليس كل شيء فاذا لم يجعل الشاب الوظيفة او العمل تدر عليه الدخل الذي يغنيه عن اي جعجعة ايضاً اذا لم تكن خطوة الزواج داعمه لمستقبل الاسرة الجديد وشحذ همة المتزوج الجديد فانه ورغم تحقيق الهدفين الصعبين الوظيفة والزواج الا ان المشكلة الجوهرية تظل باقيه وهي كيف نجعل مستقبلنا افضل بمعنى كيف نعيش في مستوى افضل وكيف نستطيع ان نوفر لا بنائنا بيئة افضل للنمو التربية والتعليم، فالمستقبل كما أراه هو يوم واعد يحتاج بشدة لعمل الأمس واليوم واذا ما وصلنا للغد فإننا سندرك قيمة اليوم الذي سبقه وحتماً سندرك اهمية اليوم الذي سبقهما، فنقول لجميع الشباب ان ميدانكم الاول هو انفسكم فان انتصرتم عليها كنتم على غيرها اقدر.

واختتم قائلاً : هناك الكثير من شبابنا المبدع في كافة مجالات الحياة لم يلقوا التكريم اللائق، حيث ان بعضهم نجح في حياتة العملية وآخر نبغ في الدراسة والعلوم وآخرون ابتكروا اشياء مذهلة وقدموا مشاريع نظرية مهمة وغيرهم قدم نتاجاً رياضياً رائعاً وكل هؤلاء يحتاجون الدعم والرعاية من الحكومة الموقرة ويتوقون للتكريم والتحفيز لأن الآخرين يدعمون عزائم المبدعين ويشدون من العزم والإرادة ونحن في هذه البلاد نحتقر ونحطم مبدعينا وكوادرنا وهاماتنا، فلو نظرنا للسطح سوف نجد الكم الهائل للجهات التي تدعي وصلاً بالشباب ولكن في حقيقة الواقع لا يتعدى هذا التواجد علاقة السراب بماء الشراب.