آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

حوارات


صرخة استغاثة لإنقاذ العاب الأكروبات في عـدن ((صور))

الإثنين - 28 يناير 2013 - 03:29 م بتوقيت عدن

صرخة استغاثة لإنقاذ العاب الأكروبات في عـدن ((صور))
جانب من التدريبات التي تقوم بها فرق الاكروبات بعدن ـ عدن الغد

عدن (عدن الغد) خاص :

نـريد منكم كصحافة أن تساعـدونا .. أن تدعمونا في إيصال صوتنا إلى المسؤولين لإنقاذ ألعاب الأكروبات في عدن من الانقراض .. هكذا بدأ أحمد محسن عوض مدير ومدرب فرقة الأكروبات الوطنية في عدن حديثه مع (عدن الغد) مضيفاً هذه صرخة استغاثة أطلقناها منذ سنوات ولكن لا مجيب قفوا إلى جانبنا للوصول إلى تحقيق أملنا الذي ضاع لأكثر من عقدين من الزمن ، ساعدونا على إحياء الأمل في إعادة الحياة لهذه الألعاب والاهتمام بها .

أحمد محسن أستطاع أن يكتب اسمه في سجل هذه الألعاب بحروف ناصعة ويعتبر أحد الذين وقعوا في غرام الاكروبات وأدى ببراعة الحركات البهلوانية الصعبة وهو من الرعيل الأول لفرقة الأكروبات الوطنية التي أولاها جهده ووقته لتطويرها .. التقينا به وبمجموعته التي يقوم بتدريبها المكونة من أطفال صغار السن وشباب يافع في موقع البروفات والتدريب في مبنى تابع لمكتب الثقافة في حي حافون بمدينة المعلا ، واستمعنا إليه ليحدثنا عن أعمال الفرقة ومستواها وهمومها ومعاناتها وطموحاتها .

ماذا تعني الأكروبات وكيف كانت بدايتها ؟

 في رده على هذا السؤال قال إنها ممارسات رياضية رائعة ومدهشة وحركات رشيقة جسدية فنية ، جميلة ومتألقة يقدمها اللاعبون بمهارة عالية تلفت الأنظار وتنتزع إعجاب المشاهدين وتثير دهشتهم وتنال استحسانهم .

 وسرد تاريخ ألعاب الاكروبات مشيراً إلى أنها بدأت منذ أكثر من خمسة آلاف سنة حسب ما تذكره كتب التاريخ بهذا الشأن ، وظهرت في كثير من الرسومات والأشكال الجدراية القديمة حركات استعراضية قام بها القدماء بأجسامهم وتبدو للمشاهد وكأنها جسور معلقة في الهواء بحيث تكون الأرجل في وضع التواء أو التقوس إلى الخلف فوق الرؤوس بشكل بارع .

 بدأنا من الصفر

 كيف استعادت فرقتكم نشاطها بعد الانقطاع فترة طويلة ؟

    ــ بعد انقطاع وتوقف طويل ولأسباب واعتبارات عديدة لا يتسع هنا المجال لذكرها عزمت قبل بضعة سنوات على استئناف نشاط الفرقة طبعاً ليس بطاقمها السابق وإنما بمجموعة جديدة من اللاعبين معظمهم من الصغار الذين وجدت لديهم رغبة ونية صادقة في تعلم هذا النوع من النشاط الرياضي وتمكنا من الحصول على هذا الموقع للتدريب وممارسة نشاطنا وبدأنا من الصفر وبأقل أقل القليل من الامكانيات .. وحتى الآن مازلنا عند نقطة الصفر ونعتمد في تدريباتنا على أدوات غاية في التواضع وغير حديثة استطعنا توفيرها بجهود ذاتية .

        كيف كانت نشاطات الفرقة الوطنية في السابق ؟

 ــ تأسست هذه الفرقة في أكتوبر عام 1978 م وبدأت بحوالي ستة أعضاء فقط من لاعبي الأكروبات (محترفون موظفين مساهمين هواة) ثم زاد العدد فيما بعد وأصبح 21 لاعباً وأكتمل أعضاء الفرقة خلال الثمانينات وكنت أحدهم وتلقى معظمنا وخاصة الأساسيين التدريب في الخارج إضافة إلى التدريبات في الداخل وفق برنامج عمل منتظم . ونحن حالياً لا نعتبر أنفسنا فرقة جديدة وإنما فرقة تواصل المشوار وتستفيد من الكوادر السابقة وإن شاء الله نحصل على اهتمام من قبل الجهات المختصة أو الجهات المهتمة وأيضاً فرصاً أفضل من حيث التدريب والإمكانيات والأدوات الحديثة الخاصة بهذا النوع من الرياضة .

مشاركات وطنية ودولية

          هل لكم مشاركات في الداخل أو الخارج ؟

    -  كانت فرص الفرقة سابقاً كثيرة فقد قدمت عروضاً وشاركت في مناسبات عديدة داخلية وخارجية وبإتقان ومهارة عالية شدت انتباه المشاهدين ، وأود التوضيح هنا أن الفرقة كانت تقدم عروضها بالأزياء الشعبية الوطنية وكذلك بمصاحبة الموسيقى لأن نصف  نجاح عمل الأكروبات يعتمد على الزي والموسيقى ، ولا أنسى أن أذكر أن فرقتنا كانت أحدى مكونات الفنون الجميلة المحتضنة أيضاً عدة فرق هي فرقة الرقص الشعبي وفرقة الإنشاد والفرقة الموسيقية وفرق أخرى ، وكنا نكمل بعضنا البعض في مجالات الفنون المتنوعة وقدمنا عروضاً جميلة في عدن وحضرموت وتعز وصنعاء ومدن عربية عديدة .

               البداية الجديدة

        ماهي محاولاتكم لإحياء فرقة الأكروبات من جديد ؟

    الآن بذل معي المدرب هاشم علي قاسم جهوداً كبيرة في محاولة إعادة الحياة إلى فرقة الأكروبات الوطنية ، ومازلنا نحاول الانطلاق مجدداً لإحياء هذا الفن الجميل والرياضة المتألقة ليس على مستوى الوطن فحسب بل نطمح في تقديم أكروباتنا إلى العالمين العربي والدولي . وقد بادرت وزميلي هاشم بتجديد النشاط واستلمنا هذا الموقع الذي بناه طيب الذكر الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وخصصه لألعاب الأكروبات ولكنه يحتاج إلى ترميم شامل ، القاعة والحمامات وكل ركن فيه يدعو إلى حاجته للتجديد والإصلاح ، مع العلم أن فرقة الأكروبات الوطنية في عدن ليس لها مثيل حتى على مستوى الجزيرة العربية والخليج ، وفي المرحلة الحالية بدأنا النشاط بحوالي 25 متدرباً تترواح أعمارهم بين 21-8 عاماً بينهم 5 فتيات والآن تناقص هذا العدد ليصل إلى 15 فرداً لانعدام الامكانيات حيث لا يجدون في هذا المبنى حتى ماء الشرب .. ولكننا على يقين أننا سنحقق النجاح الكامل وسننافس الفرق العالمية وسنحصل على أفضل الميداليات إذا وجدنا من يوفرلنا المحتاجات الأساسية مثل المفارش الأرضية والأزياء والأدوات الأخرى المساعدة على التدريب والحوافز التشجيعية .

   وأضاف يقول : فرقة الأكروبات هذه ليست ملكية خاصة بشخص أو أشخاص أو جهة أنما هي فرقة وطن بأكمله .

       رياضة جميلة

كيف تصفون هذه الرياضة ؟

    ــ ألعاب الأكروبات رياضة جميلة تشمل الحركات البهلوانية والشقلبات والألعاب الفنية (السحرية) والبلياتشو وهي عبارة عن سيرك كامل نرجو الوصول إلى هذا المستوى المتكامل ولو في مستقبل الأجيال .. ولكننا في الوقت الحاضر نسعى إلى تحقيق جزء يسير من تلك الألعاب ، لأن السيرك المتكامل يتطلب امكانيات ضخمة وإلى توفير الحيوانات المتنوعة من أفيال وخيول ونمور وأسود وغيرها من الحيوانات والكائنات اللازمة للألعاب .. فإذا كنا لا نستطيع توفير شربة ماء لمتدربينا فكيف نستطيع أن نوفر مثلاً وجبة فيل أو حتى قرد .

           منــاشـدة

      ماهي كلمتكم الأخيرة؟

  ــ ندعو بل نناشد الأخ محافظ عدن ومكاتب الثقافة والشباب والرياضة والمجلس المحلي في المحافظة أن يلتفتوا إلينا ودعم عمليات تدريب فرقة الأكروبات داخلياً وخارجياً .. ونحن على يقين أن الفرقة الأكروبية إذا وجدت العناية الكافية ستحقق المستوى المرجو .. أننا نمد أيدينا لكل من أراد انتشالنا من هذا الوضع .. وما عليه إلا ّ أن يأتي إلى مقرنا الكائن في منطقة حافون بمديرية المعلا ويشاهد بأم عينيه معاناتنا ويتعرف على طموحاتنا . 

 

من : فضل الحبيشي ،  تصوير : نايــف السيـد