آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:52م

ملفات وتحقيقات


قلق الإمتحانات كيف نتغلب عليه.. مهتمون: يجب ان يوازن الطالب بين أوقات المذاكرة والاسترخاء حتى يحصل على درجة التوفق "استطلاع"

السبت - 13 أبريل 2019 - 10:27 م بتوقيت عدن

قلق الإمتحانات كيف نتغلب عليه.. مهتمون: يجب ان يوازن الطالب بين أوقات المذاكرة والاسترخاء حتى يحصل على درجة التوفق "استطلاع"

عدن(عدن الغد)محمد مرشد عقابي:

كيف تتغلب على خوفك من الإمتحانات؛ وتكون واثق في نفسك وقدراتك؛ وتواجه المسألة بصدر رحب, ما يؤكده خبراء الطب النفسي إن تنظيم أوقات المذاكرة وأوقات النوم والراحة ونوعية الطعام الذي تأكله؛ هي عوامل أساسية لتجاوز مخاوفك وقلقك, طالما اجتهدت وبذلت مافي وسعك في المراجعة والتحصيل.

فقد فتحنا في هذه المادة الصحفية أبواب ونوافذ الحديث عن مسألة الامتحانات التي يواجهها طلابنا في مدارسهم بضل هذه الأيام, وألتقينا بعددًا من المهتمين للنقاش حول هذا الجانب, فكانت البداية مع الأخ/ عثمان عبدالله صالح, الذي قال: "هذه الأيام يدخل طلاب شهادات النقل في معمعة الإمتحانات, وخوض ركب الإختبار الأخير برسم المواد الدراسية التي يترتب عليها نقلها من صف إلى صف آخر, وهذا الأمر يمثل لمعظم الطلاب رعب وخوف وإستنفار, حيث يشغل ذلك تفكير وعقول الكثير من طلابنا ويرهب البعض منهم، لذا يتوجب على كل طالب يخوض غمار الامتحان أن يتجنب الإفراط بالسهر وكثرة تناول المنبهات -القهوة, الشاي" وأن يلتزم بنظام مذاكرة محددة تسودهُ بيئة هادئة, وان ينام نومًا كافيًا, وأن يتغذى تغذية سليمة مع الإبتعاد عن التوتر والقلق, وذلك بالحفاظ على الصلوات الخمس, والترويح عن النفس إذا ما أراد تحقيق معدل نجاح بتفوق.

واضاف "عثمان": "الخوف من الإمتحان يحدث تغييرات نفسية تتمثل في نقص معدل التركيز ويُسبب اضطرابات بالذاكرة في صورة النسيان, وبذلك تصبح الأفكار مُشتته وغير واضحة أو غير منطقية, كما تقل قدرة الشخص في الحكم على الأمور ويقع في اخطاء منطقية, وبجانب هذه التغيرات المعرفية توجد تغيرات أكثر أهمية في مظاهر الضغط؛ تُسبب تغيرات انفعالية في صورة التوتر والغضب والضيق والخوف والتشاؤم والشعور بالعجز, وهذه التغيرات تُنتج عن تعبير عن استثارة الجهاز الانفعالي.

أما أن تحدثنا عن التغيرات السلوكية؛ فإنها تعد نتائج للتغيرات النفسية, حيث تقل قدرة الشخص على إنجاز المهام وأداء المهارات التي يجيدها, فمثلاً خط الكتابة للطالب يتشوه نتيجة للضغط والتوتر الزائد, وأيضًا تتغير طبيعة النوم والأكل, وقد يضطرب الكلام ويصبح الطالب أكثر اعتمادية على الآخرين, وقد ياتي بسلوكيات شاذة لا تتناسب لشخصيته كـ "الانتحار" لاسمح الله.

ماهر مبارك سالمين, يقول: "ما نراه اليوم من القلق والارتباك والإحباط أمام حدث الامتحانات التي جعلها البعض عقبة ترهق كواهلهم هو موقف ليس تربويًا بل أكاد أقول إنهُ موقف غير صحي ومدمر".

واضاف: "لاشك أن الطالب قد يجد نفسه مُفرطًا في تناول بعض المنبهات أو قد يتجاوزها لأخذ عقاقير منبهة ومنشطة بناءًا على نصيحة غير سليمة من أحد زُملائه أو حتى من المقربين إليه, فمثل "فنجان القهوة المُعتاد" يحتوي على حوالي 100 مجم من الكافيين, وهي كمية كفيلة تعادل مايوجد في ثلاثة أكواب من الشأي, ويشيع بين الناس ومنهم الطلاب أن تناول القهوة والشأي يساعدان على زيادة التركيز وصفاء الذهن ووضوح الافكار وترابطها, وهذا كلام ليس لهُ أساس من الصحة وغير مثبت علميًا بل إن الدراسات والأبحاث التي أجريت على طلبة المدارس والجامعات أثبتت أن الطلاب المنتظمين على تناول كميات عالية من الكافيين, كان أدائهم الذهني ودرجة تركيزهم أقل من أولئك الذين لا يتعاطون, وهذا ما أكدته التجارب العلمية.. وقد يسارع البعض متسائلًا ومستنكرًا, ولكن الحديث العلمي مخالفاً لذلك".

اليقظة لساعات أطول؛ والقيام بالعمل والجلوس أمام الكتاب لفترات طويلة, يجب ان نفرق بينهما.. فالتيقظ دون أن يصاحبها درجة معينة من الإنتباه والتركيز التي تمكن الطالب من التعامل مع المشاكل الذهنية المعقدة, كما أن المنبهات قد تُعطي الجسم سرعة يُنتج عنها حدوث الإرهاق العضلي وتُشعره بالنشوة والقوة البدنية والقدرة على أنهاء المهام باستخدام عضلاته وليس بعقله.

أمجد عبدالحبيب خالد, يقول: "أولًا يجب على الآباء والأمهات أن يقوموا بالحد من إشاعة القلق وزرع الرعب بين الأبناء, لأن القلق والخوف هو بداية التدهور؛ وبداية عدم التركيز في المذاكرة, كما ينبغي عدم التأنيب المُتكرر عن طريق توجيه توبيخات مؤلمة وجارحة والإكثار من اللوم وإتهام الأبناء بأنهم فاشلون أو سلبيون, فهذا بدوره يؤدي إلى ردة فعل غير محمودة وغير جيدة على الأبناء أنفسهم".

واضاف "أمجد": "يجب على الآباء وأولياء الأمور عدم البدء بالحوار مع أبناءهم بجُمل استفزازية من أجل المذاكرة لأن ذلك يقلل ويضعف العزيمة والروح المعنوية, بل يجب الالتصاق بالأبن ومعنى الالتصاق هُنأ أي القرب منه وعدم المراقبة له والمتابعة الشديدة وعدم التجسس, بل بإشاعة الأمل وبث روح التفاؤل لهُ, فمهما كان الإبن ضعيفًا فهناك جوانب يمكن أن ينجح فيها, وكل ذلك لهُ إنعكاس قوي على شخصيته, والاستعانة بأي شخص لهُ تأثير على الأبن كالاصدقاء المُقربين أو الأقارب أو المدرسين لمساعدة الأسرة في حث الإبن على مواصلة المذاكرة.

فهذه النقاط من الأساسيات الهامة التي تُساعد بانتشال وضع الطالب والرفع من مستوياته على كافة الأطُر والجوانب كما يجب اعطاء الابن -الطالب- مساحة كافية من الوقت للترويح عن النفس فمثل هذه العوامل لها انعكاسات إيجابية على شخصيته ومستقبله في التحصيل العلمي أو الأكاديمي, كما يجب حث الطالب بطرق مُحببه تُناسبه للمذاكرة واسترجاع الدروس وتلخيصها ومساعدته على الإقتراب من الله من خلال الصلاة والدعاء, لأن الله سبحانه وتعالى هو ولي التوفيق والقادر عليه وهو خير معين.

محمد اسماعيل الحروي, يقول: "أنا أوجه رسالتي لأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات الذين يخوضون مرحلة الإمتحانات أو مقدمون على امتحانات مقبلة عليهم وهي يجب ان يلتزمون بنظام دقيق ومتزن في مذاكرة دروسهم والنوم والاستيقاظ, فالاستيقاظ في الوقت المحدد حتى لو لم تنم بشكل كافٍ في ليلتك مع الإلتزام بهذا البرنامج حتى في فترة الإجازات الفصلية أو السنوية, وعندما تأوي الى فراشك قم بأخذ استرخاء وتجنب التفكير فيما حدث لك خلال يومك أو في صعوبات تتوقع حدوثها باليوم التالي لأن شرود الذهن يؤدي الى تشتت المعلومات وضياعها, ونتيجة ذلك هو الفشل لا محالة.

كما يجب الانتظام بمزاولة الرياضة والجلوس في الأماكن الهادئة خلال أيام الإمتحانات بعيدًا عن الضوضاء والإزعاج, مع تجنب الجوع أو الشبع بكثرة قبل النوم أي أتباع نظام غذائي مهم.. ويجب أيضًا تجنب المشروبات المُنبهة وتجنب تدخين التبغ عند الذهاب إلى النوم أو حتى الاسترخاء.

وأضاف "محمد": "يجب عليك يا عزيزي الطالب أن تكون واثقًا بنفسك وبإمكانياتك لإجتياز الإمتحانات, وواجب عليك أن تضع لنفسك خطة مجدولة للمذاكرة خلال اليوم محددة بالوقت والمادة والمكان, ولابُد أن يتخلل هذه الخطة قسطًا من الراحة والاسترخاء والصلاة والرياضة وتناول الطعام وقضاء احتياجاتك الخاصة, مع مراعاة أن تكون المذاكرة في مكان ملائم وهادئ.