آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:12م

أدب وثقافة


قصة قصيرة :القانون

الجمعة - 05 أبريل 2019 - 03:01 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة :القانون
تعبيرية

عدن(عدن الغد)خاص:

 

بقلم:منصور عبيد حسين

 

 عند الساعة الحادية عشر كان يلج الى مبنى  له ساحة واسعة قليلا… سوره عبارة  عن غرف متراصة صغيرة من جهتي الشمال والغرب اما من جهتي الشرق والجنوب فهو سور مبني من الحجارة المغلفة بالاسمنت ، شعر بالخوف وبدأ جسمه يرتعد كالمصاب بالبرد ...وهو يصعد مع العسكري السلم المبني من الحجر الى الدور الثاني الذي كان نصفه  عبارة عن غرف صغيرة باتجاه الشمال… دخل مع العسكري احدى الغرف ليجد الضابط جالسا على السرير والى جانبه غريمه… قال له الضابط :الا تعلم ان في البلاد نظاما وقانونا .

 

  رد وهو يحاول ان يخفي مايشعر به نعم . فقال الضابط : اذا لماذا تغلق باب الغرفة وتترك الرجل في الشارع ..وقبل ان يرد كان الضابط يشير بيده الى العسكري ان يأخذه الى الزنزانة.. نزل مع العسكري درجات السلم الحجري ومازال جسده يرتعش وفمه جافا… وفي الغرفة الصغيرة وجد اثنين من المساجين يفترشون ارضية الغرفة الاسمنتية، وتحت كل واحد منهما كرتونا…

 

قال له احدهما : سرقة ام اعتداء… تعلثم قليلا وشعر انه لايستطيع ان ينطق ..وبالكاد حملته قدماه  الى النافذة المطلة على ساحة المبنى جلس على حافتها صوب نظره الى الخارج وبلل لسانه بالهواء البارد… نطق : عندي غرفة  بجانب البيت اجرتها لخياط من تعز ،بدأ يشعر ان لسانه عادت له رطوبته فاضاف يخيط ملابس نسائية  ويبيعها للباعة المتجولين بين القرى ، ولكنه يماطل في دفع الايجار، واحيانا يترك الغرفة  مغلقة  اشهرا لذلك وضعت قفلا فوق قفله منذ اسبوعين واليوم ارسل لي امر استدعاء فجئت… قال السجين الثاني : واين هو غريمك اقصد المستاجر..  انه عند الضابط ! عند الثانية ظهرا جاء ه العسكري ليأخذه وهو يقول : اسرع قبل ان يذهب الضابط… فربما تقضي عندنا يومين اواكثر حتى يعود لنوبته القادمة .

 اضاف وهو يغلق باب الغرفة ،فلا احد يمكنه اخراجك من هنا الا هو ..صعد معه فوجد غريمه مازال هناك يتحدث مع الضابط ويضحكان فقال في نفسه : يبدو انهما صديقان اومن منطقة  واحدة ...جاءه صوت الضابط ليقطع حبل تخيلاته : لقد التزم صاحبك ان يدفع الايجار المتاخر عليه بالتقسيط… ولكنه دائم التهرب .. رد الضابط : اذا تهرب تعال الى عندي ولاتغلق الغرفة … ..مد الضابط يده ولسانه يقول : هذا القسط الاول مما عنده ..وعندما هم  بالخروج ، قال العسكري : اين حق الضابط… رفع عينيه مستغربا وهو يقول : كم حقه?  كما تريد…… عد وريقات مما في يده ومدها للضابط ، فخرجت من فيه دون ارادته المفروض ان يدفع هذا واشار الى المستاجر… ..قال الضابط : لقد دفع   وعندما هم  بالخروج مجددا جاء ه صوت العسكري واين حقي… دفع حقه… ومن يومها وهو يحترم النظام والقانون ويسوي مشاكله خارج ذلك المبنى حتى لا يدفع  مافي جيبه ، اوينام على أرضية  احدى تلك الغرف الصغيرة عدة أيام او اشهر….. !!!!

مارس (2002)