كتب / أحمد سيود
المكان : مدينة جعار ملعب الفقيد حيدرة البيتي .
الزمان : مساء يوم الخميس الموافق 21 مارس 2019م
الحاضرون مواطنين من مختلف الاعمار عددهم يفوق الستة الآف مواطن .
لم اشهد حضورا جماهيريا بمثل هذا العدد منذ فترات طويلة .
وسط هتافات وصفير وتصفيق جماهيري ترجم حنين واشتياق المواطن البسيط الباحث عن الترفيه عن النفس بعد التصحر الذي اصاب القلوب . وبامكانيات متواضعة وفي تحد واضح للمستحيل وللظروف وللواقع ولغرض إمتاع المواطن وإظهار القدرات والمواهب والملكات الفنية التي امتلكها فريق العمل الشبابي الخالص وبعزيمة وإصرار وتفاني على النجاح بدء العرض .
لم تأتي فكرة الفيلم من الفراغ او قصص الخيال العلمي او روايات قرأها فلان او علان للمؤلف س او ص
بل جاءت قصة الفيلم واحداثه واقعية من الواقع المعاش جراء الاحداث المأساوية التي مرت بها محافظة ابين والسنوات العجاف المليئة بالخوف والقلق والدموع على محافظة كانت تقود خلفها دولة بكاملها وشباب تقل اعدادهم يوما بعد يوم منذ ان اصابتنا لعنة التشتت والخلاف والفرقة والاقتتال وتفشي ظواهر لم تك موجودة في معظم مدن وقرى محافظتنا وانتشار ثقافة العنف والسلاح والاستقواء مما حولها الى مرتعا خصبا لغزوها بافكار متطرفة توجت بسيطرة عناصر تنشر البلاء على معظم قرى ومدن محافظة ابين وعقول شبابها وتسببت بحرب اكلت الاخضر واليابس ودمرت كل ماهو جميل واتت على البنية التحتية فدكتها دكا وانتقلت لتحصد ارواح شباب ونساء واطفال لا ذنب لهم سوى انهم مستضعفين باحثين عن العيش الكريم في زمن لا قيمة فيه لامثالهم فزين لهم الشيطان طريق الهلاك او الخراب .
وجدت تلك العناصر العبثية ضالتها في محافظتنا ومعظم محافظات البلاد فعملت على ادخال البلاء اليها بكل اشكاله ونشرت المخدرات والحشيش والافيون وكل اصناف المخدرات المذهبة للعقل والتي تجعل الحرام حلالا والقتل شجاعة والتقطع رجولة والسطو بطولة والاغتصاب فروسية والعبث بامن وسلامة الدولة وطنية وجهاد . والرذيلة طهر ونقاء .
واصبح المواطن لايأمن على كل ما يملك وفقد الحيلة والامل في التغيير والقضاء على تلك الظواهر السيئة والمسيئة لكل القيم والاخلاق الاسلامية . وعندما اعتقد الكثير من العوام من الناس ان الظلام وغيهب الغسق لن ينجلي . يلوح في الافق شعاعا ينبثق من رحم المعاناة ليطرد الليل البهيم ويعلن عن بزوغ فجر الحق والغيرة عن وطن تلاعبت به رياح الوباء الذي تفشئ . يأتي الامل فيظهر الرجال الاشداء على العابثين . الرحماء على المستضعفين . الاقوياء على بذور الشيطان التي زرعها تجار الهلاك والخراب في المجتمع . فيحاربون ويجاهدون ويطاردون ويستشهدون في سبيل القضاء على تلك الظواهر ومعاقبة مروجيها .
إنهم الرجال الذين قال عنهم المولى عز وجل (( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ))
من الباحثين عن دولة العدل والمساواة الساعيين لإستتباب الامن والاستقرار والامان للمواطن الذي اوجعته عصابات الاتجار بكل شيئ غير اخلاقي .
فيشمر رجال الامن سواعدهم ويهجرون مخادعهم ونسائهم ويترفعون عن انتماءاتهم الجهوية كي يتفرغوا لمطاردة
عصابات الاجرام وتجار المخدرات من شارع لشارع ومن حارة لاخرى ومن زقاق لآخر وفي الجبال والوديان والسهول ليتم القضاء النهائي على هؤلاء الاشرار .
الفيلم لم تخلوا فقراته من الفن والرقص والطرب باللونين الابيني والتهامي والمصري والمنولوج الفلكلوري الشعبي . مدة الفيلم 4 ساعات .
في الاخير اعجبت كغيري بالتجربة واتمنى ان يتم الاهتمام بهذه المواهب وتسهيل الطريق لهم كي يحققوا ماهو اجمل .
أضع هذا المقال على طاولات كل المعنيين . وزراء ومحافظ ومدراء عموم وكل الجهات المهتمة بتلك الابداعات والمبدعين . امامكم فرصة لتطوير الاعمال الفنية والمنافسة في المحافل والمهرجانات الدولية اذا اوليتم اهتماما بهؤلاء الشباب المتميزين . والله من وراء القصد.
