آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

ملفات وتحقيقات


ادباء ومثقفون : الدراما اليمنية ما تزال تحبو وتحتاج لمزيد من الدعم كي تواكب وترتقي للمستوى المأمول لأداء رسالتها

الأربعاء - 20 مارس 2019 - 06:18 م بتوقيت عدن

ادباء ومثقفون : الدراما اليمنية ما تزال تحبو وتحتاج لمزيد من الدعم كي تواكب وترتقي للمستوى المأمول لأداء رسالتها

تقرير/محمد مرشد عقابي:

 

في هذا الرصد الصحفي نستطلع اراء وانطباعات عدد من المهتمين وعمالقة العمل الدرامي والتمثيلي اليمني الذين سيتناولون من خلال احاديثهم القضايا والمواضيع المتعلقة بهذا العمل وكيفية الارتقاء به وتطويره ليواكب ثورة الدراما العربية والعالمية فالى تفاصيل هذه المادة. 

المسرحي سعيد حمود نبهان يقول : الدرما تلعب دوراً في التنمية الثقافية ومستوى الوعي الانساني لدى المشاهد ولدى المتلقي وهذا شيء معروف، ونحن في اليمن مازلنا نفتقد هذا الفن وهذا السلاح الحيوي الهام الذي لابد ان نتمسك به من كافة عناصرة لكي نحقق الغايات التي يتطلبها بناء المجتمع ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، فالدراما هي الفن المتميز الذي يثري القضايا والمواضيع التي تتصل بحياة الفرد والمجتمع، ويجب علينا الاستفادة من العطاء المتجدد للعديد من المبدعين والقاصين والروائيين العرب الذين اثروا هذا الفن جل عطاءتهم الابداعية وجعلوا منه قوة عظيمة في التأثير.

واضاف : يجب علينا ان نشد انتباه اخواننا الذين يعملون في كافة القنوات التلفزيونية العربية بان تحديات البث الفضائي يمكن ان تلفظنا الى الهامش او تسقطنا الى الحدود الدنيا من المشاهدة وخاصة المتلقى العربي اذا لم نحقق نهضة وثورة في العمل الدرامي والتلفزيوني، كما يجب اعادة صياغة وتشكيل الثقافة العربية المستمدة من قيم حياتنا ومخزون تجاربنا وعظيم حضارتنا وقيم ديننا واصالة اخلاقنا وسماحة معتقداتنا، وانما في القدرة على فتح فضاءات شاسعة للحرية امام الكاتب اليمني والعربي المعاصر للتحليق في آفاق الابداع والرقي والتطور ليضاهي مستوى التحديات الوطنية والدينية والثقافية، والقدرة على مواجهة عصر العولمة وافشال مخططات الغزو الفكري الاجنبي والتوغل في اعماق القضايا العربية التي تقض مضاجع الامة بأسرها، والاسهام في وقف نزيف الجسد العربي ابراء للجروح وحلاً للمعضلات والتخفيف من اهوال المآسي وانارة الدروب المظلمة والمعتمة والكهوف الموحشه، فدور كتاب الدراما هو دوراً مهم لشمولية توجهاته واتساع حدود تأثيراته وتعدد مجالات حركته الممتدة لمختلف قطاعات الحياة، فيجب ان تكون هناك شروط موضوعية وذاتية تساعد هؤلاء الكتاب على اطلاق العنان لطاقاتهم الابداعية وترفع مستوى انتاجهم في رحاب الامتدادات الواسعة.

 

عبد الواسع ناصر مبخوث باحث متخصص في المجال الدرامي يقول : الدراما اليمنية المسموعة والمرئية تواجه اليوم العديد من التحديات ويعاني منتسبيها الكثير من الصعوبات، فرغم الجهود التي بذلت خلال اكثر من 4 عقود زمنيه الا انها ظلت حبيسة قالب وأسلوب واحد في التعاطي مع الواقع اليمني والحياة اليومية للمواطن في هذا البلد، الغنية بتفاصيلها والفريدة في مواضيعها وارتهنت للاسلوب السردي الروتيني والكلاسيكي التقليدي الممل في بعض الاحيان، ولغة الحوار والعرض الخطابي المباشر وتجاهلت التحدث بلغة الصورة وتوظيف خصائصها وامكانياتها المبهرة والمدهشة، ومن هذا المنطلق يجب على الجهات ذات العلاقة ان تعمل بغية تطوير انتاج الاعمال الدرامية الاذاعية والتلفزيونية وان تنمي القدرات والمهارات المختلفة للعمل الدرامي في بلادنا وان تستفيد من تجارب الدول الشقيقة التي سبقتنا في هذا المضمار.

واضاف : القيمة الاعلامية للاعمال الدرامية تكمن في فقراتها وفي تنوعها المؤثر على الجمهور المشاهد او المستمع، والدراما اليمنية تعتبر من اقدم واعرق الدراما على مستوى الوطن العربي حيث كانت مواكبة لافتتاح تلفزيون عدن عام 1964م واشهر عمل درامي يمني قديم هو (هدى البديلة) الذي انتجه تلفزيون عدن في العام 1969م ضف الى ذلك الاعمال الدرامية الاخرى التي كانت تعرض قبل الوحدة على شاشة تلفزيون الجمهورية العربية اليمنية، وشهدت الدراما اليمنية نقلة نوعية من حيث التطور خصوصاً بعد العام 2003م حيث انتجت العديد من الاعمال الفنية بابداعات ممثلين متميزين ومبدعين امثال الفقيد سالم العباب ومحمد عبد الله حسين وقاسم عمر الذين اثروا الساحة الدرامية المحلية بالعديد من الاعمال الفنية والمسلسلات الدرامية التي كانت غالباً ما تعرض على الشاشة الفضية لتلفزيون عدن في ايام الشهر الفضيل.

الكوميدي فهمي عبد الواحد الحاج يقول : اذا اتسعت حرية التعبير لدينا سوف يلازم ذلك تطور للدراما، فالدراما هي اكبر حيز اعلامي لصورة كاملة لمجتمعنا نعطيها لغير اليمني فيجب ان نحسن صورة الدراما وان لم نفعل ستكون الصورة مهزوزة ومترهلة وغير مؤهلة للتخاطب وكسب احترام الآخرين، ويجب على المسئولين الاهتمام بالشأن الثقافي ودعم كل ما يبرز الموروث الفني والابداعي والتراث الذي يظهر المخزون الحضاري والثقافي والاجتماعي للبلد، ويجب تشجيع رجال الفن والثقافة والابداع حتى يتمكنوا من اداء الرسالة المنوطه بهم في التوعية والارشاد وابراز ارث وتراث البلد.

واضاف : يجب ان تكون هناك آلية عملية تحفظ التراث الدرامي المحلي لليمن باشكاله المختلفة بصورة تعيد الاعتبار لهذا التراث من زاوية الشروع في دفع قوة جديدة تتوازى مع التوسع العملي القائم في بعض وسائل الاعلام ويواكب ركب انطلاق الفضائيات الجديدة التي يمكن ان تتواتر تباعاً حتى في تعديل او تشكيل قوانين الصحافة بالمعنى الواسع للكلمة، ومن هنا يجب ايضاً الاسهام في ايجاد دعم فعلي لمجال الانتاج الدرامي، كما يجب تحريك المياه الراكده وايجاد المنظومة المتكاملة لعملية النجاح بدءاً من رأس المال وانتهاءاً بالكادر الفني المتخصص.

المسرحي ياسر فهد باضاوي يقول : الدراما اليمنية ماتزال تحبو وتحتاج الى الكثير من الخبرات والمساعدة والدعم والتشجيع، فالدراما تمثل فناً عظيماً وباعتقادي ان اكبر ازمات الدراما اليمنية تكمن في عدم الاهتمام وضعف الامكانيات المتاحة لها، فالدراما ان لم تكن لها ميزانية مالية مخصصة فلا يمكن ان يكون لها حضوراً فعلياً مؤثر ولن يستطيع الدرامي ابراز انشطته وفعالياته ان لم يكن هذا الامر متوفر ومتاح امامه، فمن الطبيعي للدراما ان يكون عندها مشكلة في الكتاب او في الفنيين ولكن القضية الابرز تتجلى في غياب الدعم للمشاريع والانشطة الدرامية، وانا ارى ان من الضروري ايجاد قنوات خاصة بهذا الفن وان لا تكون حكومية تتكلم بأسم الدولة، بل قنوات خاصة أهلية تبحث عن ما يهم ويسعد المشاهد، ويجب ان تخلق الاجواء والحلقات النقاشية المستفيضة والموائد المستديرة للمشاركة الفاعلة في تبني القضايا والمواضيع المرتبطه بهذا الفن الاصيل وإظهار ما يمثله من اساس في بناء الجدار المهم من ثقافة الشعب، ويجب ان تكون هناك اوراق عمل ودورات تأهيلية وعقد لقاءات دورية للوقوف على احتياجات العمل الدرامي اليمني يشارك فيه نخبة من المهتمين في هذا المجال الراقي وذلك للخروج بتصورات تفضي للوصول الى معالجات وحلول ناجعة للارتقاء بهذا الفن الابداعي ودعم وتشجيع من ينتمون اليه.