آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


عدن منبع التاريخ وأصل الحضارة والتراث..أهالي المدينة : انقذوا تاريخنا قبل المحو والاندثار

الأربعاء - 20 مارس 2019 - 06:09 م بتوقيت عدن

عدن منبع التاريخ وأصل الحضارة والتراث..أهالي المدينة : انقذوا تاريخنا قبل المحو والاندثار

تقرير/محمد مرشد عقابي:

تعتبر مدينة عدن واحدة من اجمل وأفضل واهم المدن السياحية على مستوى الشرق الاوسط والجزيرة العربية والخليج، هذه المدينة الجميلة الساحرة تتميز بموقعها الجغرافي المهم وبطابعها التاريخي والحضاري والثقافي والفني، وصفها الكثير من الادباء والشعراء والمثقفين بالعديد من الكتابات وأبيات القصيد، تتميز هذه المدينة بهدوئها وأنسها وسكينتها وبساطة اهاليها.

انها عدن مهبط الثقافة والحضارة والفن ومدينة الأنس والسحر والجمال، صحيفة "عدن الغد" وقفت في هذه المادة امام وميض من تأريخ اسواق ومعالم عدن واستمعت الى نداءات ابناءها الذين يطالبون بحماية آثار ومعالم مدينتهم قبل ان يطالها المحو والاندثار فالى سياق التفاصيل.

لأسواق مدينة عدن اهمية تاريخية كبيرة فهي تحكي تاريخ وطن ومن هذه الاسواق سوق التواهي الذي اسس في العام 1896م وكذا سوق المعلا الذي بني في عام 1930م وسوق الشيخ عثمان الذي انشئ بدايات القرن العشرين، وتحتل مدينة كريتر مكانة تاريخية كبيرة ويقع سوقها في قلب مدينة عدن على مساحة عشرة الف متر تقريباً، يقول المواطنون في كريتر ان السوق فقد مكانته السابقة من حيث التنظيم والنظافة، مؤكدين بانه اصبح مكاناً يكثر فيه الباعة المفرشون بجانب عشوائية الاسعار اختلافها من بائع الى آخر، ضف الى ذلك تضيقه واغلاق بعض من منافذه وافتقاره للنظافة، مطالبين بضرورة اعادة تأهيل السوق وترميمه والاعتناء بنظافته حتى يستعيد مكانته الحضارية السابقة.

خالد نجيب الزكري صاحب محل في سوق عدن كريتر يقول : نحن كباعة ندفع رسوم ولدينا تصاريح مزاولة مهنة ولكن وجود الكثير من الباعة المفترشين لارضية السوق من دون تصريح، فهؤلاء الدخلاء هم من يعبثون بنظافة السوق ويخلقون العشوائية فيه، لذا نطالب باتخاذ اجراءات صارمة ضدهم، كما نعاني من تسرب مياه فوق رؤوسنا وبضائعنا ومنتجاتنا وهي ناتجة من دورات مياه بعض المساكن فنحن بسببها نعيش في رعب وخوف نظراً للتشققات التي ظهرت في جدران المحل نتيجة تسرب هذه المياه التي اوجدت القذارة وبيئة لتوالد الفئران وماتسببه من اذى بالغ علينا.

شائف سلطان ناجي احد مرتادي السوق يقول : لايوجد التزام بمعايير النظافة خاصة فيما يتعلق ببراميل النظافة، حيث يرمي البائع المخلفات في الأرضية الى جانب تسرب المياه، فنحن نطالب بترميم السوق والزام الساكنين في الطوابق العليا بترميم منازلهم وعلى البائع ان يلتزم بوضع القمامة في مكانها الصحيح وهو برميل جمع القمامة.

نديم عبد الحافظ المقطري يقول : نحن نعاني من عدم وجود قانون نستند اليه لدفع الضريبة حيث اصبح دفع الضريبة بمزاج المحصل والقانون يحميهم، نطالب بان تكون الضريبة بحسب اوزان السلع، ويجب تطبيق النظام والقانون على الجميع فنحن كباعة ندفع التزاماتنا للدولة.

وليد مصلح سعيد يقول : اسوق محافظة عدن القديمة بحاجة ضرورية الى صيانة وتأهيل، ويجب ان تتخذ قرارت حاسمة للحفاظ على هذه الاسواق التي تعد من معالم المدينة الأثرية، ونلاحظ كثرة تواجد باعة الخضار والفواكه في هذه الاسواق يقومون بالبيع بطرق عشوائية بجانب استحداثات غير قانونية يقومون بها بين لحظة واخرى.

عصام منصور خدابخش احد مشرفي اسواق عدن يقول : من بين الصعوبات التي نواجهها في عملنا قيام العديد من بائعي القات بافتراش مداخل الاسواق ومخارجها وهذا يسبب الكثير من العراقيل بجانب استخدام الاسواق بصورة دائمة من قبل المخالفين، لذا نرجوا ان تقوم الجهات المسئولة باسحداث ابواب للسوق ليتم فتحها واغلاقها في اوقات محددة.

طارق كميل محمد يقول : الوضع سيء جداً في اسواق عدن التاريخية، فجميع هذه الاسواق تعاني الفوضى والعشوائية، ويعتبر السوق المركزي بمدينة كريتر من اقدم الاسواق وفيه اكثر من 600 مفرش ومحل، هذا السوق العريق تم بناؤه في اوائل اربعينيات القرن المنصرم وفيه 22 منفذاً تطل على الشوارع الرئيسية من جميع الجهات، بني هذا السوق بهدف تموين المواطنين باحتياجاتهم الغذائية من سلع اساسية وخضروات وفواكه واسماك ولحوم ودواجن وقات وتعد هذه الوظيفة الوحيدة للسوق، لكن للأسف ان الكثير من التشوهات حصلت بجانب خروج السوق عن وظيفتة التي اسس لاجلها حيث يوجد 22 مسكناً و 4 لوكندات وكلها خارج عن اغراض وظيفة السوق الأساسية، ومن بين المشاكل وجود مساكن للمواطنين داخل السوق في الطابق العلوي تتسرب منه مخلفات مياه المجاري من المطابخ والحمامات فوق المفارش والمارة وجدران السوق وهناك بعض السقوف اضحت آيلة للسقوط فوق المواطنين واخرى قد انهارت بفعل الاهمال وإللامبالاة، ومن اهم المشاكل وجود لوكندة وسط السوق تحتل مساحة 348 متراً مربعاً كانت هذه المساحة مدخلاً لسيارات تفريغ بضائع الخضار والفواكه وممراً لعبور سيارات نقل القمامة والنفايات، ضف الى ذلك البيع خارج السوق وخاصة بيع الاسماك وما يسببه من زحام وعرقلة لحركة سير المواطنين والمركبات حيث يقوم البائعين بافتراش الارضية لبيع السمك وترك مخلفاتهم الامر الذي يشكل تهديداً باحداث كارثة صحية وبيئية وتلوثاً عاماً لاجواء المدينة.

ممدوح سالم باشراحيل يقول : قرار مجلس الوزراء رقم 283 لعام 2001م كان صريحاً واضحاً حيث تؤكد المادة رقم 14 فيه على ضرورة ان تحدد كل مديرية مساحة مخططة لاتوجد فيها عوائق تعيق خط سير العربيات والمشاة، كما اكدت على ضرورة الحصول على تصريح مزاولة مهنة ودفع رسوم بواقع 25 ريالاً للمتر الواحد في اليوم الواحد، وتدفع كل ثلاثة اشهر مقدماً لكن للأسف لم يطبق هذا القانون بحذافيره، كما ان من الاشتراطات الاساسية للعمل في السوق الحصول اولاً على تصريح مزاولة مهنة وتطبيق الشروط الصحية فلا يجوز ان يمارس شخص البيع دون ان تنطبق عليه هذه الشروط.

 

سامي خميس نجيب خان يقول : مدينة كريتر تزخر بالكثير من المواقع التاريخية فهذا السوق يعد واحداً من اهم الرموز التاريخية الى جانب قلعة صيرة والصهاريج حيث يعمل السياح على زيارته كونه يمثل تاريخاً لمدينة عدن لهذا يجب ان يظهر دوماً بالمظهر المشرف وبصورة نظيفة ومرتبة، علماً بان صندوق النظافة والتحسين قد رصد في فترة ماضية مبلغ مليون ونصف لترميم وتلييس سوق الاسماك خاصة في المواقع التي تعرضت للانهيار، ومن هنا ندعوا السلطات المعنية بالمحافظة لتحمل مسؤوليتها بتنظيم اسواق عدن الأثرية والتاريخية في جميع المديريات ونرجوا ان تكون هناك آلية عمل تنسيقية واضحة للنهوض بهذه الاسواق الشعبية القديمة وانتشالها من واقعها وتحسين صورتها ومظهرها، كما نطالب الجهات ذاتها بضرورة صيانة وترميم هذه الاسواق وعدم اهمال تلك الصروح الأثرية فالعالم يحرص كل الحرص على الحفاظ اصغر المواقع التاريخية كل ذلك لانها تعبر عن تاريخ قديم بينما نحن في اليمن نعبث بتراثنا وموروثنا وارثنا التاريخي القديم، ويجب على سلطات المحافظة ايضاً ان ان تحمي هذه المواقع اذا ما ارادت صيانتها بوضع تصاميم خاصة بشكل يحفظ ويصون طابع وعراقة هذه الصروح التاريخية.