آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:57ص

حوارات


د. عمر السقاف في لقاء مع عدن الغد: - الغباء السياسي أعمى أبصار الذين يعتقدون أن بريطانيا ستهرول نحوهم

السبت - 16 مارس 2019 - 09:24 ص بتوقيت عدن

د. عمر السقاف في لقاء مع عدن الغد:   - الغباء السياسي أعمى أبصار الذين يعتقدون أن بريطانيا ستهرول نحوهم

عدن ( عدن الغد ) خاص :

اجرى اللقاء / فضل الحبيشي

 

 

 أثبتت الأحداث والوقائع مدى صحة رؤيتنا في نظرة المجتمع الدولي وخصوصا بريطانيا لواقعنا الجنوبي بالذات واليمني عموما، وتأكيدنا مرارا للمتسابقين صوب ادعاء حصرية وشرعية تمثيل الجنوب وقضيته بأن الظروف تختلف ولن تهرول دول العالم او بريطانيا نحوهم أو تتبناهم.

 

 

 

جاء ذلك خلال لقاء خاص مع الدكتور عمر عيدروس السقاف رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية (الائتلاف الوطني الجنوبي) حول هذا الموضوع فيما يلي تفاصيله :

 

 

 موقف بريطانيا تجاه الجنوب

 

 

- نبدأ مع تصريح السفير البريطاني مايكل آرون نشرته صحيفة (الرياض) يوم 13 مارس الحالي والذي قال فيه: (يمن موحد) هو الخيار الصائب لأمن واستقرار المنطقة وتجنبا لأية صراعات مستقبلية.. ما تعليقكم على ذلك؟ 

 

- اسمح لي أن أذكر تفاصيل أوفى بهذا الشأن، فهذا الدبلوماسي قال إن أي رؤية مستقبلية بخصوص اليمن لا تحافظ على وحدة أراضيه غير مقبولة لسبب بسيط وعملي جدا وهو أن ذلك يعني صراعات أكبر أراها بأم عيني في كل جلسة واجتماع مع جماعات جنوبية مختلفة وأننا نراه يمنا موحدا كما تراه السعودية وقرار الأمم المتحدة ونشترك مع أمريكا والسعودية في هذه الرؤية وأن بريطانيا ستدعم هذا الخيار ولا ترى أبدا أي موقف موحد ومنتظم مع الانفصال ويجمع عليه الجنوبيون بالشكل الذي يحاول أن يصوره البعض وأن الموقف البريطاني الداعم ليمن موحد هو الموقف الصائب تجنبا لاندلاع حروب أخرى إذا ما فرض انفصال الجنوب بالقوة بالطبع. 

 

وتعليقي هو أن هذا ما حرصنا وأكدنا عليه لأصحابنا المتسابقين صوب ادعاء حصرية وشرعية تمثيل الجنوب وقضيته وتوهمهم أن العالم عموما وبريطانيا خصوصا ستسعد بذلك التذلل لها وستهرول بقبولها باعتمادهم وتبنيهم وتسويقهم وفق ذلك المنطق القبيح الذي لجأت إليه بريطانيا في الاستقلال الأول وفق استراتيجيتها المناسبة لذلك الزمان وظروفه ومابعده، وهو ما كان سببا في كل الأحداث والمنعطفات المأساوية التي مررنا بها وأضاعت دولتنا وأوصلتنا إلى المستنقع الذي نتخبط فيه.. وجددنا التأكيد لهم أن الظروف تختلف اليوم إلى حد النقيض واستراتيجية بريطانيا كذلك، ولكن الغباء والجهل السياسي والطموح الذاتي الضيق أعمى أبصارهم. 

 

 

 رؤيتنا تدحض التنظير الفاشل

 

 

- هل كانت لديكم رؤية أو قراءة لتوجه المجتمع الدولي أو نظرته لمستقبل الأحداث؟ 

 

- نعم.. فقد كتبت منشور على صفحة فيسبوك الهيئة الشعبية الجنوبية منذ عام وأسبوعين تقريبا أثبت مدى صواب رؤيتنا في هذه المسألة ودقة قراءتنا لنظرة المجتمع الدولي وبالذات بريطانيا لواقعنا الجنوبي بشكل خاص واليمني بشكل عام وكذلك صواب رؤيتنا للأحداث ماضيا وحاضرا ومستقبلا الأمر الذي سيعطي لنا كهيئة شعبية دفعة قوية جدا أمام المهرجين باسم السياسة والتنظير الفاشل. 

 

 

تقييمنا للحضور البريطاني

 

 

- ما هو مضمون منشوركم؟ وما علاقته بالموقف البريطاني؟

 

- مضمونه له علاقة مباشرة بما يدور اليوم حول الحضور البريطاني المباشر في المشهد اليمني عامة والجنوبي خاصة ممثلا بزيارة وزير الخارجية البريطاني مؤخرا لعدن وجدلية زيارة رئيس الانتقالي لبريطانيا، وأجزم ستستخلصون منه ما يحسم الكثير في تلك الجدليات.. وأرى من الأفضل نشر المنشور كاملا..

 

 ونحن بدورنا رأينا ذلك.. وفيما يلي نصه :

 

 

 بتكليف البريطاني (مارتن غريفت ) المولود في عدن 

 

أرى ذلك طرف الخيط الذي سيوصلنا لإستعادة جنوبنا، فهل نحن جديرين بإلتقاط طرف الخيط وشده بقوة ، ليدرك من بيده الطرف الآخر بأنه حان الوقت للإستجابة ، أم سنظل على دأبنا المعهود؟!!.

 

طبعا، سينبري خلال دقائق المئات الذين سيولولون بأننا قد بتنا ممسكين بالخيط بكله ومعنا مجلس انتقالي ممثل وحيد وشرعي ، وسيرد عليهم بالمقابل المئات بعكس ودحض ذلك المنطق.. وعندها سينصرف من بيده الخيط الحقيقي الذي لم تحصل له أدنى إهتزازة، سيمضي إلى محطة أخرى، وهو مقتنع، بأن الجنوبيين لازالوا لم يبلغوا سن الرشد السياسي، ولم يتعلموا من الماضي، ولم يقرأوا التأريخ جيداً أو يحللوه ويفكوا شفراته المغلقة والسرية، رغم إنقضاء المدة اللازمة لرفع السرية عنها وباتت متاحة ولاتحتاج لمزيد من العناء، بل تحتاج لليسير من الإدراك لمدى أهمية إستيعاب حيثيات الماضي، لمعرفة معطيات الحاضر، لإدراك وتشخيص متطلبات المستقبل.. وطالما وكل ذلك في واد، ونحن مهرولين في واد آخر! !

 

 فعندها سينصرف العالم من حولنا وسنجد أنفسنا وجهاً لوجه مع ذلك الماضي الأسود الذي دمر روابط نسيجنا الإجتماعي وأضاع وطننا ودولتنا، وإننا لم نستعد شيئاً من ذلك سوى العودة إلى ما كان يتوجب أن ينعقد الإجماع على تجريم العودة إليه تحت أي مبررٍ كان.

 

  عودة الجنوب والعودة للجنوب المنشود ياسادة ياكرام : يستحيل بلوغه، إلاّ بوحدة صف وكلمة الجنوبيين وإتفاقهم وتوافقهم على واحدية الهدف والقواسم المشتركة، التي تعد من أهم الأولويات المقدسة التي تهز الخيط بقوة في إيدي الطرف الآخر وبما يقنعه أننا كجنوبيين قد أمسكنا بطرف الخيط بالقوة اللازمة والمشروطة لإيصال الرسالة المطلوبة، التي تثبت أننا قد نجحنا في فك رموز كل الشفرات وإستيعابها جيداً. 

 

  نعم لا أُخفيكم، إنني على قناعة راسخة بأن أكثر من 80% من أوراق ومفاتيح حل قضيتنا هي بإيدي بريطانيا (وفقاً لقوانين تقاسم النفوذ بين الكبار) وليس بإيدي دول الخليج أو التحالف أو غيرها، ومنذُ 2007م

 

كان قد أتخذ القرار بفصل الجنوب عن الشمال، لكونه قد وضع لديه أمانة كما وضع قبلها منذُ مابعد الإستقلال عام 67م أمانة بإيدي الإتحاد السوفيتي، وفقاً والبروتوكولات السرية بين الحلفاء لتقاسم النفوذ بينهم في مختلف بقاع العالم، وهذه البروتوكولات لازالت سارية حتى بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية، التي لم تلغ، كون روسيا لازالت تمثل دولة الإتحاد السوفيتي العظمى القطب المقابل في حكم العالم، بعد إستعادتها لعافيتها ومكانتها في ظل فشل أمريكا وإعترافها بعجزها بالتفرد في حكم وإدارة العالم.

 

 لهذا حين يقول الرئيس بوتن للرئيس عبدربه: إحمدوا الله يا أهل اليمن كوننا مختلفين نحن والأمريكان على مجمل الملفات في منطقة الشرق الأوسط، عدا الملف اليمني فإننا متوافقين عليه ولاخلاف بيننا حوله...؟! يعني إن قضيتكم بعيدة كليةً عن التجاذب الدولي، وبشكل أوضح حُسم تقاسم الكعكة بيننا حولها، 

 

وحين نفتح أعيننا ونجد إن ملف القضية سياسياً، قد أوكل لبريطانيا ، بينما ملف الحرب وتنفيذ الجانب العسكري فقد أوكل للأشقاء في السعودية.. فأضحت تلك الوكالة تشكل عبئاً ثقيلاً جداً على الأشقاء، ويتمنون لو يخلصون منها اليوم قبل بكرة، ولكن البعض لايدرك محاولة القيام بترتيبات سياسية ما، إن ذلك يعد من الأخطاء والتجاوزات لمايتعدى مهامهم المخولة لهم، إلى المهام الموكلة لدولة عضوة دائمة في مجلس الأمن، وصاحبة ميراث تأريخي في المنطقة واليمن جنوباً بشكل خاص، وتسليمها الملف يعكس بوضوح إنها ستكون إحدى الركائز الرئيسية القادمة في المنطقة لمرحلة مابعد الحرب، وذلك وفقاً للمخطط القديم، الذي دشن منذُ مابعد لحظة الفُراق والرحيل وماتلاها، وصولاً للحظة العودة والوفاق والعناق...والتي حتماً ستكون مختلفة جذرياً عن لحظة الفُراق ومارافقها وماتلاها، ولكن هاهم قادتنا بكل أسف يظنون أن إستعادة الدولة والجنوب، هو العودة لنفس الخطوات والإجراءات الخاطئة والآليآت التي تم بها حسم معركة التمثيل وإستلام الجنوب حينها.. وماتسبب فيه ذلك من أحداث وصراعات متوالية، بددت طاقاتنا وإمكانياتنا وأنهكت قوانا ومزقت نسيجنا الوطني ووحدتنا الوطنية، حتى هربنا للإحتماء بالوحدة ، من ذاتنا، وكنا كالمستجير من الرمضاء بالنارِ، وماهي إلا ثلاث سنوات وينتهي مفعول جرعة الأمان ليحدث ماحدث، ليبدأ في 2007 فصل جديد بفتح الباب أمام الشعب الجنوبي للتحرك وبغطاء دولي غير مباشر، تجلى بالضغط على: علي عبدالله صالح بعدم كبتهم أو مواجهتهم بالقوة وضرورة التعاطي بإيجابية مع مطالبهم، لم يكن يومها ذلك الموقف الخارجي ناجماً عن ضغط سياسي لأي جهة محلية جنوبية في الخارج، بل ذلك ترجمة لسياسات تلك الدول الخارجية، والأمر نفسه ينطبق على الجانب الإعلامي الخارجي الذي كان في ذروته مقارنة بما هو اليوم.

 

  وحين بلغ الحراك ذروته ، ظهر مايسمى بالقيادات التأريخية، فسعد الشعب بظهورهم أملاً أن يكونوا عامل قوة إضافية.. في

 

هذه الأثناء ، أذعن الرئيس علي عبدالله صالح لجزء كبير من مطالب المشترك، الذين ركبوا موجة الحراك ليس من أجل الإنفصال ولا حباً في الجنوب، أو إقراراً بماتعرض له الجنوبيون من ظلم وقهر ونهب لثرواتهم الذي جلهم شركاء فيه، بل كان للضغط على المؤتمر لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، وهذا ماحصل ولباه الرئيس لهم، فتغير بذلك خطابهم ومسلكهم تجاه الحراك والقضية الجنوبية، ووصل في أحايين كثيرة حد نفس مواقف المؤتمر تجاه الحراك والقضية.. وهذا شكل مايشبه كسر أحد الأجنحة. 

 

   بالمقابل القيادات التأريخية أظهرت أن كلٍ منهم لازال حامل في قلبه الأحمال القديمة، التي تجعل كل منهم يرى في أخيه صورة إبليس بعينه.. فأنطلق ماراثون السباق بينهم لمحاولة كل منهم أن يفوز بالنصيب الأكبر من ولاءات الحراك، فدُشنت بذلك مرحلة تفتيت مابقي موحداً بعد إنسحاب أو تجمد المشترك، فبدأت فقاسة التفريخ تشتغل، وبدأ التنافس والصراع البيني ينتعش ويستأنف نشاطه، وفقاً ومايمليه الموروث السيء، الذي كان يفترض التوافق على أن يرحل دون رجعة، وبذلك فتحوا للمتربصين الأبواب على مصراعيها لينفذوا منها ويمارسوا نفس عبثية ذلك التفريخ السرطاني،

 

عندها بدا التراجع الدولي والإعلامي يبدو واضحاً عما كان عليه الحال.

 

   وفي حين أبدى الشعب تماسكا منقطع النظير في كل فعالية ومليونية، إلاّ أن لاشيء من ذلك يُعكس خارجياً لا سياسيا ولا إعلامياً إلا ماندر، وبإستحياء لايجاري الحدث في الداخل حتى بالحدود الدنيا.. وهذا لايعني غير أمر واحد، هو أن القوى الدولية، عادت بخببة أمل، لشعورها إن شعب الجنوب وقادته لازالوا قاصرين سياسياً، فلم يستوعبوا حيثيات الماضي ولا معطيات الحاضر ولا متطلبات المستقبل المرهون بإستيعاب الأولى والثانية.

 

  اليوم أشاهد نفس الأمر يتكرر فيمن يدعي لنفسه التفرد بالوصاية المطلقة والتمثيل الأوحد، وتملكه ذلك الشعور مطلقاً بإمتلاكه بعض القوة التي يرى أنها قوة عظمى كفيلة بإزاحة كل من يعترض أو يرفض الإمتثال لتلك الحقيقة، في صورة طبق الأصل لمشهد إرهاصات ماقبل إستقلال 1967م..

 

وهنا ندق أجراس الإنذار بالخطر بقوة في آذان هؤلاء، ليستوعبوا ان مشهد مغادرة بريطانيا ومخططها لما بعد المغادرة، مختلف جداً حد النقيض، عن مشهد عودتها ومخططها وخططها لمابعد العودة..

 

فإذا في الأولى حصل كل ما تعرفونه من تفتيت وتمزيق ودمار واقتتال وعداوات واحقاد، 

 

فإن في الثانية حتما المخطط عكس ذلك،

 

ولكن لاننتظر منهم أن يوجهونا، بل يكفي أن نعكس لهم أننا نعي نحن أن مصلحة شعبنا وقضيتنا تفرض علينا وعلى كل وطني مخلص أن يضع في حساباته إن هدف توحيد الصف والكلمة ونبذ التفرق والفتنة هما بوابة الطريق الصحيح نحو الجنوب المنشود والذي سيحظى بقوة دفع تلك الدول دون أن نستجديها..

 

مالم لانكذب على شعبنا ولا على أنفسنا، فمن يصر على المضي في ذلك الطريق الذي قد خبرنا نهايته المحزنة، فإنه أما ذاهب بجهالة أو بعمالة، ولاغير ذلك..

 

فهل في هذه الحالة نحن وبقية القوى نتركه وحاله، ليمضي في ضلاله ويدمر كل مابني بالتضحيات الجسام والبطولات والبسالة.

 

  نحن أعلناها مبكراً أن مهمتنا وهدفنا كبح ذلك والعودة لتوحيد الصف والكلمة ونحمد الله أنه بات إلى جانبنا خيرة القوى والشخصيات الخيرة من مختلف المشارب وألوان طيف الجنوب، 

 

أخيرا:

 

هدفنا في الهيئة الشعبية الجنوبية (الإئتلاف الوطني الجنوبي) يتلخص في النقاط التالية:

 

الخير والأمن والأمان والعيش الكريم للجميع،

 

وطن يتسع للجميع،

 

شراكة مكفولة للجميع،

 

علاقات خارجية متوازنة ومتكافئة مع الجميع،

 

تجريم وتحريم العودة لنهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ والصراع الجنوبي الجنوبي تحت أي مبرر كان.. وإشاعة روح التصالح والتسامح والقبول بالآخر، وإعتبار ذلك هو الأساس المتين الذي سيشاد عليه صرح الجنوب العظيم الذي ينشده الجميع، وسينال دعم ومباركة الجميع ، من كان برضائه ومن كان مرغما. .

 

((من لم يستوعب أن الجنوب القادم هو الجنوب الحقيقي بكل ألوان أطيافه، ويحاول يهرول للماضي ليعمل نسخة طبق الأصل من جنوب مابعد 1967م مدشناً عودة الإقصاء والتفرد والإستحواذ، فهو مُغيَّب عن حركة التأريخ وليس لديه القدرة على مجاراته ولا لديه المؤهلات لذلك، ويكون قد حكم على نفسه بأن مكانه الماضي ولا مكان له في المستقبل، الذي لا إقصاء فيه لأحد إلا من أقصى الآخرين فقد أقصى نفسه.).