آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : وباء حمى الضنك ينتشر مع مياه الصرف الصحي بعدن

السبت - 16 مارس 2019 - 08:44 ص بتوقيت عدن

تقرير : وباء حمى الضنك ينتشر مع مياه الصرف الصحي بعدن

عدن(عدن الغد)خاص:

تقرير/عبدالسلام عارف:

بعد اختفاء دام لثلاثة أعوام عاود فيروس حمى الضنك الانتشار مجددًا في العاصمة المؤقتة عدن، لتسجل أكثر من أربع حالات وفاة في المدينة المنصورة، مصادر طبية قالت إن أربع وفيات جراء حمى الضنك وهم شابان وامرأة وطفلة خلال 48 ساعة، فيما لا تزال هناك عشرات الحالات المشتبه بإصابتها بنفس الفيروس.

وأضافت أن هذا الوباء ينتشر بالتوازي مع توسع بُقع مياه الصرف الصحي الطافحة في الشوارع والأحياء. ونقل الشاب عبدالرحمن محسن وهو من سكان مديرية المنصورة إلى مستشفى النقيب لتلقي العلاج إلا أنه توفي بعد ساعات من وصوله إلى المستشفى ، وتجدر الإشارة إلى أن مكتب الصحة في عدن، لم يصدر أي توضيح أو بيان بخصوص عودة انتشار حمى الضنك، حتى ترفع المشافي الحكومية من درجة استعدادها لاستقبال الحالات المصابة والعناية بها.

وفي مديرية الشيخ عثمان بدأت بيارات مياه الصرف الصحي "المجاري" بالطفح في الشوارع، في ظل غياب الجهات المختصة، مما قد يتسبب في انتشار وباء حمى الضنك من جديد، وناشد الأهالي السلطة المحلية ومدير المديرية بالتدخل العاجل لوضع الحلول لمشكلة طفح المجاري وإصلاح مضخات المياه.

صمت وتجاهل

وتُحاصر مياه الصرف الصحي عدة أحياء سكنية، وتتدفق إلى الشوارع وبوابات المدارس، حتى بات خطر الغرق محدقاً بالأطفال والطلاب وهي أحد أسباب انتشار حمى الضنك، اذ أن حشرة "البعوض" تستوطن دائمًا المسطحات المائية الراكدة. والأسوأ من ذلك أن تلك المياه تختلط بأكوام القمامة، فتنبعث منها روائح نتنة لا تُطاق، كما وتحيط بالمساجد، حتى أن روائحها تطغى على أجواء الصلاة. أما الساكنون فيعانون الأمرّين من هذه الروائح، ومن صعوبة المرور الذي خلق جزراً منعزلة تصل بينها جسور من الحجارة لمرور المشاة وهم يكتمون أنفاسهم من فرط نتانة الروائح التي تصل إلى مساكنهم، وتطاردهم حتى إلى غرف نومهم.

أن تفشي حمى الضنك في حي حاشد بالمنصورة يعود إلى طفح المجاري المستمر وتكدس القمامة في شوارعها في ظل غياب تام لدور السلطة المحلية ومكتب الصحة عدن إضافة إلى غياب حملات الرش والمكافحة ومتابعة رش المستنقعات وطفوحات الصرف الصحي، والبرامج الاحترازية والوقائية لمكافحة وتفادي ظهور مرض حمى الضنك في الأحياء الشعبية واتخاذ التدابير الوقائية كافة للقضاء على مواقع وبؤر توالد البعوض وأسباب المرض.

وشكا مواطنو مديرية المنصورة طفح المجاري والبرك الآسنة الناتجة عن هذا الطفح كما يشتكي مواطنين من اصابات بالملاريا وحمى الضنك جراء الانسدادات في شبكة المجاري والتي تقادمت بفعل الزمن مما نتج عنه انسدادات وتسبب بطفحها في شوارع المنصورة.

وينتقل مرض حمى الضنك بواسطة بعوضة الزاعجة، التي تستوطن وتتكاثر في المياه العذبة الراكدة.

قد يقتل

وتشمل أعراض الإصابة الصداع وآلاما خلف العينين وآلاما في المفاصل والعضلات والظهر وفقدان شهية وغثيانا وقيئاً وكسلاً عاماً وحمى وطفحا جلديا. كما قد تتطور إلى حمى نزفية لتحدث صدمة ونزفاً سريعاً ومفاجئاً على شكل بقع نزفية تحت الجلد، كما قد تتطور إلى حدوث نزف دماغي ودخول المريض في غيبوبة وحدوث الوفاة.

ويرجع البعض طفح المجاري المتكرر إلى عدم القدرة على تنظيم وتحديث الشبكات الخاصة، والتقصير في إيجاد حلول سريعة وفعالة من قبل الجهات المعنية، على الرغم من شكاوى الأهالي ومطالبتهم بتدارك الوضع قبل أن يتفاقم ويتزايد عما هو عليه الآن. وتظل مؤسسة المياه والصرف الصحي في صمت وتجاهل، رغم الحقيقة الواضحة التي لا تخفى على العين.

ويعاني المواطنون بمحافظة عدن من قلة الوعي والإدراك لأساليب الوقاية والتحصن من خطر مرض حمى الضنك القاتل ،وذلك يأتي بسبب ضعف العملية التوعوية من قبل الجهات الصحية المختصة بذلك، والذي قد يكون إحدى الأسباب التي تؤدي إلى اتساع دائرة انتشار المرض لجهل المواطنين وعدم معرفتهم في التعامل مع ذلك المرض وعدد من الأمراض الأخرى.

وعلى طريق شارع حاشد بالمنصورة تقف امرأة في العقد الخامس من العمر على الرصيف تحاول أن تجتاز الشارع بصعوبة بالغة، جاعلة من الحجارة وإطارات السيارات المترامية وسيلة لتجاوز عقبات الطريق الممتلئ بالمجاري، قالت وقد علت قسمات وجهها صور غضب شديدة، مفضلة عدم ذكر اسمها، إن “كنت ترى ذلك مدعاة للبهجة ومكانا جالبا للفرجة، فنحن نراها كارثة حقيقية تهدد حياتنا وتقطع أوصال ما بقي لنا من فرحة فانتشار المجاري يعني عودة الأمراض من جديد”.