آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-11:27ص

ملفات وتحقيقات


تأزم العلاقات بين الاقارب ظاهرة بدأت بالانتشار في المجتمع اليمني

الأربعاء - 13 مارس 2019 - 05:55 م بتوقيت عدن

تأزم العلاقات بين الاقارب ظاهرة بدأت بالانتشار في المجتمع اليمني

كتب/محمد مرشد عقابي:

برزت في الآونة الأخيرة على سطح المجتمع اليمني ظاهرة سيئة متمثله بتأزم العلاقات بين الإخوة في المنزل الواحد اوالآقارب الذين يجمعهم النسل او النسب هذه الظاهرة انتقلت بتأثيرها السلبي في العديد من الاسر إلى الابناء عن هذه الظاهرة الشاذة اسبابها ومعالجاتها كان لنا هذه التحقيق الصحفي الذي التقينا من خلاله بعدد من الشخصيات الذي تناولوا موضوع النقاش بشكل مستفيض ومن كل جوانبه فكان اول المتحدثين الاخ جهاد ابو بكر عوض حيث قال :  اولاً يجب ان يعرف الجميع معنا الاخوة، وعلى ماذا تدل هذه الكلمة العظيمة، فالأخوّة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق او يخون، انما هي دم يجري في عروقك لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في اوردتك لتشعرك بالحنين إلى الاخ، فإن زرتني زرتك، وإن أعطيتني أعطيتك، وإن أحسنتَ إليّ أحسنتُ إليك، فمن يقيسون عطاء الأخوّة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحّر الأحاسيس وتباعد المسافات.

واضاف : من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك (أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوتك وأخواتك واهل بيتك من ام وأب وأفراد العائلة جميعاً، واذا نظرنا الى واقع الحال في اليمن فسوف نجد بان أغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض من هذه النواحي لذلك لاتسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد عن اخوتك واهلك مهما كانت الاسباب والمسببات، وإذا ماسمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم.

 

اما الاخ جلال نبيل طالب فقال : روعة الأخوة تتجلى بأن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك باشتياقك له، وبأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك، وبأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه، وان تسنده قبل أن يسقط، وأن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.

واضاف : الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة، ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك انما الاخوة تعني بان حملتكم ام نفسها، وأرضعتكم الأم نفسها، وعشتم في البيت نفسه، وأكلتم من الصحن نفسه، وشربتم من الكأس نفسها، واحتفظتم بالذكريات نفسها، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل هذه الذكريات العطره، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها وقواسم مشتركة اخرى، فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شيء في هذه الدنيا فكل شيء يمكن تعويضه الا الاخ، الزوج يأتي بداله زوج آخر وكذلك الزوجة، والأبناء يأتي غيرهم من الأبناء، والمال ياتي غيره مال، ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم.

 

عبد الحافظ ناجي مصلح يقول : الاخوة هي الرابط الاسري الوحيد الذي يجب ان يبقى دوماً وعلى الدوام وان يطول فمن خلال تتحقق كل اواصر المحبة وعرى التلاحم ليس على مستوى تكافل الاسرة فحسب وانما على مستوى المجتمع ككل، فالاخوة يجب ان يحفظ معانيها كل اخ لشقيقه الآخر الذي ولد من نفسه امه وأباه وقد اوصت العديد من الاحاديث والاقوال المأثورة بفضل الحفاظ على العلاقات والروابط الاخوية لكونها تعد من الاعمدة الاساسية لبناء وصلاح المجتمعات المسلمه، لذا اوصيكم ونفسي بتقوى الله وبطاعته وبالحفاظ على معاني ومفاهيم الأخوة لكونها من الارحام التي يؤجر من يؤدي اليها حقوقها بالثواب العظيم يوم القيامة، فالقطيعة بين الاخوة لها الكثير من مسببات الخيبة ومن يهجر اخاه المسلم او يعمل معه قطيعه يؤثم وهذا اخ مسلم فقط اي بمعنى تجمعك به اخوة الاسلام فيكون هذا جزاءه ووعيده المنتظر، فما بالك بأخ او اخت ولدته امك فتكون المصيبة اعظم، فيجب التواصي بالاخ، ويجب ان يقدم الاخ والاخت بالمودة والرأفة والرحمة على الآخرين فذلك اوصانا به نبينا عليه افضل الصلاة واتم التسليم.

واضاف : في المجتمع اليمني للأسف تبرز هذه الظاهرة بشكل لافت وهذا الظاهرة تعتبر دخيلة على مجتمعنا العربي المسلم، ولها العديد من العواقب السيئة على الفرد والمجتمع في آن واحد، لذا نطالب الجميع بحفظ حقوق الأخوة لكون هذه القرابة من اهم وافضل القربات الدنيويه الى الله سبحانه وتعالى التي يؤجر عليه العبد وينال من خلالها رضأ ربه، فالاخ قد يحتاج الى اخيه في اي ظرف من الظروف التي قد يمر بها، فزيارة الاخ وتفقده وتلمس همومه ومشاكله واحتياجاته من اهم ما أمر العبد المسلم لفعله في الدنيا، فقد يكون لزيارة الاخ لاخيه مفعول في مساعدته والتخفيف من معاناته لذا ندعوا كل اخ ان يراعي حرمه ومكأنة اخيه وان يصون ويحفظ حقوقه وان يكون له السند والمعين في مختلف المراحل فلا يوجد في الدنيا اطهر واسمى وانبل من معاني الأخوة الصادقة، فالاخ لايمكن تعويضه بأي شخص آخر مهما كانت قيمة ذلك الشخص او درجة صلة القرابة.

واختتم قائلاً : لذا انصح الاخ بترك اي سبب يثير اي اشكال بينه وبين شقيقه فالاخ اهم من اي شيء آخر مهما ارتفع ثمن ذلك الشيء او علت قيمته، وانصح كل شخص لديه اخ بان لا يستمع لاولئك الذين يسعون لاذكاء الفتن واشعال الضغائن بين الاخوة وان لا ينصاع خلف من يدعونه لارتكاب المشاكل والحماقات بحق اخيه او اخوته، بل ادعوه الى ان يضحي من اجل الابقاء على روابط الأخوة واواصر المحبه قائمة بينه وبين اخيه او اخوانه ولو كلفه ذلك ان يخسر الشيء الكثير او اغلى ما يملك، ذلك لان الاخ في حقيقة الأمر هو اثمن شيء بعد دين الله والوالدين يجب الحفاظ عليه في هذه الدنيا الفانيه، فلا تفرطوا في اهاليكم واقاربكم وخاصة ارحامكم (اخوانكم واخواتكم).