آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:44م

ملفات وتحقيقات


بعد سلسلة الأحداث والتوتر في عدن..قلق يعم شوارع المدينة والمطالبة بصحوة أمنية لتفعيل دورها على الأرض

الإثنين - 11 مارس 2019 - 12:53 م بتوقيت عدن

بعد سلسلة الأحداث والتوتر في عدن..قلق يعم شوارع المدينة والمطالبة بصحوة أمنية لتفعيل دورها على الأرض

عدن (عدن الغد) خاص:

 

من الأشياء التي يريدها المواطنون داخل أي دولة والتي تعتبر من مطالبهم الرئيسية هو توفر الأمن والأمان وأن يتمكنون من ممارسة أعمالهم والذهاب إلى أي مكان بكل حرية وأريحيه مطلقة دون العور بأي خوف أو قلق مما قد يحدث في أي لحظة.

الأمن ... هي الكلمة التي أصبحت عملة نادرة في اليمن بعد الحرب الأخيرة التي اندلعت في عموم البلاد والتي ما زالت تأكل جسد البلد وتحرقه كل يوم ولأكثر من 4 أعوام ولم تنفع كل محاولات التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار أو مشاورات السلام ووقف الحرب في أن تنهي كل الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية والمواطنين من قبل الطرفين المشتركين بالحرب.

وبرغم تحرر عدد من المحافظات أهمها العاصمة عدن إلا أنها لا تقل رعبا عن ما كانت عليه فترة الحرب , فالانفجارات المتكررة وعمليات الاغتيال التي تحدث للقادة والعسكريين والمواطنين المدنيين والفتن والقتل المتعمد وضياع الحقوق والبسط على الأراضي وأشياء أخرى كثيرة كلها جعلت عدن تتحول من مدينة السلام لمدينة الخوف والقلق.

كل ذلك جعل المواطنين يوجهون عدد من الرسائل والمناشدات واستدعت الحاجة لصحوة الأمن والأجهزة الأمنية عامة من أجل السيطرة على الوضع وفرض الأمن على الأرض , نعرض من خلال هذا الموضوع أبرز هذه المظاهر المخيفة التي أساءت للمدينة وأهلها.

تقرير : دنيا حسين فرحان

جرائم قتل وعدم تمكن الأمن من القبض على مرتكبيها:

تعددت الجرائم والسبب واحد غياب دور الأمن الحقيقي في عملية القاء القبض على مرتكب كل هذه الجرائم والتحري من أجل الوصول للجهات التي تريد فقط إشاعة الفتن والخوف والدم في المدينة التي لم تعرف طعم الراحة والنوم مطلقا بعد سلسلة الجرائم التي تحدث بين الحرن والآخر للشباب والتصفيات الجسدية لبعض العسكريين والقادة , ولعل آخر هذه الجرائم ما حدث للشاب رأفت المدمبع والزوبعة التي ضربت شوارع المعلا وكل مديريات محافظة عدن.

والتي أنقسم على آثرها الشارع العدني بين مطالبة بتسليم القاتل وفتح الطريق الذي أقفل لأيام تواصله وبين أن يفتح وتعود الحركة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة القضية بعيدا عن عرقلة حياة المواطنين والمواصلات , صحيح أن القوات الأمنية تدخلت وفتحت طريق الشارع الرئيسي إلا ان هناك هواجس ومخاوف من ظهور جماعة ستعيد الكرة وتغلقه من جديد وأن يتكرر هذا الموقف بعد كل جريمة قتل يضيع حق صاحبها ولا يعرف من مرتكبها.

فوضى عارمة ومظاهر تحدث لأول مرة في عدن:

لطالما عرفت عدن بتلك المدينة المحبة للسلام المدنية والتي تتعايش مع كل الأجناس والأطياف وتسود فيها مظاهر الجمال والإبداع , لكن مع الأسف بعد فترة الحرب تلخبطت كل أوراقها ولم يتمكن أحد من إعادة ترتيبها مجددا.

فغياب الأمن ودورة جعل المدينة ساحة للاقتتال بين الحين والآخر والاشتباكات التي تتكرر مع أي مشكلة أو أشخاص على خلاف لا يروح ضحيتها سوى المواطنين الأبرياء , وظاهرة حمل السلاح التي انتشرت بشكل مخيف خلفت ورائها نتائج سلبية جدا منها اطلاق الرصاص في كل المناسبات واستخدام الأسلحة الثقيلة في أي اشتباك والتباهي بحمل الأسلحة بين الشباب في الحواري وشوارع المدينة دون مراعاة شعور المواطنين بالخوف أو شكل المدينة التي نرفض هذه المظاهر تماما.

أصبحنا نجد الأطفال أيضا يحملون السلاح وانتشار مخيف لظاهرة المخدرات التي دخلت للمدارس والفصول الدراسية والجامعات وراح ضحيتها عدد من الشباب والأطفال ومن البنات والنساء أيضا , وأصبح هناك تجار ومروجين لها وتدخل بكميات كبيرة وأطنان منها ما يتم ضبطها في النقاط ومنها ما يفلت منهم ويدخل للمدينة ويوزع على مختلف المناطق وله من يبيع ويشتري فيه على مرئا العلن.

ضرورة انقاذ الوضع وصحوة أمنية قبل أن تسقط المدينة:

وضع عدن الآن مؤسف ولا يبشر بأي خير فسوء الأوضاع بين الحين والآخر يشكل خطر على حياة المواطنين ويهدد أمن وسلامة المدينة ومن الضروري تدخل السلطات الأمنية لإنهاء كل هذه المظاهر السلبية وفرض الأمن بأي طريقة وأي شكل حتى لا تتحول المدينة لمكان مفتوح لدخول قوى أو جهات أو أشخاص لا يريدون فقط سوى السيطرة عليها وتحوليها في قبضتهم والتحكم بكل شيء فيها أو خدمة أطراف دولية أو محلية أخرى لا يوجد لها هدف سوى تأجيج الفتن وزرع الخوف في كل مكان وبقاء الفوضى والعبث ولا تهمهم حياة المواطنين ولا وضع البلاد التي يتطلب تظافر كل الجهود من أجل إعادة اصلاحها وتعميرها من جديد.

فيكفي المواطنين ما تحملوه من أذى ومن معاناة ومن خوف وقلق لذلك يتطلب من الجهات الأمنية الصحوة والانتباه وبذل كل الجهود من أجل إعادة الأمن والأمان لمدينة عدن التي ستكون بوابة السلام لبقية محافظات البلاد.