آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

فن


وجدة.. انتصار المرأة والسينما

الأربعاء - 16 يناير 2013 - 10:57 م بتوقيت عدن

وجدة.. انتصار المرأة والسينما
الامر في الأخير هو انجاز مشرف يدفعنا للتأريخ حول مسيرة السينما السعودية في افلامها الطويلة من هذا الفيلم تحديدا فهو فيلم سينمائي بجدارة وقفت خلفه مخرجة سعودية بممثلين سعوديين في قصة تعكس بأمانة هوية المجتمع السعودي وملامح أحيائه الشعبية… ولذا فإن “وجدة ” هو انتصار للمرأة.. وللسينما!!.-فهد الاسطا

المجلة

قبل ثلاثة اشهر كنت قد أشرت مبتهجا بمشاركة مشرفة لفيلم “وجدة” للمخرجة السعودية هيفاء المنصور في مهرجان فينيسيا 2012 والذي حققت من خلاله حضورا لافتا واحتفاء كبيرا توجها بثلاث جوائز تقديرية هي جائزة سينما فناير وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما وجائزة انترفيلم ، ويجري منح هذه الجوائز لتكريم المتفوقين من المتخصصين في صناعة السينما، بما في ذلك المخرجين والممثلين والكتاب، علاوة على ذلك تساعد هذه الجوائز على تعزيز الحوار بين الثقافات، وتدعم الأفلام التي تمكن التفاهم والاحترام والتعاطف والسلام بين الشعوب من مختلف الأصول والمعتقدات. بالاضافة إلى توصية مجلة “ساوند ان سايت” الشهيرة بمشاهدة الفيلم حينما تم عرضه في مهرجان فينيسيا.

ثم جاءت الفرصة لحضور عرض الفيلم الاول في المنطقة العربية حينما شارك في المسابقة الرسمية على جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر الماضي والذي توج مشاركته هذه بالحصول على الجائزة الأولى كأفضل فيلم عربي والتي أعلنها رئيس لجنة التحكيم لمسابقة المهر العربي المخرج البرازيلي الشهير برونو باريتو بعد أن تحدث بإشادة كبيرة عن فيلم (وجدة) ذاكرا انه أحد أفضل الأفلام التي شاهدها خلال المهرجان وربما خلال العام كله.

وكان الفيلم وقت عرضه الأول في الثاني عشر من ديسمبر 2012 قد حضي باحتفالية لائقة واحتفاء كبيرا، به وبمخرجته، السعودية هيفاء المنصور التي حققت من خلال هذا الفيلم أسبقية مهمة وتاريخية على مستوى المرأة.. والسينما.. سعوديا، عبر انجاز سينمائي حقيقي يختلف بشكل كبير عن الافلام السعودية السابقة ولم يكن شيئا خافيا أن نشعر نحن السعوديون وقت عرض الفيلم وابتهاج الجميع به عقب انتهاء العرض بقدر من الفخر والاعتزاز لأننا وصلنا أخيرا ليسمع الآخرون صوتنا ولأننا وصلنا أيضا بالطريقة الصحيحة والتي تعتمد المعايير الفنية ولا غيرها في تقديم كل الصور المعبرة.

فالفيلم على المستوى الفني بشقه البصري حقق قدرا عاليا من الجودة تمثل في زوايا التقاط المشهد والقدرة على إدارة الممثلين بطريقة جذابة (يمكن الاشادة هنا بدور عهد كامل وريم عبدالله والطفلين عبدالرحمن الجهاني وبطلة الفيلم وعد محمد التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في المهرجان) بالاضافة الى المساحة الجميلة التي تهبها عين الكاميرا في عدد من المشاهد الخارجية والتي أحسنت المخرجة هيفاء المنصور في اختيارها واعتمادها كمنطقة للحدث السينمائي (يمكنني أن أتذكر هنا مشاهد الأحياء الشعبية و مشهد الدراجة التي تبدو وكأنها تسير لوحدها أمام ناظري وجدة).

على مستوى السيناريو بدا النص متماسكا بإيقاع جيد وسهولة ملحوظة في التنقل بين خيوط الاحداث وهو ما يعكس ربما الجهد الطويل والمبذول في كتابة النص لسنوات لكنه في الجانب الآخر وبزاوية فكرية يظهر الفيلم وكأنه مثقل بالعديد من القضايا التي تمس المرأة السعودية وكأن المخرجة هيفاء المنصور لديها الشيء الكثير لتقوله حول هذا الوضع الاجتماعي المتفرد في العالم وهذا برأيي ما أثار لدى الحضور علامات الاستغراب والدهشة مما يشاهدون في ما لا يمثل الا جزءا من حقيقة الوضع النسائي في السعودية مما أثار في النهاية مشاعر الاعجاب بمستوى الافصاح والشفافية والنقد الاجتماعي واسقاطاته التي تقدمه المخرجة عبر الفيلم في ما أعتقد ان الانطباع ذاته ربما لا يجده المشاهد السعودي بنفس الدرجة لكنه لن يستطيع تجاوز النواحي الفنية الاخرى التي برعت فيها المخرجة من طريقة السرد الى رسم الحدث ذاته.

لكن الامر في الأخير هو انجاز مشرف يدفعنا للتأريخ حول مسيرة السينما السعودية في افلامها الطويلة من هذا الفيلم تحديدا فهو فيلم سينمائي بجدارة وقفت خلفه مخرجة سعودية بممثلين سعوديين في قصة تعكس بأمانة هوية المجتمع السعودي وملامح أحيائه الشعبية… ولذا فإن “وجدة ” هو انتصار للمرأة.. وللسينما!!.

* من فهد الاسطأ