آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:43م

أخبار وتقارير


من عدن إلى جبهة حيفان..رحلة على أنغام الرصاص ودوي المدافع

الخميس - 21 فبراير 2019 - 07:16 م بتوقيت عدن

من عدن إلى جبهة حيفان..رحلة على أنغام الرصاص ودوي المدافع

تعز (عدن الغد) خاص :

تقرير/ماهر عبدالحكيم الحالمي.            

تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية الإرهابية محاولتًا بآلتها الإعلامية تضليل الرأي العام بانتصاراتها على المقاومة الجنوبية في جبهة حيفان بقيادة "وافي الغبس" وتصوير ما ترتكبة من جرائم ومجازر بشعة بأهالي قرى ومناطق مديرتي حيفان شرق جنوب محافظة تعز بأنها إنجازات عسكرية من شأنها أن تقرب حسم المعركة لصالحها ومع استمرار جرائمها والتضليل الإعلامي.

لأجل الحقيقة..!

 نواصل من أجل الحقيقة بمجهودنا المتواضع النزول الميداني إلى الجبهات لننقل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ، ما يجري في موطنٍ يحق للمنتصر فيه أن يفاخر بانتصاره ففيه تتقارع السيوف ويلتحم الأبطال ولا يقتل فيه شيخ أو طفل أو امرأة ، فمن منطقة المفاليس من قرى جبل الحصن الصمود التي لحقها النصيب الأوفر من الحقد الأسود للمليشيا الحوثي الإيراني.

انتصارات.. وآثار حروب دامية

 ففي صباح يوم مشرق في طريقنا إلى جبهة حيفان ،  مررنا بمنطقة المفاليس التي شهدت مواجهات الحرب بجبلي "الحصن والحلقوم" وفيها سطّر مقاتلون المقاومة الجنوبية الأبطال بقيادة القائدان الشيخ " فهمان الغبس ووافي الغبس" أروع الملاحم البطولية.

 يتحركون من أجل نصر دين  "الله" والوطن وحماية الشعب من بطش مليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية الإحتلالية ، و" الله سبحانة وتعالى " شاء يجعل أفئدة من الناس تأوي إليهم وأن ينتصرون للقضية العادلة التي يقاتلون من أجلها ، فمن قرى  جبل الحصن انتقلنا إلى (المفاليس) ومن (المفاليس) إلى (الشعيب) ومنها إلى  (السبد والهُجمة) وفي كل منطقة من المناطق تلك شاهدنا آثار حروب دامية لا تزال آثارها بارزة على صخورها الصماء حروب (حوثية إيراني ) إستمرت لأكثر من عامين خطط لها مليشيا الحوثي برعاية من خبراء "إيرانيين ولبنانيين من مليشيات حزب الله الشيعي ألبناني".

حرب في أراضي جبلية كالحة مليئة بالشعاب والأودية والأدغال وأراد "الله" أن تنتهي بأنتصار المقاومة الجنوبية ، هزيمة نكراء لعملاء "إيران الفارسية المجوسية" وهربت المليشيات الحوثي الانقلابية الإرهابية الإيرانية بعد التنكيل بها إلى جبال المحاذية لمدينة "الراهدة"،   تتلاطم بهم الهزائم كأمواج البحر ، ليصبح السراب هو عنوان حلم أنتصار المليشيا الحوثي في روايات الخيال للأطفال تذكر فقط.

وادي الضباب.. وظلال الرصاص.

من "الهُجمة" التي دمرت فيها مليشيات الحوثي كل مظاهر الحياة فيها ، اتجهنا غربًا ولا شيء يلهينا إلا الاستمتاع بمشاهدة الوديان الزراعية وظلت رصاص العدو وقذائفه ترافقنا طوال الطريق حتى وصلنا وادي الضباب المليء بأشجار الأثل والنخيل والمانجو  والأشجار المتنوعة كثيرة الأوراق ومزارع الذُرة  تنتصب كأمنيات حراسة تموية لقوّات المقاومة الجنوبية حتى لا تستطيع المليشيات ترصد تحركات المقاومة الجنوبية. 

نزلنا ضيوفا وتجاذبنا الحديث

نزلنا ضيوفًا عند أبطال المقاومة الجنوبية ، بعد تناولنا وجبة الغداء أستئذنا الجميع إلا أنهم أصروا على جلوسنا معهم لبعض الوقت مع أهالي المنطقة.

 أثناء الجلسة ونحن نتناول القات كان الحاضرون يتجاذبون أطراف الحديث مع أهالي المنطقة : عن الحرب وأسبابها وعدوان مليشيا الحوثي الإيرانية وجرائمها والجميع أجمعوا  على إدانتها وضرورة مواجهتها والتصدي له.

الإمارات عطاء لا نظير له..

بينما كنا مع حديث أهالي حيفان ، سألتهم : عن دولة الإمارات ودورها في دعم الإغاثه لهذا المناطق ، قال لي : احد الأهالي إن الإمارات سبقت الكل بالعطاء والتضحية زرعت فينا حبها ، يقاطعه بالكلام مسن عاجز في العمر ، قائلاً : الإمارات فعلًا تستحق اسم إمارات الخير والعطاء ، إمارات العز والشموخ ، إمارات التحدي والنهضة … من مننا في "اليمن" لم يرفع يده مع كل صلاة ودعا لشيخها "زايد رحمه الله".

 من مننا لم يكتب عنها عطاء لا نظير له..، دعمت برجالها قبل إغاثتها ، كُلّنا شاهدنا إخوتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة وهم يتقدّمون في الصفوف الأولى في "جبهات القتال في عدن ولحج وأبين وشبوة وباب المندب ولمخا وساحل الغربي"،  اختلطت دماء المقاومة الجنوبية ودماء القوّات المسلحة الإمارتية في جميع شوارع مدينة عدن في جميع محافظات الجنوب وساحل الغربي .

هم نحن.. ونحن هم

 سألت أحد شباب أبناء الصبيحة ، ماذا تعني لكم الإمارات ؟ قبل أن يجيبني أبتسم وقال تعني "زايد" تعني لي هؤلاء (هم نحن ونحن هم) نفديهم بأرواحنا وتفديهم أرضنا بترابها وجبالها وبحرها وهذا ما يجب ان نفعله تجاه الإمارات وأبناءها ونقابلهم الوفاء بالوفاء.

 صمتت برهة وشاح ذهني قليلاً.. وقلت في نفسي : أدركت أن الشيخ ز"ايد رحمة الله" لم يرحل فهناك " خليفة زايد ومحمد زايد ابو خالد وهناك محمد راشد ابن مكتوم " فكيف لهم لايحبونها وهي دولة عطاء لا حدود له دولة كرم لا نظير له … أتذكر جيدًا كيف عشنا أياما سوداء عندما احتلت مليشيات الحوثي وقوّات المخلوع المحافظات الجنوبية وخاصّة عدن التي عاش سُّكّانها في خوف وهلع قذائف الهاون والكاتوشا ورصاص القناصة كالمطر لم تميز بين طفل وامرأة بين مسن وشاب مريض ومعافى ، حتى بدأت علامة الخلاص ترسم بأيدي إمارتية وفعلا كانت القوّات  المسلحة الإماراتية هي الدرع الفولاذ للمقاومة الجنوبية في الجنوب .

 لم تقف عجلة أولاد زايد في الدعم العسكري واللوجستي بل سخر الهلال الأحمر الإماراتي جهوداً كبيرة ودخل عدن ليعيد بسمة طفلة فقدت أبوها يعيد ثقة أُم فقدت زوجها و إبنها.

تجول الهلال الأحمر ألإماراتي في حارات وشوارع مدينة عدن لم يهدأ له بال حتى أعاد مادمرته تلك المليشيات الحوثية الانقلابية الإيرانية الإحتلالية ، جعل الكل يرفع كفه إلى السماء قائلًا : شكرًا إمارات الخير والعطاء شكرًا أولاد زايد فبعد "الله" كنتم أنتم سبب فرحتنا.. لا أعرف لماذا ضاعت جميع كلماتي في ترجمة مشاعر شعباً برمته تجاه دولة الإمارات فالأحرف ليست كفيلة لتكون قادرة على النهوض أمام بسمة طفلة أعادها لها الهلال الأحمر الإماراتي.

خانتني جميع مصطلحات اللغة لأكتب كلماتي إجلال وتقدير لشيوخها وشعبها فعطائها اللامحدود سيظل عالقًا في مخيلة كل طفلًا في وطننا حتى يشيخ سيكتب التاريخ "لم يرحل الشيخ زايد فأولاده زايد جسدوا والدهم بعد رحيله" … شكرًا إمارات الخير والعطاء ، شكرًا أولاد زيد ، شكرًا سمو الشيخ خليفة بن زايد ، شكرًا سمو الشيخ محمد بن زيد ، شكرًا سمو الشيخ محمد بن راشد ، شكرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة شعبا ودولة ، شكرًا للهلال الأحمر الإماراتي شكرًا والف شكرًا ، فليس هناك شيء نستطيع أن نقوله غير كلمة شكرًا للإمارات الخير والعطاء.

أُصيبت المليشيا بالإرباك

أستئذنا الجميع وكنا على موعد الدخول إلى الخطوط الأولى للمواقع القتالية مع قائد جبهة حيفان القائد "وافي الغبس ابو شوقي" وعند دخولنا كانت نيران قذائف العدو تنهال علينا وعلى مسافات بعيده بعض الشيء ، نفذت عشر ضربات جميعها كانت طائشة لا علاقة لها بمواقع المقاتلون الأبطال ، وإن دلت على شيء فإنما تدل على مدى تخبط مليشيا الحوثي وعدم قدرتها على تحقيق أي هدف عسكري من شأنه أن يضر فعلًا بالمقاومة الجنوبية ، الذين عرفوا على مدى ثلاثة أعوام كيف يتعاملون مع قذائف مدفعيتهم بالشكل الذي يجعل القذيفة توصل كالتائه في الصحراء ، لا تجيد إلا قتل الأطفال والنساء واستهداف منازل أهالي المنطقة والمدارس والمستشفيات والجسور وما أكثر ما دمرته مليشيا الحوثي  في المناطق التي مررنا بها.

معقدة تشبة لعبة الشطرنج!!

 في ذلك اليوم وعندما جلست بالقرب من قائد جبهة حيفان الأخ "وافي الغبس" هو يدير معركة شرسة أثناء محاولة الغزاة مليشيا الحوثي استعادة بعض المواقع كان مقاتلين المقاومة الجنوبية قد سيطروا عليها في منطقة وادي الضباب ، لم يكن هناك مجال للكلام وكنا نعرف أن القلم يتوجب عليه بحضور السيف ، لزوم الصمت أو الارتفاع لذلك أكتفينا بالاستماع لما يراد من ميدان أرض المعركة وما يصدر إليها من توجيهات إنها عملية معقدة تشبه إلى حدّ ما لعبة الشطرنج وتحتاج من القيادة إلى الصبر والتحمل والحنكة وفوق ذلك رباطة الجأش والقدرة على اقتناص الفرص واختطافها بسرعة كما يختطف الصقر فريسته.

 صباح اليوم الثاني توجهنا إلى منطقة "جوهرة" بوادي الضباب التي دارت فيها المواجهات انتقلنا من موقع إلى آخر ومليشيا الحوثي كأنها على رأسها الطير كانت منهكة بعد معركة اليوم الأول قُتل عليها حسب المعلومات التي وصلت إلى غرفة العمليات أكثر من 22  وعدد من الجرحى.

جبال شاهقة متداخلة مع بعضها البعض

 اليوم الثاني والثالث انتقلنا إلى مواقع جبلية أخرى ، وكل المواقع صعبة جداً وشاهقة في الارتفاع تتداخل مع بعضها البعض ، استغرقنا 4 ساعات مشياً لنوصل إلى قمة أحد الجبال في جبهة حيفان ، وفي كل جبل شاهق عشرات المقاتلين ، وكأن تلك الجبال والأودية الفسيحة المتداخلة خُلّقت للحرب ومن يسيطر عليها لا يمكن أن يعرف الانهزام ، لا يكاد يمر يوم واحد إلا وتحاول المليشيات الحوثي الهجوم على قوّات المقاومة الجنوبية من جهة وادي الضباب وما إن يبدأ الهجوم حتى يولوا هاربين رغم تعمد إبطال المقاومة الجنوبية استدراجهم وإفساح المجال أمامهم للدخول.

 سألنا أحد القيادات الميدانية عن أسباب الهروب والتراجع لأفراد مليشيا الحوثي مع بداية هجومهم وقبل أن تبدأ المعركة ،فأجاب : لقد أخذوا من الدروس والعبر ما يكفي ، ولو لم يكونوا مجبرين على الهجوم على مواقعنا لما تجرئوا على إطلاق رصاصة واحدة فضلا عن مهاجمة مواقعنا.

مجبرين من قِبل من…؟

مجبرين من قِبل مجلس أنصار الشيطان ، واضاف : نحن قد أسرنا عدد من المليشيا الحوثي في عدد من المعارك التي جرت ومن بينهم  أطفال ، والبعض منهم يسلمون أنفسهم لنا.

وأشار لنا : من خلال التحقيق مع الأسرى والمعلومات الإستخبارتية تؤكد لنا : إذا توقفت مليشيا الحوثي عن مهاجمتنا وأصرت على التوقف تقوم قيادات المليشيا الحوثي بسجنهم والبعض يتم قتلهم كجزاء "خيانه" لم تنفذ أوامرها ويتم تصفيته سرياً بالجبهة بدواعي أن الدواعش قتلته ، هذا ناهيك عن ما تتعرض أسرته للمضايقات مثل دفع الجزية للمجهود الحربي حسب تعبيرهم ، وحصل ذلك أكثر من مرة ، فهم مجبرون على القتال لطالما تم إستدراجهم إلى صفوفهم، والبعض يتم أخذهم بالقوّة من منازلهم ، ولا خيار أمامهم إلا المواجهة ، فقد تعرضوا لغسيل دماغي من قِبل توجيه إعلام المليشيات الحوثي عبر دكاترة أكاديميين فلاسفة يوهموا الأطفال والشباب البسطاء بشعارهم الزائف.

مليشيا الحوثي تحترق في احد الأدغال..

أخبرنا أحد المقاتلين عند زيارتهم في إحدى الجبال المطلة على قرى ومناطق الواقعة أسفل "جبل منظر" عن مقتلة دامية حصلت للمليشيا الحوثي ، بعد أن دخلوا إلى منطقة (دعن) من هذه الفرصة التي أمامنا ثم استطرد، قائلاً : بعد أن تلقينا توجيهات بالتخفي من قيادة الجبهة وإفساح المجال لهم للدخول والتوغل من اليمين للالتفاف على مليشيا الحوثي.

 قمنا بإقفال الطريق عليهم وهناك دارت معركة عنيفة لم تشهد لها المنطقة مثيلا ، استمرت من الثانية فجراً حتى السابعة صباحاً ، ظلت مليشيا الحوثي خلالها محاصره بلا مدد ، وقفت قيادتها عاجزه لا تستطيع الضرب بسلاح ثقيل أو تقديم أي شيء للمرتزقة بسبب قرب خط المواجه والاشتباكات العنيفة ، انتصار عظيم ، فعشرات الجثث مرمية هنا وهناك وعشرات الجرحى وسلاح والآليات وذخيرة.