آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-10:06ص

أخبار وتقارير


عـامان عـلى رحـيل السـيف

الخميس - 21 فبراير 2019 - 12:38 م بتوقيت عدن

عـامان عـلى رحـيل السـيف

كتب / العقيد علي ناصر الزيدي

تمر الأيام من عمرنا بسرعة ولا تعود والموت حق ويخطف من بيننا أفضل الرجال .

ونحن اليوم في الذكرى الثانية على استشهاد القائد بطل اليمن اللواء الركن: *أحمد سيف محسن ابو منيف* نائب رئيس هيئة الأركان العامة، وهكذا الايام ودون ياقلم لقد افنى حياته في خدمة الوطن واستشهد وهو في مواقع الشرف والبطولات لأجل الوطن.

اعرف الشهيد منذُ ثلاثة عقود وبقيت على تواصل معه حتى استشهاده فكما قال الشاعر  : يامن يعز علينا ان نفارقهم وجدنا كل شيء بعدكم عدم.

ونحن في الذكرى الثانية لرحيل القائد المغوار بن سيف ساتطرق الى لمحة في حياته :

عام 1985 تولى اركان المحور الاوسط حضرموت سيئون ثم قائداً للمحور وهو أكبرمحور يضم سبعة ألوية وحامية، اول قائد يعمل بداخله على مستوى القوات المسلحة خصائص الأعمال القتالية و الحرب في المناطق الجبلية.

عمل الشهيد خلال فترة بسيطة على بناء قيادة المحور الاوسط حضرموت سيئون بجهود ذاتية ، استقل جميع البنائين "المعلمين" من المجندين وكذلك منتسبي المحور بالبناء ووزعهم بشكل مجموعات تعمل خلال 24 ساعة كل مجموعة تعمل 8 ساعات في اليوم عمل دؤوب مثل النحل في بناء المحور وبناء الخزائن تحت الأرض وجهز مسرح للأعمال القتالية وكل هذا في أقل من عام.

وفر على الدولة ملايين الدراهم .

*القـائد السـيف*:

رجل يبني ومن القادة القلائل بعدد الاصابع على مستوى الجيش يعرف حقوق الله وذو كفاءة عالية وذكاء نادر وموسوعة في الكثير من المجالات والعلوم الاخرى المختلفة وشخصية قوية حيث كان المثل الأعلى في القيادة العسكرية كالبحر العميق والاسد الشجاع اشترى الموت بدلاً عن الحياة فهو القائد التي تجمع فيه كل الصفات الكريمة السابقة التي  ينطوي تحت لوائها كل الشمائل التي جعلته قائداً وانساناً كاملاً.

*قدراتـه القتـالية ومـواقفه*:

قائداً محنگ ورجل موقف وشهادة للتاريخ عام 1986 حافظ على جميع الألوية وافرادها وقيادة المحور أثناء الحرب ،وتحمل لاجل موقفه هذا كثير من المشاكل ومهما كتبنا عنه لانقدر نوفي بحقه.

*عـودته ورحيـله*:

رغم كل المتغيرات التي حصلت في البلاد خلال فترة ثلاثة عقود تدرج القائد عدة مناصب وتولى منصب مدير دائرة العلاقات في القوات المسلحة ونأخذ اهم المناصب التي تولى قيادتها:

أهمها قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة واللواء 13 مشاة مأرب، جاء للمنطقة واللواء لايوجد فيه عسكر الذين ينتسبون اليه ليجمعون فيه واللواء شبه مشلول من الافراد المنتسبين اليه وبفضل حنكة القائد المخضرم خلال اربعة اشهر عادت جاهزية المنطقة واللواء وقام ببعض التغييرات القيادية حتى عادت جاهزيتها القتالية وتحسين غذاء الافراد وتغيير الارز الى ارز ممتاز مثل الرز البسمتي، وتوفير الالعاب مثل الشطرنج وكرة القدم وكرة الطائرة وملعب كرة القدم و الملابس الرياضية للفرق.

وبدأ بتنفيذ المهام القتالية وكان القائد البطل في مقدمة الصفوف حاملاً سلاحه مثل بقية الافراد وشعاره المعروف "فصيلة بعدي" اي القوة فالخلف وليس فالامام اي ان القائد يكون امام القوة وليس خلف القوة.

وقال الشهيد لي فالفم المليان "جاءت الفرصة لنبني الدولة"

القائد معروف بـ اصرارة وعزيمته عندما يكون لديه هدف لابد ان يحققه وهو مدرسة بحد ذاته لان قيادة البشر صعبة.

وجاءت المتغيرات في البلاد مرة اخرى وعاد السيف الى عدن وتعين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة وعمل الكثير في ترتيب الاعمال القتالية والادارية في وقت واحد وبعد ذلك عينّ نائب لـ رئيس هيئة الاركان العامة حتى استشهاده تاركاً كل شيء ويبقى ذكره وصفاته الحميدة لدى الاجيال لتتعلم من تاريخه .

*الخـتام*:

تحدثنا عن بعض الاشياء للشهيد، القائد كان يحمل في نفسه بناء دولة يسودها العدل والنظام والقانون ولابد لنا وقد عرضنا لحياته واشدنا في قيادته الاشادة التي يستحقها لابد ان نشير الى ماكتب عنه من  القيادات حيث كان قائداً مميزاً بالحكمة والدهاء والسياسة وتدبير الامور لبناء دولة، وامتاز بالعلم والبلاغة والادب والدين والعلومم الاخرى ،ولقد سقط شهيداً في 22/فبراير/ 2017 في ميدان الشرف والبطولات وهو يدافع عن قضيته التي رسمها في حياته ، نسئل الله ان يسكنه الفردوس الاعلى مع الشهداء والصديقين.