آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-02:36م

ملفات وتحقيقات


تقرير: أكثر من 50 ألف متر مكعب من مياه المجاري تصب في بحار عدن يومياً، وهيئة حماية البيئة في سبات عميق

الأربعاء - 20 فبراير 2019 - 01:00 م بتوقيت عدن

تقرير: أكثر من 50 ألف متر مكعب من مياه المجاري تصب في بحار عدن يومياً، وهيئة حماية البيئة في سبات عميق

عدن(عدن الغد)خاص:

تقرير : فضل حبيشي:

ذهاب مياه الصرف الصحي الملوثة (المجاري) إلى بحار عدن إحدى الكوارث البيئية العديدة التي يعتزم نشطاء من منظمات المجتمع المدني ومجموعة من الصحفيين تنظيم مؤتمر صحفي بشأنها قريبا ورفع قضية رأي عام ضد قيادة الهيئة العامة لحماية البيئة لبيان حجم التلوث الضار بالبيئة والإنسان في بلادنا في ظل غياب الهيئة وسباتها العميق والتي لم تتحرك أو تحرك ساكنا تجاه وضع الحلول المناسبة لها ومعالجتها على أرض الواقع.

وقد دعا عدد من النشطاء في منظمات المجتمع المدني والصحفيين قيادة الهيئة العامة لحماية البيئة إلى التحرك الفعلي والعاجل لحل المشاكل البيئية الخطيرة في عموم البلاد وبالذات في مدينة عدن.

وقال هؤلاء الناشطون في لقاءات على هامش الورشة الثالثة والأخيرة الخاصة بمناقشة التقرير الوطني السادس للتنوع الحيوي المنعقدة يوم الأحد الماضي أن هناك العديد من الكوارث البيئية ومشاكل الخدمات البيئية المجتمعية في عدن لم تعط الاهتمام اللازم رغم أهميتها وفي مقدمتها توقف العمل في محطتي كابوتا بالمنصورة والعريش بخورمكسر الخاصتين بمعالجة مياه الصرف الصحي الملوثة الأمر الذي تسبب في تدفق تلك المياه الملوثة إلى البحار المحيطة بمدينة عدن.

وتساءل هؤلاء عن مصير عشرات الملايين من الدولارات التي استلمتها الهيئة كتمويلات خارجية وكذلك موارد مالية من المصانع وغيرها في الداخل ولم يتم الاستفادة منها بل ذهبت إلى المجهول .. ولماذا لا تساهم هذه الأموال في حل مشكلة المحطتين وإعادة تشغيلهما و توظف في مشاريع بيئية بالتعاون والتنسيق مع جهات الاختصاص والمجتمعات المحلية ؟!!

وأفاد أحد الخبراء البيئيين أن كميات المياه الناجمة عن الصرف الصحي في عدن بلغ حتى وقت توقف العمل في المحطتين حوالي 50 ألف متر مكعب في اليوم الواحد كانت محطة كابوتا التي تأسست عام 1973م تستقبل منها 20 ألف متر مكعب بينما محطة العريش التي تأسست عام 2003م تستقبل 30 ألف متر مكعب، كما كانت المحطتان تستقبلان مياه الصرف الصحي من جميع مديريات عدن والحسوة والشعب ما عدا مدينة البريقة.. علما أن الكميات من مياه الصرف الصحي في الوقت الراهن قد تصل إلى 80 ألف متر مكعب حسب تقديرات المختصين.  

وأضاف الباحث البيئي أن مياه الصرف الصحي لمديريات الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد تمر مرور الكرام بمحطة كابوتا دون معالجة وتعبر بمحمية الحسوة حيث تستخدم لشرب الأغنام والأبقار وزراعة الأعلاف مما يسبب أضرارا صحية لهذه المواشي وألبانها ولحومها وما تبقى من المياه الملوثة تذهب إلى البحر.

وأكد أن المياه الملوثة بتدفقها إلى البحار المحيطة بمدينة عدن تؤدي إلى أضرار فادحة بالبيئة البحرية واختناق ونفوق الكائنات البحرية وموت بحارنا بيئيا، مشيرا إلى أن كمية من المياه الملوثة لمديريات الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة تصب في البحر أمام المملاح وتنتقل بسمومها إلى خزانات المملاح وتؤثر على سلامة الملح البحري الذي يستخدم في كل مطبخ.

وعن المديريات والمناطق الأخرى أفاد أن المياه الملوثة لمديرية خورمكسر تصب في ساحل أبين أمام ديوان إدارة جامعة عدن والمياه الملوثة لمديرية صيرة تصب في ساحل صيرة خلف مستشفى عدن العام بينما مجاري المعلا والتواهي تتدفق إلى مياه ميناء المعلا وساحل حجيف.

واستغرب الناشطون البيئيون والصحفيون أنشطة اللقاءات والاجتماعات والورش  والفعاليات الأخرى التي ينظمها القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة د. عبدالقادر الخراز والتي نسمع منها جعجعة إعلامية ولا نر طحينا وتبقى مخرجاتها حبرا على ورق في وقت لا يحرك فيه ساكنا تجاه قضايا البيئة الهامة بصورة فعلية.

وحمل الناشطون البيئيون مسؤولية ما يحدث من أمور القائم بأعمال رئيس الهيئة الذي يجمع كوادرها القول  أنه اختزل كل مهام الهيئة بيده وفي شخصه وعمل على تطفيش وتهميش كوادرها الإدارية والفنية والمالية وبقي في المكتب لوحده بغرض الاستحواذ على التمويلات الخارجية والمحلية، كما حملوه مسؤولية الأضرار التي تلحق بأنشطة الهيئة  وبالمحميات الطبيعية وغياب مشاريع الخدمات المجتمعية البيئية والتدهور الكارثي للأوضاع البيئية في عموم محافظات البلاد وكذلك مسؤولية الإخلال بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الشأن.