آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-12:38م

أخبار عدن


معهد غانم للفنون محطة السلام الأولى في مدينة عدن

الثلاثاء - 19 فبراير 2019 - 04:32 م بتوقيت عدن

معهد غانم للفنون محطة السلام الأولى في مدينة عدن

(عدن الغد) خاص

معهد جميل غانم للفنون هو محطة السلام الأولى في مدينة عدن، هذه المدينة التي عانت وعانت من ويلات الحروب، وهو المكان الأجمل ليغسل الإنسان فيه هموم الصراعات، فهو محطة السلام الأولى لأنه يعطي الوافدين إليه لون الحياة الجميل وصوت الحياة الراقي.. فليس هناك عنوان للسلام أكثر وضوحاً من الفنون أكانت بالموسيقى أو بالرسم، أو بالتمثيل.

 

فقد كان معهد جميل غانم، وما يزال، هو المعهد الأكثر عراقة في تعليم الموسيقى والفنون التشكيلية في مدينة عدن.

 

وحينما تمر بأحد أروقة معهد جميل غانم تغرق الروح في طوفان البهجة الآسر حينما تستمع إلى معزوفات من شتى القاعات بأنواع مختلفة من الآلات، وعندما تصيخ السمع، تستمع إلى صوت البيانو المتميز والذي بدوره يأخذك إلى عوالم السلام القائم بين الفؤاد والعقل.. وعندما تسأل من هذا الذي يعزف على البيانو بهذه الطريقة الأكثر من رائعة، تأتيك الإجابة بأن العازف هي (رانيا بدر) فأنت عندما تستمع الى عزفها ترتخي الأعصاب ويرتاح العقل ويأسرك شعور الطمأنينة والسلام.

 

(رانيا بدر) هذه الفتاة العشرينية التي تحمل في ابتسامتها معنى البراءة، وتحمل بين أصابعها لون الحياة..

 

قالت"لا أستطيع أن أحصر الموسيقى بالكلمات" بهذه الجملة بدأت رانيا بدر حديثها حول الموسيقى وقد قالت: "إن الموسيقى هي روح الحياة وهي شيءٌ أساسي كالأكل والماء والتنفس، وهي عالم قائمٌ بحد ذاته ومن المُحال أن يكون هذا العالم داخل إطار معين، فالموسيقى حالة شعورية تصلك بالإحساس".

 

الموسيقى حالة شعورية وكيمياء للمشاعر، فهي تنقلك عبر الزمان والمكان وهي تعطيك الكثير من المعاني الراقية وتهديك الكثير من السلام..

 

معهد جميل غانم، هذا المعهد الذي كان على حافة الإفلاس بسبب الحرب الأخيرة في مدينة عدن والتي كانت قبل زهاء الأربع سنوات، والتي دمرت الكثير الكثير في هذه المدينة، لكن إرادة وحُب الحياة والموسيقى والفنون التشكيلية كانت أقوى من كل الحروب، فمعهد جميل غانم تجددت به الحياة بعد أن كاد يفقدها، فهو يضم الآن أكثر من سبعين متعلماً لكافة المجالات الموسيقية والفنية.

 

تقول العازفة الرائعة رانيا بدر، والتي بدأت بتعلم عزف البيانو في عام 2010: "إن من المعروف والغريب أن لا يكون هناك حصص موسيقى في مدارسنا بكافة مستوياتها لذلك يتأخر اكتشاف الموهبة في الإنسان، والدي ووالدتي قد ساعداني في اكتشاف هذه الموهبة، فوالدي كان يأتيني ببرامج تعليم الموسيقى، ووالدتي شجعتني على اتقان عزف الموسيقى، فوالدي ووالدتي هما من كانا معي في انطلاقي بعالم الموسيقى، فعندما أحسست بالقبول والتشجيع من وطني الأصغر (أسرتي) لم أعد أهتم بالمجتمع إن كان قابلاً لفكرة أن أعزف أو إذا لم يقبل".

 

رانيا بدر هي حالة من حالات النجاح والتفوق فقد تحولت من طالبة موسيقى في معهد جميل غانم إلى أستاذة تعلم عزف البيانو لطلبة يودون أن يكونوا مثلها.. عازفين ماهرين في آلة البيانو..

أُناس تنبعث من بين أصابعهم أسمى معاني الحياة.

 

معهد جميل غانم للفنون هو باقة من الورد الموسيقي، وألوان الرسم المتعددة والتي ترسم لون إشراقة شمس الحياة في مدينة جميلة كمدينة عدن.