آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:48ص

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تناقش اسباب قضية اجتماعية بدأت بالانتشار في المجتمع اليمني

الجمعة - 15 فبراير 2019 - 11:51 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تناقش اسباب قضية اجتماعية بدأت بالانتشار في المجتمع اليمني

عدن ( عدن الغد ) تحقيق/محمد مرشد عقابي:

بروز وبشكل لافت لظاهرة الزواج عبر الانترنت في المجتمع اليمني ومدى قبول الناس بها؟.

في المجتمع اليمني المحافظ على عاداته وتقاليده وطقوسه وأعرافه الدينية والدنيوية بدأت في الآونة الاخيرة تبرز وتنتشر ظاهرة الزواج عبر وسائل الانترنت وهي ظاهرة لم تكن مألوفة من سابق، تعتبر بعض الفتيات اليمنيات الزواج عبر الانترنت فرصة اخرى للزواج الى جانب الزواج التقليدي حيث تتاح لها فرصة لاختيار الشخص المناسب حسب رأيهن لأنها طريقة لا تحتاج الى وساطة، على النقيض من ذلك فكثير من الشباب لا يفضلون هذه الطريقة اطلاقاً بسبب عدم توفر المصداقية في معلومات شريك الحياة ويرجع ذلك لاستهتار اغلبية الشباب بهذه المواقع وهذا ما تؤكده نسبة المشتركين التي تشير الى ان اليمن اقل نسبة البلدان الاخرى التي لم تتعدى %5 كما ان بعض المعلومات تشير الى ان معظم زائري هذه المواقع لا يدخلونها لغرض الزواج وانما للتسلية ومن خلال هذا التحقيق الصحفي نكتشف سلبيات وايجابيات الزواج عبر شبكة الانترنت وتطبيقاتها ومنصات تواصلها الاجتماعي المختلفة الموجودة فيها فالي التفاصيل.

وهيب انور طاهر  يقول : الزواج عبر الاهل او عبر الام بالأصح لا يكون فيه اختيار لشاب او فتاة فالأم تختار حسب ما تريده وذوقها، ولكن الزواج عبر الانترنت اراه طريقه مباشرة لطرفي العلاقة الزوجية لان هناك لغة مشتركة بينهما واللغة هي العنصر الاساسي في تكوين الشخصية ومعرفة الفرد فتبادل الكلام شيء مهم للتفاهم وتقارب المسافات بينهما في الزواج، عبر الاهل لا يوجد شيء مشترك لا كلام ولا اختيار وانا شخصياً افضل الزواج عبر الانترنت عن الزواج عبر الاهل فهي وسيلة مباشرة في الاختيار والتفاهم.

سلوى سعيد عبده تقول : ارفض الزواج عبر الانترنت او عن طريق الاهل فالحالتان لدي مرفوضتان حالياً خاصة انني ما زلت صغيرة واعتقد ان الزواج عبر الانترنت تصل اليه الفتاة في مرحلة معينة من عمرها تقدم فيها تنازلات حسب ظروف معينة لتستطيع ان تبحث عن مواصفات مناسبة لشريك العمر الذي لم تجده في مجتمعها المحيط وهناك ايضاً اسباب اخرى ارفض بها هذه الطريقة في الزواج وهي عقلية الرجل الشرقي الذي يظل متمسكاً بأفكاره القديمة والمتعلقة بذاته، فمهما قبل وتزوج عبر الانترنت فسياتي اليوم الذي يغير فيه زوجته بالطريقة التي تزوج بها فالقضاء من جنس العمل احياناً وان كانت طريقة بدايتها خاطئة فالمشكلة تكون في عقلية الرجل الشرقي المتخلف المتناقضة الذي تارة يوافق على الشيء وتارة اخرى يرفض الشيء نفسه لذا فانا افضل ان اختار بنفسي شريك حياتي بدون اي وساطات.
عبد الحكيم طارق ناصر يقول : يعتبر الزواج عبر الانترنت طريقة غير واقعية او عملية لاختيار شريك الحياة ومعرفة مواصفاته فلا يمكنني معرفة طريقة تفكيرها وشخصيتها لان التعارف يكون مقصوراً على اشياء محددة وغير مباشر، فهذا اعتبره نوع من المبالغة في التعرف على شريك الحياة وبعيدة عن المشاعر الصادقة والاحاسيس فيكون كل شيء فيه مصطنعاً ومبالغاً، واذا خيروني بين هذه الطريقة وبين الزواج عن طريق الاهل فانا افضل ان اختار شريكة حياتي واتعرف عليها بنفسي، أراها بعيوني انا بدلاً من عيون اهلي، والانترنت يمكن ان استخدمه بعد ان اتعرف على الانسانة المناسبة كوسيلة للتواصل معها لزيادة التعارف وحجم المحبة والود والوئام فيما بيننا بعيداً عن اعين ونواظر الناس واعتبر الانترنت هنا وسيلة ايجابية في هذا الجانب.
لطفي رأفت محسن جميل يقول : الزواج عبر الانترنت ليس فيه مصداقية في الحصول على معلومات شريك الحياة وليست هناك ايضاً مصداقية في دخول مواقع الزواج بالأنترنت بسبب الاستهتار من قبل المستخدمين لهذه المواقع، فعندما تطرح المعلومات او الشروط في طلب رغبة الزواج بمواصفات معينة لشريك الحياة تطرح معلومات خاطئة واحياناً يدخل الشاب الطالب للزواج بمواصفات فتاة لغرض اللعب والتسلية وقضاء وقت الفراغ وكذلك نفس الشيء مع الفتاة التي تدخل هذه المواقع لطلب بمواصفات شاب لطلب عروسة كل ذلك من اجل اللعب والاستهتار بالمشاعر، لذا ليس هناك وعي كافي لهذه الخدمة فالأغلبية يأخذونها من باب التسلية وللأسف يكون الشيء العام الموجود لدينا في وسط مجتمعنا اليمني والمجتمع العربي عموماً ان الذين يدخلون هذه المواقع الخاصة بالتعارف وطلب الزواج ويضعون اسماءهم وصورهم ومعلومات عنهم لا يكون غرضهم الزواج وانما الغرض الوحيد في ذلك هو من اجل تضييع الوقت وتكوين صداقات وغرض الدردشة والدليل على ذلك المعلومات التي تطرح في خانة التعارف والتي يحصل عليها المرء من هذه المواقع وهي ان الشخص يصاب بخيبة امل ونكبة حقيقية ويصطدم بأشياء ومعلومات وهمية كاذبة وخاطئة فالأغلبية باعتقادي يستخدمون هذه الخدمة ويسخرونها بشكل سلبي وهذا دليل على عدم الوعي الكامل لفوائد هذه الخدمات العصرية لأنسان في هذا العصر.
ماجد عبد اللطيف عمر سالم يقول : عندما نتحدث عن موضوع الزواج فعلينا ان نعي اولاً ثقافة مجتمعنا الذي تربطه عادات وتقاليد واعراف اسلامية محافظة، في بلد مثل اليمن عندما نتحدث عن موضوع الزواج عبر الانترنت نجد معارضة كبيرة وانا كواحد وفرد في هذا المجتمع افضل الزواج عن طريق الاهل بدون اي تفكير فالإنترنت استخدمه للتعرف بعادات وتقاليد مجتمعات اخرى اخذت معلومات عن السياسة وعن الحياة الاجتماعية والثقافية والرياضية لكن في الزواج هناك اشياء جوهرية، 
عنتر معز الدين مهيوب تداخل بالقول : اعارض بشدة الزواج عبر الانترنت فالزواج ليس لعبة انما هو علاقة وعشرة عمر في الدنيا يجب الحرص الشديد في انتقاء شريكها، واعتقد ان المعلومات التي سأحصل عليها عبر الانترنت تكون غير دقيقة ان لم تكن كاذبة وغير صادقة وصحيحة فلا يكفي ان يكون الوسيط بيني وبين من سأرتبط بها مجرد جهاز اصم، لا يمكن ان اتعامل مع جهاز في تكوين وبناء حياتي الاسرية فلا يستحق التعارف الحقيقي مع من سأرتبط بها عبر الانترنت لان كل واحد فينا سيكون في عالم مختلف عن الآخر، 
ياسمين جبر محسن علي تقول : ارى ان الزواج عبر الانترنت من الطرق الحديثة التي فيها ايجابيات اكثر من السلبيات فاذا حصل تعارف بين اثنين عبر (دردشة)  الانترنت يتبادلان الحديث والمشاعر بحرية وجرأة تامة وتدقيق فيستطيعان ان يتكلما عن كل شؤونهما دون ان يشعر احدهما بأي احراج من الآخر بعكس الحديث المتبادل بشكل مباشر فاذا نجح الاتفاق والتوافق والانسجام بينهما ينتهي الامر بالزواج واذا فشلت العلاقة يذهب كلاً في طريقة دون ان يشعر احدهما بالحرج او الجرح من الآخر لانهما لا يعرفان بعضهما البعض وبذلك تنتهي حكايتهما بدون ان تنتشر عبر نطاق واسع ويدخل فيها القيل والقال، فميزة العلاقة عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل فيها لا تتعدى كونها تدور بين اثنين فقط وثالثهما جهاز اللابتوب (الكمبيوتر) او الجوال (الهاتف النقال) وهي بعيدة كل البعد عن كلام الناس.
واضافت : هناك حكاية حقيقية لشاب وفتاة تزوجا عبر الانترنت بعد قصة حب طويلة بينهما دامت سنوات، بدأت بكذبة وانتهت بمصارحة كلاً للآخر وزواج سعيد، هذه القصة انطلقت عبر الدردشة عن طريق تطبيق (الواتس آب) بين فتى وفتاة دخل هذا الشاب  موقع التواصل الاجتماعي هذا وقام بالضغط على رقم عشوائي ليتضح له بان صاحب هذا الرقم فتاة شابة فبداء بمراسلتها على اساس انه بنت برسائل وديه ودينية وحبية حلوة، فكانت تبادله نفس الرسائل واستمر هذا التعارف بينهما اشهر عديدة حتى اكملا السنة ونشأة بينهما علاقة حب ومودة وهنا جاء وقت الافصاح والمصارحة والاعتراف وبدأ الشاب بالاعتراف للبنت بانه ليس امرأة وانما هو شاب وبدأت هي بدورها في بالمصارحة بانها فتاة وليست فتى وهنا كانت المفاجأة للاثنين وتمسك كل واحداً منهما بالآخر وطلب الشاب الزواج من الفتاة ووافقت وانتهت القصة بينهما بزواج سعيد ونهاية لم يتوقعها كل واحد منهما وهذه القصة من بين عدة قصص جميلة حصلت عبر منصات التواصل الاجتماعي بشبكة الانترنت في اليمن، كما ان هناك فتاة اخرى رفضت ذكر اسمها تؤيد الزواج عبر الشبكة العنكبوتية ولكن بشروط حيث تقول : اذا الغينا عنصر العادات والتقاليد والاعراف فانا مع الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي (عبر الانترنت) لأنه فيه ميزات كثيرة منها ان المرأة تستطيع البحث عن شريك حياتها الانسب بعد طول معرفة وبحث وتنقيب عن كافة تفاصيل حياته وبدقة وبدون ضغوطات او املاء او وصاية من احد وبعيداً ايضاً عن رقابة وعيون الناس.
واضافت : فالفتاة من هنا تستطيع المحادثة دون ان يراها احد ليس مثل اللقاء المباشر والخروج مع الشاب كما هو حاصل في عصر الانفتاح في بعض المجتمعات انما تدور المحادثة بعيداً عن انظار كليهما وبشكل يحفظ التعاليم والآداب والاخلاق، فالأمور كلها تتم عبر شاشة الجوال او جهاز الكمبيوتر ولكن السؤال المحير والذي يبرز فيما بعد ولايزال حتى اللحظة يبحث عن اجابة هو اذا توافقت الفتاة مع الشخص المناسب لها عبر وسائل التواصل بشكة الانترنت هل سيقبلون اهله او اهلها بذلك؟ هذا هو ما يثير المخاوف.
زياد محمد جامع الزوحري يقول : الزواج عبر الانترنت يكون نابعاً من اختيار المعنيين وهما الشاب والفتاة يختار كل واحداً منهما ما يناسبه دون تدخل رأي واختيار طرف ثالث.
واضاف : وبما ان الانترنت الوسيلة العصرية لزمن السرعة التي تسير الامور فيه بعجالة هائلة فهي الوسيلة الانسب لهذا العصر وكل زمان وله حكمة، كما ان الزواج عبر الانترنت يبعد عن البنت باعتقادي القيل والقال، فهي تبحث عن شريك العمر دون ان تخاف من عيون الناس، فالأنترنت باعتقادي اعطى البنت حقها في اختيار الزوج في مجتمع يرفض لها ذلك.
وتابع قائلاً : لكن هناك بعض المساوئ لهذه الخدمة ويتمثل ذلك في وقوع بعض الفتيات فريسة لشخص كاذب لا يوجد له هم الا الايقاع بالفتاة وتشويه سمعتها او ليس له غرض سوى التسلية وتمضية الوقت واللعب بمشاعر بنات الناس، فقد يعطيها صور وهمية كاذبة وغير صحيحة ويرسم في مخيلتها انطباع وهمي عن نفسه وهنا في معظم الاحيان لأتميز الفتاة حقيقة الامر الا فيما ندر حيث تنجح هذه الوسيلة في ظروف معينة فكل ظرف وله حكمة، واستحضر هذا قصة حصلت لاحد الاشخاص الذين اعرفهم حيث دخل عبر منصة التواصل الاجتماعي المسماة (واتس آب) ليوهم احدى الفتيات بحبه لها، فارسل لها صورة لشاب وسيم واعطاها مواصفات وهمية عنه ولكن الفتاة احبت ان تتأكد من ذلك فطلبت منه موعداً في احدى المنتزهات للتعرف عليه عن كثب وجهاً لوجه، وعندما ذهبت اكتشفت الحقيقة وهي ان الشاب كان يرسل لها صورة صديقة وهنا نزلت الفتاة بسيل من السباب والشتائم على هذا الشاب الكذاب وهذه كانت نهاية علاقتهما وبتصوري فأن نهاية اي علاقة تبدأ بالأكاذيب والافتراءات تكون بهذا الشكل.
صلاح درويش فاروق الجابري يقول : الزواج ليس عبارة عن مواصفات حتى تبحث المرأة عن شريك حياتها .