آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:12ص

ملفات وتحقيقات


( عدن الغد ) تستطلع أوضاع صيادو قصيعر بحضرموت : الصيّادون بين مطرقة المعاناة المستمرة وسندان غياب الاهتمام الحكومي لهم !

الثلاثاء - 05 فبراير 2019 - 05:14 م بتوقيت عدن

( عدن الغد ) تستطلع أوضاع صيادو قصيعر بحضرموت : الصيّادون  بين مطرقة المعاناة المستمرة وسندان غياب الاهتمام الحكومي لهم !

عدن(عدن الغد)خاص:

رصد / الخضر عبدالله :

 يعود الصيادون بعد رحلة شاقة بحصاد سمكي ضئيل لا يعوضهم حتى عن ثمن البنزين الذي استهلكوه في الرحلة فتزداد معاناة صيادو منطقة قصيعر بحضرموت ، يوماً بعد الآخر، في ظل غياب الجهات المختصة وضعف دور الجمعيات السمكية التي ينتمون إليها، ومما ضاعف من معاناتهم  أصحاب التخاوي  واحتكار  المشترين لأسماكهم ، فيما أضاف لهم من المعاناة   عدم  وجود ميناء واسواق  حراج  مخربة , و معدّات الصيد معاناة أخرى فوق معاناتهم.

وللتعرف على أوضاع صيادو قصيعر التقت  " عدن الغد "  بعدد منهم حيث أكدوا  أنهم يواجهون ظروفاً صعبة اليوم، ، فرحلة صيد واحدة أصبحت تكلف الصياد ما بين ستين إلى سبعين ألف ريال يمني، قيمة البترول، وتزداد المعاناة لو عاد الصياد بعد رحلة شاقة بحصاد سمكي ضئيل، لا يعوضه حتى عن ثمن البنزين الذي استهلكته الرحلة، لهذا يقولون " لا غرابة في ارتفاع أسعار الأسماك اليوم " .

المعاناة الأولى تتمثل في الزيادة الجنونية في قيمة شباك الإصطياد :

الصياد أبو محمد  يتحدث عن معاناة الصيادين في قصيعر  ، موضحاً أن " المعاناة الأولى تتمثل في الزيادة الجنونية في قيمة شباك الإصطياد حيث وصل ثمن الشباك لأكثر من ثلاثمائة ألف ريال , وكذلك  يعانون من عدم ميناء وسوق حراج وعدم الاقبال بكثرة على شراء اسماكهم ".

ويؤكد أنه " لا يوجد أي دعم أو إهتمام بالصياد من قبل الجهات المختصة مما ضاعف من معاناتنا حتى المنظمات التي سمعنا أنها تدعم الصيادين لم نرَ واحدة منها " .

ويضيف " أيضاً يضطر الصياد لبيع الأسماك لشركات وتجار من خارج المنطقة ، كما أن المشتقات النفطية ارتفعت غير سعرها السابق  وأثرت سلباً على إنتاج الصياد " .

ما يضطر عشرات الصيادين في جمعية قصيعر السمكية لقطع 30 ميل بحثا عن الاسماك بعد ان كانت قوارب الصيد لا تتجاوز 5 اميال فقط بسبب سفن الصيد التجارية التي تسببت بتدمير البيئة البحرية وجرف الاسماك في موسم التكاثر.

الاسماك يتراجع وجودها بسبب عمليات الجرف :

يقول الصياد معتز حسين :في هذا الشاطئ كنا نصطاد الكثير من الاسماك وتراجع وجودها بسبب عمليات الجرف التي قامت بها سفن تجارية بموافقة الحكومات السابقة  ،وسنحتاج الى سنوات لاستعادة التوازن في البيئة البحرية .

يشير معتز  في حديثه لــ" عدن الغد "  : نحن الان في موسم اصطياد ولكن نادرا ما نجده في موسمه بسبب عمليات الجرف  من قبل سفن الصيد التجارية ،كنا نصطاد كثير من الاسماك من هذا الشاطئ ومن بينها (الجحش  والخلخال و الخمبقات ) اختفت تماما من هذا الشاطئ .

ويضيف: نحن ندفع كل يوم ضريبة للحكومة في اسواق الحراج ولم توفر لنا ثلاجات أ وميناء  لخزن الاسماك ونضظر لبيعها بأسعار زهيده حتى لا تتلق بسبب تعطل رصيف الاصطياد وعدم صيانة ثلاجات الحكومة  .

يتحسر على مهنة توارثها كثير من اقرانه :

وبعد عقود قضاها الصياد ياسر ابو خالد  في البحر صار يتحسر على مهنة توارثها كثير من اقرانه ابا عن جد ليختتم حديثه لـ" عدن الغد " بعد ان يأخذ نفسا عميقا : كثير من الصيادين اعضاء الجمعية هجروا البحر بسبب الخذلان الحكومي للصيادين  والخسائر التي يتكبدوها بدءا من غلاء صيانة محركات القوارب وقلة العائدات من بيع الاسماك في سوق الحراج .

مشهد ومعاناة :


هذا مشهد عام لمعاناة الصياد في قصيعر بحضرموت ، والتي بسببها حدث تراجع كبير في الإنتاج في ظل غياب الإهتمام والدعم الحكومي للقطاع السمكي ، وكل ذلك انعكس بدوره على حياة المواطنين الذين يعدون السمك وجبة غذائية أساسية، لكن غلاء سعره جعل بعضهم يستغنون عنه ويبحثون عن حلول بديلة تتناسب  مع أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.