تقرير / الخضر عبدالله:
الشيخ عثمان حي تجاري شعبي وذات كثافة سكانية.. كان في بداية القرن السابع عشر عبارة عن مزار ديني للولي الشيخ عثمان المقبور فيها ، وسميت المدينة باسمه ، ويؤكد ذلك المؤرخ حمزة لقمان أن مدينة الشيخ عثمان كان اسمها "الشيخ الدويل" ، ويرجع هذه التسمية إلى الولي الشيخ عثمان بن محمد الوكحى الزبيري في بقعة مواجهة للقرية.. واصبحت على مشارف القرن الحادي والعشرين أكثر المدن كثافة بالسكان حيث اتسعت هذه القرية بسرعة مذهلة .. وأبرز ما يميزها مسجد النور الذي يتربع في وسطها فيملأها هيبة وجمالا , ويعد من أهم المعالم التاريخية و أكبر المساجد في المدينة تم بناؤه عام 1958 م. .. واليوم أصبح معلماَ يتهاوى ويشكي حاله المؤلم ..على الرغم أن المسجد يتكون من طابقين الأسفل يحتوي على اكثر من ستين محل تجاري مؤجر تذهب إيراداته إلى مهب الرياح. وتتساقط بنيانه لبنة لبنة .والطابق العلوي مسجداَ يشكو حاله المرير , دون أن تحرك وزارة الأوقاف ساكناَ ..صحيفة (عدن الغد ) ومن واجبها المهني المحتوم زارت المسجد وخرجت بهذه الحصيلة :
مسجد النور.. تاريخ إسلامي يمثل تجربة نضالية رائدة :
مواطن من المارين تحت مسجد النور قد بلغ من الكبر عتيا , عندما رانا نقوم بتصوير المسجد , قادة الشجون ماذا تفعل يا أبني .. قلت أصور أركان المسجد التي باتت تتهاوى في ظل خذلان مكتب الأوقاف تجاه هذا المعلم التاريخي الإسلامي فتحدث إلينا قائلاً:"مسجد النور مسجد له مكانه دينيه قبل ان يكون له مكانة تاريخية .
ويستريل ": إن مسجد النور يعتبر أحد ركائز التراث العدني ولكن للأسف اضحى تراث يندثر و يتهدم امامنا بفعل الاهمال المتعمد و المقصود من الجهات الحكومية قبل الجهات الخاصة , المسجد يعد أكبر المساجد في مدينة عدن تم بناؤه عام 1958م, ويتجلى واضحاً فيه فن العمارة الإسلامية .
و يردف " : اليوم اضحى بلا ترميم أو اهتمام ..فكيف نريد أن تحل علينا بركة الله و رضوانه ورحمته و نحن لا نخدم بيوته ولا نوفيها حقها , ان كل ما نخشى منه هو السقف المسجد لكلتا الدورين الذي نخر النمل الابيض أعمدته واوشكت جدرانه على الانهيار على رؤوس مصليين المسجد والمارة من تحته , يؤسفنا أن نرى حاضرنا يسرق امام اعيننا.. ولكننا لن نقعد مكتوفي الايدي حيال من يريد سرقة ماضينا وتراثنا وسنقف صفاً واحداً أمام كل هؤلاء , فمن لا ماضي له لا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له .
واختتم حديثه " : إن المسجد اليوم يحتاج إلى اهتمام كبير , يحتاج إلى ترميم مستعجل لهيكله الداخلي و الخارجي على صعيد واحد يحتاج إلى عناية مستعجله و ترميمه أركانه لا يتم بالصورة التي يرمم بها أي مسجد آخر بل اننا نطالب بمختصين لترميم هذا التراث الديني والتاريخي . لان ترميم الاثار و التراث أشبه ما يكون بعملية جراحية يجب أن يتحرى المرممين بها الحرص و الدقة لكي لا تطمس الآثار التاريخية و المعالم التراثية فيها , فإننا من هنا نناشد هيئة الاوقاف , هيئة المياه , الهيئة العامة للتاريخ والتراث , وزير الأوقاف , وزير السياحة. و نناشد كل عشاق عدن و كل اهلها وتجارها و كل أهل الخير بأن يلتفتوا حول مسجد النور .
أكبر أماكن لتجمعات المصلين :
أما الحاج / صالح قائد القرشي التقناه أثناء نزوله من المسجد و تحدث عن مكانة مسجد النور في النضال ضد الاستعمار البريطاني قائلاَ :" كان الثوار والمناضلين يقومون بتوزيع المنشورات داخل المساجد باعتبارها أكبر أماكن لتجمعات المصلين، وكانوا إما أن يقوموا بتوزيع تلك المنشورات أكثر من شخص في كل مسجد وذلك عندما يركع المصلون أو في أثناء السجود يقوم اثنان أو ثلاثة من المكلفين بتوزيع المنشورات بإلقائها على صفوف المصلين حتى يتمكنوا من الفرار ولا يستطيع بوليس الإنجليز أو المخابرات إلقاء القبض عليهم.
وأضاف : ففي مسجد النور بالشيخ عثمان مثلاً على سبيل المثال لا الحصر كان الثوار يستخدمون مكرفونات المسجد للإعلان عن سقوط المناطق من المشيخات أوالسلطنات أو المحميات تحت أيدي الثوار ويوزعون المنشورات داخل المساجد أو يقومون بوضعها فوق المراوح داخل المساجد حتى لا يعلم أحد بها فإذا ما تم تشغيل المراوح تبعثرت المنشورات على عامة مساحة المسجد .
الوالد / هاشم قائد رشيد , انتقد وبشدة قِدم المسجد وتاريخه الإسلامي و الذي يزيد عمره على 60عاماً كما انتقد كذلك تآكل أركانه وجدرانه وظهور الشروخ عليها بشكل واضح ، بالإضافة إلى قدم مرافقه , حيث إن جميع مرفقاته أصبحت قديمة بما فيها الأبواب والنوافذ والفرش .
المسجد لم يحظى بأي اهتمام :
وفي الجانب نفسه أكد بعض المصلين ممن التقيناهم وبشكل حازم أن «المسجد لم يحظى بأي اهتمام أو إشراف من قبل المسؤولين في الأوقاف .. على الرغم أن المسجد يحتوي العديد من المحلات التجارية مؤجرة تذهب إيراداتها إلى أدراج الرياح ".
وطالبوا فرع الأوقاف بالمحافظة " بالإسراع في منح المسجد الاهتمام والذي يعتبر الأقدم في المدينة, رافضين أن يعاني من الإهمال بأية حجة كانت موضحين أنه قد تم رفع المطالب للأوقاف قبل عدة أعوام لترميمه ولكن الحديث يدخل قصب ويخرج حطب " .
التقينا بأحد أئمة المسجد( لم يعرف عن أسمه ), المعين من قبل هيئة الأوقاف والأرشاد بعدن فقال: أن مسجد النور هو هامة تاريخية ودينية افتخر ان أكون احد القائمين عليها ولكن كل ما يعصر قلبي هو قلة حيلتي و إمكانياتي التي وإن توفرت سوف أقدم كل ما عندي لبيت الله وكما ترى المسجد بأم عينك في حالة يرثى لها على مرى ومسمع الجميع.
واضاف " المسجد يتكون من طابقين الطابق العلوي مسجد وحمامات ومعهد علمي قديم والطابق السفلي يحتوي على محلات تجارية وحمامات يقدر عددها 66 محل تجاري و44 حمام وتقدر قيمة الايجار لشهر الواحد 16000 ريال للمحل المطل على الشارع والمحل الداخلي 10000 ريال ولكن كل هذا الإيرادات تذهب إلى مكتب الأوقاف بالمحافظة ودون أن يعطي مكتب الاوقاف أي اهتمام للمسجد ولو حتى ( باكت صابون ) والمسجد تظهر عليه تشققات الجدران وتكسير زجاج وتساقط ابواب الحمامات من الذحل والصور التي التقطتها خير برهان على معاناة المسجد.
وأردف " مكتب الاوقاف لا هم له الا أن يستلم مبالغ إيرادات إيجارات محلات المسجد فقط , حتى نحن الائمة وكذلك المؤذنين نحصل على رواتب زهيدة فامام المجسد يحصل على كل ثلاثة أشهر على 5000 ريال فقط , ويحصل المؤذن على 4700 كل ثلاثة شهور بينما تذهب المبالغ الطائلة أدراج الرياح .
ويضيف " واما بالنسبة للمعهد الديني فقد تحول إلى أطلال وخراب واغلق منذ سنوات طويلة لعدم وجود إمكانيات تساعد على فتح المعهد .. وعبر صحيفتكم نناشد الجهات المعنية ان تهتم بهذا الصرح التاريخي الإسلامي من الطمس والاندثار .
