آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:49م

ملفات وتحقيقات


الطبيب المداوي ومعشوقته أبين .. يا هادي

الثلاثاء - 29 يناير 2019 - 12:50 ص بتوقيت عدن

الطبيب المداوي ومعشوقته أبين .. يا هادي

كتب / أماني مجمل

واجه التحديات بالتحدي وصمم بعزيمة وإصرار منقطع النظير ، فاق توقعات الجميع بقلبه للواقع المرير وجعل منه ماض بطيه جميع صفحاته ، لم يتخاذل أو يتهاون قيد أنملة ، ولم يقف موقف المتفرج وقد تمزقت معشوقته أبين إلى أشلاء وباتت تحت ركام الدمار ..

فحينما قرعت أجراس الحرب توارى مدعوا البطولات عن الانظار ، وانبرى ابوبكر حينها والتف حوله كل الشرفاء من شبابها وابنائها ليقف سدا و حصنا منيعاً أمام جحافل الغزاة هو ومن مع من الشرفاء ، في حين أنه لم تولى على عاتقه مسؤولية حمايتها رسمياً . وحين إنتصرت أبين ، انزوى بعيداً عن الاضواء كعادتة ، وظهر مدعو البطولات كآباء شرعيين للنصر ليطبقوا المقولة التي تقول ( للنصر ألف أب ، وحدها الهزيمة دوماً تكون يتيمة بلا أب) .

برغم أن أبين إنتصرت في معركة التحرير إلا أنه كان لزاماً عليها أن تخوض حرباً أخرى .. حرب ضروس أشد ضراوة لاتقل أهمية عن حرب التحرير .. ألا وهي معركة البناء ، ومعركة حرب شعواء مع الفساد .. نعم معركة بناء الانسان والارض ، ومعركة التخلص من الفاسدين وعبثهم بمقدرات الدولة .. وحينها صرخت أبين مستغيثة و منادية لمن يحررها من دمارها وعبث فاسديها .

وكان مايحرق قلب سيادة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور حفظه الله هو ابنته وفلذة كبده أبين التي كان يسمع صوتها وهي تأن أيما أنين لجراحها العميقة التي أصيبت بها بسبب اصاباتها التي تعرضت لها من أعدائها وظلت تنزف دمًا و وسع جراحها المرتزقة والفاسدون من أبناء جلدتها فظلوا ينهشون في جراحها بدلًا من أن ينقذوها فزادوا حالتها سوءً ، وظلت أبين تأن و تأن.. حتى على وارتفع صوت أنينها الذي أوجع فخامته حال سماعه له ، فلم يحتمل ذلك ، حيث سارع بالنداء للقائد العسكري اللواء أبابكر حسين سالم وتكليفه مختلف مهام الإنقاذ والإنعاش .

ولبى بعد ذلك أبوبكر نداء فخامته وشرع في عملية الإنتشال ، وقهر المستحيل بتواضعه وإرادتة التي لاتلين شرع بنفض الغبار عن وجه أبين الذي دثر ، ليهيأ لها بداية مراحل الإنقاذ والإسعاف .

فلقد كانت تنظر إليه معشوقته أبين بعينين مستنجدتين تذرف منهما الدموع وهي بين أوساط الركام، وإنتبه أبوبكر إلى تحديق عينيها وهي تذرفان الدمع فقرأ مافي عيناها وكفكف عن دموعها من على وجنتيها، وسارع بإنتشالها من تحت الركام ليبدأ بعملية الإنعاش والعناية المركزة لها فلقد كان حالها يرثى له يوجع القلب ، فهيهات .. لم يتهاون صاحب القلب الرحيم عن نجدتها ، ليتحول من قائد عسكري مغوار إلى طبيب جراح ماهر ، ظل يفحص هذا العضو ويفحص ذاك من أعضائها إلا أن أغلب جميع أعضائها كانت متوقفة لاتعمل حتى وصلت إلى درجة الموت السريري ، فلقد دمرت أغلب أعضائها تمامًا.

رغم كل هذا وذاك ياهادي ، لم يتقاعس طبيب أبين الجراح ، ولم ييأس ويقف موقف المتفرج.. فلم يسمح لمجال اليأس أن يختزله أو يوهنه وهو يرى معشوقته تموت.. لم يتخلى عنها ، سخر الطبيب كل ماأعطاه الله من حنكة وفطنة وحكمة لعمل مايتوجب عليه ياهادي . قام بأعادة شرايينها لتجري الدماء خلالها وتصل إلى كل عضو قد خمل فيها ، حتى بدأت بلوغ مرحلة التعافي والتي تحتاج إلى العناية المستمرة التي تتطلب وقتاً طويلاً في هذه المرحلة .